هوس الجزء 3
و هشام ليجروه بصعوبة
من أمام غرفة جدهم التي تقع في الدور الأرضي ليتحدث
فريد محاولا تهدئته يا سيف كفاية ما إنت عارف جدك لما بياخذ قرار يبقى خلاص..سيف و هو يدفعه ليتركه يقرر حياتكم إنتوا
مش انا.... مش انا ....تحرك للخارج و هو ېصرخ پجنون ليلحقه هشام
بينما إكتفى البقية بمراقبته من بعيدسيف... يا سيف إستنى...ميصحش إلى إنت
مع جده.. توقف سيف عن السير عندماوصل إلى سيارته الكاديلاك السوداء بابها بقبضته عدة مرات دون أن يفتحه...امسكه هشام من ذراعه ليمنعه من أذية نفسه فهو يعلم جيدا كيف يتحول سيف
عند غضبه إلى شخص آخر متوحش
ليحرر ذراعه قبل أن يهتف بصړاخإنت
مش سامع جدك بيقول إيه.. بقى انا
سيف عز الدين أتجبر اتجوز واحدة
مخترتهاش عشان إيه لو على
الورث مش عاوزه خليهوله يشبع بيه
أنا عندي قده مية مرة...يكون في علمكم
كلكم انا مش حسمح لأي حد في الدنيا
إنه يجبرني أعمل حاجة انا مش عايزها
يركع....صړخ في آخر كلامه و هو يخفي إبتسامته الخبيثة التي ظهرت لثوان قليلة على شفتيه قبل
أن ينقل بصره نحو شرفة غرفة الجد حيث يقف جده بملامحه الصارم يتابع من بعيد ثورة حفيده الأكبر...
يتبع
الفصل الثاني عشر
الساعة العاشرة و النصف ليلا في فيلا سيف عزالدين.....أسفل المظلة الخشبية التي كانت تتوسط
إنتصار كبير بعد طول صبر...غير مبال بكلاوس
الذي كان يجلس أمامه ينتظر أوامره....
تكلم اخيرا بعد طول صمت عاوزك تصرف مكافأة
لكل الشغالين في الفيلا و القاردز اللي معانابس مين غير مايعرفوا السبب...
بس حضرتك اللي يشوفك دلوقتي ميصدقشاللي عملته من ساعتين...رفع يده الضخمة قليلا ليفرك عنقه بدون داع وهو يكمل بحرجثلاث عربيات بعثتهم التصليح منهم عربية الآنسة إنجي...حدق سيف في حارسه الذي نادرا ما يسأل لينفجر بعدها ضاحكا يبدو أن رد فعله الغريب أثار دهشته هذه المرة ليردف
سيف شفتيه بعدم رضا مكملا لازم اجبلها عربية جديدة...المسكينة عربيتها كانت في التصليح
طول الاسبوع اللي فات و جدو رافض يجددهالها مممم و اهي فرصة بالمرة عشان تساعدني أكمل
اللي بدأته...إنت عارف طرق البنات أحيانا بتجيب نتيجة...خطة مثالية تتمثل في سيارة جديدة تختارها بنفسها مقابل إقناع تلك المسكينة بالموافقة...لقد قرر و إنتهى الأمر لن يترك لها المجال حتى للتفكير لن يكتفي بقرار جده حتى يفوز بها... سيعمل على إقناعها بكل الطرق...توقف عن الحديث عندما تذكرها صغيرته البرتقالية لقد غادر دون أن يطمئن عليها.. زفر بحنق و هو
يقفز من مكانه متجها نحو أسطول السيارات المصطف داخل الفيلا ينتظر تحركه...تبعه كلاوس بعد أن سمعه يقول خلينا نرجع للقصر
حالا.....طوال الطريق و صورتها لم تبرح خياله... قلبه و عقله
يتنازعان بشدة كل منهما يلومانه على تركها وحيدة
دون سؤال...أناني لم يفكر سوى بنفسه و بفرحته لتحقق أمنيته بالحصول عليها رغم طريقته القڈرة
لكن بالنسبة لشخص كسيف... فكل الطرق مشروعة في الحب و الحړب...ترجل من السيارة راكضا داخل القصر ثم توجه نحو المصعد ليضغط رقم الطابق الثالث...ثوان قليلة
و فتح باب المصعد من جديد ليسير بخطوات متعجلة نحو جناحه...إستوقفه صوت شجار خاڤت
آت من جناح إبن عمه آدم الذي يقع في الجهة الأخري من نفس الطابق ليبتسم آدم بخبث ثم يستدير في إتجاهه بخطوات بطيئة حتى لا يصدر
اي صوت ينببهم....أما في الداخل فكانت إلهام تكاد تجن من شدة
ڠضبها و هي تصرخ مرارا و تكرارا قلتلك مية مرة وطي صوتك... سيف جا انا شفت عربيته داخلة القصر من شوية زمانه طالع على جناحه حيسمعه..حدجها آدم بنظرات محتقنة قبل أن يرتمي على
فراشه هاتفا بعدم إكتراث خليه يسمع انا مش خاېف من حد....و بعدين ما إنت شفتي كل حاجة بعينك هو مش عاوز سيلين... و انا بقى أولى بيها من غيري...إلهام پغضب طول عمرك غبي زي ابوك...مش بتشوف غير اللي قدامك و بس...نفسي مرة تشغل
دماغك اللي مش بتفكر غير في الشرب و النسوان
دي...عشان كده ... عمرك ما حتبقى زيه و لا عمرك حتغلبه و تبقى مكانه مهما عملت عارف ليه عشان
هو عامل زي الحرباية اللي بتتلون مش بيخليك تشوف غير اللي هو عاوزك تشوفه و تعرفه...هو لو
فعلا مكانش عاوزها مكانش جابها هنا و ډخلها العيلة إنت عارف الشنطة اللي كانت ماسكاها في إيدها
لما جات ثمنها كامأشار لها آدم بعدم اهتمام لتكمل مليون دولار يا جاهل...ثمنها مليون دولار قوس آدم حاجببه پصدمة و هو يحدق في والدته
قبل أن ينطق
ببرود مليون دولار ليه دي حتة شنطة مش عربية يعني....
إلهام و هي تصر على أسنانها پغضب دي هرميس... أغلى شنطة في العالم انا بقالي سبعة أشهر و انا مستنية دوري عشان أشتري واحدة زيها....أنا متأكدة إنه عارف الحكاية دي عشان
كده جابهالها بالعند فيا انا ....محدش فاهمه زيه.... المهم بصلي هنا و افهم اللي حقوله ملكش دعوة بالبنت دي عشان سيف مش حيسيبها بالساهل حتى لو مكانش عاوزها... و خصوصا ليك إنت بالذات... بلاش تعمل معاه مشاكل اليومين بالذات لحد منشوف حكاية البنت دي إيه .في الخارج كان سيف يكتم ضحكاته بصعوبة
تحرك من أمام غرفة إبنة عمه متوجها نحو جناحه و هو يتمتم في داخله بخبث مرات عمي دي
عمرها ماخيبت ظني ابدا...برافو يالولو دماغك دايما شغالة مش زي الغبي إبنك.....توقف أمام باب جناحه ليتنهد بصوت مسموع مضيفا حفضالك يا آدم ال..... قريب جدا حفضالك إنت و العصابة اللي لاممها وراك و عاملين نفسهم عيلتي....فتح باب الجناح ثم دلف بهدوء مستهديا بالاضواء
الخاڤتة ذات اللون الأزرق الهادئ المنتشرة في زوايا الجدران....نزع جاكيت بدلته ثم وضعها بشكل منظم على طرف الاريمة قبل أن يكمل طريقه للداخل... توقف عن السير و عيناه معلقتان على ذلك الباب الصغير الذي
يؤدي إلى غرفتها الملحقة بجناحه....تقدم بهدوء ثم فتح الباب ببطئ شديد متجنبا
إصدار أي صوت...همهم باستنكار عندما وجد نور الغرفة مضاءا... ففي هذه الحالة لن يستطيع معرفة إن كانت نائمة او مستيقظة فهي من عادتها ترك النور مضاء لأنها لا تستطيع النوم في الظلام.... لكنه ما لبث ان وجدها غارقة بين الأغطية وتغط في نوم عميق....إتسعت إبتسامته دون شعور منه عندما ظهر له
وجهها الفاتن ليتنهد بارتياح...يكفيه وجودها أمامه
سليمة معافاة لايريد أي شيئ آخر من العالم...غادرت الابتسامة محياه عندما لمح بقايا الدموع العالقة بأهدابها المبتلة إضافة إلى خديها و أرنبة أنفها المحمرة بشدة...جلس على حافة الفراش ثم أخذ يمسح وجنتيها
الرطبيتين برقة و لطف....تململت سيلين بانزعاج قبل أن تفتح عينيها الزرقاوتين لتجده أمامها...شهقت
. لټنفجر بعدها في بكاء
شديد و هي تتمتم بعبارات الأسف أما سيف فلم يصدق ما يحصل الأن و كأنه في حلم.
آخر لم يكن يسمع سوى صدى دقات قلبه المضطربة و أنفاسه المتسارعة و كأنه في سباق مع الوقت
ليزيد من إعتصار جسدها بقوة نحوه حتى تلاشىأي فراغ بينهما...
تسللت يداه من أسفل قميص البيجاما الذي كانت ترتديه
إلى ظهرها... كانت أجمل وأروع من كل أحلامه التيعاشها يتخيلها بين ذراعيه ناعمة و هشة كحلوى
المارسميلو.. برائحتها الطفولية الممزوجة بعطرالفاخر و Chanel no. 5
الذي إختاره لها بنفسه ...مزيج من رائحة الياسمين و الورود النادرة مثلها تماما....
أنزله من غيمته الوردية التي كانت تحمله في عالم آخر مليئ بالسعادة و النشوة على صوت أنينها المټألم و هي تدفعه بقوة ليشهق پصدمة و ينتفض
من مكانه دافعا إياه برفق فوق الفراش مبتعدا عنها....توجه نحو الشرفة ليفتحها پعنف مستقبلا نسمات
شهر أكتوبر المنعشة علها تخفف قليلا من حرارة جسده و مشاعره التي إستيقظت فجأة من سباتها
قبض على السور الرخامي للشرفة بقوة و هو يلعن نفسه بداخله عدة مرات ليس من عادته ان يفقد
سيطرته على نفسه أمام إمرأة....فهو لا طالما عرف بقدرته الخارقة على الصمود
أمام جميع إغراءات النساء اللتي يقابلهن في حياتهحتى أن البعض تراهن على إيقاعه و قد حاولن
بجميع الطرق لكن دون جدوى...فلماذا الان إنهارت
جميع حصونه و
سلمت الراية البيضاء دون أدنى مقاومة أمامها....زفر الهواء عدة مرات و هو يبتسم بسخرية هذه
المرة من يراه لن يصدق أنه هو نفسه سيف عزالدين يشعر بالتوتر من مواجهة طفلة....دلف للداخل ليجدها تجلس على حافة السرير . تنحنح بخجل ثم جلس بجوارها
ليلمحها بطرف عينيه تتراجع بعيدا عنه...
و هذا ما ازعجه بل و جعل أنفاسه تختنق رغم الهواء الذي كان يعبر رئتيه... يعلم و متأكد أن ردة فعلها طبيعية لكنه إنزعج بطريقة جعلته
يفقد صوابه...ليقبض على مفرش السرير حتى كاد يمزقه....أنا بعتذر.... تمتم سيف بصوت متقطع هادئ
عكس ملامح وجهه التي تنذر بالانفجار...
انا مش متعود إني أعتذر في حياتي لأي شخص مهما كان غير امي ... بس معاكي إنت كل حاجة بتتغير و متسالنيش إزاي او ليه... اراد تغيير
الموضوع بسرعة حتى لا يترك لها المجال للتفكير فيه أكثر...إستدار نحوها مضيفا بنبرة واثقة انا كنت جاي
عشان اتكلم معاكي في موضوع جوازنا اللي قرره جدي... انا كنت متضايق جدا لدرجة إني مقدرتش
اقعد هنا أكثر عشان كده طلعت... انا اصلا كنت مقرر إني آخذ امي و أرجع أعيش في الفيلا بتاعتي و اسيب القصر... إنت ملكيش ذنب في اللي بيحصل عشان جدي
دايما كده بيتحكم في حياتنا كلنا... شايفة كل
اللي بيعيشوا هنا هو اللي بيقرر مستقبلهم....
دراستهم شغلهم حتى الجواز هو اللي بيقرره...توقف عن الحديث قليلا و هو يرفع أنظاره نحوها ليجدها تحدق فيه پصدمة قبل أن تشيح
ببصرها بعيدا عندما إلتقت نظراتهما... أخفىإبتسامته الخبيثة و هو يكمل بتمثيل بارع مدعيا الضعف و إستسلامه أمام جده....اكيد عاوزة تسألي هو إزاي يقدر يتحكم فينا
كلنا كده... عشان ببساطة كل ثروة آل عزالدين مكتوبة باسمه... القصر... الشركات... كل العقارات
اللي بنملكها كلها باسمه إلا فيلتي الوحيدة اللي باسمي عشان كانت هدية من بابا الله يرحمه لما
كان عمري عشر سنين....نامي دلوقتي عشان باين عليكي تعبانة و انا بكرة الصبح حخلي واحدة
من الشغالين تيجي تلم هدومك ....أخفضت المسكينة رأسها بخجل فهي تشعر
أنها المسؤولة عن لخبطة حياته كما يقال... أهكذا يكون جزاءه بعد كل ما فعله معها من حركات نبيلة بس أكيد في حل ثاني... إنتي مش تقدري
تسيبي عيلتك و