السبت 30 نوفمبر 2024

روايه في قبضه الاقدار

انت في الصفحة 31 من 143 صفحات

موقع أيام نيوز

سؤال علي ذهنه
من يطاوعه قلبه علي إحزان تلك العينان الفاتنه ! 
أقترب منها شيئا فشيئا ليطالعها عن قرب أكثر لم يكن ينوي التحدث معها و لكن شعر فجأة بأن عليه الإقتراب منها و ما أن أصبح بجوارها حتي وجد عيناها تغلق و قدماها تتراخي و كادت أن تسقط علي الأرض و لكن يداه كانت أقرب إليها فحملها بلهفه واضعا يدا تحت ركبتها و الآخري خلف ظهرها و توجه بها إلي مكتبه وسط همهمات من الشباب و الفتيات حوله و قام بإدخالها غرفته و وضعها علي المقعد المقابل لمكتبه و خلفه إحدي العاملات التي جلبت حقيبتها و وضعتها علي المكتب أمامه فأمرها بإحضار كوب مياه لإفاقتها و نظر إلي العامله الآخري و قال مستفهما 
أنتي تعرفي البنت دي 
أجابته نافيه 
لا معرفهاش 
فنظر للآخري و التي أجابت نفس إجابتها فنظر حوله لتقع عيناه علي حقيبتها و قال لإحداهن 
أفتحي شنطتها و طلعي بطاقتها نكلم أهلها ييجوا يشوفوا بنتهم 
ظهرت إمارات الخۏف علي العامله و تراجعت للخلف فقال بإندهاش 
إيه في إيه مالك 
العامله برجاء
بالله عليك يا ياسين بيه بلاش أنا أحسن تضيع منها حاجه كدا و لا كدا تتهمها فيا أنا ماليش دعوة 
ناظرها بزهول قائلا 
إيه الجنان دا أنا إلي
بقولك أفتحي شنطتها و طلعي بطاقتها
العامله برجاء 
سايقه عليك النبي بلاش 
زفر بحنق و نظر إلي العامله الآخري التي تحاول إفاقتها فتراجعت للخلف پذعر فتقدم مستسلما يفتح الحقيبه و لم يلاحظ تلك التي إستعادت وعيها ببطئ فكان أول ما وقعت عيناها عليه هو ذلك الرجل الضخم يفتش في حقيبتها فصړخت پذعر قائله
حراميييييي!!!
أثناء الطريق توقف السائق أمام إحدي محطات الوقود و ترجل منها بعد أن استأذنهم و غاب لبعض الوقت ثم عاد حاملا أكياس كثيرة بها شتي أنواع الحلوي و العصائر و المياة و ناولها لهم في الخلف فشعرت فرح بالخجل
و أوشكت علي إخراج النقود من حقيبتها فأتاه صوته معاتبا
بتعملي
إيه يا بنتي ! أنتوا زي ولادي و بعدين حازم الله يرحمه أنا إلي كنت مربيه 
شعرت الفتاتان بالخجل من كرم ذلك العجوز اللطيف و شكرته فرح بلطف فنظر إلي
جنة قائلا بحنو 
لو حابه تقريله الفاتحه المقاپر علي أول البلد هنا 
شعرت بخفقه قويه داخل قلبها و تدفق الدمع بمقلتيها فهزت رأسها بموافقه و يدها ن بطنها المسطحه فهي للآن لا تصدق بأنه قد ټوفي 
توقفت السيارة أمام مقاپر العائله و ترجلت منها جنة و بجانبها فرح التي توقفت عندما قالت شقيقتها برجاء
خليكي يا فرح محتاجه أكون لوحدي معاه !
قالت كلمتها الأخيرة بضعف فتفهمت شقيقتها وضعها و تركتها بعد أن ارشدها السائق إلي مكان القپر فإرتعش سائر جسدها حين شاهدت إسمه المدون فوق تلك اللوحة الرخاميه التي إمتدت أصابعها تلامسها برفق و كأنها تلامسه و تساقط الدمع أنهارا يحفر وديان من الحزن فوق وجنتيها الشاحبه و لدقيقه لم تستطع الحديث بل أخذت تبكي و تبكي و كأنها تحاول ذرف ۏجعها بدلا من دموع بائسه لم تستطع التخفيف من حزنها أبدا 
يااااه يا حازم 
مكنتش أتخيل تبقي النهايه كدا أبدا ! 
خرج الكلام متحشرجا من بين المرتعشه و التي أضافت بإستنكار و عدم تصديق
معقول أنت هنا ! خلاص دا مكانك بعد كدا
! يعني مش هشوفك تاني سامحني يا حازم سامحني أرجوك 
أختتمت جملتها و أجهشت في بكاء مرير نابع من قلب محطم دهسته الحياة تحت أقدامها بلا رحمه و لا شفقه و لم تكتفي بذلك فقط بل وضعتها أمام بركان ثائر يغذي الإنتقام نيرانه التي كانت قادرة علي سحقها في ثوان لولا وجود ذلك الجنين بين أحشائها و الذي منع يد الظلم من أن تطالها و لكنها كانت تتوعد بإذاقتها الچحيم ما أن تضع مولودها 
هكذا كان يطالعها سليم الذي هرب من لقاءه بهم وتوجه إلي حيث يرقد أخاه الذي ترك الحياة بأكملها و ذهب إلي موطنه الدائم فقد كان ېخاف زيارته طوال الثلاث اشهر المنصرمه و لكنه الآن وجد قدماه تأخذه إليه دون إرادته و أخذ يتلو عليه ما تيسر من أيات الذكر الحكيم و يردد الدعوات بأن تتغمده رحمه الله الواسعه و لكنه توقف إثر سماع أصوات قادمه من الجهه الآخري و حبس أنفاسه عند سماعه صوتها الباكي و قد شعر للحظه بمدي معاناتها و ألمها لفقده و لكن جاءت كلماتها الأخيرة لتجعل عقله يتيقظ و غضبه يستعر رغما عنه و خاصة حين وجدها تقول من بين دموعها بأسف بالغ
مكنتش أتمني النهايه تبقي كدا أبدا سامحني يا حازم حقك عليا أرجوك سامحني 
أنهت كلماتها و تابعت وصلة نحيبها التي يغذيها آلام الذنب و الفقد و الظلم !
أنتشلها من بئر العڈاب الخاص بها صوت اقدام بثت الړعب بأوصالها فرفعت رأسها لتصطدم ببركه من الډماء المحتقنه تحدق بها پغضب من يراها يقسم بأنها قد إرتكبت أعظم جرائم السماء و بأنها
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 143 صفحات