روايه
و لو فيه حاجة هبلغك بيها علي طول
سارت عائدة نحو غرفة شقيقتها ليعود هو بذاكرته للماضي
منذ شهر
عند عودته إلي القاهرة كانت أول
من علمت بهذا طلبت مقابلته فوافق هو و فضوله يحركه
خير يا فاطمة طلبتي تقابليني لية!
بص يا فارس أنت لازم ترجع لليلي هي محتاجالك جدا في حاجات كتير بتحصل و انت الوحيد اللي هتقدر تقف جنبنا فيها !!
مين اللي قالك ان مفيش حاجة تربطكم انا عارفة كويس انك راجع عشان ليلي و إلا مكنتش رجعت مصر
لم تتلقي إجابة منه فأكملت قائلة
و بعدين هي مش ليلي كانت حامل منك قبل ما تتطلقوا
البيبي نزل يا فاطمة هي قالتلي كدة!!
نظر لها پصدمة و قال بعدم تصديق
يا بنتي لما ابوكي ماټ و هي نزلت مصر سقطت انا متأكد حتي هي دخلت المستشفي بعدها
لما دخلت المستشفي كانت فعلا تعبانة بس ما سقطتش قلتلك كدة عشان تقنعك انك تطلقها لكن هي كانت لسة حامل البنت اتولدت بثقب في القلب و هي عايشة بس انا معرفش اي حاجة تانية هو دة اللي اعرفه و لعلمك ليلي مخبية عننا كلنا ان البنت عايشة محدش يعرف غير نور انا سمعتهم مرة و هما بيتكلموا!!
ليلي فاكرة انها السبب في مۏت بابا و انا كمان لحد من شهرين كنت فاكرة كدة
مش فاهم هي اكيد ليلي مش السبب في مۏت زين بيه بس انتي تقصدي اية بكلامك دة!
حسام جوز نور!!
هي نور اتجوزت اصلا!
اه اتجوزت ابن الدكتور النفسي اللي كان بيعالجها بعد مۏت بابا بس مش دي المشكلة المشكلة ان جوزها طلع هو السبب في مۏت بابا!!
انا مش فاهم حاجة فهمني انت قصدك اية!
نور و حسام كانوا منفصلين لمدة سنة و انا حاولت ارجعها ليه كتير بس هي كانت بترفض فاضطريت اروحله هو شركته عشان اتكلم معاه يرجعها و بالصدفة مكتبه مكنش فيه سكرتيرة بس سمعت صوت عالي جاي من مكتبه لما قربت لقيت واحد بيهدده انه يفضحه قدام نور لو مدلوش فلوس كان بيهدده انه هيقول لنور انه خطڤ بابا و هدده بينا عشان يتنازل عن الشركة و بابا مستحملش و جاله سكته قلبية و ماټ قبل ما ينقلوه المستشفي
و اتجوز نور ليه و هو اللي قاټل ابوها!!
عشان يكفر عن ذنبه اصل يعيني ضميره كان مأنبه
قالتها فاطمة بسخرية ليرد فارس قائلا
برضو يا فاطمة بعد المعلومات دي المطلوب مني اية!!
لازم توصل لليلي أن هي مش السبب في مۏت بابا عشان ترجعلك و بعدين لو مش مصدق حكاية بنتك دي تقدر تتأكد من نور
بالفعل مر علي لقائهما هذا يومين و طلب مقابلة نور و بعد ضغطه المتواصل عليها اعترفت له أن لديه ابنه بالفعل علي قيد الحياة و لم تبوح بأي شيء بعد ذلك
وصل نحو منزله و عقله لا يتوقف عن التفكير فظهور فارس الآن ليس في صالحه تماما خرج من سيارته و هو منهك تماما
تذكر زيارة فارس له في شركته و تهديده له
منذ عدة أسابيع
كان جالسا في شركته عندما دخلت له السكرتيرة الخاصة به قائلة
في واحد عايز يقابلك يا حسام بيه!!
واحد مين يا سها!
بيقول اسمه فارس المدني
فارس المدني دة طليق ليلي دخليه طيب!!
قالها باستغراب شديد هو يعرفه فقط
من حديث نور عنه لكن ليس لهم سابق معرفة مع بعضهما
اهلا يا دكتور فارس اتفضل
قالها حسام بابتسامة قلقة نتيجة لحدة ملامح فارس
اهلا يا استاذ حسام حضرتك تعرفني منين!
نور كانت بتكلمني عنك كتير انت و دكتور ليلي حقيقي زعلت جدا لانفصالكم!!
و انت تعرف اية سبب انفصالنا علي كده!
توتر حسام و قال بتلعثم
ااه يعني نور قالت إن دكتور ليلي بعد ۏفاة زين بيه كانت حاسة بالذنب انها كانت سبب في ۏفاته فانفصلتم عن بعض !!
اممم هو
انت تعرف يا استاذ حسام زين بيه ماټ ازاي!
احم انا مليش الشرف اني اقابله قبل ۏفاته لكن نور قالتلي أن الشركة حالتها اتدهورت في الفترة الأخيرة و جاله سكته قلبية و ماټ!!
اة بس اللي اعرفه غير كدة انا سمعت ان كان فيه ناس بيحاربوه في السوق و خطڤوه و ضغطو عليه يتنازل عن الشركة و رفض فجاله سكتة قلبية!!
ابتلع ريقه بصعوبة و هو يستشعر علم فارس عن ما فعله
معقول الكلام دة حضرتك عرفت الكلام دة منين!!
بقولك اية انا مبحبش اللف و الدوران من الآخر عملت كدة في زين سويلم ليه!
قالها فارس بنفاذ صبر لينهض حسام پغضب مصطنع
لو سمحت يا دكتور فارس انا مقبلش اتهامك ليا دة ابدا!!
لا هتقبل خصوصا لو فيه تسجيل منك و انت بتعرف بلسانك!!
أحمر وجه حسام و طبول قلبه تدق پعنف
لو كلامك دة صح مقدمتش التسجيلات دي للنيابة ليه!
ضحك فارس بصوت صادح و هو يقترب منه هامسا
لا نيابة اية يا راجل انت حسابك تقييل اووي المهم تستعد للي جاي
و مثلما ظهر فجأة خرج تاركا اياه متخبطا في أفكاره لاعنا طمعه و حماقته
عودة للواقع
وجد سما تهبط علي الدرج مسرعة فأسرع هو إليها حتي لا تتعثر في الدرج و احتضنها قائلا
يا سما بتجري كده ليه تقعي يا حبيبتي من علي السلم!
وحشتني اووي يا حسام
و انتي وحشتيني اوي يا حبيبي
اومال فين نور يا حبيبي
في المستشفي مع اختها
أخص عليك يا حسام سايبها لوحدها
انا هاخد شاور و اغير و راجعلها!!قالت
صحيح يا حسام انا فكرت في موضوع انك تشتري لنور بيت بصراحة لو حد المفروض يمشي يبقي أنا دة بيتها هي من قبلي و يبقي حراام عليا لو خرجتها منه!!
يا حبيبتي انتي مش هتسيبي البيت دة هي طلبها انها تعيش في بيت تاني يبقي براحتها!!
لا يا حسام حرام برضو تقعد لوحدها حاول طيب تقنعها انها تقعد هنا حرام صعبانة عليا جدا!!
انا عارف ان قلبك طيب يا حياتي عنيا هخليها تقعد هنا المهم انتي بس خدي بالك من البيبي!!
وضعت يده علي بطنها و قالت
متخافش يا حبيبي انا واخدة بالي من نفس!!
دقات متتالية علي الباب قطعت شرودها و تفكيرها في شقيقتها
نهضت من محلها و قامت بفتح باب الغرفة
لتجد رجل في منتصف الثلاثينات من عمره طويل القامة عريض البنية ذات شعر بني قاتم و عينان بنيتان
نظرت له باستفهام ليبتسم هو بعملية قائلا
اهلا بحضرتك انا مازن الرفاعي وكيل النيابة
نظرت له بتهكم و قالت
افندم !
رفع حاجبه باستغراب علي طريقتها تلك و قال
نظرت له پغضب و قالت
هنا واخدة حقنة مهدئة و نايمة و مش وقته اصلا لأنها مڼهارة تماما!!
تمام بس احنا محتاجين اقوالها في أسرع وقت
اهلا بحضرتك يا فندم اتفضل معايا علي مكتبي
قالها فارس الواقف خلفه ليلتفت له مازن بابتسامة و يتجه معه نحو مكتبه
تحب تشرب اية يا فندم!
تفوه بها فارس بابتسامة عملية ليرد مازن
يا ريت قهوة سادة
امسك فارس بالهاتف جانبه و قال
اتنين قهوة سادة يا عم محمد
وضع الهاتف و قال
طبعا حضرتك جاي عشان قضية هنا و يوسف
اه طبعا هو حضرتك الدكتور المتابع لحالتهم!
طيب انا اقدر آخد أقوالهم امتي!
دخل العامل بالقهوة و وضعها ثم خرج ليقول فارس
شوف يا مازن بيه اول ما هنا حالتها تتحسن شوية عشان مترجعش لنقطة الصفر تاني هتصل بحضرتك أبلغكاما يوسف فأنا مش عارف
الحقيقة هو امتي هيفوق بس ليا رجاء عند حضرتك!
اتفضل!!
انا عايز اي تواصل بخصوص القضية يبقي معايا انا أو مع حد من أخواتها!!
ممكن بس اعرف حضرتك تقربلها حاجة!
ابتسم فارس قائلا
انا جوز اختها
اتشرف بمعرفتك يا دكتور فارس بس هي
اللي فتحتلي الباب دي تبقي مين!
دي مدام نور أخت هنا
مدام!
رفع فارس حاجبه بدهشة من رد فعل مازن ليقول
اه هي متجوزة علي فكرة!!
طيب تمام عن أذنك
ابتسم فارس بدهشة من انسحاب مازن السريع ليري باب مكتبه يفتح دون استأذان و ليلي تدلف
منه بوجه متشنج
في أية مالك!
شوف كدة يا فارس التحاليل دي
نظر لها بقلق و أخذ منها الأوراق التي كانت في يدها و هو يقرأها
نظر لها قائلا
بتاعة مين التحاليل دي يا ليلي!
بتاعة راجل كبير اسمه سمير جه هنا من اسبوع في حاډثة عربية
دة عنده سړطان في المخ و النخاع الشوكي!! طيب حالته دلوقتي بعد الحاډثة عاملة اية!
حالته اتحسنت تماما بس بيشتكي من صداع دايم و اظن سببه واضح بس برأيك الكيماوي هينفع في حالته دي!
انتي عارفة ان نسبة علاج السړطان مع التقدم في السن بالكيماوي بتكون ضعيفة جدا و بنضطر نلجأ للجراحة بس دي برضو كمان نتايجها مش مضمونة!!
جلست و قد تمكن اليأس منها لتقول
الراجل دة حالته غريبة اووي!!
ازاي يعني
شردت و هي تقول
من ساعة ما جه مفيش حد سأل عليه برغم أن حسابه مع المستشفي بيدفع بانتظام و مش معروف مين اللي بيدفعه لأنه بيدفع اون لاين من برة مصر و الراجل ذات نفسه داخل في حالة عزلة مش طبيعية!!
حاجة غريبة فعلا بس انتي لازم تصارحيه بحالته يا ليلي و خدي بالك العملية مش مضمونة يعني لو هيعملها لازم يكتب تعهد علي نفسه
هزت رأسها بالموافقة علي حديثه ليردف هو متسائلا
انتي هتعمل اية في موضوع حسام!
مش عارفة اسيبه يكمل مع نور و هو السبب في مۏت بابا و لا اقلب عليه الترابيزة و افضحه بس ساعتها مش هيكون معايا دليل حتي علي كلامي عشان آخد حقي منه
قالتها بشرود و ضياع ليقول هو
انا من رأيي تصبري لحد ما نعدي مشكله هنا و بعدين تفوقيله
اه يا ربي و كمان مشكله هنا دي مش عارفة اعمل فيها اية انا تعبت المشاكل كلها فوق دماغي!!
اقترب منها و هو يقول
انا جمبك يا ليلي مش هسيبك غير لما تخرجي من المشاكل اللي انتي فيها دي كلها
مقابل اية يا فارس!
مش مقابل حاجة يا ليلي حتي لو مش هترجعيلي بس مش عايز اشوفك كدة في يوم من الايام
مر اسبوع
تحسنت فيه حالة هنا و خرجت من المشفي أما يوسف فقد دخل في غيبوبة عميقة رافضا لذلك الواقع المرير حزينا علي حبه الضائع!!
و خطة فاطمة تسير بامتياز فاليوم هو عقد قرانها الوهمي علي أحمد
الذي بالرغم من حزنه الشديد و تمنيه أن يكون ما يحدث هذا حقيقي و ليس وهمي لكنه جعل كل شيء حولهم اسطوري
فقد كان عقد القران في فندق شهير من فنادق وسط القاهرة فندق إيطالي ذات تصميم معماري رائع يطل علي النيل
و أتي لها بفستان