الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه بقلم ساره مجدى

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

كان يجلس امام بقالته يضع راسه بين يديه بهم فاليوم طلق زوجته بعد زواج دام لخمس سنوات لم تكن افضل سنوات حياته ولا هو حزين على فراق زوجته فهذا قرارها ان تتركه وهو رجل لا يقبل على نفسه بقاء أمراه معه دون رغبتها حتى لو كانت هى سبب بقائه على قيد الحياه و لكن ما يحزنه حقا انه لن يصبح أب يوما ما و كان هذا هو سبب طلاقه انه لا يستطيع الانجاب و هى لم تعد تحتمل و تريد ان تصبح ام و هو كرجل حر لا يستطيع اجبارها على العيش معه دون رغبتها

اغمض عينيه پقهر و هو يتذكر نظره عين امه التى تملئها الحصره على حال ولدها ولكنه راضى بقضاء الله و قدره هو وحيد والدته و لن يكون له ابناء ابدا سيحيا بمفرده و ېموت بمفرده و لن يذكره احد يوما
فى تلك اللحظه سمع همس ضعيف بجانبه فرفع راسه ليرى امامه فتاه يبدوا عليها الارهاق و التعب و بيدها طفله صغيره بضفائر قصيره
بكام ازاره المايه 
ب ٣ جنيه
اجابها سريعا لتشير الى علبه بسكوت و قالت
و البسكوت ده بكام 
ب ٢ جنينه
لتبتسم ابتسامه صغيره و هى تداعب شعر الطفله و مدت يدها بالمال و قالت
عايزه ازاره مايه و باكو بسكوت
اعطاها ما ارادت ليلاحظ بروز بطنها تحركت خطوتان و هى تشكره ثم جلست على الرصيف المقابل للمحل و اجلست الصغيره و بدأت فى اطعامها البسكوت و هى تقول
كلى يا حبيبتى حقك عليا كلى
شعر بغصه الم و هو يرى الطفله الصغيره تأكل البسكوت بسرعه كبيره فيبدوا عليها الجوع الشديد و ايضا لاحظ ارهاق امها التى شربت من الماء القليل فقط حتى توفر الباقى لابنتها
كان الفضول ېقتله ليعرف ما قصتهم
اقترب منها و بين يديه علبه بسكوت اخرى و علبه عصير و مد يده لها بهم فنظرت اليه باستفهام و قالت
لا شكرا مش عايزه
لينحنى و يجلس على ركبه واحده وهو يقول
ده هديه منى للصغيره الحلوه دى
ضمت صغيرتها الى صدرها و قالت
هى اكلت خلاص كتر خيرك و بعدين بصراحه مش معايا فلوس
ليبتسم بحنان ابوى فكم هى صغيره و متعبه انه لا يعطيها اكثر من خمسه عشر عاما كيف هى متزوجه و ام لطفلان احدهما لم يرى نور الحياه بعد
دول هديه منى للاموره مش عايز فلوس
هزت راسها بأرهاق شديد و قالت بخجل و الدموع تتجمع فى عيونها
انا مش هشحت على بنتى
ليؤلمه قلبه و يشعر بالشفقه عليها فقال باستفهام
هو انت من منين و ايه حكايتك 
ظهر الخۏف على وجهها ليقول سريعا
مټخافيش انا بس بسأل علشان لو اقدر اساعدك بحاجه
ظلت صامته لبعض الوقت تنظر اليه پخوف ليبتسم بتفهم و قال
ثوانى و راجع اوعى تمشى
و توجه الى البيت المواجه لمكان جلوسها و دخل اليه اختفى هناك لعده ثوان ثم عاد و معه سيده كبيره فى العمر تقدمت منها ببطىء وعلى و جهها معالم الاندهاش و القلق و حين وقفت امامها قالت
انت مين يا بنتى و ايه حكايتك 
شعرت عذراء بالخۏف فوقفت على قدميها و هى تحتضن ابنتها بيد و باليد الاخرى حاوطت بطنها و هى تقول
غريبه و الغريب اعمى ولو كان بصير كنت برتاح شويه ومكملا طريقى
و تحركت خطوتان لتسمع تلك السيده تقول بحنان
يا بنتى انا مش عايزه بيكى شړ انا عايزه اعرف حكايتك يمكن اقدر اساعدك
وقفت عذراء مكانها و نظرت الى تلك السيده سمحه الوجه و قالت بإرهاق و توسل
صحيح تقدرى تساعديني
ليشعر عرفان بالم حاد فى قلبه على حال تلك المسكينه و اقتربت والدته منها و ربتت على كتفها و هى تقول بحنان
تعالى يا بنتى ندخل جوه ترتاحى و تحكيلى كل حاجه يمكن ربنا يجعلنا سبب فى حل مشكلتك
شعرت عذراء پألم قوى فى جميع انحاء جسدها و كأنها شعرت اخيرا انها وصلت لبر امان
و سمحت لجسدها ان يرتاح اخيرا حين جلست على الكنبه الوثيرة و بجانبها ابنتها آنت پألم لتذهب الحجه عفيفه الى المطبخ و عادت و بين يديها كوبان من العصير و ضعت احدهم فى يد عذراء و الاخر فى يد الصغيره لتتناوله عذراء سريعا و بلهفه جعلت قلوب من يجلسون امامها تتألم من اجلها بشده بقلمى ساره مجدى
كان عرفان يجلس على احدى كراسى طاوله الطعام ينظر الى الصغير التى تتناول العصير و عيونها ناعسه تريد النوم بشده فوقف سريعا و امسك الكوب و حمل الصغيره التى كانت تستسلم الى النوم و جلس على الكرسى الموجود بجانب الاريكه و هى بين ذراعيه لتنظر والدته اليه بشفقه و عذراء بأندهاش لتقترب الحجه عفيفه منها و جلست بجانبها و قالت بطيبه
احكيلى يا بنتى حكايتك يمكن نقدر نساعدك
كانت نظرات عذراء قلقه و خائفه و بها الكثير من الارهاق و التعب و من داخلها تشعر بالقلق من ان تقص حكايتها على اناس غريبه لكنها حقا قد تعبت بشده و ايضا هى على وشك الولاده تريد من يحمل معها ذلك الحمل الثقيل تركتها الحجه عفيفه تأخذ و قتها فى التفكير كذلك عرفان الذى كان يربت على كتف الصغيره برفق و بيده الاخرى يلاعب خصلات شعرها القصيره بحنان
اخذت عذراء نفس عميق ثم قالت بتعب
انا اسمى عذراء سليم عنان من بلد يتيمه من و انا عندى عشر سنين و من صغرى عارفه انى مخطوبه لأبن عمى و فعلا اول ما كملت سنه اتجوزنا حياتى معاه كانت عاديه سهله و مفيهاش مشاكل و على طول ربنا رزقنا بجنه و عدت 3 سنين و عرفت انى حامل و بدأت المشاكل بين سالم و اخواته
سالم ده جوزك
سألت الحجه عفيفه لتهزعذراء راسها بنعم و هى تكمل
بين اخواته و اعمامه كل واحد فيهم حاسس انه مظلوم و مش واخد حقه اصل جدى كان كاتب كل حاجه بأسم سالم والباقى كل واحد بيشتغل فى حاجه من الاملاك و الارباح بتتوزع بينهم بالتساوى فى يوم اجتمعت العيله كلها علشان يتكلموا مع سالم لاخر مره علشان يرجع لكل واحد حقه بس هو رفض علشان ينفضل محافظ على وصيه جده اتخانقوا و صوتهم كان عالى جدا و بعدين مشيوا كلهم و هما غضبانين و مضايقين 
صمتت قليلا تلتقط انفاسها و تبادل كل من عفيفه و عرفان النظرات لتكمل هى بارهاق شديد
بعد شهرين سالم عمل حاډثه و ماټ فى ناس بتقول حاډثه مدبره و ناس بتقول قضاء و قدر لكن العيله كلها كانت متجمعه و العذاء فضل ثلاث ايام كاملين و كل خميس يفتحوا المنضره و اهل البلد كلها تتجمع و بعد مرور الاربعين اجتمعوا كلهم علشان يبلغونى ان انا و بنتى و اللى فى بطنى ملناش ورث و لا لينا مكان فى وسطهم خلفت واد خلفت بنت مرجعش هناك تانى و الا ھيموتنى و يموتوا عيالى زى ما موتوا سالم و فى نفس اللحظه كانت مرات عمى بترمى تحت رجلى شنطه فيها هدومى و هدوم بنتى اترجتهم يستنوا للصبح قالولى لازم امشى بليل علشان خبر هروبى من البلد الكل يعرفه الصبح و خرجت من هناك من غير فلوس و لا اى حاجه خالص بلد تشيلنى و بلد تحطنى لحد ما وصلت هنا و اخر فلوس معايا كانت الخمسه جنيه اللى اشتريت بيهم المايه و البسكوت
كانت دموع الحجه عفيفه ټغرق و جهها و عرفان يشعر بالصدمه و الزهول من تلك العائله التى تهتم و تحب المال اكثر من افراد عائلتهم 
هنعمل ايه يا امى 
ظلت الحجه عفيفه صامته و عقلها يدور فى دوائر الحيره و عرفان ينظر اليها بقلق ينتظر قرارها فرغم انه تخطى الخامسه و الثلاثون من عمره الا انه لا يتعدى والدته فى شئ ليس ضعف فى شخصيته و لكن احترام و تقدير لها و ايضا ثقه فى رجاحه عقلها
ايه رايك نأجرلها الاوضه اللى تحت السلم اهى تبقى معانا و فى نفس الوقت فى شقه لوحدها كمان اعلمها الخياطه و اهى حاجه تصرف بيها على نفسها و على بنتها لحد ما ربنا يقومها بالسلامه تبقا تشوف وقتها عايزه تعمل ايه
ليبتسم بسعاده الان يشعر بالراحه فهو كان يخشى ان ترفض امه بقائهم معهم و هو قد تعلق بالصغيره جنه التى رغم اتساخ ملابسها و جسدها الا انها مازالت واضحه
اقترب و قبل راس امه و هو يقول
ربنا يبارك فى عمرك يا امى بس انا مش قادر اصدق معقول فى ناس كده الفلوس عندهم اهم من البنى أدمين ازاى يعملوا فيها و فى ولادها كده
ظلت الحجه عفيفه صامته لعده ثوان ثم قالت پألم
الناس بقت مغميه عنيها عن حقيقه الحياه بقت شايفه المال و السلطه اهم حاجه محدش منهم بقا فاكر ان له رب راجعله فى يوم و لا ان ربنا شايف و مطلع على ظلمهم لبعض و لا بقا حد فاكر ان دعوه المظلوم ربنا بيسمعها من سامع سما و ينصره و لو بعد حين كل الناس نسيت ان فى جنه و ڼار و قطع صله الرحم من الكباير كله واخد المظاهر اسلوب حياه نسيوا ان ربنا موزع الارزاق بالعدل وكل واحد واخد حقه دون نقصان
صمتت لثوانى ثم نظرت الى ولدها و قالت
سبحان الله مقسم الارزاق و مسير الاقدار لحكمه
ثم ربتت على يديه المستريحه فوق قدمه و سارت فى اتجاه المطبخ و هى تقول
هقوم اعمل اكله كويسه للبنت الغلبانه دى على
ما انت تنزل تنظف الاوضه تحت و تشوفها لو ناقصها حاجه
ابتسم ابتسامه صغيره و تحرك ينفز ما قالته امه بسعاده
فى وقت متأخر استيقظت عذراء بعد ان نالت قسط وافر من الراحه ظلت تنظر
حولها بأندهاش غير مستوعبه اين هى نظرت جانبها لتجد جنه غارقه فى النوم ابتسمت بحنان و انحنت تقبل اعلى راسها فى نفس اللحظه التى فتحت فيها الحجه عفيفه الباب بهدوء و حين راتها مستيقظه قالت بصوت هادئ حتى لا تقلق الصغيره
و اخيرا صحيتى قومى يالا تعالى علشان تاكلى و لما جنه تصحى تبقا تاكل يلا قومى علشان اللى فى بطنك
كانت عذراء رغم شعورها القوى بالجوع

و ايضا بسعادتها بأهتمام تلك السيده الطيبه بها الا ان هناك غصه فى حلقها تؤلمها بشده هى عذراء ابنه تلك العائله الكبيره تتسول الطعام و مكان للمبيت هى ابنه الاكرمين يحدث لها هذا و عند ذلك التفكير تجمعت الدموع فى عيونها دموع قهر مما حدث معها و دموع كرامه اهينت على يد اقرب

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات