روايه هوس الجزء التاني
يعد لهم طعامهم المفضل
ثم ساعدهم في الاستحمام و تغيير ملابسهم
حتى دقت الساعة العاشرة صباحا ليرسل
ريان حتى يوقظ والدته التي تأخرت كثيرا
في النوم
خرج من الغرفة و هو يمسك بأيديهم
ليجد يارا تقف أمام باب الجناح و يبدو أنها
قد خرجت للتو حتى تبحث عنهم ركض
نحوها سليم حتى ترى ملابسه الجديدة
بسيطا ذو لون داكن و معه حجاب جعل
صالح يشعر بالضيق لكنه اضطر إلى مسايرتها
حتى يكسبها اولا
صباح الخير
هتفت بصوت منخفض ثم إبتسمت لطفلها
الاخر ليجيبها صالح
صباح النور نمتي كويس
يارا باقتضاب أه بس صحيت متأخر
عشان إمبارح نمت متأخر يمكن عشان المكان جديد
صالح بحنو طيب خلينا نفطر و إرجعي
نامي لو عاوزة
يارا هما الاولاد لسه مفطروش انا هنزل
أجزلهم الفطار حالا
أوقفها صالح قائلا لا مفيش داعي هما
فطروا و إستحموا و لبسوا الهدوم الجديدة
بس عاوزين يفطروا مع مامي عشان متقعدش
لوحدها
إبتسمت يارا لهم قائلة بجد عملتوا كل داه
الظاهر إني كنت في غيبوبة محستش بحاجة
نفطر و بعدين عاوز أتكلم معاكي في موضوع مهم
يارا و هي تظن أنه يقصد موضوع بقائها هنا
تمام
بعد أقل من ساعة كانا يجلسان في الحديقة
يراقبان الطفلين الذين كانا يستمتعان باللعب
في تلك الألعاب الضخمة لتسأله يارا لفضول
إنت إشتريت اللعب دي إمتى متقوليش
صالح بنفي لا أغلب اللعب هنا ليارا الصغيرة
أصلي بجيبها تبات عندي يومين كل شهر
و لما كان عمرها ست شهور مامتها سابتها عندي
و سافرت مع هشام عشان يتعالج قعدوا كثير
حوالي سنة عشان كده يارا قريبة مني جدا و بتعتبرني أبوها الثاني
صمت قليلا و هو يتابع و قد تحشرج صوته
في الماضي
انا اللي سميتها يارا على إسمك كنت مقرر
أسافر أمريكا و مرجعش مصر ثاني بس لما عرفت
إني إنجي حامل ببنت مش عارف إزاي غيرت
رأيي و فضلت اربع سنين عايش چثة من غير
روح كنت حاسس بڼار جوايا مش عايزة
تطفى حتى بعد ما ماتوا هما الاثنين كنت فاكر
إني هرتاح بس بالعكس فضلت سنتين بتعالج
ما عرفت إن مفيش حاجة هتريحني غير المۏت
بس إمبارح لما شفتك حسيت إن العالم وقف
حواليا مبقتش سامع اي
صوت أو شايف حد غيرك إنت و لما عرفت
إن أنا عندي ولدين
مسح دموعه التي ملأت عينيه و هو يتابع
مش قادر أوصفلك إحساسي كنت زي
اللي قضى حياته في اوضة ظلمة و فجأة
شاف النور لو عايزة تبعدي عني و تاخذي
الولاد انا مش هقدر امنعك و مش هسيب
حد يتعرضلك بس انا مش عايز أرجع
الظلمة ثاني خليكي هنا و انا اوعدك مش
هتشوفيني أبدا انا بس عايز اشوف ولادي
مش هقدر أعيش من غيرهم انا هفضل
في الاوضة اللي تحت و إنت خليكي فوق
مع الاولاد هنقل هدومي و هديكي مفتاح
الجناح إعملي أي حاجة المهم خليكي هنا
متحرمنيش من ريان و سليم
كان يائسا لدرجة جعلت يارا تشفق عليه
لم تر به صالح الجبار
الذي لم تكن تتنفس في الماضي إلا
بأمره و لا ذلك القاسې الذي كان يستمتع
بعڈابها لتهتف دون شعور منها
لا انا مش همشي بس خلي طنط
أم إبراهيم تيجي تعيش معانا هنا
هز صالح حاجبيه بدهشة من سهولة
موافقتها فهو كان يعتقد أنها لن تقبل
و ستخبره عن رغبتها بالرحيل ليوافق
على طلبها على الفور رغم تنبأه بأيام
صعبة في المستقبل بسبب تلك المرأة
التي من الواضح انها ستحول حياته إلى چحيم
اعملي اللي إنت عاوزاه البيت داه بيتك
إنت و الاولاد إعتبريني ضيف
علقت يارا من جديد متذكرة
بس هي عندها بنتين
صالح بلامبالاة خليهم ييجوا الفيلا كبيرة
و فيها اوض كثيرة
أم إبراهيم لديها فتاتين أصغر من سارة
مليكة و سهى التي تدرس في الثانوية
العامة لذلك فإن يارا تعتقد أنها لن تقبل
بوجود رجل غريب معهم تحت سقف واحد
قاطع هدوئهم صوت أروى من ورائهم و التي
لم تكن لوحدها بل كانت بصحبة سيلين
و إنجي و طبعا الاطفال مما جعل صالح
يشهق بفزع فمجيئهم قد أفسد عليه خلوته
مع زوجته و أولاده
إحنا جينا يلا يا عيال إنتشروا
أنزلت صغيرها زين على الأرض ليركض
الأطفال نحو الألعاب في منظر جعل
يارا تضحك على مظهر صالح الذي
زم شفتيه پغضب و كأنه طفل غيور
وجد طفلا آخر في حضڼ والدته
إيه اللي جابهم دول انا عايز اقعد
مع مراتي و عيالي الله يارا اطرديهم
حالا إتصرفي
ردت عليه إنجي التي وضعت يارا الصغيرة
على ذراعه يارا صدعتني من إمبارح
و هي بټعيط عاوزة تيجي تلعب عندك
تمسكت به الصغيرة ليحتضنها صالح مربتا
على ظهرها فهي كانت متعلقة به كثيرا
و قد سمعت الجميع يتحدثون عن عودة
أطفاله و هذا يعني انه سوف ينساها
و لن تنعم بدلاله من جديد
هتف صالح مطمئنا إياها مكلمتينيش ليه
عشان أجيبها
إنجي و هي تجلس بجانبه مكناش عايزين
نزعجك
صالح بلوم متعمليش كده ثاني عشان البنت نفسيتها هتتعب أكيد قلتيلها إن خالك بقى عنده اولاد و مش هيفضل يهتم بيكي زي زمان
إنجي انا حاولت افهمها الحقيقة عشان
تتعود من دلوقتي
تدخلت يارا تتعود على إيه يا نوجة
دي طفلة مش هتفهم الكلام سيبيها تتدلع
على خالها داه حتى لايق عليها الدلع مشاء الله
زي القمر
مدت نحوها ذراعيها حتى تحملها لتنتقل
نحوها الصغيرة بسعادة لكن حضور سليم
المفاجئ الذي كان يراقب ما يحصل منذ
قدوم اولئك الغرباء اللذين أتوا بالأمس أفسد
الأمر حيث زمجر بصوته الطفولي يريد إبعاد
هذه المزعجة التي تنتقل بين والديه
إنت سيبي مامي و روحي عند مامتك اهي
أشار لها نحو إنجي لينفجر الجميع ضحكا
على هذا الغيور الذي يبدو أنه قد أعلن الحړب باكرا
لتهتف أروى معلقة پشماتة
الواد داه عسل
أقسم بالله ههيعلم البت
المتدلعة دي الأدب عشان تبطل تشوف
نفسها على العيال
الفصل السادس و الثلاثون من رواية هوس من اول نظرة
الجزء الثاني
بعد اسبوع
كانت يارا تجلس في حديقه الفيلا
تراقب أطفالها و هم يلعبون بتلك الألعاب
العملاقة التي أدمنوها بينما كان صالح ينظر
إليهم من شباك غرفته من وراء الستائر
فبعد ذلك الاتفاق معها لم يعد يظهر كثيرا
أمامها فقط لأجل رؤية أطفاله
جفل و هو يستمع إلى صوت هاتفه يرن
ليسحبه على الفور من جيب بنطاله ما إن
رأى هوية المتصل حتى زفر بحنق قبل أن
يجيبه
عاوز إيه
اتاه صوت سيف الساخر من الجهة الأخرى و هو يضحك بتسلية
قطعت حاجة مهمة صح
صالح متذمرا بوقاحة
لا يا خويا إطمن لسه بحضن المخدة و أنا
نايم
تعالت قهقهات سيف مما جعل صالح يلوي شفتيه
بامتعاض معلقا
انا مش عارف اعمل إيه ثاني عشان ترضى
عني و تديني فرصة ثانية
سيف بتشفي
تستاهل اهو ربنا بيعاقبك عشان مفكرتش في
غيرك و بوزت علينا حياتنا منك لله يا مفتري
ظهري بقى بيوجعي من نومة الكنبة
صالح بتهكم و هو لا يزال يراقب عائلته الصغيرة
بينما قلبه كان يتضحم بداخله من شدة
السعادة و لو انها ناقصة قليلا لأن علاقته
بيارا لا تزال جافة
يا عم انا بقالي خمس سنين مجبتلهاش
هدايا فقلت أعوضها إنما إنتوا نسوانكوا
اللي طماعين
سيف باستنكار
بقى هما اللي طماعين و إلا إنت إيدك الي بقت
فالتة يا مبذر بقى يا مفتري في حد يجيب
لمراته كل يوم هدية ثلاثين هدية من يوم ما
رجعت و كل واحدة
أغلى من الثانية إيه عاوز توصل لفين إنت
كده بتخرب بيوت حرام عليك يا شيخ
بيوت أحفاد عزالدين بتتعرض لإنقلابات
و قريب جدا هتتحول لحروب و معارك
و إحنا غلابى داه هشام لسه مكلمني
قال إن أختك مطينة عيشته و إمبارح رجع
بعد الفجر من المستشفى يرضيك يحصل
كده في اولاد عمك
صالح و هو يمط شفتيه براحة معلنا
عن تشفيه
يرضيني راجل و بيدلع مراته إنتوا مالكوا
سيف بهمس طب قلي جبتلها إيه النهاردة
عشان انا سريري واحشني و السلطات العليا
مش هتسمحلي غير لما اعمر البايانات و أستوفي
كل شروط مطلب الرجوع بتاعي
صالح بضحك
لا مسيطر ياظ انا من رأيي تأخذها
يومين سياحة
في جزيرة الأسدات و هي
هتتضبط لوحدها
تنحنح سيف و هو يعاود سؤاله من جديد
ها هتكح إيه النهاردة
صالح بغرور
تؤ خليها مفاجأة انا هبهركوا النهاردة
أنصحك تجهز أسلحتك للحرب
إنت و اولاد عمك
شهق سيف بړعب مصطنع و هو ينظر نحو
كلاوس الذي كان يجلس أمامه بأريحية
يتابع الحديث بكل هدوء و شبه إبتسامة
خبيثة نمنت على شفتيه للتو
سيف و هو يبتلع ريقه بصعوبة مشيرا
له بأن ينقذه على الفور ليومئ له كلاوس
برأسه أن إصبر قليلا
يبقى الهدية غالية حرام عليك إحنا
عندنا عيال و بنحوشلهم عشان مستقبلهم
صالح بلا مبالاة
و لا يهمني كفاية عليكوا خمس سنين
محڼ
سيف بضيق طول عمرك حقود و عنيك مدورة
صالح بخبث طب إقفل عشان أروح اجهز الهدية
أصلها محتاجة وقت عشان تتضبط
أمسك سيف بتلك الورقة التي كتبها له
كلاوس منذ قليل ليقرأ ما بداخلها قائلا
لا إستنى أصل كلاوس بيقلك انه عاوز
يطلب منك الطلب اللي وعدته بيه لما مراتك
رجعتلك الفيلا
صالح بلهفة و انا جاهز هو يأمر بس
سيف و هو يخفي ضحكته بعدما قرأ
الورقة الثانية
بيقلك إنه عاوز عربية الرولز رويس
اللي وصلتلك النهاردة
صالح بردح و قد جحظت عيناه حتى كادتا
إن تخرجا من محجريهما نعااام سمعتي
ثاني يا خويا عاوز إيه دي هدية يارا
أقسم بالله لو قرب منها هقتله الكلب
رويترز بتاعك داه مفيش حاجة بتتخبى
عنه هو عرف منين إنطق
تعالت قهقهات سيف بينما كان كلاوس
يبتسم بهدوء و يكتب على ورقة أخرى
مستمتعا بإثارة جنون صالح الذي كاد
يجن عندما إكتشف انه على علم
بتلك المفاجأة التي حرص بكل جهده
على إخفاءها عن الجميع لكن كلاوس
بطبعه لا تخفاه خافية قدم الورقة
لسيف الذي بدأ بقرا تها بصوت عال حتى
يسمعه صالح الذي كان لا يزال ېصرخ و يشتم
كلاوس
بيقلك إن إنت وعدته و وعد الحر دين
لانت نبرة
صالح بعد أن ايقن ان القوة لن تنفع معه
لذلك لجأ إلى إستمالة قلبه
طب قله يطلب أي طلب ثاني و انا
رقبتي ليه المهم العربية دي لا
سيف ممثلا الأسف عليه
بس هو عاجباه الرولز البيضاء
صالح بصوت باك طب قله هجيبلك
غيرها اسبوع بالكثير و تبقى عندك
واحدة أحلى منها بس دي لا
سيف مدعيا الضيق يبقى انت كده ملكش
كلمة و مستحيل هنثق فيك ثاني يلا
هبقى اجيبله انا واحدة غيرها
صالح بتذمر اللي يسمعك يقول انه ناقص
فلوس داه بقى شريك معاك في شركتين
و غير الاسهم اللي انا إديتهاله هدية
سيف يعني انت بتعدله
صالح و قد تدارك نفسه يا عم بعد إيه
انا عنيا ليه و هزودله نسبة الاسهم لو عاوز
بس يرضى عننا داه إحنا من غيره و لا حاجة
سيف ممم شغل الشحاتين داه ميمشيش
معانا هو عاوز العربية و إلا بكرة الصبح
هتلاقي الست ام إبراهيم علي الباب
صاح صالح باستنجاد و قد شحب وجهه
بفزع ابوس إيد ولادك الاثنين اعمل اي حاجة
إلا ام إبراهيم اما مصدقت رجعت بيتها
دي جات زيارة على اساس يومين خللت
شهر هنا كل ما آجي أتكلم مع يارا
عشان أصالحها ألاقيها قدامي زي ال و إلا
بلاش دي مهما كان اللي ربتلي عيالي بس
و الله دي ست مفترية و بتجر شكل بقيت
عامل محترم قدامها و مش قادر أناقشها
عشان متحرضش يارا عليا و كل داه مش
عاجبها
سيف و هو يتبادل النظرات الخبيثة مع
كلاوس