السبت 23 نوفمبر 2024

هوس الجزء 3

انت في الصفحة 4 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز


تروح و كمان شغلك...مش حيكون في عندك شغل .هتفت بصوت ناعم و كلمات مبعثرة بلهجتها الخاصة التي جعلت قلب سيف يذوب حرفيا داخل 
قفصه الصدري لينطق دون تفكير مفيش حل ثاني غير الجواز....اقصد إننا لازم نسيب القصر و إلا حنضطر إننا نخضع لقرار جدي...و إذا 
كان على الشغل فمتقلقيش أنا حبقى أفتحمكتب محاماة صغير على قدي كبداية...صفع نفسه داخليا بندم على ما تفوه به من 

حماقات بعد أن شاهد وجهها الذي تهللت اساريرهفجأة و هي تأيده بحماس صح ...اصلا إنت نسيتي 
الشنطة اللي إنتي إشترتيها...ثمنها تقدري تجيبيمكتب كبير هنا.....كانت تتحدث و هي تحرك يديها 
كالاطفال مما جعله لا يستطيع حتى أن يرمش بعينيه حتى لا تغيب عنه و لو للحظة تنهد سيف بعد أن شعر بغبائه لأول مرة في حياته 
ليشرع في الضحك و هو يدير رأسه يمينا و يسارابيأس و هو يتمتم في نفسه كان يوم اسود 
لما فكرت أشتريها....توقف عن الضحك و هو يقف من مكانه قائلا 
متقلقيش أنا حلاقي حل لكل حاجة ... يلا إنت نامي دلوقتي عشان الوقت تأخر و إنت أكيد تعبانة...إقترب منها رغم شعوره بتوترها ليقبل جبينها بلطف ثم غادر بعد أن تمنى لها ليلة سعيدة .بعد دقائق

كانت سيلين تستلقي على السرير من جديد و هي تفكر في حل لهذه المشكلة التي بسببها هو يعاني الان... أكثر شخص ساعدها
رغم عدم معرفته العميقة بها. 
يجب أن تساعده في إيجاد الحل المناسب لقد رأته منذ ساعات و هو يخرج من مكتب 
جده لقد كان مظهره مخيفا جدا لأول مرة تراه و هو غاضب بدا لها كوحش هائج يرفض أسره...من الواضح أن لديه فتاة يحبها لدرجة جعلته
مستعدا للتخلي عن هذه الرفاهية و الثروة لأجلها...إبتسمت بحالمية و هي تتخيل نفسها 
مكان حبيبته كم هي محظوظة من المفترض أن 
تكون مميزة جدا حتى تجعله متمسكا بها لهذه الدرجة...لن تجعله يخسر حبه بسببها...إن لزم الأمر سوف تذهب لجدها و تتحدث معه لن يهمها
إن طردها او أهانها بسبب أفعال والدتها كما سمعت تلك المرأتين تتهامسان قبل أن تأخذها إنجي لغرفتها...المهم هو سيف في غرفة إنجي....أغلقت حاسوبها المحمول بعد أن ظلت لساعة كاملة 
تحادث إحدى صديقاتها... مطت ذراعيها المتشنجتين و هي تتذكر فجأة مظهر سيف الغاضب و هو يدفع 
أخويها عنه و ېصرخ محاولا عدم الخضوع لأوامرجده...تمتمت بصوت هامس تحدث نفسها و هي 
تزيح الحاسوب من فوقها و تضعه على الجهة الأخرى من السرير و انا اللي كنت فاكرة إن سيف هو الوحيد اللي بيقدر يوقف في وش جدو 
و كنت متأملة إنه حيساعدني في يوم من الايام 
لو فرض عليا أتجوز واحد انا مش عايزاه....هو حيفضل لحد إمتى بيتحكم فينا كأننا عبيد عنه بقيت عيناها مفتوحتان لمدة من الوقت و هي 
تتذكر تحكمات جدها و كيف أنها عارضته عندما دخلت كلية الإعلام بدلا من إدارة الأعمال كما كان يريد هو فما كان منه إلا أن حرمها من أخذ 
جنيه واحد من والدها أو من عمها...فهذه نقود الشركات و الأعمال التي رفضت أن تدرس و تدخل للعمل فيها لولا هشام إبن عمها الذي أصبح يعطيها 
مصروفها كل أسبوع رغم رفضها إلا أنه لم يكن لديها أي حل آخر لكنه لم يستطع تغيير سيارتها 
القديمة بعد أن منعه الجد من ذلك ....حتى سقطت في نوم عميق في فيلا ماجد عزمي....صباح اليوم التالي.... فتحت يارا أجفانها المتثاقلة 
على صوت المنبه المزعج.. كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف صباحا اي مازال هناك وقت حتى تهاتف ذلك الشيطان و تخبره عن ردها النهائي....تنهدت و هي تشعر بحړقة عيناها المحمرتان من كثرة بكائها ليلة البارحة التي قضتها تفكر في أي حل ينجدها منه لتهتدي اخيرا لحل ما ...أزاحت الغطاء من فوقها لتسير بجسدها المنهك
نحو الحمام....يارا القديمة كان سيغمى عليها لو رأت مظهرها هكذا في المرآة لكنها الان لم تعد تهتم 
بل إبتسمت بخفوت و هي ترى آثار تلك الكدمات 
و الچروح قد بدأت تخف و الباقي سوف تتصرف و تخفيه بمساحيق التجميل و الملابس كما تفعل كل يوم....بللت يدها السليمة كعادتها ثم مسحت بها وجهها 
دون أن تضغط كثيرا على بشرتها ثم وضعت يدها المحترقة تحت الماء و بدأت تغسل ما ظهر 
بلطف... إنتهت لتنشف وجهها و يدها ثم 
فتحت خزانة الأدوية لتخرج مرهم الحروق و مغلفا صغيرا يحتوي على رباط لتضميدالحروق هي طبعا لا تستطيع ترك يدها مكشوفة 
حتى لا يقلق والديها و يسألانها عن سبب إحتراقها.....إنتهت بعد وقت قصير ثم خرجت لغرفتها
غيرت ملابسها و رتبت شعرها و لم تنس 
مساحيق التجميل التي إستعملتها بكثرة 
ثم أخذت حقيبتها و نزلت للأسفل....وجدت عائلتها مجتمعة على طاولة الطعام 
أرادت الخروج ككل صباح دون الإفطار معهم لكن صوت والدها الذي ناداها للجلوس معهم 
خرب

جميع مخططاتها.... 
رسمت إبتسامة مزيفة على وجهها و هي تجلس مكانها بجانب شقيقها ريان قائلة صباح النور....أجابتها ميرفت التي كانت تتفحص ملابسها 
الغريبة بعدم إعجاب صباح الخيرحبيبتي 
بس إيه اللي إنت لابساه داه .نظر ريان نحو أخته التي كانت ترتدي فستانا
من القماش الثقيل بالازرق الغامق طويل و بأكمامكاملة و مقفول من ناحية العنق ليهتف بتعجبمالها يا مامي... بالعكس شكلك كده أحلى يا يويو حدجته ميرفت بملل و هي تضيف باشمئزاز الدريس شكله كئيب و يخنق... إنت حتطلعي بيه كده قدام الناس يارا بصوت خاڤت على غير عادتها ايوا يا مامياصلي حاسة إني داخلة على دور برد فقلت أثقل لبس قبل ما أمرض . ايوا..... شكلك تعبان يا يارا خليني آخذك للدكتور انا النهاردة معنديش محاضرات. هتف ريان بقلق 
بعد أن لاحظ يدها المضمدة ليكمل إيه الليفي إيدك داه رابطاها ليهيارا بارتباك و هي ترفع يدها المحترقة حتى 
تشابكها مع الأخرى لتشعر پألم شديد لكنها حافظت على إبتسامتها حتى لا تقلق أخيها لا دي حاجة 
بسيطة انا إمبارح جربت hand creame من عند واحدة من صاحباتي فعملي حساسية شكلها وحش على إيدي فغطيتها....أخفضت يدها التي كانت تكاد تنقسم لنصفين من شدة الألم ثم بسطتها فوق الطاولة بينما 
تسمع والدتها تتحدث بلهجة محذرة الف مرة قلتلك متستعمليش
الحاجات الرخيصة دي عشان بټأذي بشرتك....يارا فعلا انا غلطت بس مش حعمل كده ثاني sure وقفت من مكانها و هي تحمل حقيبتها
الباهضة قائلة يلا انا طالعة دلوقتي....تدخل ماجد قائلا بسخرية و هو ينظر لها 
پغضب زي كل يوم طبعا بتطلعي الصبح و بترجعي آخر النهار ياترى بتعملي إيه كل الوقت داه بره. بدور على شغل مش حضرتك كنت عاوزني أشتغل .أجابته هي تحاول إخفاء إشمئزازها بعد أن تذكرت 
ذلك الفيديو الذي يظهر فيه مع تلك الراقصة رغم أن وجهه لم يكن يظهر كثيرا لكن وجود تلك
المرأة الشبه عاړية بجانبها أشعرها برغبة عارمة في التقيئ....مسح طرف شفتيه بالمنديل ثم رماه على الطاولة 
و إلتفت نحو زوجته التي كانت مشغولة بتصفح هاتفها لېصرخ بحدة دا اللي إنت فالحة فيه.... شوبينغ و سهرات و مقابلات مع شلة الهوانم 
اللي مصاحباها إنما عيلتك آخرة إهتماماتك خليكي كده....لغاية ماتفوقي تلاقي كل حاجة خربانة فوق دماغك تأففت ميرفت و هي تجيبه بملل إنت مش حتبطل 
عادة الزعيق دي عالصبح...ماجد داه كل اللي همك زعيقي و صوتي العالي 
مشفتيش بنتك اللي بقالها اسبوع مش بنشوفها غير داخلة خارجة من البيت و الله أعلم بتروح
فين و الراجل اللي مفروض كان حيخطبها من يومين مجاش و لا تكلم لحد دلوقتي ليه لا هو و لا عيلته ميرفت أنا قابلت نجلاء هانم من يومين في النادي و هي إعتذرت مني و قالت إن حصلهم شوية 
ظروف خلتهم يأجلوا الموضوع شوية بس مش حيطولوا.... سامح إبنها عاحباه يارا و كان حيموت عليها و هو بنفسه اللي مكلمني.... .هب ماجد من مكانه مردفا بانزعاج يعني حيختفي زي اللي قبله.. انا بقيت شاكك في بنتك دي اكيد مخبية علينا مصېبة .يارا پصدمة مصېبة إيه يا بابا..اااا نا مليش
دعوة بيهم أنا مستعدة من بكرة أتجوز أي حد حضرتك تقلي عليه... مش مخبية حاجة رمقها والدها باستهجان قبل أن يغادر لتغادربعده يارا متجنبة البقاء أكثر داخل المنزل... جلست على أحد مقاعد الحديقة لتهاتف صديقتها 
مروى لحظات قليلة و سمعت صوتها لتسارع يارا في عتابها دون وعيفينك يا بنتي بقالي ساعة برن عليكي .مروى بنعاس صباح الخير

يا يويو موبايلي كان Silent انا صحيت من خمس دقايق....قاطعتها يارا صاحية من خمس دقائق... ليه 
يامروي مش إتفقنا إمبارح عشان حنتقابل الساعة 
تسعة في كافيه المروى يارا إنت شفتي الساعة قبل ما تكلميني 
دلوقتي الساعة ثمانية يعني فاضل ساعة كاملة ... متقلقيش يا حبيبتي حتلاقيني هناك قبلك.. .يارا ماشي و متنسيش تجيبي معاكي الهدوم
اللي قلتلك عليها عشان مش حقدر اشتري هدوم من اي محل خاېفة اكون متراقبة مروى لا مش حنسى حاضر انا دلوقتي حقوم
ألبس و أحضر كل حاجة يلا مع السلامة .وضعت يارا يدها على موضع قلبها تهدئ من ضرباته المتسارعة و هي تتلفت حولها مخافة وجود أي شخص قريب... إتجهت نحو سيارتها 
لتقودها خارج الفيلا لتسير في الشوارع بلا هدف حتى دقت الساعة التاسعة....توقفت على حافة الرصيف ثم أمسكت بهاتفها بيديها المرتعشتين و هي تحاول تنظيم أنفاسها 
المړتعبة....تكلمت بلهجة مترددة بعد أن سمعت صوته الكريه انا موافقة أغمضت عيناها بتقزز من نفسها و منه ومن حظها
السيئ الذي أوقعها بين يدي هذا المړيض..كنت متوقع الاجابة دي شطورة يا.... بيبي. تعالت قهقهاته 
لتبعد يارا الهاتف عن أذنها و هي تكتم شهقاتها بيديها 
قبل أن تعيده مرة أخرى لتسمعه يأمرها كعادته بعد أن توقف عن الضحك تمام بكرة الصبح لما تيجي 
هاتي معاكي كل أوراقك البطاقة و الباسبور..يارا و هي تجاهد أن يخرج صوتها عاديا ليهصالح بغرور عشان اضبط أوراق السفر و إلا
إنت عاوزانا نقضي اليومين هنا في مصر...و إلا أقلك انا 
حديكي وقت من هنا لبكرة عشان تختاري المكان اللي يعجبك...ماهو انا بردو تهمني راحتك 
عشان كل ما تكوني إنت مرتاحة حتقدري تبسطيني أكثر و إلا إيه رأيك يا بيبي .في تلك اللحظة تخيلت يارا إبتسامته الخبيثة و عينيه الحادتين تحدقان فيها بوقاحة ليرتجف جسدها و تنطق سريعا حاضر مع السلامة...رمت الهاتف في سيارتها من الخلف بقوة ثم
إنحنت لتضع جبينها على مقود السيارة تاركة العنان لدموعها ....الساعة التاسعة و النصف صباحا كانت يارا تجلس بتوتر 
تنظر قدوم صديقتها مروى في ذلك المقهى... وضعت كوب الشاي الساخن من يديها عندما 
لمحتها من النافذة البلورية الكبيرة التي تمتد على طول الحائط...ألقت نظرة خاطفة على يمينها 
و يسارها بقلق ثم عادت تنظر للامام لتجد مروى قد وصلت إليها....وقفت من
 

انت في الصفحة 4 من 12 صفحات