هوس الجزء الاخير
تجيبه بارتباك
لا اصلي تأخرت على الجامعة
نظر لساعته ليجد أن الوقت مازال مبكرا
ليقول مممم فعلا الوقت تأخر اوي و الجامعة
زمانها قفلت و
كان يتحدث و هو يتفرس ملامحها الجميلة
وجهها الممتلئ الذي يشبه خاصة الأطفال
و عينيها الساحرتين كأعين المها أما شفتيها
فكانتا حكاية أخرىتسللت يديه دون وعي منه ليفك حجابها و تنسدل خصلات شعرها الشقراء
أفاق من شروده على يديها التين تبعدانه عنها
ثم سارت لتقف أمام مرآة التسريحة لتعيد ترتيب حجابها من جديد و هي تقول
انا بقالي ساعة مرزوعة قدام المراية عشان
أعملهاوووف
شعرت به يقف وراءه لترفع عيناها لترى
صورته امامها منعكسة على المرآة كان ينظر
نحوها بتلك النظرات التي باتت تعلمها جيدا
أروى أنفاسها التي بدأت تتسارع بحرارة
معبرة عن نجاحه في نقل مشاعره المتأججة
لها
تمالكت أروى نفسها بصعوبة و هي تلتفت
نحوه ببطئ تاركة حجابها يسقط على
الأرض ليميل فريد برأسها نحو عنقها
إستطاعت أروى التحدث رغم كمية المشاعر
فريد و الشغل
في قصر عزالدين
صعدت فاطمة الدرج بخطوات سريعة وهي
تحمل صينية الأفطار بين يديهاتوقفت أمام
جناح صالح لتنظر على جانبيها يمينا و يسارا
قبل أن تضع الصينية على إحدى طاولة الزينة التي كان يعج بها بهو الطابق ثم وقفت أمام إحدى
المرايا لترتب شعرها و ملابسها ثم قرصت
و إغراء بملابسها الضيقة الخاصة بالخدم لكنها
كانت تتعمد رفع التنورة و فتح الأقفال العلوية
للقميص
إنتهت لتحمل الصينية من جديد و تطرق الباب
و هي ترسم على محياها إبتسامة ساحرة
جاءها صوته المهيب من الداخل لتتنهد فاطمة
و هي تحلم بذلك اليوم الذي يصبح فيها
دخلت لتجده يجلس في صالون الشرفة
و رائحة عطره النفاذة تفوح في المكان
وضعت الصينية فوق الطاولة و هي تعانقه
بعيناها بينما قلبها يكاد يقفز من مكانه
شوقا لرؤيته
فاطمة برقة و هي تمسح يداها المتعرقتين
على جانبي تنورها
صباح الخير يا صالح بيهأنا عملتلك
الفطار اللي إنت بتحبه
نظر صالح نحو الصينية ليقلب عينيه
ليتصفح هاتفه من جديد
مش صفاء هي اللي متعودة تعملي الفطار
فاطمة بحماس
أيوا بس هي عشان مشغولة شوية فقلت
انا أعملك الفطار ذوقه هيعجبك اوي
صالح دون أن يرفع وجهه نحوها
أنا ما بكلش الحاجات ديانا ليا نظام
غذائي معين باكله على الفطار
فاطمة بلهفة و هي تتمنى ان ينظر لها
حتى
قصدك عصير الخضار و الشوفان إنت بتاكله
كل يوم اكيد زهقت منهجرب بس الفطار
اللي انا عملتهولك و إنت اكيد هتغير رأيك
شعر صالح بالملل لمجادلتها ليرفع رأسه
عن الهاتف ليحدجها بنظرات غاضبة سرعان
ما تحولت لصدمة و هو يراها بتلك الهيأة
المختلفة
وضع هاتفه بجانبه ثم إستند بظهره على
الأريكة ليعاود تفحصها من جديد بكل وقاحة
قبل أن يرفع مقدمة قميصه و هو يشير نحوها
قائلا
إيه اللي إنت عاملاه في نفسك داه
فاطمة و هي تبتسم حلو صح
صالح و هو يبادلها إبتسامة اكبر
من ناحية الحلاوة حلو اوي بس يا خسارة
أسرعت فاطمة لتجلس بجانبه و هي
تهتف باندفاع خسارة ليه قلي و انا مستعدة
اعمل اي حاجة عشانك صالح بيه إنت عارف
إني
مال نحوها صالح ليضع إصبعه على شفتيها
ليرتعش فاطمة و كان كهرباء أصابته
من شدة تأثرها بقربه
أغمضت عينيها و هي تشعر بأنفاسه الساخنة
تلفح وجههاإنه النعيم بذاته نعيم قربه الذي
تمنته منذ اول مرة وقعت عيناها عليه حبها
المستحيل
أما صالح فقد تأمل ملامحها الناعمة و عيناها
المغلقتين و هي يحرك إصبعه ببطئ شديد
على شفتيها و قد بدأ يتراءى له وجه يارا
مكان فاطمة شيئا فشيئا لتسحبه نحوها
رويدا رويداإنتفض صالح في آخر لحظة
قبل أن تلتحم شفاههما صارخا بأنفاس متسارعة
إنت إتجننتي إمشي إطلعي برا مش عاوز
اشوف خلقتك قدامي مرة ثانية
وقفت فاطمة من مكانها لتقف أمامه و هي
تقول بارتباك انا مكانش قصدي و الله ڠصب
عني
إسند صالح رأسه بين يديه و هو يحدق في
أرضية الغرفة بعينين متسعتين و هو يتخيل
حجم الکاړثة التي كانت ستحصل منذ قليل
لا يزال غير مصدق أنه كان على وشك الوقوع
في فخها و بإرادته بسبب لحظة ضعف
نعم فهو يعلم جميع محاولاتها الإيقاع به
لكنه لا يدري ماذا حدث له حتى ينجرف وراءها
لهذا الحد
حدجها بنظرات حاړقة قبل أن يقف من مكانه
ليركل الطاولة بساقه و هو يدفع فاطمة
أمامه پغضب أعمى حتى كاد يوقعها أرضا
و هو ېصرخ بصوت عال
قلتلك إطلعي برا إنت مبتفهميش
هرولت فاطمة خارج الجناح و هي تبكي
بصمت متوعدة له في قلبها بسبب إهانته لها
إستندت على الحائط بجانب الباب و هي
تكفكف دموعها قبل أن تتفاجئ بيد
أحدهم يمد لها بمنديل ورقيرفعت رأسها
لتجد
داخل الجناح
كان صالح يلكم كيس الملاكمة المعلق بغرفته
حتى تعرق لتقط أنفاسه اللاهثة
بصعوبة و هو يمسك بالكيس بين يديه حتى
يمنع تحركهنفث الهواء من بقوة و هو
يستمع لهاتفه الذي كان يرن بإلحاح دون توقف
أجاب بعد رؤية هوية المتصل أهلا أهلا
يا بيبي واحشاني كنت لسه حالا هكلمك
إمتعضت ملامح يارا لسماع صوته البغيض
و هي تدعو له بالهلاك داخلهاقبل أن تجيبه
أنا بكلمك عشان عاوزاك في موضوع مهم
قهقه صالح قبل أن يردف بوقاحة محولا
وجهة حديثها و انا كمان عاوزك
تأففت يارا و هي تكز على أسنانها پغضب
قائلة
صالح انا
صالح مقاطعا إياها بنبرة ملحة
يا روح و قلب صالحقولي إني وحشتك اوي
و بتفكري فيا طول الوقت
إرتبكت يارا قليلا قبل أن تردد وراءه رغما
عنها وح وحشتني أوي يا حبيبي
إبتعلت ريقها پخوف و هي تنتظر إجابته
التي جاءت سريعة متلهفة و كأنه طفل صغير
مش أكثر منييا روحي انا بقيت بتخيلك
قدامي في كل مكانانا لازم اشوفك حالا
نظرت يارا نحو مروى التي كانت بجانبها
تستمع لحديثه معها لتشير لها الأخرى
بمجاراته لتقول يارا حاضرهعمل اللي إنت
عاوزه بس في حاجة كنت عاوز اقلك عليها
قبل ما تسمع و تزعل مني
صالح بأنفاس ثائرة و هو يرمي قفازه
حاجة إيه
يارا يتردد بس اوعدني إنك مش هتتعصب
عليا عشان انا مليش ذنب
صالح يلا تكلمي سامعك
يارا و هي تنظر نحو مروى التي كانت
تشجعها في واحد كلم باباعشاني
صالح بهدوء
عشانك يعني إيه مش فاهم
يارا بصوت مرتعش عاوز يتجوزني
ابعدت الهاتف قليلا عن أذنها عندما صړخ
صالح پجنون عاااااوز إيييه يارووووح امك
عاوز يتجوززززك هو مييين إنطقي
و إلا أقلك اسكتي و إوعي تقولي إسمه
اقسم بالله لو سمعتك بتنطقي إسمه او
إسم اي راجل ثاني على لسانك على
لسانك فااااهمة إنت ليا انا لوحدي
يارا بتاعة صالح و بس
كان يتحدث بلهجة المختل العقلي الذي
يسأل و يجيب لوحده و هو يكمل محاولا
تهدأة نفسه إبعثيلي
إسمه في رسالة حالاو جهزي نفسك عاوز
اشوفك الاسبوع داه
أنهى المكالمة و هو يلكم كيس الملاكمة
ليبعده من أمامه و هو ينفث الهواء بقوة
متوعدا لذلك اللذي تجرأ و نظر لإمرأته
وضعت يارا الهاتف من يدها و هي
تضع يدها على قلبها قائلة
يا لهويقلبي كان هيقف من الخۏف
أنا بټرعب منه حتى و هو بعيد عني سمعتيه
كان پيصرخ إزاي
مروى بتفكير ايوا بس مش ملاحظة
حاجة يا ريري
يارا و هي تتمدد على ظهرها ناظرة للسقف
ملاحظة إني تورطت مع واحد مچنون
و مش هعرف أخلص منه طول حياتي
مروى هو من ناحية مچنون مچنون بس
إنت لاحظتي إزاي كان بيقلك قوليلي
إني وحشتك و بتفكري فيا طول الوقت
يارا و هي تقطب حاجبيها دون فهم
أيواعادي هو احيانا لما يتجنن بيقولي
كده و انا بقعد أجاريه لحد ما يهدى
مروى و هي تبتسم بخبث بعد أن لمعت
في ذهنها فكرة ما
طيب و إنت ليه متستغليش نقطة ضعفه
دي و تطلبي منه اللي إنت عاوزاه
يارا بيأس حاولت يا مروىبس رفض
يسيبني قلي بالحرف الواحد إنه مأجر
ناس عشان لو هو ماټ
مروى و هي تشهق پخوف يا نهار اسود
داه طلع فعلا مچنونإنت لازم تلاقي حل
بسرعة و تخلصي منه
يارا عاوزاني أعمل إيه يعنيماهو على
عينك مسبتش حاجة و معملتهاش
مروى أنا لو مكانك أحكي لأنكل ماجد
على كل حاجة و هو هيتصرف أكيد
هيلاقي حلأي بنت في الوضع داه
لازم تحكي لأهلها و هما هيتصرفواعلى
الاقل يبقوا عارفين الحكاية و النذل الو
يبطل يستغل عدم معرفتهم عشان كل مرة
بيتمادى فلي بيعمله
أغمضت يارا عينيها بيأس و هي تتمتم بصوت
منخفض بعد إيه
يتبع
الفصل الخامس و العشرون
قلتلك مية مرة إبعد عنها.. شيلها من دماغك نهائي و إنساها.....يعني اللي خلقها مخلقش غيرها بنت هدى...
البنت دي هتكون السبب في خرابنا كلنا
دي حية زي امها..... يا آدم.. آدم إسمعني.....رمت إلهام الهاتف من يدها على الحائط بعصبيةلتتناثر اشلائه على أرضية الغرفة ثم تبعته ببعض الوسائد و هي تصرخ بصوت منخفض حتى لا يسمع سكان القصر غبي و هيدمرنا معاه... انا مش عارفة انا خلفت الحمار داه إزاي... داه مستحيل يكون إبني...توقفت فجأة عن المشي و هي تضيف بعدان تذكرت شيئا ما كله بسببها من يوم
ماجات و الخړاب علينا كلنا...بنت
و الله ما أنا سايباها هي و الحرباية بنتها
فضلت تتمسكن لحد ما تجوزت سيف و
دلوقتي دايرة على إبني عاوزة توقعه...
أنا هوريكي يا ژبالة...إما رجعتك مطرح
ما جيتي ما بقاش انا إلهام.....إلتفتت وراءها فجأة بعد أن سمعت صوت
باب الحمام يفتح لتتأفف بصوت مسموع عندما رأت زوجها كامل يخرج من الحمام و هو ينشف شعره المبلل بمنشفة....تمتمت و هي تتجه نحوالكومودينو لتفتح أحد الإدراج بعصبية مفرطة داه اللي كان ناقصني...إمتى بس أخلص
منه و من عيلته المقرفة كلها...أخرجت علبة سجائرها ذات النوع الفاخر
لتدخن إحداها و هي تلتفت نحو كامل
من حين إلى آخر بضيق ....وقف كامل أمام المرآة يمشط خصلات شعره التي تخللها بعض البياضمالك...شكلك يقول إن في مصېبة حصلتأردف بلامبالاة و هو يدندن بلحن مصري قديم لتنتفض إلهام من مكانها و قد وصل
ڠضبها لذروته و هو في حاجة غير المصاېب في القصر داه...انا بجد زهقت و معدتش قادرةأستحمل أكثر من كده .حدجها كامل بنظرات ساخرة و هو يفتح إحدى زجاجات عطره الثمين
و حضرتك زهقانة من إيه يا...لولو هانم
في حد يزهق من العز و الفلوس...إلهام پغضب عز و فلوس.. هما فين عشان انا مش شايفة حاجة منهم ....ممم يكونش قصدك المزرعتين و الثلاث عمارات اللي في إسكندرية و
شركة الحديد المفلسة اللي تنازل عنهم إبن اخوك لما قرر يرجعلكوا نصيبه من الورث...و اللي ياحرام إتباعوا بنص حقهم عشان تسدد فلوس البحيري.....مط كامل شفتيه قبل أن يجيبها ببرود
أيوا عشان نسدد فلوس البحيري الي رحتي إتفقتي معاه إنت و الفالح إبنك عشان تبيعوله صفقات الشركة... بعد ما تسرقوها...إلهام باندفاع رغم انها أيقنت ان كامل قد إكتشف سرقتها لصفقات الشركة... أنا ما سرقتش حاجة داه حقنا اللي لهفه إبن أخوك و كوش عليه و محدش فيكوا فتح بقه و لا حاول يوقف قصاده...كامل و هو يردد كلامها باستهزاء حقك...و إنت بقى رجعتي حقك بالكام
صفقة اللي سرقتيهم من الشركة... إنت و إبنك....إلهام