الأربعاء 11 ديسمبر 2024

روايه مظلومه كامله

انت في الصفحة 2 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز


ترى امامها
وبينما هى تجر رجليها بصعوبة لتواصل طريقها التى لا تعلم مافى نهايته
اذا بها ترى قصرا فخما من بعيد يشع نوره ليضيء ما حوله من حدائق
تنفست نيرمين الصعداء واحست انها ولدت من جديد اخيرا ستجد احدا يساعدها
استمرت نيرمين فى التقدم حتى وصلت الى باب القصر الفخم
وكان باب الحديقة مفتوحا بعض الشئ تقدمت ببطء شديد 

حتى وصلت الى باب القصر العملاق
وهى تستند عليه وتتنفس بسرعة شديدة وطرقت الباب عدة مرات 
ثم لم تصمد لحظات حتى اغشى عليها مرة اخرى
الفصل الثانى
فتحت نيرمين عيناها ببطء شديد وكانت تشعر بصداع يكاد راسها ينفجر منه
كانت هناك سحابة بيضاء على عينها لا ترى بوضوح حاولت استجماع وعيها وقوتها وفتحت عينها فاذا بها مستلقاة على سرير فخم فى حجرة كبيرة بها ستائر ذهبية مزرقشة 
وامامها شباك كبير قد ازيحت عنه الستائر لتدخل اشعة الشمس الى الحجرة لتلاطف خدودها الحمراء
قامت نيرمين مستندة على يديها الاثنين لتحاول الجلوس على السرير ونجحت فى محاولتها تلك وامسكت براسها الذى كان معصوبا بشاش ابيض مكان جرحها وضعت يدها على جبينها مكان الچرح الذى كان يؤلمها بعض الشئ ثم نظرت يمينا ويسارا فى ذهول
انها لا تعرف اين هى
من جاء بها الى هنا وماذا حدث لها وما الچرح الذى براسها
لا تتذكر شئ حاولت نيرمين الضغط على راسها وهى فى محاولة لاستجماع ذاكرتها ولكن دون جدوى
قامت نيرمين مستندة بيدها على حافة السرير متجهة ناحية النافذة الكبيرة التى يظهر منها حديقة القصر الفارهه واشعة الشمس اللطيفة تضئ عدسة عينيها البنيتين وتعكس لمعان شعرها الاسود االلامع الذى كان يظهر من طرحتها البيضاء المزينة بالتل وبه لمعة بيضاء
اتجهت ناحية الشباك ببطء وما ان وصلت اليه حتى وقفت تنظر بتعجب وهى تقول فى نفسها
ايه المكان دهايه اللى جابنى هنا
وهنا تذكرت نيرمين لمحة بسيطة جدا من وصولها للقصر فى ظل المطر الغزير وكيف ان حالها كان يرثى له عند وصولها للقصر
وعندما تذكرت ذلك احست بدقات قلبها تتسارع كانها تخاف ان تتذكر شئ ما
وهنا طرق باب الحجرة ثلاث طرقات بسيطة وبعدها فتح الباب
ودخلت امراة تبلغ من العمر خمسون عاما بدى على وجهها الطيبة 
قالت هذه السيدة لنيرمين
ايه ده انتى أيه اللى صحاكى دلوقتى ووقفتى ليه انتى لازم ترتاحى الدكتور قال لازم راحة تامة لمدة كام يوم
ثم ذهبت اليها وامسكت بيدها وقالت لها تعالى يا حبيبتى اقعدى هنا ارتاحى 
اسطحبتها لسريرها ولم تنطق نيرمين بكلمة واحدة
فقالت لها السيدة الطيبة
ايه يا حبيبتى مالك انتى محرجة ولا ايه اعتبرى نفسك فى بيتك 
واحب اعرفك بنفسى انا دادة فاطمة اعتبرينى من هنا ورايح زى والدتك
هااا وانتى اسمك ايه هنا نظرت نيرمين الى السيدة وهى لا تعرف بماذا تجيب ثم خفضت نظرها فى الارض
فاطمة ايه مش عايزة تقولى اسمك لو كده خلاص اللى يريحك انا بس كنت عايزة ارفع عنك الحرج مش اكتر 
نيرمين لا ابدا انا بس مش عارفة استجمع ذاكرتى وحاسة بلغبطة جامدة
دادة فاطمة فى تعجب مش فاكرة اسمك
نيرمين هزت راسها بالنفى فى حزن ثم خفضت نظرها للارض
هنا اومأت دادة فاطمة براسها كانها فهمت ماتقصده نيرمين قائلة ولا يهمك بكرة تخفى وتبقى زى الفل احنا جبنالك الدكتور امبارح وكنتى فى حالة صعبة اوى بس هو طمنا وقال انك ان شاء الله هتقومى بالسلامة فى اسرع وقت
بس انتى مش فاكرة ايه اللى حصلك بالظبط يظهر انها كانت حاډثة جامدة اوى
نيرمين بصوت مخټنق كل اللى فاكراه انى كنت واقفة على الباب بخبط والدنيا بتمطر بس
دادة وهى تستعد للرحيل من حجرة نيرمين على العموم البيت بيتك يا بنتى ولا يهمك واى حاجة تعوزيها اندهيلى
نيرمين بابتسامة خفيفةمتشكرة اوى
انصرفت دادة فاطمة من حجرة نيرمين وتركت نيرمين فى حيرتها الشديدة كيف ستقضى نيرمين ايامها بين ناس لا تعرفهم ولا يعرفونها اخذت تحاول التركيز ولكن بدون جدوى
فضلت نيرمين ان ترتاح قليلا ربما تكون مرهقة بسبب المجهول التى لا تتذكره فاستلقت على السرير بخفة واسبلت جفونها بهدوء على عينها
فى هذا الوقت كان سيف يجلس فى مكتبه الفاره الواسع الملئ بالكتب وهو يراجع بعض اوراق شركاته التى يمتلكها
وثم استقبل اتصالا من احد شركاته ليخبروه عن صفقة مهمة وان كانت الاوراق قد اعتمدت من قبله ام لا
وبينما هو كذلك استاذنت عليه دادة فاطمة للدخول
هنا قال سيف طيب طيب خلاص ابعت حد ياخد الاوراق بكره ان شاء الله ماشى سلام
ثم اغلق الهاتف وقالتعالى يا دادة واقفة ليه
دادة فاطمةالغدا جاهز يلا علشان تلحق تاكل قبل ما يجيلك تلفونات تانى انتى مش بتلحق ترتاح من الشغل ده
حتى وانت هنا
سيف اعمل ايه بس يا دادة امال السيب الشغل ده كله لمين لازم اعتمد الاوراق بنفسى
دادة فاطمة طب سيبك دلوقتى من اى حاجة لحد ما تتغدى
وبالفعل اتجه سيف الى السفرة الطويلة وكان يجلس على راس تلك السفرة ممسكا بسکينه وشوكته ثم نظر الى دادة فاطمة وقال واقفة ليه يا دادة ماتقعدى 
دادة فاطمةلا يا حبيبى انا مش جعانة خالص
سيف وكده ينفع هاكل لوحدى خلاص انا كمان مش هاكل
فبادرته دادةخلاص خلاص هاكل معاك بس كل
ابتسم سيفايوة كده وبدأ ياكل بطريقة ارستقراطية بها بعض التأنى 
لاحظ سيف ان دادة فاطمة لا تأكل وانما تقلب الطعام بملعقتها فقط يبدو انها تريد ان تخبره بشئ ولكنها مترددة
فقال سيفمالك يا دادة فيه حاجة قوليلى بصراحة
دادةفعلا فيه حاجة عايزة اقولها بس خاېفة احسن تزعل
سيف واضعا شوكته جانبا ثم ضم يديه الى بعضها ووضعها تحت ذقنه
خير يا دادة
كانت نظرة سيف لدادة فاطمة تقلقها وقعت عينيه العسليتين عليها وبها حدة بعض الشئ 
فقالت البنت اللى فوق انا طلعتلها يمكن تكون محتاجة حاجة وسالتها عن اسمها والحاډثة اللى اتعرضت لها وبعدين 
لم تكمل حتى قاطعها سيف وقالتلك هتمشى امتى
دادة فى توترماهو ده اللى انا عايزة اكلمك فيه البنت مش متذكرة اى حاجة حتى اسمها ده حتى 
قاطعا سيفشوفى يا دادة انا مينفعنيش الكلام ده متحاوليش تخلى حد يخدعك يعنى ايه مش فاكرة حاجة حتى اسمها ومش عارفة حصلها ايه
ده تمثيل الظاهر ان المكان هنا عاجبها على الآخر فقالت يمكن ټضرب معايا استهبل عليهم شوية
دادة فاطمةلا يا سيف متقولش كده والله شكلها طيبة اوى 
سيف انا مالى ومال شكلها هو انا هناسبها شوفى يا دادة اخرها عندنا هنا النهاردة بس بكرة تشوفلها مكان تانى
انا ناقص
ثم انتفض دون ان يكمل طعامه والقى الفوطة على السفرة پعنف وانصرف
تنهدت دادة فاطمة بحزن قائلة فى نفسها منك لله يا نيفين سيف عمره ما كان بالقسۏة دى انتى السبب انتى عقدتيه
استيقظت نيرمين من نومها على طرق الباب انها دادة افطمة قد احضرت لها طعاما
وضعت دادة فاطمة الطعام على السرير امام نيرمين ثم جلست بجانبها تحاول اطعامها
دادة فاطمةكلى يا بنتى انتى مكلتيش من ساعة ما جيتى الدكتور قال لازم تتغذى كويس انتى نزفتى كتير
نيرمين صدقينى ماليش نفس
دادة فاطمة امسكت بقطعة من الدجاج المسلوق طب خدى دى منى بس علشان خاطرى
نيرمين طب هاخد دى بس لانى بجد ماليش نفس
دادة فاطمة وشوية شوربة بس صغيرين
نيرمين خلاص بقى الله يخليكى انا ماليش نفس
دادة طب دى بس وخلاص
نيرمين وهى تبتسم ابتسامة خفيفة حاضر ثم اشارت بيدها لتكف دادة فاطمة عن اطعامها
فتوقفت دادة فاطمة عن الحاحها ونظرت الى نيرمين وهى لا تدرى ماذا تقول لها انها تشعر بلاسى تجاه تلك الفتاة المسكينة كيف تقول لها ان هذه آخر ليلة لها هنا لا تستطيع قلبها لا يطاوعها 
قطعت دادة فاطمة الصمت قائلة لسة برده متذكرتيش حاجة
نيرمين وهى تشعر بالحرج هزت راسها بالنفى 
دادة فاطمةطب مش فاكرة مين اللى وصلك لهنا انا بس عايزة احاول ادور معاكى على مفتاح القصة علشان نفهم ايه اللى حصلك ومين اللى عمل فيكى كده
نيرمين صدقينى انا ما فاكرة اى حاجة وعقلى هينفجر من التفكير ثم نظرت باتجاه النافذة وقالت هو فيه يتمنى يكون مكانى ويفقد كل ما يتعلق بحياتهانا تايهة وحاسة انى وحيدة ثم انهمرت دموعها دون ان تشعر وهى تقول صدقينى انا نفسى افتكر ايه اللى حصل وانا مين وايه اللى جابنى هنا علشان ارتاح
مش سهل عليا ابدا اعيش بين ناس ميعرفونيش ومعرفهمش ارجوكى يا دادة ساعدينى انا ھموت من التفكير انا مين وفين اهلى
ثم واصلت البكاء الشديد
هنا انهمرت دموع دادة فاطمة واحتضنتها بس يابنتى ارجوكى متعمليش فى نفسك كده
ان شاء الله كل شئ هيرجع لطبيعته بس استهدى بالله كده واهدى 
ثم احضرت دادة فاطمة منديلا وقامت بمسح دموع نيرمين واعطتها اياه بعدها وقالت انا زى والدتك يا بنتى فيها ايه لما تقعدى معانا لحد ربنا مايشفيكى انتى زهقتى مننا ولا ايه
ابتسمت نيرمين ودموعها تسيل فى نفس الوقت محاولة الخروج من حزنها
دادة فاطمةايوة كده شوفتى وشك نور ازاى ايه رايك تنزلى تتمشى فى الجنينة تحت شوية الجو بقى جميل خالص 
اقتربت دادة فاطمة من النافذة وهى تقول الجو بره هيطلعك من المود اللى انتى فيه ده
ولم تكمل حتى رات سيف يجلس فى الحديقه فى المكان الذى تعود ان يقرأ فيه كتابه المفضل 
هنا استدارت دادة فاطمة لتتدارك فكرة نزول نيرمين للحديقة لانها تعلم ان هذا سيغضب سيف جدا وقد يصطدم بنيرمين وېجرحها كعادته مع صنف النساء
فقالت ولا اقولك تعالى اقعد انا وانتى فى البراندة ونشرب قهوة ايه رايك
وافقت نيرمين على ذلك حتى تخرج من حالتها النفسية السيئة 
واخذا يتبادلان الحديث الذى يتضمن بعض القصص الطريفة من قبل دادة فاطمة وقابلت نيرمين ذلك باستحسان شديد
وبدأت تضحك من قلبها
ثم تغير الحديث بسبب سؤال نيرمين 
نيرمين وهو مافيش حد فى القصر هنا غيرك ولا ايه يا دادة
دادة تجيب وهى تضحك لا طبعا بقى انا اعرف اعيش هنا لوحدى مقدرش طبعا
نيرمين امال ماشوفتش حد هنا من ساعة ما جيت ليه
دادة فاطمةلانك منزلتيش من ساعة ما جيتى
نيرمين يعنى فيه حد غيرك طب مين
دادة فاطمة فيه سيف ابنى اقصد زى ابنى انا اللى ربيته وهو صاحب المكان اللى انتى شايفاه ده
ومحدش عايش معاه غيرى حاليا عمته كانت بتيجى تقيم هى وبنتها هنا كل ما تنزل من السفر بس هى حاليا مسافرة هى وبنتها 
والباقى بقى زينب وهند و رقية وعم حسين وماهر كل واحد حسب شغله هنا
نيرمين آه قولتيلى
استمر الحديث بينهما واحست نيرمين بارتياح تجاه دادة فاطمة وما تتميز به من طيبة قلب
مرت تلك الليلة بسلام واحست نيرمين ببعض الراحة بعد كلامها مع دادة فاطمة الذى اعطاها شيئا من الامان
وفى صباح اليوم التالى استيقظت نيرمين بنشاط وارتدت بلوزة
 

انت في الصفحة 2 من 112 صفحات