قصه
وشنا لما علي قاله أنه هيتجوز أحلام
أرتفع حاجبيها بتعجب وقالت بشجن ياااه ده انت روحت لبعيد أوى فوق العشرين سنة
ثم شردت وهي تتابع بحنان كان ساعتها معانا عبد الرحمن ويوسف ومكنش ساعتها لسه ربنا رزقنا البت فرحة
تنهد حسين بقوة للذكرى ثم قال فاكره يا عفاف كان نفسى أوى يبقى عندى بنت واسميها فرحة
ابتسمت عفاف بسعادة وهي تقول و ربنا كرمنا بيها بعد يوسف بكام سنة اللهم لك الحمد والشكر يارب
استندت عفاف إلى راحة يدها وهي تتنهد وتقول سبحان الله كأن الكلام ده كان لسه من كام يوم مش من سنين طويلة
عندما انهت كلمتها الأخيرة لمحت دمعة في عينيه تقاوم لتخرج ولكنه كبح جماحها في صبر فقالت
قال في حزن الله يرحمه مش لو كان سمع كلامنا من الأول كان زمانه
قالت عفاف مقاطعة استغفر ربك يا حسين ده قدر ونصيب ربنا كتبله يتجوزها ويخلف منها تلات عيال
لمعت عينينه في عزيمة وأصرار وهو يقول هلاقيهم يا عفاف لازم الآقيهم علي الله يرحمه وصانى ادور عليهم واجبهم هنا وسطنا في بيت العيلة ومن ساعتها وانا بدور عليهم وان شاء الله هلاقيهم قريب انا خلاص قربت اوصلهم
وقف عبد الرحمن أمام مكتب والده وطرق الباب بخفة ثم دخل وأغلق الباب خلفه نظر إليه والده قائلا
تعالى يا عبد الرحمن
دخل وجلس في مواجهته وقال خير يا حاج حسين بعتلى ليه
تسائل حسين ببساطة وهو يقلب الأوراق بين يديه مروحتش المطار النهاردة ليه
أجاب عبد الرحمن في ضجر يا بابا يا بابا حرام كده بقالى سنيين بروح المطار وأطلع على كشوفات القدوم والمغادرة من مصر لما صاحبى زهق
قال حسين بعصبية يعنى ايه زهق هو يعنى بيوريهالك ببلاش وبعدين مالك مضايق كده مبقتش عاوز تدور على ولاد عمك ولا أيه أروح انا بنفسى
أطرق عبد الرحمن متململا في مقعده وهو يقول العفو يا بابا بس كفاية كده لو كانوا هينزلوا مصر كانوا نزلوا من زمان لكن طالما بقالهم سنين يبقوا استقروا خلاص
حاول عبد الرحمن تهدئة الموقف قليلا وهو يقول حاضر يا بابا حاضر هروح بكره الصبح على طول
ثم نهض واقفا في سرعة وهو يقول بعد أذن حضرتك لازم اروح مكتبى علشان عندى شغل ضرورى
مش نخالينا في شغلنا ولا أيه
نظرت إليه قائلة بتفكه خاليك في حالك
أبتسم وقال طب هتتغدى معايا النهاردة
ضيقت بين حاجبيها قائلة لاء
ثم تابعت هامسة ماما عامله محشى النهارده يجنن جبتلك معايا
نظر عبد الرحمن حوله وقال محشى! ينهار ابيض ده احنا ممكن نتقفش بيه ونروح في داهية بصى لما ابويا ينزل رنى عليا اجيلك صاروخ استفرض بالمحشى ده لوحدى
قالت بدلال يعنى هتاكل لوحدك
قال بخفوت لا طبعا
ثم غمز لها وتابع هبقى أديكى واحدة
أحمرت وجنتيها وقالت عيب كده يا عبدالرحمن أحنا لسه مخطوبين
قال بخبث أنت فهمتى أيه أنا قصدى أديكى واحدة محشى يعنى نيتك وحشة على فكرة
نظرت له بغيظ فضحك وانصرف إلى مكتبه على الفور عندما دلف للداخل وجد يوسف جالس ينتظره وبمجرد أن رآه قال سريعا
أيه يا عم كنت فين بقالى ساعة مستنيك
قال عبد الرحمن ساخرا وهو يجلس خلف مكتبه ساعة أيه أنت هتفشر ده أنا مكلمتش ربع ساعة لخص عاوز أيه سايب مكتبك وجاى ترمى بلاك عليا ليه
تصنع يوسف الحزن وهو يقول كده يا عبده ده انا أخوك برضة
زفر عبد الرحمن وهو يهتف به اااه شكلنا مش هنخلص النهاردة عاوز ايه يابنى خلص بدل فيلم الحرمان ده
سأله يوسف بفضول أبوك كان عاوزك ليه
نظر إليه في دهشة قائلا هو مفيش حاجة بتستخبى في الشركة دى أبدا يا سيدى بيسألنى مروحتش المطار ليه الشهر ده
هتف يوسف بحنق يوووه هو لسه حاطط أمل في الحكاية دى
حرك عبد الرحمن رأسه مؤكدا بسخط مش أمل وبس دى أمل وعمر كمان
أبتسم يوسف وهو يغمز قائلا وطبعا انت مصدقت تروحله لما طلبك علشان تشوف هند
هتف عبد الرحمن على الفور بطلوا قر بقى
مش احسن ماقعد فردانى زيك كده
قال يوسف بتهكم فردانى سنجل اهو احسن من الحريم وخلاص
أخرج عبد الرحمن بعض الملفات من درج مكتبه وفتحها واحدا منها وهو يقول هتفضل طول عمرك معقد اللى
يشوفك
كده يقول انك
كنت بتحب