السبت 23 نوفمبر 2024

روايه الجزء التاني

انت في الصفحة 11 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

بها اما هو فكان يسير في شوارع نيويورك بخطوات ثقيلة وهو يحمل حقيبة ملابسه والدموع لا تفارق عيناه فبعد ان وجد شعاع الأمل وقطع مسافات طويلة لكي يلتقي بها انتهى به المطاف بأن يتركها مجددا ولكنه طلقها هذه المرة وقتل برعم الحب الذي كان من الممكن ان يمنحها ايه حتى دون ان يعرف انها حامل بأبنه وكما يقول المثل تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وهو سفينته قد ڠرقت في بحر حبها وقد جرحته اكثر من ميرا نفسها عندما قالت انها تحب غيره وتريد الزواج ولكنه يقف عقبة في طريق سعادتها هي وحبيبها الوهمي 
احتقر نفسه كثيرا لدرجة جعلته يشعر بالاشمئزاز لأنه سمح لفتاة تصغره بعشر سنوات ان تفقده عقله وتأسره بمثل هذه الطريقة المخزية حيث انه نسي من يكون وكم هو شخصية مهمة وكثيرون من يرتعبون لمجرد سماع اسمه فنظر الى المحيط وقال بنبرة صوت يملؤها الڠضب الممزوج
بالألم خلاص يا ادهم هي عايزه كدا يبقى سيبها تغور في ستين داهية ومش انت اللي تجري ورا وحده ست اختارت انها تبعد عنك علشان واحد تاني اساسا كان لازم تتعلم من غلطتك الأولى وتقفل قلبك ومتسبش اي حد يهزك 
ثم سالت دمعة ملتهبة على خده الأيمن عندما قال بنبرة حاسمه هنساكي يا مريم هنساكي وهقفل قلبي علشان مايحبش حد تاني هنساكي يا اجمل غلطة حصلتلي 
قال ذلك ثم مسح دمعته الخائڼة وقرر العودة إلى موطنه بأسرع مايمكن حتى لا ېغدر به قلبه ويحرضه على العودة اليها عندها سيخسر كل ما تبقى له من كرامة فتوجه نحو المطار دون ان يستريح او يبدل ملابسه وحجز تذكرة عودة إلى مصر اما هي فنهضت من مكانها بعد نوبة بكاء عاصفة وقررت العودة إلى شقتها لكي تنام قليلا وتريح جسدها الذي انهكه الحزن وبعدها ستخبر صديقتها الهام بكل ما حدث معها لعلها تخفف عنها 
وهكذا مرت اربع سنوات وخمسة أشهر حدث خلالها كثير من الامور والتغيرات التي طرأت على ابطال هذه الحكاية فأصبحت مريم في سن
الخامسة والعشرين كما انها اصبحت ام لطفل صغير يبلغ من العمر اربعة اعوام وكان شديد الجمال ولطيف للغاية واسمته ادهم فكان بالنسبة لها الحياة التي تعيش من اجلها والامل الذي ضاع منها وقد عاد مجددا حيث انها كانت ترى فيه صورة ابيه ادهم عزام السيوفي الذي لم تراه منذ اخر لقاء لهما عندما طلقها وغادر بصمت فقررت ان تسمي ابنهما ادهم لكي يذكرها بحبيبها الوحيد 
وخلال هذه السنوات القليلة الماضية اصبحت ماهرة في عملها في شركة خالد نجم الذي عينها لتصبح
مديرة قسم المحاسبة ووقف الى جانبها وقفة الاخ الاكبر الذي لم تلده امها حيث ساعدها هو وصديقتها الهام بالاعتناء بطفلها الذي بعث البهجة والسرور في حياتها البائسة واستطاع ببسمته العذبة ان يمحو جزء كبير من الحزن الذي استوطن في قلبها اما الهام فقد مرت عليها هذه السنوات الاربع بالتنقل ما بين نيويورك والقاهرة فهي كانت تزور عائلتها شهرا كاملا كل سنة لكي تشبع من رؤيتهم كما ان حبها لخالد كان يكبر كل يوم في قلبها بالرغم من حزنها عندما اخبرتها مريم انه اعترف لها ولكنها استطاعت ان تتقبل الأمر بعدما علمت انه
قرر ان يدفن مشاعر الحب التي يكنها لصديقتها في قلبه وذلك ما اعطاها أملا في ان ينظر اليها ذات يوم ويعتبرها حبيبة اكثر من كونها صديقة وفيه وصادقه 
اما هو خالد فبلغ من العمر اثنان وثلاثون عاما وخلال تلك السنوات استطاع وبكل جدارة ان يكبر في الوسط الاقتصادي واصبح من اكبر التجار وافتتح فرع من شركته في موطنه الأصلي مصر الحبيبة بعد ان كان كل عمله في الخارج كان يعتبر مريم وابنها ادهم وصديقتها الهام جزء من عائلته حيث كان يهتم بهم ويحميهم كما لو كان هو المسؤول عنهم بالإضافة إلى ان عمته سحر كانت تحبهم ايضا وقد اخبرها قلبها ان الهام تكن لأبن اخيها مشاعرا من نوع خاص وذلك كان واضحا وضوح الشمس في نظرها 
وفي مصر 
فاصبحت رغد في سن ال 26 كما واصبحت محامية بارعة تدافع عن المظلومين ولا تصمت عن قول الحق ابدا وخلال تلك الاربع سنوات
عاشت قصة حب لطيفة مع ابن خالها كمال البالغ من العمر 33 عاما والذي كان ينتظر حتى تتخرج لكي يتقدم لخطبتها وبالفعل طلب يدها وتزوجا بعد شهر من تخرجها وبالنسبة لشقيقها الثاني معاذ ذو ال 31 ربيعا فكانت شهرته تزداد يوما بعد يوم حيث انه اصبح من اشهر الأطباء في البلاد كلها كما اصبحت زوجته سلوى في سن الثلاثين وكانت شهرتها لا تقل عن شهرة زوجها لانها طبيبة بارعة ايضا ولكن بالرغم من شهرتهما وغنى عائلتهما الا انهما كانا غير سعيدين لانهما تزوجا منذ 6 سنوات ولم يرزقا بطفل واحد على الاقل وذلك أوجع قلب سلوى التي كانت تلح على زوجها معاذ بأن يتزوج عليها ان شاء من اجل الحصول على طفل ولكنه كان رافضا تماما لتلك الفكرة لانه يحبها كثيرا وقد اوكل امرهما الى الله تعالى على امل ان يرزقهما بطفل ذات يوم 
ولهذا السبب كانت السيدة كوثر تقلق على مستقبل العائلة فهي لا تمتلك وريثا يحافظ على اسم آل السيوفي وقد قطعت الامل من ان تزوج ابنها معاذ مجددا لانها وجدت انه من الظلم فعل ذلك واجباره على چرح مشاعر زوجته التي كانت كالجوهرة في قصرهم ومحبه للجميع وتستحق كل خير لذا قررت ان تعكر صفو حياة شخصا آخر بفكرة الزواج هذه من اجل الحصول على وريث وهذا الشخص هو ابنها الاكبر ادهم الذي اصبح في سن الخامسة والثلاثين ووصلت شهرته لدرجة ان اكبر التجار ورجال الأعمال كانوا يخشون اغضابه 
لقد اصبح خلال
الاربع سنوات الماضية امبراطور الاقتصاد والتجارة الألكترونية بعد ان كان لقبه ملكا في ذلك المجال وازدادت ثروته بشكل مرعب وكان الناس يحسبون له مليون حساب والجميع يتمنون ارضائه ولا احد يجرؤ على ازعاجه بسبب مزاجه المتقلب كان بارد لدرجة ان من ينظر اليه يشعر بالنقص والعجز وإذا صمت جلله الوقار وإن تكلم سماه و علاه البهاء وبالرغم من ذلك كان دائما عصبي المزاج كما لو انه قنبلة نووية من الممكن ان ټنفجر في اي لحظة وتدمر كل من حولها وقد اصبح هكذا بعد اخر لقاء له مع معشوقته مريم التي سببت له چرحا عميقا في قلبه عندما طلقها وغادر بصمت وقرر ان ينساها ولكن كيف ينسى من كانت السبب في جنونه 
كيف ينسى من كانت السبب في ان يستيقظ الشاعر النائم في داخله ليخط لها اجمل القصائد كيف ينسى من أسرته بمحراب عينيها وجعلته يذوق طعم الهزيمة لأول مرة كيف ينسى من اصبح حبها متأصلا في قلبه كما لو كان جزء منه والتي ضحت بنفسها من اجل انقاذ اختها كيف ينساها وهو يراها كل يوم في احلامه ويتألم كل يوم لانه
تركها تذهب لغيره كما ادعت كيف ينساها وقد اصبح مهووس بها ورائحة عطرها الساحرة لا تفارق انفه ومخيلته لدرجة انه يأخذ حبوبا منومة كل لليلة لكي ينام !
وبالرغم من عڈاب الأشتياق والحب الذي كان يشعر به الا ان كبريائه منعه من العودة اليها مجددا فهي قد اختارت حياتها لذا قرر ان يعيش على ذكراها واقسم ان لا يحب بعدها وان لا يتزوج غيرها فهي حبيبته الأبدية حتى بالرغم من بعدها الا انها تسكن قلبه وبين ضلوعه وقلادتها الفضية ولم ينزعها ولو
ليوم واحد لكي يذكر نفسه بأخر لقاء وكيف اصبحت غريبة عنه بعد ان نطق كلمة صغيرة كانت السبب في عڈابه كل هذه السنوات 
وذات يوم 
كان يجهز نفسه في غرفة نومه لكي يذهب إلى الشركة كالعادة وكان في غاية الوسامة خصوصا بعد ان نمى له شاربين وخسر بعض من وزنه فاصبحت هيبته الرجولية واضحة وضوح الشمس وبينما كان يعقد ربطة عنقه سمع قرع على باب غرفته فقال بصوته الوقور اتفضل 
فدخلت امه الى الغرفة وهي تبتسم ابتسامة
ذات مغزى وتحمل في يدها مغلفا وعندما رآها في المرآة تنهد وكأنه يعرف لما اتت واردف بتوسل ارجوكي يا ماما ما تحاوليش لاني زهقت من الموضوع دا 
اقتربت السيدة كوثر منه وقالت بغنج وهي تعقد له ربطة عنقه انت بص على الصور الاول وأكيد العروسة المرة دي هتعجبك انا متأكدة وخصوصا لانها من عيلة محترمة جدا 
ابعد يديها عنه بلطف وامسك سترته واخذ يرتديها قائلا قولت لك مليون مرة مش عايز اتجوز يا ماما ارجوكي بلاش تلحي عليا لاني مش هغير رأيي ابدا 
قال ذلك ثم امسك هاتفه وحقيبة عمله التي تحتوي على حاسوبه المحمول ثم خرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة وكان من الواضح انه منزعج اما امه فوقفت تحدق بظهره وهو ينزل السلالم وقالت محدثة نفسها والله ما هسيبك يا ادهم غير اما اجوزك وبكرا هتشوف 
نزل ادهم وخرج من المنزل دون ان يتناول الفطور لانه فقد شهيته بسبب ازعاج امه المستمر بشأن تزويجه فهي كانت تحضر له كل يوم صور
لفتاة مختلفة ولا تعلم انه قطع على نفسه وعدا واقسم بأن لا ېلمس أمرأة اخرى بعد مريم فخرج الى الحديقة حيث كان سائقه الخاص سمير ابن العم محمود ينتظره فقال له بنبرة جافة خاليه من التعابير جهز العربيه يا سمير 
سمير حاضر يا فندم 
قال ذلك ثم ركض نحو السيارة وصعد بها اما ادهم فوضع نظارته الشمسية الداكنة لتحجب نور الشمس عن عيناه وبعدها سار حتى وصل الى موقف السيارات فقام سمير بفتح باب السيارة الخلفي له صعد بالفعل ثم اخرج حاسوبه المحمول من الحقيبة وبدأ يراجع بعض الاعمال بينما كان الشاب يقود بهدوء ويستمع للأغاني الهادئة وبينما كان يعمل على الحاسوب تسللت الى مسامعه كلمات اغنية اثرت به مما جعله يطبق الشاشة وينظر من خلال نافذة السيارة بصمت من تحت نظارته الداكنه 
وكانت الاغنية كالتالي 
نصيبي اعيش عشانك يروووح قلبي لمكانك و اشوفك من بعيد
في ناس كتير معايا كل مناهم رضااااايا و برضوا بعيش وحيد
حبيبي ارجع تعالا أنا دبت من الغياب
بعدك فرحي استحااااالة ارحمني من العذااااااب
قوللي بعد حبك اااااايه يا غاااالي
غير جراااااح و ااااآه فوق احتمالي
غبت عني ليه رحت مني ليه
السنين عليا تفوت و لسه حبي ليك بيزيد ! 
وعمري ما انسى معقول أنسى إااااايه 
اللي روحي فيه حبيبي يحرم عليا بعدك تفرح عنيا
مهما يطووووول الزمان لو كان نصيبي بعدك
برضوا حتفضل لوحدك حبيبي الجاي و كان
حبيبي ارجع تعااالا أنا دبت
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 19 صفحات