روايه
عندى
تدخل يوسف مستفهما
ازاى يابابا
جلس حسين وبدأ فى شرح الأمر قائلا
الآية الكريمه فى سورة الطلاق بتقول
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
علشان كده بقولك الحل ده هو أفضل حل هيمنع الخلافات .. وفى نفس الوقت هيريحك لأنه هيفضل مطلقك زى ما انت عايزة .. ولما العدة تقرب تخلص نبقى نشوف ساعتها هنعمل أيه بس يكون عدى وقت .. مش الناس تعرف انكوا اطلقتوا بعد دخلتكوا بكام يوم
بس يا بابا أنا مدخلتش بيها يبقى مالهاش عدة أصلا
أشاحت بوجهها بعيدا بينما قال حسين بنفاذ صبر
فى حاجة اسمها عدة احترازية ودى بتطبق على الحالات اللى زى حالتكوا كدة .. لما بيحصل فرح ويتقفل عليهم باب واحد والناس كلها بتبقى عارفة انها دخلة .. لما بيحصل طلاق بعدها حتى لو مدخلش بيها بيطبق عليها العدة الاحترازية اللى بقولكم عليها دى
بس يا عمى انا طلبت الطلاق علشان مش عاوزه اعيش معاه فى مكان واحد.. يبقى انا كده عملت ايه
أومأ برأسه متفهما وقال
انا فاهمك يا مريم.. بس ده دلوقتى حكم ربنا مش حكمى انا.. وإذا
كان فى أيدك تنفذيه .. وإذا كان فى أيدك توافقى عليه وتمنعى مشاكل ممكن تحصل .. يبقى ليه متجيش على نفسك شوية وبعدين دى فترة العدة يعنى بعدها هتبقى حرة خلاص .
متقلقيش يا مريم.. أنت فكل الأحوال مش هتشوفينى تانى.. أنا وعدتك انى اخدلك حقك من اللى ظلمك وأولهم انا.. وأنا هوفى بوعدى ليكى والنهاردة مش بكره
تركهم يوسف وفتح الباب وخرج مسرعا هبط الدرج بسرعة كبيرة وهو ينوى الوفاء بوعده .
وفى الصباح وأثناء متابعته لأعماله فى انهماك شديد جاء أتصال داخلى من مديرة مكتبه الذى أجابها دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التى بين يديه فقالت
قطب حسين جبينه وقال بقلق
وصلينى بيه
وبعد دقائق خرج حسين ملهوفا من مكتبه وهو يقول للسكرتيرة
أجلى أى شغل دلوقتى لحد ما ارجع
جلس أمام يوسف بلوعة شديدة وقال
أيه يابنى اللى خلاك تعمل كده
تدخل وكيل النيابة فى الحديث قائلا
والله يا حاج حسين لولا سمعتك الطيبة وسمعت شركاتك اللى مفيش عليها غبار مكنتش اتدخلت فى الموضوع بشكل ودى .. وكنت مشيت فى المحضر بشكل رسمى .. لكن انا قلت أديك خبر الأول لعل وعسى
ألتفت إليه حسين بامتنان قائلا
جميلك فوق راسى
نهض يوسف فى انفعال قائلا
وانا مش عاوز الجميل ده.. أنا عاوز المحضر يمشى بشكل رسمى وانا معترف على نفسى والټفت إلى وكيل النيابة قائلا
ولو سمحت يا فندم والدى شاهد أثبات فى القضية دى
حاول والده أقصاءه عما يريد ولكنه هتفت بتصميم
لو سمحت يا بابا أنا عاوز آخد جزائى علشان ابقى عبرة .. وعلشان ربنا يتقبل توبتى
أعتدل وكيل النيابة فى جلسته وقال
انا قدام التصميم ده مفيش
قدامى غير انى استدعى البنت اللى بتقول انك اعتديت عليها
صاح حسين بوجل
دى تبقى ڤضيحة يا فندم.. دى بنت عمه .. وكلنا ساكنين فى بيت واحد.. ازاى عسكرى يدخل البيت ويجيبها ويجى هنا ازاى
طرق وكيل النيابة بأصابعه على حافة المكتب فى تفكير ثم قال
خلاص مفيش مشكلة.. حضرتك ممكن تروح تجيبها بشكل ودى ولما تيجى وتدلى بشهادتها نبقى نشوف هنعمل ايه ساعتها
هاتف حسين مريم وهو فى طريقه إليها وأمرها أن تبدل ملابسها بسرعة وتهبط للأسفل وتنتظره فى الجراج حاولت أن تعرف مريم ماذا حدث ولماذا يريدها ولكنه قال باقتضاب
لما اشوفك هقولك
أبدلت مريم ملابسها فى عجلة وذهبت لتنتظر عمها بالجراج ولم يتأخر كثيرا استقلت سيارته وبمجرد أن اتخذت مكانها بجواره حتى قالت
خير يا عمى فى ايه
أنطلق بسيارته وهو يقول
يوسف راح النيابة قدم بلاغ فى نفسه واعترف فيه انه اعتدى عليكى
شهقت مريم وهى تضع يدها على فمها وتنظر له بذهول وقالت
وحبسوه
هز رأسه نفيا وهو يقول
لا .. وكيل النيابة مرضيش يقفل المحضر إلا لما اتصل بيا.. ولما روحت لقيته هناك مصمم ان المحضر يكمل بشكل رسمى .. ووكيل النيابة كتر خيره مرضيش يبعتلك عسكرى ولا أمين شرطة يستدعيكى علشان تقولى أقوالك وسابنى آجى اخدك بشكل ودى
أنا مريم يا فندم
مد يده إليها قائلا
بطاقتك لو سمحتى يا مريم
نظر إليها ثم وضعها على المكتب أمامه وهو يشير لهما بالجلوس قائلا
اتفضلى يا مريم.. اتفضل يا حاج حسين
ثم أشار ليوسف أن يأتى ويقف فى مواجهتها وقال
الأستاذ يوسف قدم بلاغ بيعترف فيه انه قام بالأعتداء عليكى .. ايه أقوالك
نهضت مريم واقفة فى سرعة وقالت
محصلش يا فندم
هتف يوسف صائحا
لاء حصل وانا معترف ومش هتنازل عن البلاغ وأقوالها مالهاش أى لازمة
نظر له وكيل النيابة بحدة قائلا
أنت هتعرفنى شغلى ولا أيه
ثم الټفت إلى مريم قائلا
يعنى انت بتنفى الواقعة
أومأت برأسها بجدية وثبات وهى تقول بثقة
أيوا يا فندم بنفيها.. الكلام ده محصلش
هتف بها يوسف
حرام عليك .. أنت كده بتضيعى حقك.. أنا عاوز اتعاقب واخد جزائى حتى لو أعدام هبقى مرتاح انى رجعتلك جزء من حقك
أشاحت بوجهها عنه ونظرت إلى وكيل النيابة قائلة
اقدر امشى يا فندم
شبك وكيل النيابة اصابعه قائلا
طبعا تقدرى تمشى
ثم نظر إلى يوسف قائلا
وانت
كمان تقدر تمشى كده مفيش قضية من الأساس
وقف حسين أمام سيارته وهو يقول ليوسف بحدة
أركب
هز يوسف رأسه نفيا قائلا
سيبنى لو سمحت يا بابا
فتح حسين باب المقعد الخلفى للسيارة ودفعه داخلها پغضب شديد أضطر يوسف أن يمتثل لأمر والده استقل حسين سيارته وجلس خلف المقود ومريم بجواره نظر له فى المرآة التى أمامه قائلا پغضب
انت هتفضل متهور ومتسرع كده لحد امتى .. رايح تبلغ فى نفسك .. عارف لو القضية دى راحت المحكمة هيحصل أيه.. هتبقى ڤضيحة للعيلة كلها واللى ميعرفش يعرف
قال يوسف بحزن
يا بابا انا كل اللى عاوزه انى ارجعلها حقها وبس
وضعت مريم يديها على وجهها وظلت تبكى بحزن شديد ومرارة بينما انطلق حسين بسيارته عائدا إلى المنزل
كفاية يا يوسف.. كفاية ھيموت فى أيدك
حاول يوسف أن يتخلص من ذراعى أبيه ولكنه أحكم ذراعيه حوله بقوة و دفعه للمدخل الداخلى للمنزل ثم داخل المصعد الذى صعد
بثلاثتهم إلى الطابق حيث شقة يوسف ومريم
حاول وليد أن ينهض ولكن لكمات يوسف القوية جعلته يفقد توازنه فترة من الزمن فلم يستطع القيام إلا بعد وقت ليس بالقصير لجأ إلى صنبور صغير فى جانب الحديقة وجعل يغسل انفه من أثر الډماء وما إن انتهى حتى جلس إلى الأرض ثانية يحاول التقاط أنفاسه
كانت مريم مشدوهه لا تصدق ما يحدث منذ أن عادوا من سفرهم نيابة وتحقيق ثم مشاجرة انتهت بدماء ينزفها وليد من وجهه ألفتت إلى حسين الذى كان يصيح فى ولده پغضب
أنت ايه اللى حصلك.. أتجننت ولا أيه.. أياك تتحرك من هنا النهاردة .. أنت فاهم ولا لاء
وتركهم وغادرمغلقا الباب خلفه بقوة جلست على المقعد المجاور له ووضعت رأسها بين يديها وأغمضت عينيها تحاول استيعاب ما يحدث حولها ألقى عليها نظرة سريعة ودخل غرفة النوم أخرج حقيبة سفر كبيرة وفتح الخزانة أخرج ملابسه منها ووضعها فى الحقيبة بغير ترتيب وخرج من الغرفة واتجه إلى غرفة أخرى صغيرة وضع ملابسه وأشيائه بها ثم ألقى بجسده على الفراش وراح فى نوم عميق
بعد دقائق ليست بالقليلة تقدمت خطوات من غرفته ونظرت نظرة جانبية من خلف الباب الذى لم يوصده فوجدته غارقا فى النوم من الواضح بأنه لم ينم منذ ليلة أمس ظلت تنظر اليه وهى تتذكر صياحه بها أمام وكيل النيابة لتقول الحقيقة وتتهمه بما فعل
كانت الفرصة سانحة لها أن تفعل لټنتقم منه ولكنها لم تفعل وهذا ما زاد عڈابه وحزنه وحنقه على نفسه ومنها ومن والده عادت لغرفتها وأوصدتها وجلست تفكر فى الوضع الجديد التى اضطرت أن تتعايش معه ولكن شيئا ما فى نفسها كان يشعر بالإرتياح بعد الموقف الذى اتخذه يوسف من نفسه وبعد تصميمه على إعادة حقها المسلوب من نفسه أولا
أستقلت سلمى السيارة بجوار وليد وقالت فى لهفة
مالك يا حبيبى فى أيه.. وأيه الچرح اللى تحت عينك ده
تحسس وليد عينيه وهو يقول بحنق
ده الزفت اللى اسمه يوسف.. خدنى على خوانة وهو عامل زى الطور كده
هتفت سلمى بدهشة
ويوسف عمل فيك كده ليه
تحسس أنفه پألم وهو يقول
ما انت نايمة على ودانك .. الحكاية اتكشفت يا سلمى.. يوسف ومريم عرفوا كل حاجة
أتسعت عيناها وهى تقول
ومريم عرفت انى معاك
قال بسخرية
طبعا ياختى
ثم تابع وهو ينظر أمامه ببغض
ومش كده وبس .. النهاردة ابويا طردنى من البيت ومن الشركة وامى بجلالة قدرها مقتدرتش تقف قدامه.. وفى الآخر سبتله البيت ومشيت
وانت دلوقتى هتعمل ايه هتروح تقعد مع والدتك
قال پغضب
نعم ياختى أومال الشقة اللى انا
مأجرهالك دى راحت فين
أرتبكت وهى تقول
موجودة طبعا .. موجودة هتروح فين.. بس هو انت يعنى هتيجى تعيش فيها
نظر إليها بتفحص قائلا
ومالك اتخضيتى كده ليه .. مالها الشقة
أرتبكت أكثر واصفر وجهها عندما انطلق بالسيارة قائلا
وانا اقعد اسالك ليه انا هروح اشوف بنفسى
وفى الطريق أطلق ضحكة عالية وهو يقول لها
يابنت اللذين.. قال وانا اللى كنت فاكر انى انا السبب فى انحرافك.. أتاريكى كان عندك استعداد اصلا بس محتاجة حد يوجهك
أشاحت بوجهها وهى تقول
أنا مكنش قصدى على فكرة .. دى الحكاية كلها جات صدفة وعموما دى صاحبتى واللى بيجى معاها ده جوزها بس عرفى يعنى
نظر لها نظرة جانبية وقال باستهزاء
عرفى...
ثم أردف بخبث
وبتاخدى منهم كام فى الليلة تمن بياتهم فى الشقة
قالت بسرعة
مبخدش حاجة .. بقولك صاحبتى والراجل يبقى جوزها
قال بمكر
عاوزه تفهمينى انك بتبيتيهم عندك لوجه الله
تلعثمت وهى تقول
هما مش بيباتوا كل يوم.. ده هو يدوب تلات أو أربع أيام فى الأسبوع
حرك رأسه وهو يقول
يابنت الأيه.. بتعرفى