الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه هوس الجزء التاني

انت في الصفحة 38 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


هتلاقيها 
و قريب اوي كمان . 
ضړب صالح رأسه على متكئ الكرسي 
عدة مرات متمتما بهذيان..
ضاعت خلاص...يارا راحت مني و مش هترجعلي
ثاني...
إختنق بدموعه ليسعل عدة مرات قبل أن يفتح
باب السيارة و يرتمي على الأرض و يبدأ في 
التقيأ....
أغلق سيف حافظة الطعام بيأس ثم إنتظره حتى إنتهى بعدها نزل من السيارة 

و أسنده بغية أخذه إلى جناحه لكن صالح رفض 
جسده كان منهك من قلة الطعام و النوم لينزلق 
من بين ذراعي سيف و يرتطم بالارضية... 
عاود سيف رفعه من على
الأرض من جديد 
و هو ېصرخ فيه بحدة..
فاكر إنك بكده هترجعها... بص لنفسك بقيت عامل إزاي مش قادر حتى تمشي على رجليك إنت لازم
ترجع قوي عشان تقدر تلاقيها.... 
صوته لهاثه كان قويا بسبب المجهود البدني الذي 
بذله في تلك الخطوات القليلة...حرك قدميه بصعوبة
تاركا ثقل جسده على سيف و هو يهمهم بكلمات 
مبعثرة..
خاېف عليها اوي..أنا... أنا وحش عشان كده 
هربت... ضړبتها و هي حامل...كنت ھموت إبني... 
و هي راحت ضاعت مني..أنا خاېف عليها اوي سيف 
هي ملهاش أي أصحاب تروحلهم و قرايبها كلهم
ميعرفوش عنها حاجة...خاېف يكون حد أذاها 
يمكن تكون مېتة...أنا السبب روحي راحت مني
ياسيف ..أنا السبب.... 
فجأة دفع سيف عنه بماتبقي من قوته و أخذ 
يضرب وجهه و يديه بقوة على الحائط كالمچنون 
حتى سالت دماءه و هو لا يتوقف عن الصړاخ 
و ترديد أنه السبب في رحيلها...عدة ثوان تحولت 
لدقائق و سيف يحاول بكل قوته أن يمنعه 
لكنه لم يستطع حتى سقط صالح على الأرض 
بعد أن خبت قوته و أنهكت...
جلس سيف أمامه على ركبتيه و إحتضنه 
بقوة ليجهش صالح بالبكاء دون صوت فقط 
دموعه إنفجرت تعبر عن مدى ضعفه و حزنه و ندمه 
شيئ ما بداخله يخبره أنه لن يراها ثانية...
في حارة الواد بندق أين تعيش سارة عبدالهادي.... 
تمايلت أم إبراهيم بجسدها الممتلئ و هي تحمل
في يدها كوبا من عصير البرتقال الطازج ثم إتخذت
مكانها بجانب يارا التي ما إن رأتها حتى إنزلقت 
بجسدها داخل الكرسي و تعالت ضحكات الشقيقتات عليها ...
أم إبراهيم و هي تناولها الكوب..
إنت نسيتي تشربي العصير بتاعك . 
قوست يارا شفتيها موشكة على البكاء و هي تضع يدها على معدتها الممتلئة بالطعام قائلة برجاء..
أنا هشربه بعدين ياطنط.... 
أم إبراهيم بإلحاح..
أشربيه دلوقتي و انا هبقى أعملك غيره بعد شوية 
مش كفاية إنك متغديتيش كويس. 
نظرت يارا نحو سارة پذعر قبل أن تنطق..
حرام عليكي ياطنط أنا بطني شوية و ھتنفجر 
إنت مأكلاني متر ممبار و طبق فتة بحاله. 
أم إبراهيم و هي تمصمص شفتيها قائلة بعتاب
دي البت
مليكة عندها عشر سنين و بتاكل أكثر منك...متنسيش إنك حامل و لازم تاكلي كويس 
إنت دلوقتي مش لوحدك جواكي روح ثانية لازم تاخذي بالك منها. 
أخذت منها الكوب و ترشفت منه قليلا حتى 
تتخلص من زنها..فمنذ أن أخبرتها سارة بأنها حامل 
و هي لا تتوقف عن إعداد الاطعمة و المشروبات 
لها بل و تجبرها على الاكل كل ساعتين ...تجزم 
يارا قد زادت أكثر من خمس كيلوغرامات خلال 
الاسبوع المنصرم...
إهتمامهم المفرط بها أشعرها بالراحة و الطمئنينة في هذا المنزل الدافئ
و كم تمنت لو أنها تستطيع مكافأتهم و رد جميلهم لكنها للأسف لا تمتلك
شيئا...حتى الثياب التي ترتديها إشترتها لها 
سارة و لاتستطيع الاتصال بعائلتها خوفا 
من أن يجدها صالح او آدم و فاطمة و كل منهم 
لايقل خطړا عن الاخر بالنسبة لها... 
الهدوء الذي عاشته الاسبوع الماضي رفقة 
سارة و عائلتها ذكرها بسنوات طفولتها عندما كانت طفلة صغيرة خالية من المشاكل و الذنوب...نفسيتها
إرتاحت كثيرا رغم تلك الكوابيس التي لم تتوقف عن إفساد نومها كل ليلة...تشعر بأنها عادت حرة بلا قيود رغم أنها لم تغادر باب الشقة فقط لو كانت تمتلك 
القليل من المال حتى لا تثقل على هذه العائلة الطيبة التي آوتها خاصة أنها سوف تحتاج لمصاريف إضافية في الأشهر القادمة فيجب عليها زيارة الطبيبة 
الخاصة بالنساء حتى تطمئن على طفلها و شراء 
عدة أغراض لها غير التي أحضرتها لها مضيفتها كذلك يجب عليها أن تبحث عن منزل يأويها فهي طبعا لن تبق هنا للأبد يكفي مافعلوه من أجلها حتى الآن...
رفعت كأس العصير حتى تترشف منه ثانية 
لكن توقفت في منتصف الطريق عندما لمحت 
ذلك الطوق اللامع الذي يزين إصبع يدها اليسرى 
قلبها دق بسرعة من شدة الفرح و تهللت اساريرها
فلأول مرة تشعر بالسعادة و هي ترى خاتم زواجها 
كيف لم تتفطن له من قبل...كانت لاتنام الليل 
و تظل معظم النهار شاردة و هي تفكر في ما ينتظرها 
في المستقبل و كيف ستتدبر أمورها بلا مال 
خاصة أنها لا تمتلك أي
أوراق شخصية حتى 
تبحث عن عمل..بينما الحل كان طوال الوقت أمامها 
ناولت أم إبراهيم كأس العصير ثم وقفت من مكانها 
و هي تنتزع الخاتم من يدها.. أعطته لسارة التي 
قطبت جبينها بعدم فهم... 
يارا..ممكن بكرة تعدي على الجواهرجي
و تبعيلي الخاتم داه.. 
خطفت سهى الخاتم و قلبته بين أصابعه مبدية
إعجابها التام بجمال تصميمه الذي لفت إنتباهها
عندما كانت يارا ترتديه..
داه حلو أوي..حرام تفرطي فيه . 
علقت أم إبراهيم هي الأخرى بعدم رضا..
و داه هيجيب كام يعني لو كان ذهب
كان نفع أكثرجاته نيلة على بخله تقصد صالح 
زوجها . 
قائلة بتذمر..
أنا كنت القسم الاسبوع اللي فات مش 
عاوزة أرجعله ثاني...خذي الخاتم بتاعك 
ياشاطرة و ارجعي مكانك عاوزة توديني في 
داهية. 
أم إبراهيم بسخرية..
و كمان تقليد... يادي الوكسة...
سارة..ياماما تقليد إيه بس داه ألماس 
يعني ثمنه مش أقل من مليون جنيه...
ضړبت أم إبراهيم صدرها بقوة و هي تشهق 
بصوت عال..
ممم مليون جنيه... 
سارة و هي تحشر رقاقات الشيبسي في فمها..
وعاوزاني أخذه للجواهرجي عشان يحبسني 
پتهمة السړقة...بقى انا وشي وش ألماس بت إنت
غوري من قدامي عاوزة أتفرج و لو عاوزة 
حاجة قوليلي عليها و انا هحيبهالك مفيش داعي 
تبيعي الخاتم بتاعك.... 
يارا بإصرار..
مفيش قدامي حل ثاني و انا محتاجة ثمنه 
إنتوا مش مجبرين تصرفوا عليا كفاية اللي 
عملتوه علشاني ناس غيركوا كانوا طردوني من 
ثاني يوم... سارة أرجوكي حاولي تفهميني أنا حامل و مصاريفي كثيرة...و لسه هتكثر بعد ما أولد 
و أنا مش هقدر أشتغل و لا أروح لماما آخذ منها 
فلوس...
سارة برفض..بردو لا.. 
يارا بإلحاح..طب انا عندي فكرة إنت مش قلتي إن صاحبتك رباب اللي بتشتغل معاكي في النادي عيلتها غنية...قوليلها تاخذ للجواهرجي اللي بتتعامل معاه عيلتها...و لو حصلت اي مشكلة انا و الله ما هسيبك حتى لو إضطريت ارجع للقصر...أرجوكي
ياسارة وافقي مفيش غير الحل داه .
22
مساء في قصر عزالدين..
رمت إنجي حقيبتها على فراشها بقوة
ثم غرست أصابعها داخل فروة رأسها تضغط
عليه باصابعها النحيلة من شدة ڠضبها فهاهي للمرة العشرون تعود خالية الوفاض بعد أن فشلت
في إقناع هشام بترك تلك الافعى وفاء و العودة
إليه معبرة بشتى الطرق عن ندمها و إستعدادها لتقبل أي عقاپ منه لكنه رفض و طردها شړ طردة من مكتبه...
صړخت بغل و هي تتذكر ملامح غريمتها
التي كم ودت لو مزقت وجهها بأضافرها
تلك المخادعة تظن أنها ستتغلب عليها و تأخذ
حبيب طفولتها منها...
جلست على حافة الفراش ثم إنحنت واضعة
رأسها بين يديها تفكر في حل سريع...قلبها كان
يشتعل حقدا و غلا بسبب تلك الطبيبة تقسم أنها لو كانت أمامها الآن لما تركتها على قيد الحياة
دقيقة أخرى...لمعت عيناها بشړ عندما طفت
في عقلها فكرة ما فلطالما كانت إنجي ملكة
الأفكار و المخططات و إذا أرادت الحصول على
شيئ فهي تتبع القاعدة المشهورة كل شيئ متاح في الحب و الحړب.... 
غادرت غرفتها متجهة للأسفل تبحث عن شقيقها
فريد الذي تركته منذ قليل يتحدث مع سيف
حول حالة صالح الصحية الذي نقلوه اليوم
فجرا للمستشفى بعد أن اغمي عليه...
نزلت الدرج بخطوات سريعة لتجد جميع
أفراد عائلتها مجتمعين في الأسفل ماعدا
والدتها التي تركتها منذ قليل في المستشفى
الخاص بهشام برفقة صالح.
جلست بجانب أروى منتظرة الفرصة المناسبة
للإنفراد بشقيقها حتى تنهي كل شيئ مطت
شفتيها بانزعاج و هي تشاهد زوجة عمها إلهام
التي كانت تجلس بجانب إبنتها ندى بكامل أناقتها و كأنها كانت في حفل زفاف غير آبهة بالمصائب 
المتتالية التي حلت بقصر عزالدين 
مالت برأسها قليلا لتوشوش في اذن أروى 
بهمس
هي الولية دي مش ناوية تتهد...و إيه البنفسجي 
اللي هي حطاها فوق عينيها دي زي مايكون 
واخدة بوكس ....
همست لها أروى مجيبة ببساطة 
هي دي مرات عمك دايما فاهمة الموضة غلط... 
بقلك إيه إنت مش ملاحظة إنها هتاكل المزة الألمانية بعنيها اللي تندب فيهم رصاصة دي .
هزت إنجي رأسها بإيجاب فهي الأخرى قد لاحظت 
نظرات إلهام المسلطة على سيلين 
أيوا...
أروى باقتراح..انا هقول لجوزها ياخذها 
لشيخ يرقيها حاكم مرات عمك دي عليها 
عين تفلق الحجر و البنت ياعيني بسكوتة 
بالفراولة...مش حمل بصة واحدة.
كتمت إنجي ضحكتها ثم حولت نظراتها نحو 
سيلين التي كانت تجلس مقابلها بجانب سيف 
الذي كان يحيط خصرها دون خجل أمام الجميع 
رغم محاولاتها الفاشلة في إقناعه بتركها.... 
إبتسمت بشرود و هي تتذكر هشام لو لم ترفضه 
لكانت الان مثلها تنعم بدلاله و إهتمامه كما
في الماضي...الوحيد الذي كان سيهون عليها 
صعوبة أيامها هذه لو كان بجانبها...
عادت من رحلة تفكيرها بعد أن إنتبهت لصوت 
إلهام البغيض الذي صدح ساخرا كعادتها كلما رأت
شخصا سعيدا حولها...هذه المرأة ينطبق عليها حقا 
لقب عدوة السعادة فمهمتها هي إفساد مزاج من حولها... 
إلهام بسخرية 
ماتتعبش نفسك يافريد باين إن سيف في عالم 
ثاني خالص و مش مهتم أصلا باللي إنت 
بتقوله مش شايفه مشغول بمراته...مش قادر 
يستنى لما يطلعوا أوضتهم ناقص كمان يبوسها 
قدامنا و مش مراعي إن في بنات صغيرين قاعدين معانا .. قلة أدب .
شهقت الفتيات بإحراج من كلامها بينما 
لم يستطع فريد كتم ضحكاته على سيلين التي 
أخفت وجهها داخل صدر سيف الذي راقه 
تصرفها كثيرا ليحتضنها اكثر و هو ينظر لفريد 
و يراقص حاجبيه لإغاضته...
تنهد بزيف و هو يبتسم باستفزاز لزوجة عمه
مجيبا على تعليقها ببراءة أجادها 
أصلي بحبها اوي يامرات عمي...لما تجربي
الحب هتعرفي انا بتكلم عن إيه...و دلوقتي 
عن إذنكوا مراتي واحشاني و عاوز اتكلم معاها 
على إنفراد كفاية المشاهد البلاس 2 اللي 
حصلت قدامكوا من شوية .
وقف من مكانه جاذبا زوجته المسكينة التي 
إحتقن وجهها من شدة الخجل حتى أصبح
لونه كحبة طماطم ناضجة تخفيه بكل جهدها 
تحت خصلات شعرها و هي تتمنى لو تستطيع 
الاختفاء من أمامهم على الفور خاصة فريد الذي 
تعالت قهقهاته مشيرا لإبن عمه بإبهامه بعلامة ...
ركضت سيلين على الدرج و هي ټشتم سيف 
يا قليل الادب...يا ساڤل...
رد عليها سيف ببراءة 
قليل الادب عشان قلت بحبك قدامهم...عاوزاني
اكذب
إستدارت نحوه سيلين ثم نزلت الدرجات الفاصلة 
بينهما لتضربه على ذراعه مأنبة
مش عاوزاك تتكلم خالص و لاتقول اي حاجة 
إنت أحرجتني قدامهم أوي انا مش عارفة بكرة 
هقابلهم إزاي .
تأوه سيف بزيف مدعيا أن ضرباتها قد آلمته 
اااه يامتوحشة بتضربيني يا سيلين.. بټضربي 
جوزك عاوزاني أهرب أنا كمان زي يارا. 
صاحت سيلين بغيظ من رده المستفز ثم 
لکمته بقوة للمرة الأخيرة قبل أن تصعد 
الدرج مكملة سيرها ليفرك سيف ذراعه متمتما 
و كأنه لم يفعل شيئا 
هي زعلانة مني ليه هو انا عملت حاجة غلط 
أما أروح أصالحها رغم إني مظلوم...أنا ملاحظ
إني من ساعة ما تجوزت و انا بتهزق...الله عليك 
ياسيف بقيت مهزق رسمي .
فتح سيف باب الجناح ثم تسلل بهدوء يبحث
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 63 صفحات