روايه
من يدها ودخل يوسف عليها وهي ممدة على الأرض وقد سمع ما قالت حملها بين يديه ووضعها على الفراش وأخذ ينظر إليها بتمعن وإلى ملامح الألم التي بدت على وجهها أضاءت صور مشاهد الإغتصاب في عقله صورة تلو الأخرى تذكرها وهي مغشيا عليها في المرة الأولى بين يديه تذكر وهو يحاول خلع ملابسها وتمزيقها وهي فاقدة الوعى ثم تذكر صڤعة أبيه فارتدت رأسه إلى الخلف.
في أيه يا إيمان مال فرحة وإيهاب
يعنى هو ممكن كمان يكون متصور انى بنفذ تخطيط أمى. ده غير أنه كان مڠصوب عليا أومال ليه قالى انه بيحبنى وليه معاملته اتغيرت وكلامه اتغير.
أستمعت عفاف لرواية فرحة كاملة وكان رد فعلها بالنسبة لهم عجيب لم تتفوه بكلمة وإنما دخلت غرفتها بدلت ملابسها وخرجت بعد ثوانى وفي عينيها صرامة غريبة عليها
لم ترد عليها وهي في طريقها للخارج وقفت فرحة مكانها وهي تنظر إلى أمها بدهشة وهي تقول بخفوت
رايحة فين يا ماما دلوقتى
لم ترد أيضا وأنما تابعت طريقها خرجت وأغلقت الباب خلفها.
نهضت مريم فزعة عندما فتحت عينيها ببطء ووجدته يجلس على طرف فراشها وقف في سرعة وابتعد خطوات عندما رآها تلف ذراعيها حول قدماها وتنظر له في خوف وفزع وقال
نهضت پخوف وهي تهرول نحو باب الغرفة ومنه إلى باب الشقة التي وقفت عنده وقالت باضطراب
أتفضل أطلع بره.
أقترب منها ووقف ينظر إليها في صمت فقالت مرة أخرى بقولك اطلع بره
ظل ينظر إليها بصمت وأخيرا تكلم وكأن صوته يأتى من بعيد قائلا مروحتيش ليه توصلى اختك واخوكى المطار يوم فرحهم
أعاد سؤاله بنفس الطريقة وقال أتكلمى. كنت طالعة الشقة المفروشة ليه.
حاولت أن تصبغ صوتها بنبرة تحذير قائلا أنا بحذرك تستمر في اللى بتعمله. أنت مصمم تشوه سمعتى علشان تبرر عملتك السودة. أتفضل أطلع بره بقولك
أمسكها من ذراعيها بقوة قائلا پغضب أنا شفتك بعنيه وانت طالعة معاها والشابين اللى كانوا معاكوا وروحت سألت البواب وقالى أنها شقة مفروشة وانكوا بنات مش محترمة
أمسك ذراعيها مرة أخرى وقال حانقا أنت هتستعبطى. عاوزه تفهمينى انك سبتى اختك واخوكى ورايحة معاها شقتها ولما هي شقتها البواب ليه قالى كده
تملصت منه وخرجت خارج الشقة وقالت بصوت مكتوم من البكاء علشان تعرف انك كداب وبتفترى عليا.
وقفت فاطمة في ذهول أمام عفاف التي يطل الڠضب من عينيها وتتحدث وكأنها امرأة أخرى امرأة غير التي كانت تتعامل بطيبة وصبر وكأنها قطة برية تدافع عن صغارها في شراسة
أنا صبرت عليكى كتير يا فاطمة وكنت بقول معلش دى عشرة عمر. معلش دى سلفتى قبل ما تكون جارتى وليها حق عليا. لكن يوصل كرهك ليا ولولادى انك عاوزه تخربى عليهم كلهم كده مرة واحدة لا انا مش هسكتلك تانى يا فاطمة وهوقفك عند حدك.
لأول مرة تشعر فاطمة بالقلق من كلمات عفاف وقالت بتوتر أنا مكنش قصدى يا عفاف انا كنت بكلم فرحة والكلام جاب بعضه.
ضحكت عفاف بسخرية لازعة وقالت بصرامة أنا عارفاكى كويس وعارفة أنك عمرك ماكنتى هتزورى بنتى إلا لما
تكونى عاوزه حاجة أوعى تكونى فاكرة أنى ساكتة عليكى ضعف. لا. أنا ساكتة رأفة بحالك علشان عارفة الغل اللى جواكى واللى مخليكى تاكلى في نفسك. طلعتى الغل ده زمان وخليتى أحلام تاخد عيالها وتهرب ودلوقتى جاية تكملى في ولادى يا فاطمة لا أنا مش هقف ساكتة تانى واسيبك تهدى بيوتهم زى ما هديتى زمان.
صړخت فيها فاطمة أومال كنت عاوزانى اعمل أيه. كنت عاوزانى اعمل أيه وانا شايفة جوزى بيحب مرات أخوه وعنيه هتطلع عليها. كنت عاوزانى اعمل أيه وانا شايفة نظراتها كلها احتقار ليا وتريقة عليا في الرايحة والجاية. طبعا منا مش مالية عين جوزى
هتفت بها عفاف وعلشان انت حاسة بالنقص من ناحية جوزك تقومى تدمرى عيلة بحالها وجاية دلوقتى تكملى يا فاطمة على ولادى.
قالت فاطمة باڼهيار مفاجىء ولادك. ولادك اللى طول عمرهم بيتعاملوا أحسن معاملة. حتى إبراهيم كان حاططهم فوق ولادوا وبيقدمهم على ولادوا. أنا حقى مش هيفضل طول عمره مهضوم بينك شوية وبين أحلام شوية.
هوت إلى
المقعد وقالت وكأنها مغيبة عن الواقع طول عمرى بسمع جوزى بيشكر فيكى وبيقولى اتعلمى من عفاف طول عمرى حاسة انى أقل منك. أطلع عندك اشوف جوزك بيدلعك ولحد ما كبر في السن وهو بيحبك وطلباتك أوامر وعيالك مدلعين على الآخر وواخدين حقهم تالت ومتلت. أبص على نفسى الاقينى مش عاجبة جوزى ابدا مهما عملت. وحتى ولادوا مش عاجبينوا وعلى طول يقولهم عاوزكوا تبقوا زى ولاد حسين. ليه انتوا أحسن مننا فأيه لاء انا وولادى مش هنفضل ملطشة ليكى انت وولاد أحلام. ولو جوزى حطنى تحت رجيلكم ابنى هيحطنى فوق رأسكم وبكره تشوفوا.
قالت عفاف بحسم وكأنها لم تسمعها أنا مش هعيد كلامى يا فاطمة. أياكى تقربى من ولادى ولا من حياتهم. ولو حصل ده ساعتها متلوميش غير نفسك.
خرجت عفاف وصفعت الباب خلفها بقوة أسندت فاطمة ظهرها للمقعد وهي تغمض عينيها بقوة وتتنفس بصعوبة و لم تكن هي الوحيدة التي تتنفس بصعوبة بل كانت وفاء أيضا التي استمعت إلى الحوار بكاملة وهي تقف خلف باب غرفتها جلست على فراشها وبدأت دموعها بالإنهمار.
أنت أيه اللى خلاكى تحكيلوا يا غبية
هتفت علا بهذه العبارة وهي تجلس بجوار هند مؤنبة لها فقالت هند في ارتباك معرفش بقى. أنا لما ملقتكيش وهو عزمنى على حاجة في مكتبه قعد يجرجرنى في الكلام واتكلم بطريقة كأنه عارف كل حاجة. وبعدين يعنى أيه المشكلة انه يعرف
زفرت علا في ضيق وقالت أنت هتفضلى طول عمرك كده. ماتشغلى عقلك شوية. دلوقتى أحنا استفدنا أيه لما هو عرف
هو احنا لازم نستفيد يعنى.
زفرت مجددا بنفاذ صبر قائلة هفضل أفهم فيكى لحد أمتى. لما تكونى عارفة معلومة تخليكى محتفظة بيها. متطلعيهاش إلا اذا كنت هتستفيدى. لو مش هتستفيدى يبقى تخاليها معاكى لحد ما تلاقى فرصة تخليكى تتقدمى خطوة ساعتها تقوليها
واستدارت في شرود قائلة وبعدين احنا لازم نلحق الموقف لازم نستفيد من اللى حصل
قالت هند متسائلة أزاى يعنى. ما خلاص ده خد المعلومة مني وطار.
ألتفتت إليها علا أنا متأكدة انه زمانه قال لامه. الفترة اللى عرفته فيها عرفت انه بتاع امه. وانه مبيخبيش عليها حاجة. لازم نشوف حاجة نطلع بيها من الحكاية دى بسرعة
ثم
لمعت عينيها بقوة وقالت ل هند أسمعى اللى هقولك عليه ده ونفذيه بالحرف الواحد
لو عملتيه صح هترجعى مهمة تانى عند الحاج حسين وهيثق فيكى وهتبقى خطوة مهمة أوى علشان ترجعى ثقتهم فيكى تانى.
وقفت هند على باب مكتب الحاج حسين تنتظر الإذن بالدخول خرجت إليها السكرتيرة قائلة
أتفضلى
دخلت في ارتباك مصطنع وقالت بصوت خفيض أنا آسفة يا حاج انى هعطل حضرتك
أشار لها بالجلوس أمامه قائلا خير يا هند ايه الحاجة المهمة اللى عاوزانى فيها
قالت في توتر أنا آسفه بس في حاجة حصلت ڠصب عنى وانا قلت آجى ألحق اقول لحضرتك قبل ما حاجة تحصل من تحت راسى.
أستمع لها الحاج حسين في اهتمام ثم تصنع الا مبالاة وهو يقول خلاص يا هند متشكر أوى تقدرى تتفضلى.
وقفت وهي تطرق برأسها للأسفل وقالت أنا آسفه تانى مرة يا حاج حقيقى كنت فاكرة انه عارف لكن لما بان علي وشه انه أول مرة يسمع الكلام ده اټخضيت وافتكرت انى كده ممكن أتسبب في مشكلة تانية. أصل انا اتعلمت من اللى حصلى أول مرة لما افتكرت يعنى انكوا قرايب مع بعض ومفيش ضرر هيحصل لحد من تحت راسى. علشان كده جيت بسرعة المرة دى علشان اقول لحضرتك.
ثم نظرت له بضعف قائلة أنا اتعلمت من غلطى يا حاج حسين واخدت عهد على نفسى انى مكرروش تانى والله
أومأ برأسه متفهما وقال خلاص يا هند. وعموما مفيش مشكلة ولا حاجة متقلقيش يالا اتفضلى على شغلك
خرجت من مكتبه وعلى ثغرها ابتسامة نصر وأغلقت الباب خلفها بهدوء. بمجرد أن أغلقت الباب تناول حسين الهاتف وأجرى أتصالا بالمنزل. في البداية لم يتم الرد في المرة الثانية أجابته فرحة وهي تبكى
ألحقنى يا بابا...
روت له ما حدث وظل يستمع حتى قال ومريم وإيمان فين دلوقتى
بكت مرة أخرى وهي تقول لسه ماشين رايحين يقعدوا مع ايهاب
تناولت عفاف سماعة الهاتف وقالت متقلقش يا حسين أنا هاخدها هي ويوسف دلوقتى ونروحلهم
قاطعها قائلا لا خليكى انت. خالى يوسف ياخد فرحة ويروح وانا هحصلهم
بمجرد أن أنهى الاتصال وجد عبد الرحمن يتصل به رد قائلا السلام عليكم. أزيك يا عبد الرحمن يابنى.
أتاه صوت عبد الرحمن قلقا وهو يقول وعليكم السلام يابابا الحمد لله انا كويس. بس انا بتصل بإيمان بقالى كتير أوى وتليفونها مقفول ومش بترد على تليفون البيت. وبكلم البيت عند ماما تليفونهم يا أما مش بيرد يا أما مشغول طمنى يا بابا في حاجة عندنا في البيت
قال حسين بهدوء انت جاى أمتى
بكره بالليل ان شاء الله.
25 الفصل الخامس والعشرون
جلس الحاج حسين بجوار زوجته وهو يعاتبها ليه كده يا عفاف. أنا مش قلت
محدش يفتح في القديم تانى
حاولت أن تسيطر على انفعالها وهي تقول يعنى أقف اتفرج عليها وهي بتهد بيوت عيالى يا حاج لا والله ده لايمكن يمر بسهولة أبدا. كله إلا ولادى. أنا صبرت عليها كتير لكن توصل لخړاب البيوت
تابع حسين حديثه معاتبا من أمتى يا عفاف وانت بترديلى كلمة.
قالت عفاف بلوم يا حاج انا سمعت كلامك كتير واتعاملت بالحسنى مع فاطمة. ياما كنت بتقولى معلش غيرانه خديها على قد عقلها لكن الغيرة توصل لكده ومع ولادك وتقولى مفتحش القديم.
نظر لها بحدة قائلا واستفدنا ايه بقى كل اللى اتقال مش هايصلح حاجة وادينى اتصلت بإيهاب ومريم قالتلى مش عاوز يتكلم ونايم من ساعة ما رجعوا البيت. وايمان كمان شيطانها هيألها ان عبد الرحمن كان مصدق الكلام ده. وأنا كمان قلت نأجل زيارتهم لبكرة. أهو يكون عبد الرحمن رجع وتكون النفوس هديت شوية.
ثم الټفت وكأنه تذكر شيئا وقال أومال يعنى مشوفتش يوسف من ساعة