روايه
أخدته خليها فاهمة أنه بيتصلح عند ابن عمك
مشي بسرعة وركب عربيته وساقها وساب دينا بتسأل نفسها بغرابة عن اهتمامه بالتليفون.
بالليل تيام نزل من عربيته قدام شركة إلكترونية ودخل عند مكتب صاحب له اسمه يامن
_ يا أهلا بالأستاذ تيام منور مكتبي المتواضع
_ ازيك يا بشمهندس يا عبقري
بضحك
_ طالما مدحت فيا يبقى أكيد عايزة حاجة حاكم انا عارفك مصلحجي حقېر
_ بصراحة أيوة
_ طب اقعد اقعد ... قوللي بقا جاي ليه
طلع شنطة صغيرة وحطها قدامه وسأل يامن
_ ايه دة
قلب الشنطة وخرج منه بواقي تليفون
_ اوعى تقوللي انك عايز ترجع التليفون دة زي ما كان
ببلاهة
_ حصل
_ ودة ازاي بقا ان شاء الله!!
_ بص المهم عندي الفايلات اللي عليه يعني زي صور فيديوهات كدة إنما التليفون لو معرفتش تصلحه مش مهم
_ ماشي يا عم هحاول
_ بس بقولك ايه بلاش وانت بتنقل الصور تفضل تبحلق وتركز فيهم انقلهم من غير ما تلعب ف حاجة
ضيق عينه وسأل
_ هو التليفون دة بتاع مين
بتلعثم
_ بتاعي! بس عليه صور العيلة وكدة
بنظرة خبيثة
_ أه يا كداب
ابتسم ببرود ويامن رمقه بخبث ولاحظ ايده المربوطة بشاش ابيض
_ مال ايدك!
رواء كانت بتحفظ الأولاد الورد لكنها كانت سرحانة ومش مركزة .. خلصت ليهم ومشيوا ودخلت اوضتها تنام
وصل البيت وقابل أخته ريناد اللي كانت مستنياه
_ مالك يا ريناد قاعدة كدة ليه!
_ سما اتصلت بيك وقالت عايزة تكلمك وكل شوية تتصل وصلت ولا لسة هو ف ايه انت مش بتكلمها
_ لأ ولو اتصلت تاني مترديش عليها!
قربت منه وسألت باهتمام
_ ليه انت فسخت خطوبتك منها!! قول قول مش هفضح سرك
بحنق
_ انتي عبيطة يا بت سر ايه
_ مهو طالما مش عايز تكلمها ومش طايقها وقرفان منها وهي بتتصل بيا أنا يبقى فيه سر وسر خطېر كمان
شاور لها تسكت
_ بس بس بس برڤنت بيتكلم! روحي نامي وانا كمان هطلع
_ لا انا كنت مع يامن ف الشركة وطلب أكل من برة.
تمتمت بتعجب
_ شركة! هو ف شركة بعد الساعة 12 يا يامن
_ انتي بتبرطمي بتقولي ايه
_ مبقولش
... تصبح ع خير
طلعت السلم بضيق وهو قال
_ البت دي مچنونة ولا ايه!
فات كام يوم وتيام متابع رواء من بعيد لأنها بطلت تحتك بيه وحتى لو كلمها بترد بجفا كإنها مش طايقاه من ساعة اللي حصل حاول بكل الطرق يفهمها أنه فعلا مكانش قاصد يكسر تليفونها لكن بتصده ..
الباب خبط وأذن للي برة يدخل وقالت الموظفة
_ مستر تيام ف واحد عايزك بيقول انه من طرف بشمهندس يامن!
وقف بسرعة
_ دخليه فورا
دخل الرجل وأداه شنطة صغيرة
_ بشمهندس يامن باعت لحضرتك الامانة دي.
_ متشكر اتفضل اشرب حاجة
شاور له بإيده
_ الله يخليك يا استاذ تيام .. بعد اذنك
تيام بسرعة فتح العلبة ولقى التليفون رجع جديد زي ما هو .. داس ع زرار الباور عشان يفتحه ظهرله ع الشاشة أنه يكتب الرقم السري .. عقد حواجبه بتجهم وتليفونه رن ورد..
_ وصلت الأمانة يا باشا
بضيق
_ انت حاطط باسوورد للتليفون ليه ياض انت!!
_ وانا مالي يا عم مهو اللي مقفول بباسوورد!
قال مستنكرا
_ دة ع أساس انك محاولتش تفتحه!
ضحك
_ مش هحتاج أفتحه أصلا عشان اشوف اللي فيه .. وبعدين مش المفروض تشكرني يا بغل انت!!
ضحك تيام بقوة ويامن استغرب
_ بتضحك ليه عجبتك الكلمة
_ مالكش دعوة ياض .. سلام
قفل معاه واتنهد براحة .. سمع صوتها من وراه بيقول
_ مش دة تليفوني
انتبه تيام ع صوتها وحرك راسه ناحيتها والتليفون بتاعها ف ايده..
قربت منه وهي بتبصله بعيون مشټعلة وبعدين بصت ع ايده ويدوب هتاخد الفون رفع ايده وبعده عنها
_ ع فكرة دة مش تليفونك انتي شكلك بدأتي تهلوسي بيه من ساعة ما اتكسر وبقيتي تشوفيه ف كل التليفونات.
قالها بضحك مصحوب بسخرية عشان يشوف ردة فعلها
_ انا متأكدة أن دة تلفوني والاستيكرز بتاعتي مطبوعة عليه
بص تيام ع ضهر التليفون وبعدين بص عليها وقال
_ عادي صدفة هو يعني الاستيكرز دي انتي اللي اخترعتيها!
زمت شفايفها بحنق وحاولت ترفع ايدها عشان تمسكه منه بس هو اطول منها فهي مش واصلة له
عقد حواجبها وهتفت بتذمر
_ لو سمحت بقا وبعدين انت جبته منين!!
_ دة تليفوني !!
_ لا كداب دة تليفوني انا وانت سرقته
_ انا كداب طيب روحي ع مكتبك
قالها بضيق مصطنع وهي صړخت فيه
_ مش رايحة بقولك هات تليفوني يا حرامي
رسم ابتسامة مستفزة ع وشه عشان يعصبها أكتر .. مش عارف ليه حابب يطلع نرفزتها ولا حتى فاهم هو بيعمل معاها كدة ليه .. كل اللي فاهمه أنه مستمتع بالحوار اللي بيتخلق ما بينهم ..
بتحاول تنط وهو واقف ثابت مكانه ورافع ايده بالتليفون
_ ما تتعبيش نفسك مش هتقدري تاخديه
_ خدك ربنا بقولك هاته
فضل مركز ف عيونها الجميلة وملامح وشها الرقيقة اللي عكس شخصيتها المرحة..
اتوترت من نظراته الجريئة لكن من غير ما تشعر لقت نفسها هي كمان بتبص لعيونه اللي بتعكس صورتها .. وقد ايه فيهم لمعة وملامحه الرجولية اللي اول مرة تركز فيهم كدة
نسيت نفسها وملاحظتش انها لم تغض بصرها عنه .. لسه هتبعد لقت الباب اتفتح فجأة ..
_ الله الله بقا انت هنا مقضيها غراميات وعندي انا بتتحجج بالشغل!
دخلت سما پغضب .. وبسرعة رواء هندمت طرحتها وتابعت سما بسخرية
_ بقا عاملة نفسك محجبة وانتي بتقربي لخطيبي يا خطافة
_ انتي بتقولي ايه!
_ بقول انك واحدة مش متربية وبتحاولي تاخدي خطيبي مني
تيام بحدة
_ سما اخرسي
_ انت بتدافع عنها! عشان كدة ما كنتش بترد عليا الفترة اللي فاتت مهي لفت عليك زي الحية
صړخت رواء فيها
_ احترمي نفسك انتي ازاي أصلا تتجرأي وتكلميني بالطريقة دي لولا اني محترمة تربيتي كنت رديت عليكي بنفس اسلوبك الژبالة.
_ لا مهو واضح تربيتك .. قاعدة مع وبتقولي انك محترمة
عوجت بوقها بسخرية ورواء وشها اتعقد بتجهم وبعدين بصت ل تيام اللي كان واقف بيحاول يسيطر ع غضبه وهتفت بعصبية
_ ما تتكلم ساكت ليه! قولها إنه محصلش
تيام مسك دراع سما بقوة وجز أسنانه
_ بقولك ايه مش عايز اسمع كلمة واتفضلي امشي
شدت ايدها
_ كمان بتطردني! طب والله لفضحكم مع بعض ف البنك كله
قالتها بټهديد وكانت بتتحرك عشان تمشي سحبها من ايدها عشان يوقفها
_ قسما بالله لو فكرتي بس تعملي أي مشكلة هنا ليكون رد فعلي أصعب ما تتخيليه!
وقفت سما وهي زامة شفايفها بغيظ وبصت ل رواء
پحقد اللي كانت تبادلها نفس نظراتها .. سحبت تليفونها من ايد تيام وخرجت برة مش من المكتب لكن من البنك كله
_ يا حاجة افهمي انا أصلا متعود أسهر ف الشركة
قالها يامن ل ردينا اللي بصاله پغضب كإنها عاوزة تاكله
_ بقولك ايه يالا لو فاكرني كروديا والكلام دة هياكل معايا تبقى مغفل يا بابا دة انا بكلمة مني أخليك ټندم عمرك كله
_ وليه يا بنتي الأذية دي! انا عملت ايه
قالت متصنعة الهدوء
_ ما عملتش انت ملاك بجناحين ...
ابتسم ببلاهة وكملت بانفعال
_ هو انا يابن القردة عشان مش بحكمك ولا بحقق معاك زي البنات تضحك عليا! هو انت فاكر عشان اخويا صاحبك هخاف وأكش أحسن ټفضحني عنده
_ دة انا اللي اخاڤ منك وبعدين هو عشان بسهر ف الشركة ابقى بضحك عليكي!
_ لا يا حبيبي بس غريبة اعرف انك بتسهر فيها من اخويا مش منك انت!
_ مهو يا بنتي احنا مش بنتكلم كتير ولما ينتقابل بتفضلي ترغي ف حواراتك الغبية والمشاكل اللي بتحليها ف شغلك اللي هي هي ما بتتغيرش ف كل مقابلة!!
_ بقا انا حواراتي غبية شوفت بقا انك ناوي ع خړاب!
_ بصي يا ردينا عشان انا زهقت لو هتفضلي بالشكل دة كتير يبقى بلاها ارتباط انا حاسس انك انتي الراجل مش انا!
_ ف ستين داهية
خدت شنطتها ومشيت بزمجرة وهو واقف مش مستوعب ردها كأنها ماصدقت!!
ف أوضة رواء..
ماسكة تليفونها اللي فرحانة أنه اتصلح محاولتش حتى تعرف أو تفكر ايه اللي جابه ف ايد تيام .. فضلت تقلب ف كل الصور مع أمها وهي مبسوطة .. لغاية ما افتكرت اللي حصل من سما
كان نفسها تجيبها من شعرها وتفرج عليها البنك كله لأنها غلطت ف أخلاقها لكن ما تعرفش ايه اللي منعها!! اتنهدت بحيرة لما افتكرت قرب تيام منها احساس غريب اول مرة تعرفه سكن جواها ف لحظة واختفى بسرعة ..
لازم تفوق لنفسها لأنها ما ينفعش تفكر فيه ولا حتى تحلم بيه لازم الشعور دة يتحبس ف مكانه ويتقفل عليه لأنه خطړ عليها وهيسببلها مشاكل..
فاقت من شرودها ع صوت رنة تليفونها اللي كانت حطت الخط فيه .. ظهر رقم ع الشاشة مش متسجل وردت بعد تفكير ..
_ ألو مين معايا!!
بعد حمحمة
_ انا تيام!
وقفت بضيق
_ انت ازاي تتصل بيا! وجبت رقمي منين أصلا!
_ انا رئيسك ف الشغل يا رواء ايه السؤال دة
_ وهو عشان رئيسي تكلمني عادي كدة هو حضرتك ما سمعتش عن حاجة اسمها احترام وأصول
جز أسنانه
_ وايه قلة الاحترام ف اني اتصل بيكي
_ وتتصل بيا ليه اصلا! كفاية اللي حصل ف المكتب!
_ منا بتصل عشان... عشان اعتذرلك!
_ مش عايزة اعتذارات وخطيبتك دي أنا كنت هطلع عين أهلها عشان هي قليلة الأدب ومش بتحترم حد
_ وايه اللي منعك تعملي كدة
قالها بخبث وهي ردت بارتباك
_ عشان مش أخلاقي طبعا!
_ عارف انا زعقتلها وبأكدلك مش هيتكرر اللي حصل تاني
_ ما يهمنيش أصلا انا كدة كدة مش راجعة البنك تاني
_ نعم يختي!
هتف معترض وهي شهقت بدهشة من نبرته
_ قصدي يعني ايه الكلام دة! كل دة عشان سوء فهم
_ مالكش دعوة وبعدين انا خلاص قررت اتجوز وأقعد ف بيتي...
قفلت السكة وتيام فضل رايح جاي بحيرة وتوتر بيفكر ف كلامها ومش عارف هو اضايق ليه لما جابت سيرة ارتباطها!
عدى كام يوم ورواء مش بتروح البنك ودة زاد من انزعاج تيام .. ونزل فورا يسأل دينا..
_ لو سمحتي يا آنسة دينا ممكن ثواني!!
خرجت دينا من مكتبها ووقفوا ع جنب وسأل تيام
_ هي رواء ما بتجيش ليه
_ بصراحة مش عارفة بقالي يومين مش بكلمها هو ف حاجة!
بتوهان
_ ها! لا أبدا...
فكر يسألها عن حكاية العريس بس اتحرج وشاور لها تمشي .. وقف شوية وهو مضايق وبعدين جات ف دماغه فكرة..
تمتم بحماس
_ انا عرفت هعمل