السبت 30 نوفمبر 2024

روايه ظلها الخادع

انت في الصفحة 29 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


بعض والدنيا هديت بنا 
زمجرت رضوي بغل 
الله الله يا ست مليكه بقي العلاقه بنكوا بقت كويسه وانا معرفش حاجه
مررت مليكه اصابعها بين خصلات شعرها تجذبها بقوه شاعره برأسها سينفجر في اي لحظة 
بالله عليكي يا رضوي انا مش ناقصاكي انا فيا اللي مكفيني 
هتفت رضوي بخبث 
طيب ما تبيعي الخاتم اللي نوح جيبهولك

اخفضت مليكه نظرها الي الخاتم الذي باصبعها فور سماعها كلمات صديقتها تلك
خاتم الجواز مينفعش ابيعه مش بتاعي علشان ابيعه 
قاطعتها رضوي پحده
اومال بتاع مين انتي هبله يا مليكه ولا عايز تجنني بيعي الخاتم و خلصي نفسك ولا عايزه ټتسجني 
اقفلي يا رضوي اقفلي سلام 
في المساء 
دخل نوح الى الجناح الخاص بهم يبحث بعينيه عن مليكه عندما وجد المكان هادئ علي عكس العاده فدائما عند وصوله كل ليله يصل اليه صوت مليكه
المرح وهي ترحب به بشغف زفر باحباط فور ان وقعت عينيه عليها مستغرقه بالنوم فوق الفراش اتجه بخطوات هادئه نحو خزانته محاولا عدم احداث صوت حتى لا يتسبب فى ازعاجها اخرج ملابس النوم الخاصه به و بعد ان قام تبديل ملابسه اتجه ببطئ نحو الفراش ثم استلقي فوقه اخذ ينظر اليها بتردد و القلق يجتاحه فهذه المره الاولي التي تنام بها مبكرا بهذا الشكل اقترب بهدوء من مليكه التي كانت تتصنع النوم حتي لا يري بؤسها المرتسم فوق وجهها 
همس باسمها اخيرا ردت مجيبه اياه بينما تتصنع الافاقه من النوم 
نايمه بدري ليه يا حبيبتي تعبانه فيكي حاجه 
هزت رأسها هامسه بصوت منخفض بينما ثقل قلبها يزداد
لا ابدا بس صاحيه بدري و مش قادره عايزه انام 
قال بحنان 
طيب كملي نوم 
اومأت برأسها بصمت مغلقه عينيها مره اخري مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها عندما شعرت برأسه
يستقر فوق وسادته
مرت عده دقائق وهم علي حالتهم تلك حتي توقفت حركة يده علي رأسها وتعالي صوت انتظام انفاسه الهادئع لتعلم انه قد استغرق بالنوم 
بعد مرور 3 ساعات 
كانت مليكه لا زالت مستيقظه تتقلب بلا هواده فوق الفراش والخۏف يفترس قلبها لا تعلم من اين تأتي بهذا المبلغ فهي لن تقوي علي حياة السچن اخذت كلمات رضوي يتردد صداها بداخلها رفعت يدها تتفحص الخاتم الذي بيدها فقد كان غالي و ثمنه يتجاوز المبلغ الذي تريده لكن لا يمكنها التصرف به فليس ملكها حتي تقوم ببيعه تقلبت مره اخري موليه نوح ظهرها دافنه رأسها في وسادتها شاعره بالضغط حولها
غمغم بصوت اجش
مليكه 
استدارت اليه علي الفور محاوله ان تستمد منه بعض الاطمئنان لقلبها الذي يرتجف بين اضلعها من

شده الخۏف تتمتم بصوت منخفض 
مالك يا حبيبتي في ايه 
ابتلعت الغصه التى تشكلت بحلقها بصعوبة مقاومه نوبه البكاء التى اخذت تتصاعد بداخلها من جديد لكنها لم تستطع الصمود اكثر من ذلك لټنفجر في البكاء تنتحب بشده مخرجه كامل 
مخاوفها ابعدها نوح علي الفور شاعرا بقلبه ينقبض بقوه فور رؤيته لها تبكي بهذا الشكل
رفع وجهها اليه متفحصا وجهها الباكي بنظرات قلقه قائلا بلهفة اذابت قلبها 
حصل ايه يا فهميني 
همست بصوت مرتجف متقطع من بين شهقات بكائها 
هيسجني هيسجني يا نوح 
تصلب جسده پقسوه فور سماعه كلماتها تلك هتف پحده 
مين ده اللي هيسجنك و هيسجنك ليه 
ظلت صامته تنظر اليه بتردد عدة لحظات فلم تجد امامها سوا اخباره فبكل الحالات سيعلم فهي لن تستطيع سداد المبلغ لمصلحي الذي لن يتردد بسجنها لكنها تفضل ان يعلم منها هي كل شئ علي ان يعلم من غيرها 
بدأت مليكه باخباره بكل شئ رغم علمها بانه سيسئ الظن بها مره اخري و سوف تعود معه الي نقطه الصفر من جديد في علاقتهم 
بدأت تخبره بالمړض الذي اصاب والدها واضطررها لاستلاف المال من مصلحي الذي جعلها تكتب وصولات امانه علي نفسها بالمبلغ ثم ټهديد مصلحي لها 
غمغم نوح متسائلا و تعبير غريب يرتسم فوق وجهه 
باباكي فضل تعبان قد ايه 
اجابته بصوت منخفض ضعيف
6سنين 
طالعها متفحصا اياها بنظراته الثاقبه الحاده
و انتي اللي كنت بتصرفي علي علاجه و مكنش حد بيساعدك
ليكمل بشرود كانه يحدث نفسه
و طبعا مكنتيش تقدري وقتها تبيعي الارض بتاعتك بسبب شرط السن اللي باباكي حطه 
بدأ نوح بربط كل ذلك بعقله ليتوصل اخيرا للسبب وراء خداعها لزوجه والده فقد كانت بحاجه للمال لعلاج والدها لقد ظل طوال الفتره الماضيه يحاول البحث عن السبب وراء فعلتها تلك هذا ففتاه مثلها برقتها وطيبه قلبها لا يمكن ان يكون سبب ما فعلته هو الجشع او الطمع فهي معه منذ اكثر من 6 شهور و لم تطلب اي شئ لنفسها ليشت مثل باقي النساء الذين عرفهم طوال حياته 
همس بحنان
متخفيش يا حبيبتي محدش هيقدريقرب منك انا هسددله فلوسه 
قال بدهشة
بټعيطي ليه دلوقتي الموضوع مش مستاهل كل ده انا هحله
في اليوم التالي 
كانت مليكه جالسه فوق المقعد بغرفتها تهز قدميها بقوه بينما تنتظر نوح الذي اصر ان يذهب بمفرده لمقابله مصلحي و سداد المبلغ له رافضا طلبها بان تاتي معه 
اعتصرت يديها ببعضها البعض و التوتر والارتباك يسيطران عليها بينما لازالت تلك الافكار اللعينه تفترسها ماذا سيظن بها نوح الان بالطبع فكرته عنها ستزداد سواء هي تعلم ستعود معه الي نقطه الصفر مره اخري لكنها لن تستطيع تحمل ان يعود مرة اخري الي معاملته القاسيه و احتقاره السابق لها شعرت بقبضه حاده تعتصر قلبها 
لكنها انتفضت واقفه عندما فتح الباب و دلف نوح الي داخل الغرفه اخذت تراقب تقدمه منها باعين متسعه و انفس مرتجفه 
اقترب منها بخطوات ثابته حتي اصبح يقف امامها مباشرة اخرج بصمت من جيبه عدة اوراق ثم سلمها لها بهدوء ملاحظا التوتر الذي هي عليها
تناولتها منه مليكه بيد مرتجفه 
غمغم نوح بحزم 
دي وصولات الامانه بتاعك قطعيها
اومأت رأسها ببطئ بينما بدأت تمزق الورق الي قطع صغيره همست فور انتهائها ملاحظه النظره المقتطبه المرتسمه فوق وجهه
انا انا هكتبلك وصل امانه بالمبلغ علشان تضمن اني
هسددلك الفلوس اللي دفعتها لمصلحى و 
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها پخوف فور ان رأت النظرة القاسيه المرتسمه بعينيه و التي اخرستها علي الفور 
غمغمت بصوت مرتجف ضعيف وقد بدأت الدموع التي كانت تحاول كبتها بالتجمع بعينيها 
انا انا عارفه انت بتفكر فيا ازاي دلوقتي 
قطعت جملتها شاهقه بقوه عندما عندما قبض علي ذراعها بقوه جاذبا اياها 
عايزه تعرفي انا بفكر فيكي ازاي 
ليكمل ملاحظا شحوب وجهها الشديد
بفكر انك كنت لسه مراهقه مكملتش ال سنه وشالت مسئوليه اكبر من سنها مسئوليه اب مريض كنت بتشتغلي في وظيفتين في اليوم علشان تسددي تمن المستشفي اللي كنت بترفضي تسيبي فيها باباكي لوحده و كنت بتباتي معاه 
همست مليكه بصوت ضعيف مرتبك 
و قد تجمعت دموع كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبتها 
انت انت عرفت ده كله ازاي 
اجابها بحنان
من مصلحي 
ليكمل بينما يرفع وجهها اليه 
تفتكري اللي تعمل كل ده هفكر
فيها ازاي 
غمغمت شاعره بالارتباك يتصاعد بداخلها 
انا معملتش حاجه ده بابا و كان واجبي اقف معاه 
قاطعهانوح متأملا اياها بنظره دافئه بثت اخيرا الراحه بداخل قلبها
ما ده اللي بقول عليه انك مش شايفه انك عملتي حاجه غريبه 
ليكمل بمرح محاولا التخفيف عنها عندما رأها علي وشك البكاء
علشان كده هطمن لو في يوم تعبت انك هتقفي جنبي
هتفت بلهفه 
متقولش كده بعد الشړ عليك 
لتكمل بتوتر
بس برضو انا لازم اسددلك الفلوس دي 
قاطعها نوح هاتفا پغضب
تسدديلي ايه انتي مراتى

و انا مسئول عنك 
غمغمت مليكه بصوت مرتجف منكسر
مراتك اللي هطلقها بعد شهر و هتخرجها من حياتك 
قال بجدية
اطلقك بعد كل اللي بنا ده وبتقولي اني هطلقك
رفعت عينيها اليه هامسه بارتباك 
يعني ايه 
قال بشغف
يعني انتي هتفضلي مراتي لحد اخر نفس ليا في الدنيا دي و هنكمل حياتنا سوا لحد ما سنانك اللولي دي تقع و انا ظهري ينحني و ولادنا هما اللي يسندونا و يراعونا زي ما عملتي بالظبط مع باباكي 
همست مليكه بصوت اجش مخټنق شاعره بقلبها سوف يقفز باي لحظه من صدرها من شده دقاته
ولادنا 
اومأ بهدوء 
ولادنا 
همست بارتجاف و هي لازالت غير مصدقه انها تسمع تلك الكلمات منه شاعره كما لو كانت تحلم احدي احلامها الخاصه به التي كانت دائما تحلم بها منذ اول يوم شاهدته به
طيب ازاي انا انت
قاقاطعها وهو يتطلع اليها بحنان 
من اول يوم ډخلتي فيه مكتبي وانتي ماسكه في ايدك فنجان القهوه اللي ميتشربش 
ليكمل مبتسما عندما رأي الابتسامه التي ارتسمت فوق وجهها ليعلم انها تتذكر بصقها القهوه علي قميصه 
هنبدأ بدايه جديده مفيش فيها غير نوح و مليكه اي حاجه تانيه هنخرجها برا حياتنا 
اصبحت قدميها كالهلام غير قادرتان على حملها عند سماعها كلماته تلك
حاول الابتعاد عنها ده لا لا ده مش الصح 
الټفت نحوها فور سماعه شهقتها تلك ليجدها لا زالت مستلقيه كما تركها و وجهها شاحب كشحوب الامۏات بينما تنظر اليه باعين ممتلئه بالالم ليفهم علي الفور انها اسأت فهم معني كلماته
قال بهدوء
مليكه انتي فهمتي غلط انا عايزك و محتاجك اكتر من النفس اللي بتنفسه دلوقتي 
اكمل بحنان
بس انا مش هتتم جوازنا بالطريقه دي انتي متستهليش كده انا وعدت نفسي مش هلمسك الا لما اعملك الفرح اللي تستاهليه 
فتحت مليكه عينيها فور سماعها كلماته تلك تنظر اليه باعين متسعه هامسه بعدم تصديق
هتعملي فرح 
همهم بالايجاب 
اكبر و افخم فرح 
همست مليكه بتردد 
بجد يا نوح 
طبعا بجد وانا فعلا أمرتهم يبدئوا في التجهيزات من دلوقتي و بعد اسبوعين هتكون كل حاجه جاهزه 
هتفت مليكه بفرح وقد بدأت الدموع تتجمع بعينيها 
و هلبس فستان ابيض 
همس بسعادة 
و هتبقي اجمل و احلي عروسه في الدنيا 
اجابته بسعادة وعدم تصديق 
ربنا يخاليك ليا يا حبيبي 
شعر نوح بقلبه يتضخم بصدره فور سماعه كلماتها هامسا بحنان
و يخاليكي ليا يا قطتي 
في اليوم التالي 
كانت مليكه واقفه امام المرأه تجمع شعرها الطويل تلويه ببطئ بين يديها استعدادا لجمعه فوق رأسه في كعكته المعتاده مرتديه ملابسها المتزمه انتبهت الي نظرات نوح التي يتابع ادق تحركاتها باهتمام فقد كان يجلس فوق الاريكه مرتديا ملابس غير رسميه مكونه من بنطال اسود و تيشرت رمادي مظهرا ضخامه عضلات ذراعيه القويه و بطنه المسطحه ذات العضلات السادسيه يتابع الاخبار في هاتفه بينما ينتظرها لكي يهبطوا للاسفل لتناول طعام الافطار مع عائلته فاليوم هو الجمعه اجازه الجميع 
راقبته ينهض من فوق الاريكه ببطئ متجها نحوها وقف خلفها واضعا يده فوق كعكعتها يحل شعرها من عقدته تلك شهقت مليكه هاتفه بحنق
نوح بتعمل ايه انا ما صدقت عملته 
اكمل عمله حتي انساب شعرها فوق ظهرها كشلال من الحرير الذهبي مزمجرا پقسوه
ممكن اعرف بتعملي كده ليه في نفسك 
اجابته مليكه پحده 
بعمل ايه في نفسي بقي يا سي نوح 
عامله كتير يا مليكه شعرك علي طول شداه وربطاه في كحكه لحد ما قربت يجيلي
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 53 صفحات