قصه للكاتبه سلمي ناصر
فلوس متلتة قد كدا ..
هزت انصاف راسها لجوزها .. وهي لسة مش مقتنعه اوي .. وراحت ناحية ابنها الي لسه شايلها وبيلعب معاها ..
هاتها يا فارس .. انت شايلها ليه دي لسة صغيرة ممكن تقع منك ..
ابتسم فارس ببرائه
لٲ يا ماما سيبيها معايا نامت وانا شايلها شوفتي عنيها لونهم حلو اوي دي ضحكتلي مرتين
!
فارس بص لفلك لقاها بتضحك وهي نايمة .. فضحكلها هو كمان .. وملس بصوابعه الصغيره علي شعرها الخفيف .. وناولها لٲمه براحه .. وهي خدتها تنيمها جوا ..
عدت ايام وفلك عايشة عند عمتها .. وفارس اتعلق بيها اوي .. وبقا كل شوية يدخل يلعب معاها .. ويضحكها .. وكان بيخلص مدرسه بسرعة ويجي جري عشان يقعد معاها .. ويومه بيبقي ملوش طعم لو ملعبش معاها وشاف ضحكتها .. وفلك كانت بتكبر وبتتعلق بفارس .. هو كان احن عليها من ابوه او امه .. كان بيدافع عنها دايما ومكانتش بتلعب غير معاه هو .. لكن انصاف وجوزها مكانوش بيطقوها بسبب مش معلوم.
_ يلا يا فارس .. خلص لبس وتعالي عشان تفطر
ماما هي فلك هتدخل المدرسه امتي
_ لسه مش دلوقتي ..
ازاي يعني بقا عندها 6 سنين .. طب حتي حضانة انا في سنها دخلت المدرسة
لا يا ماما هي مقالتليش حاجة .. بس انا عايزها تروح المدرسه معايا عشان بتقعد زعلانة لما بسيبها انا وندي لوحدها نفسها تلبس اليونفورم زينا .. من حقها هتتحبس في البيت يعني
_ ومين يساعدني في البيت ويشوف طلباتكوا
_ ندي! انت بتقارنها بيها
طب روح يا فارس مدرستك يلا عشان متتأخرش.
_ ماما عشان خاطري خليها وانا اوعدك هساعدك في حاجه البيت مكانها أنا مش بحب اشوفها زعلانة!
خرج فارس من المطبخ .. وراح لفلك الي واقفة جنب باب الاوضة وعنيها مدمعه بعد ما سمعتهم .. وقعدت علي الٲرض مربعة ايديها الصغيرة وهي بتقوله بحزن وصوتها الطفولي مبحوح
متزعليش يا فلك .. انا هكلمها تاني .
لا هي قالتلي مش هتروحي المدرسه وهتقعدي تساعديني في شغل البيت وتكنسي وتمسحي اشمعنا انا مش بتحبني !
متعيطيش بس .. انتي مش هتعملي حاجة وهتروحي معانا المدرسه هكلم بابا كمان .. بس متعيطيش .. بصي انا هروح دلوقتي عشان متٲخرش واما ارجع هبقي اكلمهم واقنعهم.
فارس لقاها بټعيط قوي .. ودموعها بتنزل علي خدها راح وقعد جمبها علي الٲرض ومسحلها دموعها .. وهو متعجب ليه امه وابوه
بيعاملوها كده
خلاص ممكن مروحش انهاردة يا فلك ..
انصاف خرجت من المطبخ
فارس انت مروحتش المدرسة لسة ! .. ومالها النحس دي بټعيط ليه مش قولتلك قومي اغسلي المواعين يا بت ! ..
فلك خاڤت ل ټضربها كالعادة ! .. وقامت علي طول من جمب فارس وهي بتترعش .. وراحت علي المطبخ بحجمها الصغير تقف علي الكرسي وتحاول تغسل الاطباق .. فارس بصلها واضايق من امه اوي
ايه يا ماما ! .. فلك تغسل الاطباق ازاي دي صغيرة وممكن تتعور .. ما تخلي ندي هي اكبر منها
_ يا سلام .. ومتروحش مدرستها بقا وتتعطل .. هيجري ايه لو غسلتهم خلي ليها لازمة وقوم عشان متتاخرش
فارس قام من علي الارض ورمي شنطة مدرسته .. وقال لامه بجديه وهو بيشمر كمامه.
هغيب مش رايح هقعد مع فلك عشان انتي بتضربيها يا ماما ولو سمحتي خليها متغسلش حاجة هتقع من علي الكرسي وبتعيط اهو!
أنا هغسلهم .. تعالي يافلك
ذهلت انصاف
_ تغسل ايه يافارس مدرستك ! خلاص مش هخليها تعملهم يادي فلك وسنين فلك وابو فلك !
مرت كذا سنة .. وانصاف كانت رافضة انها تودي فلك مدرسه تتعلم زي ولادها .. كانت عايزاها تعمل معاها شغل البيت وبس رغم صغرها وضعفها .. بس الحاح من فارس ابنهم وافقت علي مضض .. بس بشرط انها تعمل كل حاجة معاها .. وجوزها اسماعيل باع بيت ابوها .. وفتح مشروعه ونجح فعلا واغتنوا وبقا معاهم فلوس وغرقوا ولادهم من الفلوس دي .. بس فللك مش بينولها جنيه واحد منها! وكٲنها نكره خساره فيها .. مع انها طفله !
دخلت انصاف في بيتها الجديد وشايلة شنط وبتنادي علي عيالها ..
يا نودي تعالي يا قلب امك شوفي جبتلك