روايه في قبضه الاقدار
تخبرهما بأن القصه لم تكن مجرد صداقه أو زماله
تحدث سالم قائلا بفظاظه
هاتي إلي عندك !
جفلت من لهجته الفظه و لكنها حاولت الثبات قدر الإمكان و هي تجيبه قائله بقوة
جنة جنة هي السبب في إدمان حازم
لم تهتز ملامح سالم بل ظل يناظرها بغموض بينما خرج إستفهام غاضب من جانب سليم الذي قال
جنه دي إلي كانت معاه في الحاډثه
أيوا هي
سليم بحنق
قولي إلي عندك كله مرة واحده
كان غضبه مخيف و قتامه عيناه تبعث الرهبه بداخلها و لكنها أبدا لن تتراجع لذا قالت بثبات
حازم اتعرف علي جنة دي من حوالي أربع شهور وقتها رسمت عليه دور البنت البريئه الخجوله لحد ما قدرت تجذب أنتباهه و وقعته في حبها و بعدها حازم أتغير من ناحيتنا و مبقناش نشوفه زي الأول كان بيقضي وقته كله معاها و خلته يقطع علاقته بينا و بالصدفه أكتشفنا أنها تعرف وليد الجلاد و دا أكتر واحد بيكره حازم و لما قولتله مصدقنيش و فكر إني بكرهها و من مدة قريبه بدأ يبان أنه مش على طبيعته لحد ما أكتشفت أنها جرته لسكه الأدمان
أنتفضت كل خليه به غاضبه ټلعن تلك الشيطانه التي تسببت في هلاك أخاه و هدر بقسۏة
الحقېرة نهايتها هتكون علي إيدي
أنهي جملته و إندفع كالثور لا يري أمامه بينما ناظرها سالم مطولا قبل أن
متأكدة من كلامك دا !
أبتلعت
ريقها بصعوبه قبل أن تقول بنبرة حاولت جعلها ثابته قدر الإمكان
و أنا هكذب في حاجه زي كدا ليه
إحتدت عيناه قبل أن يقول بلهجه فظه متوعدة
انتي أدري
اهتزت نظراتها و كذلك نبرتها حين قالت بإرتباك
تقصد إيه
سالم بلهجة قاسيه تشبه قساوة عيناه حين
أدعي ربنا يكون كلامك صح عشان لو طلعتي بتكذبي !!!
لم
يكمل جملته بل ترك المهمه لعيناه التي أجادت بث الذعر بقلبها الذي إنتفض الآن عائدا بها إلي الوقت الحالي و هي ترتعب من بطش ذلك الرجل الذي أعطت كل الحق لحازم في أن ېخاف منه فهو يبعث الرهبه في النفوس و
لكن لا يهمها فهي ستنفذ خطتها و ستأخذ بثأرها مهما كلفها الأمر
إتخذوا من العشق مذهبا فظنوا بأنه طريقهم إلي الجنة و قد تناسوا بأن العڈاب و العشق وجهان لعمله واحده فما العشق الا عڈاب لذيذ يستقر في أعماق القلب الذي يضخه إلي سائر أنحاء الجسد فتشعر بالنشوة التي تمنحك شعور عارما بالسعادة كالأدمان تماما تعلم أنه هلاكك و لكنك ترفض التعافي منه
صباحا كان الوضع هادئا خصوصا من جانب جنة التي أتخذت الصمت منهجا منذ البارحه و أن حاولت فرح الحديث معها تصطنع النوم حتي تهرب لا تعرف إلي أين قد يوصلها ذلك الهروب و لكن لم تكن تملك خيار آخر فما تواجهه أكبر بكثير من قدرتها علي التحمل
أمتثلت بهدوء إلي أوامر الطبيب بضرورة تناولها الطعام و الأدوية بإنتظام حتي يشفي جسدها فودت لو تسأله فهل يوجد دواء للروح المعذبه حتي تشفي أم ستظل جريحه متألمه لبقيه حياتها !
كانت فرح تشعر بالإختناق من هذا الصمت المحيط بهما و الذي يتنافي مع كل ذلك الضجيج برأسها فبلحظه إنقلبت حياتهما
رأسا علي عقب و لا تعلم ماذا عليها أن تفعل و شقيقتها بقدر ما تشفق عليها فهي غاضبه منها و بشدة و لكن لا تستطع الحديث فحالتها لا تحتمل شيئا آخر
كان الهدوء من أهم الصفات التي تميزها و الآن هي تمقته تريد الشجار الصياح تريد أن تجلس وسط ضوضاء كبيرة حتي تلتهي و لو قليلا عن الضوضاء التي تكاد تنخر عقلها
زفرت بقوة قبل أن تلتفت إلي شقيقتها قائله بنبرة هادئه نسبيا
أنا هروح أجيب حاجه سخنه أشربها من الكافيتريا أجبلك معايا
هزت جنة رأسها بالرفض و هي تقول بنبرة مبحوحه
لا شكرا مش عايزة أنا هحاول أنام شويه
أومأت برأسها و توجهت إلي الخارج و هي تحاول أن تتنفس بشكل منتظم و تهدء من توترها قليلا حتي تستطيع التفكير برويه
كان سليم يطالع الجياد بنظرات ضائعه و ملامح باهته كبهوت كل شئ حوله فرائحه المۏت تحيط به في كل مكان و الحزن ينخر أنحاء جسده و لا طاقه له برؤيه أحد و لا الحديث مع أحد و لكنه مجبر علي الوقوف بين الجموع ليأخذ واجب العزاء الذي كان ثقيلا عليه كثقل شاحنه ضخمه تمر فوق قلبه فللآن عقله لا