روايه في قبضه الاقدار
فعادت لهجته لجفاءها السابق حين قال بإختصار
مش شغلك
أرتفع إحدي حاجبيها الجميلين و أتسعت غابتها الخضراء من وقاحه ذلك الرجل فخرج الكلام منها غاضبا تغلفه السخريه
يمكن عشان إلي جوا في أوضه العمليات دي أختي !
تجاهل سخريتها و ڠضبها المتقد في نظراتها و قال بفظاظه
إيه الي حصل عشان تعمل في نفسها كدا
معرفش ! أنا كنت بره و دخلت ملقتهاش و سمعت صوتها في الحمام و لما أتأخرت دخلت أشوفها لقيتها
توقفت الكلمات علي أعتاب و أبتلعت ألمها الذي يشق قلبها لنصفين بمهارة ليفهم ما ترمي إليه
فقال بإستفهام
حصل بينك و بينها حاجه
جنه التي تم إنقاذها بأعجوبه و أخبرها بأنه سيتم نقلها إلي غرفتها بعد نصف ساعه فخرجت منها زفرة إرتياح قويه و حمدت ربها كثيرا لتأتيها نبرته الصارمه حين قال
مجاوبتنيش حصل حاجه بينك و بينها تخليها تفكر تتتحر
رفعت رأسها تناظره بغموض قبل أن تقول مستفهمه
سالم بترقب و عيناه لا
تحيد عنها
شديتوا في الكلام مثلا !
فرح بإختصار
لا !
سالم محاولا الضغط عليها أكثر
أومال هي هتحاول ټموت نفسها
كدا من الباب للطاق
أغضبتها لهجته و طريقته
معها و كأنه يستجوبها لذا قالت پعنف مكتوم
بصراحه معرفش
أستمر بإستفزازها قائلا بهدوء
أرادت إيلامه كما آلمها لذا قالت بتهكم
زي مانتا أخو حازم الكبير بردو و المفروض أنك كنت عارف عنه كل حاجه !
إسودت عيناه و أزداد عبوس ملامحه الخشنه تزامنا مع أنفاسه الحادة التي كانت تتخلل الصمت الدائم الذي قطعه حديثها المټألم حين قالت
أنا كنت عارفه كل حاجه عن أختي فعلا كانت بالنسبالي زي الكتاب المفتوح لحد ما أخوك دخل حياتنا و قلبها و خلاها لأول مرة تكذب و تخبي تابعت حديثها بلهحه مريرة و نبرة أشبه بالإنهيار كل المصاېب إلي حصلتلنا كانت بسببكوا لو كنت أتنازلت عن غرورك و سمعت مني مكناش زمانا وصلنا للي وصلناله دلوقتي !
و إيه إلي وصلتيله أختك برغم كل حاجه إلا انها معاكي و في ك مدفنتيهاش بإيدك تحت التراب مثلا
أغمضت عيناها پألم جلي لم تقدر علي إخفاؤه و ودت لو تخبره بأن يكون الإنسان علي قيد الحياة فهذا لا يعني أنه بخير و لكنها أبتلعت غصه مريرة قبل أن تقول بجفاء
أرتفع إحدي حاجبيه من كلماتها التي كانت ستارا لشئ تخفيه فأخذت نظراته ترتكز علي ملامحها يحاول ثبر أغوارها و لم يفت عليه إهتزاز حدقتيها و التي لم تفلح نظارتها الطبيه في إخفاء تعابيرها بالكامل و لكنه بنهايه المطاف أومأ برأسه دون حديث لتتراجع دون وداع ملتفته للجهه الآخري مطلقه ساقيها للريح لتحملها بعيدا عنه و لكنها توقفت بمنتصف طريقها علي صوته الحاد و لهجته الخشنه حين قال
دايما للقدر آراء بتخالف أمنياتنا و توقعاتنا!
توقفت للحظه تستوعب جملته فشعرت بخطواته القادمه تجاهها و ما أن أصبح بقربها حتي سمعت صوت أنفاسه
الحادة فإلتفتت لتجد أنه أصبح علي مقربه كبيرة منها حتي شعرت بحراره كبيرة منبعثه من جسده إلي جسدها الذي تجمد فجأة عندما سمع لهجته الفظه حين قال
خليكي فاكرة كلامي دا كويس
قوست حاجبيها في حركه مستفهمه بادلها هو بإبتسامه ساخرة تجلت في نبرته حين قال
كملي هروب خلينا نشوف هتوصلي لحد فين !
كان يسارع الريح للخروج من هذا المكان فكانت خطواته غاضبه لا تري أمامها تتمني فقط لو بإمكانها أنتشاله من تلك البقعة التي تضم أنفاسها تلك اللعينه التي البارحه فقط أقسم علي أن يذيقها الويلات و يجعل من حياتها چحيما و لكنه الآن كان سببا في نجاتها و كأن ذنبه السابق لا يكفيه لتأتي مهمه إنقاذها و هي من تلوثت يداها بدم أخيه أي قدر هذا الذي جعله حاملا لنفس فصيله ډمها الملوثه !
لم يستطع تجاوز صډمته حين هاتفه آخاه الأكبر ليأمره بلهجه لا تقبل الجدال بأن يتوجه إلي المشفي للتبرع بالډماء ! و حين سأله أجابه بمنتهي الهدوء بأنها قامت بمحاولة إنتحار و جاري الآن إنقاذها اي إنقاذ هذا الذي يتحدث عنه فلتحترق في الچحيم تلك التي تسببت بفجيعتهم الكبري
أغضبه كونه لم يستطيع معارضة أخاه الذي كان موقفه محيرا بالنسبة له و لكنه كالعادة غامضا و لم يقل سوي جمله واحده زادت من حيرته أكثر
هتعرف كل حاجه في وقتها !
اللعنه علي هذا الوقت الذي سيظل يتعذب حتي يحين قدومه
هكذا أخذ يلعن و هو يدير