الخميس 05 ديسمبر 2024

روايه تالين الجزء الرابع

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ارضا مغشيا عليها ليصابوا بعدها بالارتباك والړعب ثم يفروا سريعا من المكان قبل وصول الاهالى لنجدتها بينما جلسا والدى صالح فى الجهة المقابلة لها يستمعوا بأهتمام وفضول ومعهم كريمة اما عادل فقد وقف فى الجانب البعيد منهم يتطلع نحو سماح وعلى وجهه ذلك التعبير الغامض تلتمع عينيه بتلك اللمعة المألوفة لها والتى لم تفارقه منذ خروجهم من المشفى تلاحظ قلقه بل رعبه الشديد على شقيقتها عند استقباله لهم فى المشفى ينتابها القلق والخۏف وقتها من عواقب ما تراه وادراكته بأحساسها تدعو الله الا يكون صحيحا
انتبهت من تأملاتها على يد قوية ادركت صاحبها فورا تمسك بيدها وتسحبها برقة بعيدا عن مكان وقوفها فلتفتت نحوه تهم بالاعتراض لكنها اسرعت بالصمت حين رأت صالح يغمز لها خفية وهو يشير لها ان تتبعه وبالفعل طاوعته تسير معه للمطبخ بهدوء ودون ان ينتبه احد لاختفائهم فى ظل حديثهم الدائر
فورا اختفائهم بعيدا عن الانظار تخفض وجهها بخجل لكنه عاود رفعه اليه يمرر ابهاميه على وجنتيها يزيح عنهم دموعها وهو يبتسم لها برقة قائلا
ايوه كده خلينى اشوف ضحكتك الحلوة دى.. اوعى اشوفك تعيطى تانى
هتفت برفض ملهوف تقطع الباقى من حديثه وهى تهز رأسها بالنفى بقوة كتأكيد على كلماتها
لااا.. مش عاوزة ابات.. انا بس هطمن عليها وهروح على بيتنا على طول
اخفضت عينيها عنه هامسة بخجل وتلعثم تكمل
وبعدين...انت..مش قلت ليا..اتخنقت معاهم قبل كده والظاهر كانوا جاين يكملوا معايا الخناقة.. اصل انا كنت قليلة الذوق معاهم قبل كده بصراحة
ودون ان تمهل الفرصة لاحد بالاعتراض التفتت الى عادل قائلة بصوت حازم
رغم الارتعاشة به والتى لم يلاحظها احد سوى فرح المراقبة لها بأهتمام قلق
معلش يا استاذ عادل..انا كنت قلت لحضرتك انى عاوزة اسيب الشغل بعد اسبوعين بس لو مفيش عندك اعتراض انا هسيبه من النهاردة..زى ماحضرتك شايف مش هقدر اكمل
ساد الصمت ارجاء المكان بعد حديثها الصاډم لهم قبل ان يقطعه الحاج منصور يحاول اثنائها عن قرارها لكنها لم تتراجع بل زاد تصميمها بطريقة بعثت الشك داخل فرح بأن امر ما خلف قرارها هذا ويجب ان تعرف ماذا يجرى بداخل عقل شقيقتها لكن ليس الان فستنتظر ذهاب الجميع وبعدها فلتحصل على اجابتها
حين لم يستطع الحاج منصور ولا احد من الحضور حتى صالح اقناعها بالعدول عن قرارها حتى تحدث عادل اخيرا بوجوم وحدة بعد صمته الطويل و مراقبته الحديث الدائر دون مقاطعة منه
تمام يا سماح اللى تشوفيه.. مفيش مشكلة عندى..المهم راحتك وانك تقومى بالسلامة. عن اذنكم علشان المكتب لوحده
وفى ثانية كان يفتح الباب مغادرا بسرعة يتبعه صالح فورا مناديا عليه ان ينتظره يغادر خلفه فورا هو الاخر يتركون المكان بعد مغادرتهما مشحون بالتوتر والوجوم يسود الصمت بينهم مرة اخرى للحظات قال بعد الحاج منصور بأسف
والله ياسماح يابنتى خسارة الشغلانة دى ومش هتعرفى تعوضيها تانى.. بس هقول ايه يابنتى ده قرارك وانتى حرة فيه
ثم نهض هو الاخر يلتفت لزوجته يسألها بهدوء
مش يلا بينا ياحاجة احنا كمان ولا ايه
هزت انصاف رأسها بالرفض قائلة برجاء له
لا روح انت ياحاج بالسلامة وانا هقعد معاهم شوية وبعدين هبقى ارجع انا فرح على البيت..
هتفت كريمة بترحاب وسعادة
ااه روح انت ياحاج من غير شړ وسيب الحاجة معانا شوية اصلها وحشانى اووى
هز منصور رأسه بالموافقة يغادر بعدها بعد ان القى عليهم بالسلام لتندمج انصاف وكريمة فى الحديث غافلين عن حديث النظرات المبهم بين فرح وسماح والتى هربت بعينيها بعيدا هربا من
توقفت انصاف امام منزلها تمد يدها بالمفتاح الخاص بشقتها الى فرح بعد عودتهم قائلة بحنان 
معلش يافرح اطلعى انتى ياحبيبتى صحى ياسمين من النوم وخليها تجهز..قبل ما صالح يرجع ومعاه عادل...انتى عارفة نومها تقيل وميصحش يجى يلاقيها نايمة وانا هجيب حاجة من خالتك ام نبيل واحصلك
اومأت فرح رأسها لها بضعف تمسك بالمفتاح تدلف هى للداخل ثم تصعد درجات الدرج بتعب وارهاق وذهن شارد فى شقيقتها وماحدث لها ورفضها وتهربها منها ومن اسئلتها ترحل محبطة من هناك دون ان ان تحصل على اجابة منها لتسأولاتها لكنها لن تستسلم وستحصل عليها عاجلا ام اجلا مهما كلفها الامر
فتحت الباب تتقدم للداخل بأتجاه غرفة ياسمين تهم بفتح الباب لكن تجمدت يديها حين وصل لها صوت سمر وهى تهتف مستنكرة بصوت ساخر
يخربيتك يا مچنونة..ومخفتيش تتكشفى ولا البت تروح فيها وانتى تروحى وراها فى داهية
اصدرت ياسمين صوت من فمها يدل على استهزائها قائلة بصوت حاد مغلول
ياريت كان حصل وكنت خلصت منها الجربوعة دى بس حظها حلو بنت ال وهى زى القرد محصلش ليها حاجة
سمر بأهتمام وتحذير
ااه بس خدى بالك مش هتعدى بالساهل كده زى المرة اللى فاتت اكيد مدام اخوكى عرف مش هيسكت وهجيب الستات دى من تحت الارض
ياسمين وقد احتقن وجهها بالغل قائلة
عارفة ياختى انه هيعمل كده علشان يرضى الجربوعة التانية مراته بس يبقى يقابلنى لو وصل لحاجة...ما انت عارفة انهم مش من البلد ولا من هنا خالص
صدحت ضحكة سمر العالية تهتف بعدم تصديق
يخربيتك دانت مصېبة وانا اللى كنت فكراكى هبلة وهتودينا فى داهية وتقعى من الخۏف اول ما اتفقنا مع الستات اول مرة..طلعتى مش هينة لا واتفقتى معاهم المرة دى من ورايا
ياسمين بصوت حقود وهى تشتعل من ڼار غيرتها وغلها
مانا مش هقف ساكتة و انا بشوف سماح دى بتخطفه منى..مش ياسمين اللى حتة ژبالة زى دى تعلم عليها وتاخد حاجة بتاعتها
كانت تقف خلف الباب مذهولة تزحف البرودة الى جسدها كله لاتستطيع تصديق كل هذا الشړ والحقد فيما تسمعه حتى اتى اسم شقيقتها لتدب فى جسدها الحياة يغشى عينيها الڠضب وهى تدفع فجأة الباب پعنف جعله يرتطم بالحائط بصوت مدوى جعلهم يشهقون عاليا وهم يتطلعون نحوها پصدمة وخوف بينما وقفت هى امامهم تتطلع اليهم بنظرات محتقرة صاړخة بهم بأشمئزاز 
اه يا شوية ژبالة يا ولاد ال بقى انتم اللى ورا اللى حصل لاختى النهاردة...والله لفرج عليكم خلقه واخلى اللى ميشترى يتفرج عليهم
وبالفعل اندفعت نحوهم يحركها ڠضبها المشتعل ولكن وقبل اقترابهم منهم اسرعوا هم نحوها تحيطها كل واحدة من جهة وبرغم مقاومتها لهم استطاعت سمر ان تقيد ذراعيها خلف ظهرها بينما اسرعت ياسمين بوضع كفها فوق فمها تمنعها من الصړاخ وهى تهتف برجاء واستعطاف
انت فهمتنا غلط يا فرح مش اختك خالص والله.. اسمعى بس واحنا هنفهمك كل حاجة
اخذت تحاول المقاومة وقد شعرت بالاختناق من اثر كف ياسمين الجاثم فوق انفاسها تقل مقاومتها شيئ فشيئ حتى كادت ان تسقط ارضا لولا ذراع سمر المقيدة لها حتى تعال صوت رجولى مذهول فى الغرفة يتسأل عما يجرى مما جعل ياسمين وسمر يتراجعان بعيدة عنها پخوف وارتعاب عند رؤيتهم لحسن متجمد على بابها وهى لحظة بعدها حتى اندفع اسرع صالح باقټحام الغرفة يدفع حسن بكتفه يهتف بجزع حين رأى فرح ساقطة ارضا فى تلك الحالة يجثو على ركبتيه بجوارها يسألهم پخوف وارتعاب
مالها فرح... حصل لها ايه.!
رفع وجهه يهتف بهم پغضب شرس بعد ان ظلا على صمتهم
انطقى منك ليها...حصل ايه
فز جسدهم بړعب من مكانهم يتطلعون الى بعضهم پخوف يسارعون فى اجابته فى صوت واحد وبأجابات غير مترابطة حتى صړخ بهم حسن يوقفهم عن الكلام قائلا وعينيه مسلطة فوق زوجته يسألها بهدوء شديد ارعبها
انطقى يا سمر 
اندفع والديهم ومعهم عادل الى داخل الغرفة بعد ان وصلتهم اصوات صراخهم العالية يتجمدون پصدمة وهم يطالعون المشهد امامهم وقد وقفت سمر ومعها ياسمين يذرفون دموع الخۏف تهتف سمر بتلعثم بعد صړاخ صالح الغاضب عليهم
ابدا الله ياخويا ماحصل حاجة.. كل الحكاية انها سمعتنا انا وياسمين بنتكلم عن واحدة صاحبتنا وافتكرتنا بنتكلم على اختها
اسرعت ياسمين تؤيد حديثها بلهفة وقد وجدت به طوق النجاة ولكن اتت صړخت فرح تقاطعها قائلة بصوت هستيرى باكى
كدابين والله كدابين..هما اللى عملوا كده
فى سماح وبعتوا ليها الستات اول مرة كمان
لطمت انصاف خديها صاړخة بجزع وهى تندفع الى الداخل تجذب ابنتها تسألها عن حقيقة ماحدث لكنها تجاهلتها تسرع بأتجاه عادل الشاحب وعيونه متسعة پصدمة تمسك بذراعه هاتفة بتضرع
مصدقش ياعادل...دى كدابة والله كدابة..دى بتقول كده علشان طماعنة فيك للجربوعة اختها
وقف مكانه يتطلع اليها بأحتقار يهز رأسه بعدم تصديق قبل ان ينفض ذراعه عنها مغادرا المكان فورا لتظل تتابعه بهزيمة وعيون مصډومة للحظة ثم التفتت نحو فرح صاړخة بغل تحاول الانقضاض عليها تسبها بأفظع الالفاظ ولكن اتت قبضة صالح تمسك بشعرها يجذبها بعيدا عن فرح الجالسة ارضا وهو ېصرخ بها
انتى اتجننتى عاوزة الضربات والصړاخ حتى من حسن لتستغل سمر الفرصة تسرع بالهروب من المكان ترتطم فى تحركها بصالح لكنه لم يعيرها انتباه وقد وقف مكانه شاحب تتهدل اكتافه كأنه جسد مېت سحب منه الحياة لتسرع فرح بالنهوض على قدميها بسرعة تقف امامه وعيونها تتطلع اليها بلهفة وتناديه به بتضرع وهى تحتضن وجنتيه بين كفيها تحاول التواصل مع عينيه بنظرة الالم والانكسار بهم بعد ان اختفى ووهجها المألوف لكنها
جلست تضم ركبتيها معا تستند برأسها فوقهم وعيونها الباكية تتطلع نحو الباب بأمل فى انتظار عودته تشعر بروحها وقد فارقتها بحثا عنه ولن ترد اليها الى برجوعه اليها تمر بها الساعات وهى مكانها ثابتة لاتتحرك كتمثال منحوت على هذا الوضع بعد ان انهت مكالمتها مع شقيقتها بدأتها بسؤال باكى مټألم
كنت عارفة ان هى اللى عملتها صح ياسماح
لتتنهد سماح بحرارة قبل ان تجيبها بعد لحظة تردد
ايوه يا فرح كنت عارفة.. لما حصل اللى حصل مكنش مغمى عليا زى ماكانوا فاكرين وسمعتهم وهما بيتكلموا عن ياسمين..بس دى اول مرة اعرف منك ان سمر كمان معاها
سألتها فرح بخفوت
طب ومقولتيش ليا ليه ياسماح كان لازم تعرفينى انها.....
قاطعتها سماح بحزم
علشان كنت عارفة انك مش هتسكتى.. والبيت هيتقلب حريقة ويولع ڼار واللى حسبته لقيته يافرح
بكت فرحة بحړقة بعد كلماتها تدرك صدق حديثها وفقد كانت اول من طالته الڼار بعد غيابه عن المنزل الى الان
حتى ردت اليها الروح اخيراحين سمعت اخيرا صوت المفتاح بالباب ينبها لحضوره لتنهض واقفة بقلب مرتجف تتعالى دقاته بصخب فى تأثير تلك الكلمات عليه لكنها لم تمهل الفرصة للمقاومة تواصل هجومها عليه عينيها تحدق فى ظلمة عينيه بثبات برغم الدموع بها وقد نوت الا تخرج من هذه المعركة الا وهى فائزة به
لما بتسبنى لوحدى بحس انى يتيمة ومليش ضهر ولا سند...اياك تخلينى احس تانى بكده ياصالح...اياك بعد ما بقيت كل دنيتى وناسى واهلى تتخلى عنى او تخلينى احس باليتم... انا روحى بتنسحب منى لما بتبعد بعيدعنى ولو لثانية واحدة... عارف ليه علشان انتى روحى ياصالح فاهم ولا لا
عاودت احتضانه مرة اخرى بقوة

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات