روايه بقلم ساره مجدى
ما لها و دموع عجز عن رفض كرم تلك السيده الحنونه اقتربت منها الحجه عفيفه حين لاحظت تلك الدمعات التى تنحدر من عينيها و تسيل فوق وجنتيها و ربتت على كتفيها بحنان و قالت بصوت هامس
ارمى حمولك على الله محدش عارف بكره شايل ايه و لا حد عارف الخير فين
نظرت اليها عذراء من بين دموعها و هزت راسها بنعم لترفع الحجه عفيفه الغطاء عنها و هى تقول
خرجت معها عذراء و هى تنظر ارضا بخجل ليقف عرفان سريعا وهو يقول
صباح الخير يا ست عذراء يارب تكونى بخير دلوقتى
رفعت عيونها تنظر اليه بخجل ثم قالت
الحمد لله كتر خيركم احنى تقلى عليكم اووى
لتضمها الحجه عفيفه بحنان حين قال عرفان بأقرار
متقوليش كده يا ست عذراء انت و بنتك منورين و البيت بيتكم
اقعدى كلى بقا علشان خاطر ابنك و انت كمان تشدى حيلك كده علشان تقدرى تكملى حياتك و تهتمى بأولادك
هزت عذراء راسها بنعم و بدأت فى تناول الطعام على استحياء حين فتحت جنه باب الغرفه و هى تفرك عينيها و تنادى عليها لينهض عرفان سريعا يحمل الصغيره بحنان و هو يقول بعطف ابوى
ابتسمت الصغيره بسعاده فهى لم تستمع الى تلك الكلمات منذ وفاه والده و كانت عذراء تنظر اليه بأمتنان كبير خاصه حين قبل الصغيره على جبينها و قال
جعانه يا جنه
لتهز الصغيره راسها بنعم ليقول هو بأبتسامه سعاده
يبقا الحلوه لازم تاكل و بسرعه و عمو عرفان هيأكله بأيدوا كمان ايه رايك
و حين انتهت جلست معها بالمطبخ و هى تشعر بخجل شديد مما تريد ان تطلبه منها شعرت بها الحجه عفيفه فقالت
هزت عذراء راسها بنعم ثم قالت
انا عارفه انكم عملتوا معانا الواجب و زياده و كتر خيركم على كل حاجه و الله و ربنا يجازيكم خير على كل حاجه المعامله الطيبه و النومه و الاكل كمان بس لو تكملوا جميلكم معانا و نفضل هنا لحد الصبح بس علشان منمش انا و البنت فى الشارع
كانت الحجه عفيفه تشعر بالذهول و الصدمه مع كل كلمه تقولها الجالسه امامها و تشعر بالشفقه عليها و على حالها و الظروف الصعبه التى تمر بها بسبب عائلتها
وضعت يديها فوق يديها المستريحه و ربتت عليها بحنان و هى تقول
ايه يا بنتى اللى انت بتقوليه ده مش كل الناس زى عيلتك اللى الفلوس غيبت عقولهم و قست قلوبهم على لحمهم
صمتت لثوانى حين انحدرت تلك الدموع من عيون عذراء و مدت يدها تمسح تلك الدمعات من فوق و جنتيها وقالت
بصى يا بنتى انا فى عندى تحت شقه صغيره اوضه و صاله بمطبخ و حمام مفروشه و زى الفل ايه رايك تقعدى فيها و ربنا يسهل كده شويه و نشوف لك شغلانه مضمونه و كويسه تناسبك
لتنهمر دموع عذراء و قالت بصوت يرتعش
بس انا مش معايا فلوس ادفع ايجار و كمان
لتقاطعها الحجه عفيفه قائله
يا بنتى الاوضه دى كانت مقفوله و مكنش عندى نيه استفيد منها بأى شكل قبل كده اقعدى فيها انت و ولادك يا بنتى تحميكى من كلاب الشوارع و من اهلك اللى معندهمش لا ضمير و لا قلب
لتبكى عذراء بصوت عالى جعلت ذلك الذى بالخارج رغم اهتمامه باللعب مع جنه الا ان اذنه كانت مع حديثها هى و والدته و كم تألم من اجلها
بالفعل نزلا جميعا الى تلك الغرفه الذى قام عرفان بتنظيفها جيدا جدا و اعاد ترتيب الاغراض فالصاله بها صالون قديم لكنه بحاله جيده و طاوله طعام ذات اربع كراسى و وضع ستائر ثقيله على النافذه التى تطل على الشارع و ذلك ما ادهش الحجه عفيفه ادخلتها الى الغرفه التى كانت بها سرير كبير وخذانه كبيره و طاوله ذينه كل اساس الغرفه كان قديم نسبيا الا انه بحاله جيده و شكله جميل
اخذتها الحجه عفيفه الى المطبخ الذى كان به مقود قديم لكن ايضا بحاله جيده و براد متوسط الحجم و حين فتحته و جدته ملئ بكل الخيرات البان و جبن و فواكهه و بعد اللحم و الدواجن و زجاجات ماء معدنيه
لتشعر عذراء بالاندهاش و الصدمه و نظرت الى الحجه عفيفه قائله و هى تشير الى كل ما بداخل البراد
واضح ان فى حد كان عايش هنا
ابتسمت الحجه عفيفه بحنان و ربتت على كتف عذراء و هى تقول
لا يا حبيبتى مفيش حد كان عايش هنا و لا حاجه كل الحكايه ان انا عايزاكى تكونى مرتاحه و مطمنه لحد ما ربنا يقومك بالسلامه
كانت الصدمه ترتسم على ملامح و جه عذراء و هى تقارن بين معامله تلك السيده الحنون و ولدها لها هى و ابنتها و معامله عائلتها لها جعلت الدموع تسيل من جديد فوق وجنتيها
رفعت عذراء طرف حجابها و خلعت ذلك السلسال الكبير الذى ي
اتفضلى ده
نظرت الحجه عفيفه الى السلسال بأندهاش و قالت
ايه ده يا بنتى و بتديهولى ليه
اخفضت عذراء وجهها بخجل و هى تقول
ده كان شبكتى من سالم هو الحاجه الوحيده الى انا سانده عليها خليه معاكى انا مش عارفه ارد كل اللى بتعملوه معايا ده ازاى و محلتيش غيره فبقا من حقكم
لتعيده اليها الحجه عفيفه و هى تقول
انت بتشتمينى كده انا لا يمكن اخده منك بكره تقفى على رجليكى و ما تبقيش محتاجه لحد
لتهز عذراء راسها بلا عده مرات ثم قالت
معلش ريحينى و خليه معاكى كمان انا داخله على ولاده و معرفش المصاريف هتكون ايه لو سمحتى خليه معاكى انا كده هكون مرتاحه اكتر
لتأخذه الحجه عفيفع من يدها و هى تقول
انا هاخده منك علشان اشيله معايا لوقت ولادتك لكن مش علشان حاجه تانيه
تركتها و غادرت حتى تستريح هى و ابنتها
بالفعل اخذت حمام دافئ و كذلك ابنتها و ابدلت ملابسها بشئ مريح و نظيف و دلفت الى الغرفه ليغطا فى نوم عميق
مرت ايام و ايام استردت عذراء عافيتها و اصبحت افضل حالا و كذلك ابنتها التى اصبحت تقول للحجه عفيفه تيته و كان عرفان قد تعلق بجنه بشده فكل يوم يرسل لها الحلوى و يظل يلعب معها اوقات طويله
ذات يوم كان يجلس مع والدته بعد ان تناولوا العشاء ينظر اليها يود ان يقول لها شئ ثم يتراجع فقالت هى
ما تقول عايز ايه واخلص
ابتسم ابتسامه خجل من وادته التى تحفظه اكثر من نفسه وقال
انا عايز اخد رايك يعنى بعد ما اقصد يعنى انه لما
متقول يا واد على طول عايز ايه بدل ما انت عمال تقطع زى الماتور الخربان كده
قالتها الحجه عفيفه بنفاذ صبر ليرفع عرفان حاجبيه باندهاش و هو يردد خلفها
انا ماتور خربان يا اما شكرا يا حجه
لتضحك الحجه عفيفه وهى تقول يبقا قول على طول عايز ايه رغم انى متأكده و عارفه كويس انت هتقول ايه
قالتها بغرور ام تفهم وحيدها جيدا و تحفظه ككف يدها نظر اليها بتمعن و هو يقول
عارفه !
هزت راسها بنعم و قالت بأقرار
ايوه عارفه و ياريت و الله بس تفتكر هى هتوافق
صمت قليلا يفكر ببعض الضيق ثم قال
انا عارف انها من عيله غنيه و ان انا يعنى مش غنى و معايا ملايين زيهم و انى كمان مش بخلف تفتكرى ده كمان ممكن يكون سبب ترفضنى بيه
لوت الحجه عفيفه فمها بضيق من تفكير و لدها و قالت توضح له
فلوس ايه و غنا ايه اللى هى هدور عليه بعد كل اللى حصلها البت شافت المرار و هى يا قلب امها لسه بتفتح عنيها على الدنيا كمان خلفه ايه اللى هترفضك
علشانها ما هى معاها بنتها و التانى جاى فى الطريق ربنا يبارك انا بتكلم انها ممكن تكون اتعقدت و لا زهدت الجواز ما يا كبدى عليها اللى شافته مش قليل ابدا
كان يستمع اليها و عقله يستوعب كلماتها التى اشعلت الضوء داخل راسه و نبهته لاشياء كثيره هو لم يفكر بها يوما و فى تلك اللحظه سمعا صرخه عاليه صاحبتها طرقات صغيره و سريعه على الباب
ليركض عرفان سريعا يفتح الباب
ليجد الصغيره تقف امامه تبكى پخوف و هى تقول بصوت غير مفهوم من شهقاتها
ما ماما ت تع تعبااانه
ليركض سريعا اليها و خلفه امه ليجدها تجلس ارضا و حولها بركه من المياه و بعض الډماء لتصرخ الحجه عفيفه من خلفه
دى بتولد اطلب الاسعاف بسرعه
و بالفعل قام بما قالت به امه و بعد اقل من نصف ساعه كانت قد وصلت المستشفى و دلفت الى غرفه العمليات
كانت الصغيره تجلس فى حضڼ الحجه عفيفه
تبكى پخوف و الحجه عفيفه تربت على ظهرها تطمئنها و تهدئها
و كان هو يتابع ما يحدث و قلبه يؤلمه بشده على من اختفت عنهم داخل غرفه العمليات و على تلك الصغيره الحزينه الخائفه بقلمى ساره مجدى
اقترب منها و اخذها بين ذراعيه ليضمها بحنان لتقول هى بصوت متقتطع من شهقات بكائها
ه هى ماما هت ھتموت زى با بابا
لينقبض قلبه پخوف و قال فى محاوله لطمئنتها و طمئنه نفسه
لا يا حبيبتى ان شاء الله ماما هتقوم بالسلامه هى و اخوكى او اختك مټخافيش
انت مش بتكذب صح
قالتها الصغيره ببرائه شديده ليبتسم بحنان و قال
لا مش بكذب بس انت لحد ماما ما تخرج من الاوضه دى افضلى قولى يارب
لتهز الصغيره راسها و بدأت فى تردد
يارب يارب يارب
ليضمها من جديد بحنان و