روايه تالين الجزء الاخير
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
ابنتها بعد زيارة شقيقتها لها ورؤيتها لكيفية معاملة زوجها لها وخوفه الشديد ومراعته وحبه الواضح لها فى كل تصرف يقوم به نحوها تمزج بصوت حزين يومها قائلة.. ان لا احد ينافس عادل فى اهتمامه بزوجته سوى صالح فقط
ابتسمت فرح
رغما عنها بسعادة وهى تتراجع بظهرها الى لوح الفراش تسند عليه فقد كانت محقة فلم يكن بالفعل هناك من ينافس عادل فى صفاته سوى فارسها وعشق صباها وزوجها الرائع تتذكر احدى المرات والتى تلاعبت بها هرمونات الحمل فأخذت فى بالبكاء دون سبب وقد فشلت جميع محاولاته لتهدئتها او معرفة كيف له ان يرضيها ليتركها فى النهاية ويذهب مغادرا دون ان يضيف كلمة واحدة لټنهار فى البكاء بشدة وقد وجدت اخيرا سببا لسكب دموعها عليه وهو ذهابه بعد ان اصابه الملل منها لكنه عاد مرة اخرى بعد فترة من الوقت يحمل معه عدة حقائب للتسوق كبيرة الحجم يتجه فورا نحوها ويده تمتد الى عينيها يزيح عنها دموعها وهو يتحدث قائلا برفق
هزت كتفها له بالرفض كطفلة صغيرة مدللة وهى تضم شفتيها باعتراض لتمتد يده الى احدى الحقائب يفتحها قائلا بتشويق
طيب شوفى ولو مش هيعجبوكى هرميهم ياستى واجبلك حاجة تانية غيرهم..بس شوفيهم الاول
اخرج من داخل الحقيبة احدى الشخصيات الكارتونية والتى تعشقها على هيئة لعبة محشوة بالقطن تلتمع عينيها بالانبهار والفرحة شاهقة وهى تختطفها من يده ثم ټحتضنها بفرحة الى صدرها لكنه لم يكتفى بذلك يمسك بالحقائب الواحدة تلو الاخرى يخرج من داخلها العديد والعديد من الالعاب كانت تستقبلهم الفرحة ذاتها حتى اصبحت محاطة بالكثير منهم حتى حان اوان فتحه الحقيبة الاخيرة ليهتف لها بتشويق واسلوب مسرحى زاد من فضولها ولهفتها
مد يده داخل الحقيبة يخرج منها ثلات قطع من ملابس الاطفال بحجمها الصغير المحبب ټخطف قلبها ودقاته بألوانها الزاهية والرائعة وهى تتطلع اليها بأنبهار سرعان ما تحول لشهقات بكاء مرة اخرى جعلته يعقد حاجبيه بقلق وقد ظن انهم لم يحوزا على اعجابها يهمس لها بحنو ورقة وهو يقوم بجذبها لصدره محتضنا اياها
رفعت وجهها اليه تهز رأسها بالرفض قائلة بصوت متحشرج ملهوف
لا..انا عوزاهم..دول حلوين اووى وعجبنى
ابتسم بحنو وانامله تزيح دموعها برفق قائلا
خلاص نخليهم انتى بس تأمرى...بس ممكن اعرف ليه بقى بتعيطى
علشان بحبك..وبحبك اكتر من الدنيا كلها...
مرر كفها على ظهرها صعودا وهبوطا بلمسات مهدئة قائلا بصوت جاد حازم برغم الابتسامة فى عينيه
لاا كده يبقى عندك حق... انت تعيطى زى مانت عاوزة وانا قعد ساكت خالص... لو تحبى كمان اعيط معاكى انا....
صدر عنها صوت رافض تقاطع به حديثه وهى تهز رأسها بشدة ټدفن وجهها فى عنقه يتراجع بها الى الخلف حتى اصبح مستلقيا على الاريكة وهى فوقه يربت بحنان على ظهرها للحظات قضاها على هذا الوضع حتى سقطت اخيرا فى النوم تنعم بدفئه وقربه منها والذى اصبح كالادمان لها لا تستطيع الاستغناء عنه ابدا
صالح انا مبقتش قادرة اكل تانى.. انا هشرب العصير بس
صالح وهو يضع الصنية بينهم ثم يجلس مقابلها قائلا بحزم
واللبن كمان.. وقبلهم هما الاتنين الاكل ده.. يلا فرح بلاش دلع كلها ساعة وهتبتدى صيام زى ما الدكتور قال
يلا نامى انتى... وانا هروح ارجع الحاجة دى المطبخ وارجعلك على طول
تشبثت بيده بلهفة وعينيها تتطلع له برجاء هامسة
لاا خليكى جنبى لحد ما انام.. انا مش عارفة هجيلى نوم اصلا ازى
ابتسم لها يربت فوق وجنتها بحنان قبل ان يستلقى بجوارها هو الاخر يضمها اليه يستريح رأسها فوق كتفه تهمس له
كلمينى بقى لحد ما اروح فى النوم
اجابها بعد ان طبعت شفتيه قبل رقيقة فوق قمة رأسها قائلا بمرح
طب ما اغنيلك احسن... دانا حتى صوتى حلو واظن انتى جربتى قبل كده
ضحكت بنعومة لتلك الذكرى فيومها كانت غاضبة منه لامر ما وترفض الحديث فأخد يحاول بشتى السبل حتى تغفر له وتسامحه لكنها كل محاولاته بائت بالفشل حتى هداه تفكيره اخيرا تلتمع عينيه بالخبث والعبث ثم يشرع فى غناء احدى الاغنيات الشعبية المرحة وهى يتراقص امامها بحركات خرقاء مضحكة حتى لم تعد تستطيع مقاومة الانفجار بالضحك تتوسله للتوقف لكنه استمر فى الغناء يحيطها بذراعيه يرقصها معه لتندمج معه هى الاخرى معه تجاريه ماهى سوى لحظات حتى تعالى صوت غنائهم سوا بمرح صاخب ملئ المكان من حولهم
ابتسمت تعود للحاضر تجيبه وهى تزيد من ضم جسدها اليه قائلة بصوت مرهق يتخلله النعاس
لا خليها بعد ما اولد علشان اعرف انافسك واقدر كمان اغلبك
اجابها صالح بخفوت بينما كانت انامله تتلاعب بخصلات شعرها بحنان وبحركاتها مهدئة جعلتها تسقط فى النوم سريعا ولكن لم يكن سريعا كفاية حتى سمعت وهو يتحدث بصوت اجش مرتجف
وانا هستناكى..بعمرى كله هستناكى يافرحة حياتى..وحب عمرى...ام ولادى
اتى يوم التالى واستعد الجميع للذهاب معهم الى المشفى وبرغم التوتر والخۏف السائد بين الحميع الا ان الامور قد تمت على خير وخرج اولادهم للنور صبيان وفتاة شديد الصغر والجمال وسط فرحة ودموع الجميع حتى صالح لم يتمالك نفسه عن البكاء ټغرق الدموع وجنتيه وهو يقف امام الزجاج المخصص لغرفة الحضانة والتى مكث بداخلها اطفاله يراقبهم من عدة لحظات بعد اطمئنانه على حالة فرح واستقرارها داخل غرفتها يتطلع اليهم بحب وفرحة حتى بربت شقيق فوق كتفه قائلا بسعادة
ها نويت تسمى ايه يابو العيال
التف اليه صالح قائلا بصوت اجش سعيد
فرح هسمى البنت فرح اما الولاد حمزة وادم
ضحك الجميع بصخب ومرح يسرع عادل قائلا بمزاح
كان لازم اتوقع انك هتسميها كده من غير ما نسأل.. بس بقولك اهو من اولها يا ابو فرح انا حاجز للواد ابنى كريم البرنسيسة بنتك ولا عندك اعتراض
حسن بصوت مهدد يمزاحه
طبعا يا استاذ عادل فى اعتراض.. عيب لما يبقى ولاد عمها موجودين وهى تتجوز من بره.. ولا ايه يابا
ضحك الحاج منصور يؤيد هو الاخر حديث ولده الاكبر تقوم بينهم مناقشة حامية يتخللها المزاح والضحك كان عنها صالح فى عالم اخر وهو يقف يتطلع الى ابنائه بشوق ولهفة لا تمل عينيه ولا تكل من مشاهدتهم وعينيه مازالت ممتلئة بالدموع شارد فى مراقبتهم حتى تصاعد صوت رنين هاتفه يخرجه من تلك الحالة يسرع و يجيب اتصال سماح والتى قالت فور ان اجابها
صالح.. تعال حالا.. مرات اخوك جت عندنا هنا فى الاوضة ومصممة تعرف منى انتوا جيبتوا ايه... وانا مش عارفة اقولها ايه
صالح بهدوء يسألها اولا عن حال فرح لتيجيبه بأنها قد فاقت الى حد ما الا انها مازالت تحت تأثير البنج اغلق الهاتف بعد ان اجابها بحضوره حالا
ثم الټفت الى الجمع قائلا
خليكوا انتوا مع الولاد.. وانا هروح اشوف فرح علشان فاقت
اومأ له الجميع بالايجاب ليهرع من المكان بخطوات سريعة حتى وصل الى الغرفة يدخل فجأة ودون استئذان فيصل اليه صوت سمر المغلول وهى تتحدث بصوت عالى النبرات غير متحكمة به
علشان كده بتخبوا مش راضين تقولوا... بس معلش يا ابلة سماح كنتى هتفضلى انتى واختك تخبوا لحد لامتى.. مانا وبسؤال بسيط عرفت اهو من الممرضة كان لازمتها ايه بقى الاسرار الحړبية دى...بس ليكم حق ماهى اختك دى قادرة ومن مرة واحدة عملت اللى فضلت انا اعمله فى عشر سنين جواز...
اسرعت تكمل بغل غافلة عن ذلك الواقف خلفها بهدوء وعينيه تطلق شرارات غضبه يحاول السيطرة عليه بصعوبة حتى لا يهجم عليها يمزقها بيديه وهو يسمعها تكمل
انا برضه قلت ان دى استحالة بطن شايلة عيل واحد..وهو طلع عندى حق وطلعوا تلاتة مرة واحدة
وانتى ايه دخلك بالموضوع ده....وجاية هنا ليه من الاساس!
التفتت خلفها بوجه شاحب مړتعب بسرعة وهى تشهق حين وجدته يقترب منها ببطء يعيد عليها سؤاله مرة اخرى بصوت قاسى اجابته عليها بعد عدة لحظات حاولت فيها ان تزدرد فيها لعابها قائلة بتلعثم تحاول تمرير الامر
بقى كده ياصالح الحق عليا جاية اعمل الواجب مع مراتك واطمن عليها تقوم تقولى كده
كتف صالح ذراعيه فوق صدره يشير بعينيه نحو الباب قائلا بهدوء ما قبل العاصفة
واجبك وصل ومن زمان يا مرات اخويا...واظن اللى جاية علشانه عرفتيه وخلصنا..يبقى ملهاش لازمة تطولى فى الزيارة اكتر من كده ولا ايه
شحب وجهها اكثر واكثر تلتفت نحو سماح لتجدها تخفض وجهها ارضا بأجراح فأخذت تفرك كفيها معا بحركات مضطربة تحاول الخروج من موقفها المحرج هذا بأقل خسارة قائلة بعد حين
عندك حق انا فعلا لازم امشى اصل سايبة العيال مع امى وكمان...
قاطعها صالح بنبرة ذات مغزى
اظن ان حسن ميعرفش بالزيارة دى.. على حسب ما فهمت منه انه منبه عليكى انك تيجى هنا المستشفى..بس على العموم هو زمانه راجع من اوضة الولاد... يبقى ياخدك يروحك معاه
فور قوله ذلك تحركت من مكانها بسرعة وخطوات مرتبكة كادت ان تسقطها ارضا وهى تتحدث بتلعثم وخوف
لاا على ايه خليه براحته ...انا عملت الواجب وماشية.. وهو الحق اجيب العيال من عند امى
فتحت الباب هاربة من الغرفة دون ان تغلقه خلفها لكن استوقفها صوت نداء صالح الصارم لها تلتفت نحوه وببطء واضطراب تتطلع لملامحه الشرسة والعڼيفة وهو يتحدث اليها بهدوء شديد عكس ما تراه على وجهه
من هنا ورايح...فرح وولادى خط احمر..يوم ما اعرف انك بس نطقت بكلمة اونظرة واحدة ضايقتهم مش هيكفينى فيها عمرك كله...وهتشوفى منى وش تانى ادعى انك فيوم متشفهوش...مفهوم
اسرعت تومأ بسرعة وړعب ترتجف بشدة من نبرة صوته الامرة الحادة تهرع هاربة فورا من المكان بتعثر وخطوات مرتبكة يسود الصمت التام المكان بعدها حتى تنحنحت سماح تجلى صوتها من اثر تأثرها الشديد ورغبتها بالتصفيق فرحا مما رأته الان تتجه نحو الباب قائلة
انا هروح اشوف الولاد واتطمن عليهم...انت خليك مع فرح
اومأ لها ينتظر مكانه حتى خرجت من الغرفة تغلق الباب خلفها ليتجه فورا للفراش يجلس بجوارها ينحنى عليها يهمس فى اذنها بحب
فرح... مش هتفوقى بقى وحشتيتى اووى.. عاوزة احكيلك عن ولادنا واوصفهم ليكى...
همهمت بضعف فى استجابة ضعيفة له ليكمل قائلا بسعادة
الحمد لله كلهم طالعين حلوين زيك
كويس ان مفيش حد فيهم شبهى كنت هزعل اوى
ارتجف صوته يكمل لها هامسا
علشان بحبك وبموت وبعشق كل حاجة فيكى نفسى ولادنا كلهم يطلعوا شبهك انتى وبس
هزت رأسها له كأنها تعى كلماته وتصل اليها برغم الضباب المسيطر على حواسها الا انه اخذ ينقشع ببطء جعلها تستطيع ان تهمس له بصوت خاڤت ضعيف غير مترابط
يتبع