روايه الشيطان يعشق
تقص عليهم ما حدث
بينما لم يلاحظ أحد وجه سالي الذي تغيرت معالمه كلها بعد كلمات فريدة
في منزل حسان ابو العوف
كان يجلس فارس مجاورا لفيروز
وحسان
فقال حسان
_صح يافارس اخبار المدرسة أية معاك
تنهد وهو يقول
_تمام يابابا لكن الحالة بتاعته سيئة جدا دا حتي ال بتاع المدرسة مفهوش اي معدات أو اي حاجة خاصة بالمادة وبرضوا الملعب مثلا وكل دا مفيش اهتمام بيها
_انا قلتلك كدا من الاول وانت اصريت يبقي تتحمل النتيجة
فارس
_انا اصلا مش عايز انقل من هناك
حسان
_انا عجبتني الفكرة بأنك تكمل هناك علشان تعرف كويس طبقات المجتمع بتبقي ازاي وتعرف أن الكل
بيعاني
تدخلت فيروز وهي تقول
_طيب وبالنسبة لبكرة أية اللي هيحصل
هتف حسان ببرود
_علي الساعة سبعة هيتكتب الكتاب
فيروز
حسان
_هو عايز ياخدها بكره علطول ويبقي كتب كتاب بفرح بسيط... وانا معنديش اعتراض
فيروز بضيق
_لا ياحسان انا معنديش غير بنت واحدة وعايزة افرح بيها ولسة بدري علي فارس وممكن مبقاش عايشة ليوم فرحه
اسرع فارس هاتفا
_بعد الشړ عليكي ياماما
ابتسمت له ولم تتحدث
وهي تنظر لحسان الذي قال
_القرار النهائي في أيديهم او بمعني اصح في أيده هو...
بالطبع ليس بلال عز الدين الذي سيتزوج من فتاة تنفذ ما يريده دون اعتراض كخادمه له أو جاريه
وفي غرفتها
دخلت صديقاتها وهم ينظرون لها بضيق شديد من برودها هذا فهي تنام وكأنه ليس بعد ثلاثة ساعات سيتم كتب الكتاب فها هي الآن الساعه الرابعة عصرا
_اخيرا عروستنا صحيت يلا يا علشان تجهزي
ثم غمزت لها وهي تقول
_بعد تلت ساعات هتكوني حرم الشيطان مشفتش زي حظك والله
_خمسة في عينك دا بدل ما تقرب قران عليها علشان الناس
_يلا بقي علشان تلبسي
فريدة وهي تنظر لهم ببرود
_معنديس فستان
هتفت الاثنتان معا
_اية
حركت كتفيها بمعني كما سمعتم
لتقول ريما
_العريس شكله كان حاسس...فستانك تحت ياعروسة
أميرة
_بس متوقعناش فعلا انك تكوني مش مجهزة فستان ونايمة كمان بالراحة دي
فريدة غير مهتمة لحديثهم
_اومال فين سالي
ريما
_مجتش الحمد لله
نظر لها بعتاب قائلة
_ريما دي صحبتنا
أميرة
_انتي مشفتيش وشها اتغير ازاي لما عرفت بانك هتتجوزي بلال
ريما
_انا بحبها اوك..لكن برضوا احنا عارفين كويس انها مش زينا يافريدة وعارفين كمان انها بتغير منك
تابعت أميرة
_واللي زاد وغطي انك هتتجوزي الشيطان فارس أحلامها
فريدة پصدمة
_نعم ! هي بتحبه
ريما
_سيبك منها هي كانت بتحلم انه يبصلها مش اكتر فتبقي غبيه لو حبته
فريدة بحزن
_انا معنديش استعداد اخسرها علشان بلال دا
أميرة
_مفيش وقت لكلامك دا ...يلا بسرعة علشان تجهزي
في مكان آخر
تحديدا في منزل عصري لكن صغير بعض الشئ
كان يجلس علي مقعده وهو غاضب بشدة يتحدث لاحدهم
_دي فرحها انهاردة انت متخيل
هتف الآخر
_اهدي يااسر خلينا نعرف نفكر
اسر بعصبية وڠضب
_نفكر في أية هي النهاردة هتتجوز من الشيطان يعني أنا مش هعرف اقرب منها ولا حتي هنعرف ناخد منها اي حاجة...يعني شغلنا مبقاش ليه اي لزمة
هتف الآخر بخبث
_بس نقدر نغير الخطة
ضيق حاجبيه هاتفا
_ازاي يعني
ابتسم الاخر باتساع قائلا
_نضغط علي الشيطان بنقطة ضعفه
اسر
_واللي هي
هتف ببطء
_الغيرة...الغيرة لو أثرت عليه ممكن توصل عنده للطلاق
اسر
_دا لو هي تعرفني اصلا لو مجرد معرفة سطحية لكن دي حتي مش بتطيقني وحاليا تعتبر عارفة عني كل حاجة
_وانت استغل دا لأنك عارف عنها كل حاجة فهددها بانك هتكشفها قدام الكل لو اتكلمت وأظهرت حقيقتك قدامه
اسر
_يعني هلعب معها علي العلن
_بالظبط...عادي جدا انها تبقي عارفة انك عايز توصل للشيطان أن في علاقة ما بينكم وفي حب كمان...ولو قدرت تخليه يغير عليها وتبعدهم عن بعض يبقي مبروك عليك مدام الشيطان ياعم
كان يقف أمام المرآة مرتديا حلية باللون الكحلي وقميص باللون الابيض الناصع ويرتدي كارفته باللون الكحلي أيضا وكان يصفف شعره للخلف لتظهر خصلات شعره البيضاء قليلا ويرتدي
حذاء اسود لامع لينظر المرآة نظرة أخيرة وهو يضع من عطره المفضل ويهبط للاسفل وهو يري الساعة في معصمه
كانت حالته هادئة تماما كأنه لن يصبح متزوج بعض ساعات قليلة كدا منذ الأمس والخبر قد نشر وهو علي حالته تلك وكأنه يذهب لأحد الحفلات العادية وليس سيذهب
ليتزوج أميرة ذلك الوسط
التي كانت مطمع الجميع بسبب المال والجاه والسلطة والنفوذ
لطالما كانت مطمع من الجميع بشخصيتها التي يسمع عنها كغيره فهي كانت دوما مختفيه عن الأعين
لم تكن تشغل باله ولم يكن يعرف عنها شيئا مثلها مثل أي شخص لكن الان هي ستصبح زوجته
ستصبح حرم بلال عز الدين وبموافقتها وبموافقته هو أيضا
كان قد وصل للاسفل
ليخرج ويركب سيارته بعد أن فتح الباب امير فقد قرر أن الحفل سيكون هناك ولا داعي أن يحدث هنا أي مظهر من مظاهر الاحتفالات
بنفس ذات الوقت في منزل فريدة
كانت تقف أمام المرآة أيضا لتظهر عيونها الزيتونية المتقاربة للخضرة وتلك البشرة البيضاء الناصعة والتي شغلها بعض النمش الخفيف الذي زاد من جاذبيتها وتلك الغمازتين اللاتين يزينان وجنتيها ويزيادان من جمالها كلما ضحكت أو تحدثت وقامتها القصيرة التي تجعلها أكثر جمالا وخصلاتها البرتقالية الناعمة التي تعدت ظهرها بأكمله
كان جمالها ساحر ومازاد سحرها فستانها الاحمر الذي جعلها كأميرة فعلا كان لديه حمالتين عريضاتين يوجدا اسفل كتفها بقليل وكأنهم سقطا بأهمال من علي كتفها وظهره متشابك بخطوط خفيفة لا يظهر أي شى منه ومن الإمام كان ضيق ويوجد فصوص تلملم القماش بشكل رائع من وكأنهم علي شكل تاج
ويهبط بأتساع واسع من الخلف ويوجد علي أطرافه بعض النقوش باللون الاسود كان بسيط بتصميمه ولكن كان فوق الرائع وهي ترتدي عقد من الالماس بينما رفعت خصلاتها علي شكل تسريحة شعر بسيطة وهي تضع أحد دبابيس الشعر علي الجانب وتترك بعض الخصلات علي وجهها كما أنها رفضت أن تضع أي مساحيق تجميل سوي
فقط احمر شفاه قاني اللون كانت تنظر له وهي تضحك بخبث
بينما ارتدت حذاء بكعب عالي رغما عنها باللون الاسود
فكانت رائعة بل ساحرة تسحر أي شخص
هتفت ريما وهي تكاد تبكي
_بسم الله ما شاء الله جميلة اوي يافريدة
ابتسمت وهي تلتفت لها وهي ټحتضنها قائلة
_انتي اللي قمر ياريما عقبال فرحك يارب انتي وامير
ابتسمت ولم تعلق علي ذلك وظهر الحزن علي وجهها اتخبرها بأن يحب اثنين بقلب واحد
اتخبرها بأنه يعشقها كما يحبها هي
تعلم جيدا بعشقه لفريدة وتعلم أيضا بأنه يحبها هي
ولكن ما تعلمه شئ واحد
وأنه لو وجد فرصة تقربه من فريدة سيتركها ويترك عالمه حتي لو سيصبح خادم لها
تنهدت بحزن وهي تنظر لفريدة التي تحتضن أميرة بحب تعلم انها لا دخل لها بمشاعره بل لو كانت تعلم ما كانت لتقترب منه مرة اخري حتي
بينما عند الفتاتين
قالت وهي تحتضن أميرة
_اية الجمال دا ياميرو
أميرة
_جمال أية بس ياديدا لما انا جميلة يبقي المزة دي أية
ضحكت بمرح من كلماتها قائلة
_الفاظك باظت اوي
ابتسمت وهي تقول
_اللي يعيش مع ولد لسانه بيتقلب لروحه شوفي بقي أنه يربيكي ولد
ضحكت وهي تقول
_ربنا يخليكم لبعض...وبعدين احمدي ربنا انك عندك توأم زيه مستعد يعمل اي حاجة علشانك
ابتسمت وهي تقول
_ربنا يخليه ليا يارب...ويخليكي لينا يااجمل ديدا
اقتربت ريما وهي تقول
_تعالوا بعض كلنا مرة واحدة
فتحت فريدة ذراعيها معا لتقترب الفتاتين معا ويحتضنوها بحب
فهي سر قوتهم وهم من تستند عليهم
هم شئ واحد
هم مثلث له ثلاثة اضلع اذا غاب أحدهم انكسر وتلف هي تدرك تماما أن سالي ليست من أمثالهم تدرك أنها مختلفة أو أنها بعيدة عنهم قليلا وليست تجمعهم نفس قوة الحب التي تجمعها بالاخرتين ولكن هي تحبها أيضا...
وصلت سيارات العريس أمام المنزل اخيرا ليهبط بلال من السيارة وهو ينظر للمنزل بنظره تقديميه لمح من خلالها النافذة العلوية والأضواء المشټعلة وتقف من خلفها أجساد كثيرة عرف علي الفور أن زوجته المستقبلية تسكن في تلك الغرفة
انزل بصره عندما انتبه احسان ليمد يده ويسلم عليه بهدوء بينما بادله الاخر السلام بترحيب كبير جدا
ليدخل من بعدها للداخل مع حسان الذي هتف
_هجيب العروسة دلوقتي حالا
ثم صعد للأعلي تاركا بلال ومعتز يقف جواره
والسعادة تظهر عليه كما لو أنه هو العريس
بالاعلي
طرق الاب طرقات خفيفة علي الباب ثم دخل لينظر لها بجمود يوجد خلفه العديد من المشاعر السعيدة ولكن هتف بحدة
_خلصتي
قالت ريما بابتسامة
_اهاا يا uncle ..هننزل دلوقتي !
حسان
_ايوا يلا
هي والحزن يسيطر علي ملامحها ثم تقول بنبرة مخټنقة بعباراتها
_مش هتسامحني
نظر أمامه وكأنه لا يسمعها
لتتنهد بحزن عميق
قبل أن تقول بندم ممزوج بأصرار
_اسفة يابابا لكن أنا مقدرش اقولك اي حاجة من اللي بعملها... بس صدقني انا بعمل اللي تربيتك امرتني بيه وواجبك وواجبي الوطني كمان
نظر لها ولم يتحدث مره اخري
لتتنهد مرة أخري باستسلام
إذن لن يسامحها حتي يعلم كل شى وهذا لن يحدث ابدا...
في المقر السري للمخابرات المصرية
تبعثرت خطوات الجميع الذي بالمكان ذاهبا وايابا وحالة فوضي شديدة تسيطر علي المكان الكبير قبل الصغير ينظر حول نفسه وكأنه يبحث عن روحه وتوتر غريب يوجد علي ملامحهم كما أيضا الارتباك العساكر والضباط وكل الجموع
وفي أحد الغرف الجانبية دخل احد الاشخاص هناك اخيرا مقررا بأنه عليهم اخبار كبيرهم بذلك الخبر الحزن بل
المصېبة الكبري
وان كانوا علي حق فيجب أن يقولوا کاړثة
سقطت علي رؤوسهم
هتف بعد أن دخل بكلمات مبعثرة
_الميكروفيلم اللي في المقر ضاع يافندم اقصد اختفي مش موجود خالص
نهض
الاخري صارخا
_انت مستوعب انت بتقول أية ياشرطي
اؤما له وهو يقول
_كل مخططاتنا للفترة الجاية بخصوص مساعدتنا لفلسطين وحدود بلادنا ضاعت ياسيادة اللواء
هتف اللؤاء وهو يتجه للخارج
_ولما انت عارف كدا واقف بتعمل ايه
هتف بتوتر
_للاسف مفيش اي اثر لمحاولة سړقة أو غير ودا بياكد أن في حد خاېن هنا يافندم
ابتسامة خبث ظهرت فجأة علي محياه أن رايتها ظننت أنه جن فجأة ولكن عندما تري ما ينظر له ستعرف لما ظهرت