روايه
ربما كانت هي التي زرعت الشك بتصرفاتها لتجعله متعلق بها دائما ولتشعل ڼار غيرته بشكل دائم كانت تظن انه بذلك سيظل يحبها وسيظل بقربها ولكنها لم تخنه أبدا تعرفت على عصام قبل ۏفاة علي ولكن كانت علاقتهما عادية نعم هو صارحها بحبه ولكنها كانت تصده بطريقتها التي تجعله يتشبث بالأمر اكثر نعم لو كانت بريئة مائة بالمائة لكانت دافعت عن نفسها بكل ما تأتى لها من أدلة فهى بطبيعتها ليست ضعيفة ولا مستكينة ولكنها هي نفسها تشك ببراءتها الكاملة فكيف هم سيصدقونها.
أستفاقت من ذكرياتها وهي ټضرب الفراش بقبضتها وتقول لو كنت سليمة ساعتها وواثقة من تصرفاتى ومن أنى ست محترمة بجد مكنتش صدقتها بغبائى.
هى التي دفعته دفعا إليها واتخذت نفس سبيل والدتها التي اتخذته منذ سنوات لجأت إلى أشعال الغيرة في قلبه وحرثت قلبه بعناية وبذرت فيه بذور الشك وروتها بطريقتها الخاصة حتى نبتت فكانت هي أول من أكلت حصاده المر.
اهلا وسهلا يا حاج نورت.
أومأ برأسه في وقار اهلا وسهلا. حمد لله على السلامة
أشارت لهم وهي تقول أتفضلوا يا جماعة البيت بيتكم
لم يتحدث حسين معها كثيرا ولكنه شعر بتغير قد طرأ عليها نظرتها بها الكثير من الأمتنان
لم يكن عبد الرحمن يجلس بينهم بل كان يغوص في عيون زوجته وكأنه يتحدث معها بلغة العيون وهنا قالت فرحة بلهفة
اومال فين ايهاب
قالت إيمان وهي تحاول تحاشي نظرات زوجها خرج ولسه مرجعش
نهضت فرحة وقالت لمريم عاوزاكى شوية يا مريم وهمست لها ممكن تودينى أوضة ايهاب
تحدث الحاج حسين إلى أحلام قائلا أخبارك ايه يا أم ايهاب
أحلام الحمد لله يا حاج أحنا كويسين طول ما انتوا كويسين
ثم نظرت إلى يوسف وقالت پانكسار وكانها ترجوه إن شاء الله الفرح في معاده
قال يوسف بحسم إن شاء الله في معاده
نهضت إيمان
وهي تقول ثوانى هعمل الشاى يا عمى
وتوجهت إلى المطبخ تبعتها نظرات عبد الرحمن وتحرك في مكانه في لهفة ولكنه لم يقم بعد لاحظت أحلام ذلك فقالت له بأبتسامة.
أدخل لمراتك يابنىه
أقترب منها مرة أخرى قائلا يعنى ينفع تسبينى انا.
أبتعدت مرة أخرى وهي تقول بعتاب وبعدين يا عبد الرحمن. ممكن مريم أو ماما يدخلوا فجأة
نظر في عينيها في تمعن قائلا لا الحكاية مش كده. أنت اللى مش عاوزانى أقرب منك. طب انا عملت أيه مزعلك مني قوليلى
شعرت إيمان بالإحراج من أن تتحدث في الموضوع مرة أخرى فقالت صدقنى مفيش حاجة. أنا بس مش هينفع أسيب اخواتى لوحدهم
قال عبد الرحمن بضيق يعنى مش هترجعى معايا إلا بيهم.
أومأت برأسها قائلة متزعلش بس كمان ماما لسه واصلة النهاردة مينفعش أمشى واسيبها
أطرق برأسه وقال بحنق براحتك يا ايمان
تملكت الدهشة من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بارتباك لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظة
خرج إليها ووقف أمامها متسائلا فقالت في خفوت وبملامح هادئة أنا بعفيك من جوازك مني.
الفصل السادس والعشرون
أنا بعفيك من جوازك مني ..
تفحص ملامحها الهادئة فى سكون يحاول أن يستشف ما خلفها وقال
مش فاهمك
أحتفظت بملامحها الهادئة وهى تقول له
زى ما سمعت .. أنت عملت اللى عليك وكتبت كتابى مش مطلوب منك اكتر من كده .. أنا خلاص بقى معايا قسيمة جواز ولما تطلقنى هيبقى معايا قسيمة طلاق وكل واحد فينا يبدأ حياته صح .. أعتقد انك فهمتنى
مسح على رأسه وقال فى توتر بالغ
بس انا مش هطلق
نظرت له بدهشة وتساؤل فأردف على الفور بارتباك
قصدى يعنى مش هطلق دلوقتى.. المفروض اننا نعمل فرح ونعيش مع بعض قدام الناس وبعدين نبقى نطلق .. وبعدين فى حاجة مهمة عرفتها عن سلمى والبيت اللى قلتى انه بيتها لازم اقولك عليها
قاطعته رافضة لحديثه
لو سمحت ده مش موضوعنا دلوقتى .. ومن فضلك توافق علشان ...
فى هذه اللحظة فتح إيهاب بمفتاحه ودخل تفاجأ بيوسف ومريم فى ردهة المنزل حاول يوسف أن يبتسم وهو يصافحه بحرارة
أيه يابنى فينك من بدرى ...
إيهاب
معلش كنت مع واحد صاحبى ... أنت هنا من أمتى
قالت مريم بسرعة
عمى حسين هنا.. وقاعد جوه مع ماما
طرق الباب المفتوح ودخل إليهما رحب به عمه وعانقه وعاتبه قائلا
أنا زعلان منك أوى يا إيهاب.. كده برضة متعمليش اعتبار وتاخد اخواتك وتمشى
خجل إيهاب وهو يقول
معاك حق يا عمى انا غلطان .. معلش انا أصلى كنت ڠضبان جدا ساعتها مقدرتش استنى وبعدين انا مشيت لوحدى وهما جم ورايا
ربت حسين على كتفه قائلا
أنا عذرك يابنى بس مراتك ملهاش ذنب دى برضة لسه صغيرة واتفاجأت زى ما يوسف قالك كان لازم تديها فرصة تتكلم مش تمشى كده وتسيبها
توتر ايهاب قليلا فهو مخطأ فعلا ولكن هذا لا يغير شىء فى الأمر فقال
ياعمى انا غلطان .. لكن ده مش معناه انها مش غلطانة .. أزاى تصدق كده عليا دى عاشت معايا وعرفتنى كويس
وهنا نهضت أحلام واقفة قبالته وقالت
لا يا ايهاب لو اللى بتحكيلها صورتلها الموضوع على أنكم عارفين وعارفة كويس أوى هى بتعمل أيه.. الكلام هيخيل على بنت صغيرة ملهاش خبرة زى فرحة مراتك
نظر لها حسين متعجبا منها لقد كان يتوقع أن تدافع عن هذه الزيجة بكل ما تملك ولكن طريقة حديثها هى التى أدهشته كانت تتكلم كما لو كانت امرأه عاقلة تريد أن تحافظ على بيت ولدها لا لشىء إلا لرأب صدع حياته الزوجية فقط
قال إيهاب بحنق
الكلام ده لو هى متعرفش طنط فاطمة كويس لكن هى عارفاها
قالت والدته بثقة
لا يابنى.. إذا كنت انا كنت كبيرة وواعية وعندى خبرة كفاية فى الدنيا وصدقت فاطمة من أكتر من عشرين سنة
وأشارت للحاج حسين وقالت
واسأل عمك
نظر لها إيهاب بدهشة قائلا
أنت مقلتلناش حاجة عن الموضوع ده
نظر لها حسين بحدة قائلا
من فضلك يا ام ايهاب مش عاوز كلام فى أى حاجة فاتت .. ده لا من صالحك ولا من صالح أى حد فينا ولا هيحقق أى نتيجة
قالت فى سرعة
لاء يا حاج هيحقق .. وانا متأكدة ان إيهاب هيعذر فرحة لما يعرف ان اللى ضحكت عليها هى نفسها اللى ضحكت على امه من سنين
ألتفتت إلى إيهاب وقالت بحسم
من غير دخول فى تفاصيل مالهاش لازمة .. فاطمة حطت السم فى ودن مراتك وخلتها متلخبطة زى ما حطت السم فى ودانى من سنين وخلتنى اخدكوا واهرب
قال فى حيرة
مش فاهم
كادت نظرات حسين أن تخترقها محذرة إياها من الدخول فى تفاصيل فقالت
ولا حاجة.. فهمتنى ان اعمامك هيخدوا ولادى مني ومش هيخلونى اشوفكم مدى الحياة وادتنى فلوس اهرب بيها منهم وانا صدقتها بمنتهى الغباء
ربت حسين على كتفه بحنان قائلا
مراتك بتحبك يا إيهاب .. حتى يا سيدى لو غلطت سامحها ده ربنا بيسامح مش من أول غلطة كده تسيب البيت وتمشى
أطرق برأسه متفهما هو يعلم أنها تحبه بل تعشقه لاحظت أحلام بوادر
الأقتناع على وجهه فقالت بهدوء
مراتك فى اوضتك جوه ادخلها .. عاوزه تتكلم معاك أديها فرصة تتكلم براحتها
خرج ايهاب ونظر إلى يوسف ومريم يقفان أمام بعضهما وكأن على رؤوسهما الطير .. صمت مطبق
تركهما وتوجه إلى غرفته وقف مترددا بعض الشىء ثم فتح الباب ودخل تعلق بصره بفرحة وهى نائمة على فراشه كانت ترتدى ملابس نومه فوق ملابسها وتلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تتخيله يعانقها تبدو كمهرجين السيرك بالملابس الكبيرة التى تتدلى منها لفرق الطول بينهما ووجنتيها وأنفها حمراء للغاية من
زعلانه منك أوى .. زعلانه .. زعلانه زعلانه...
وهو يضحك
كان الحاج حسين يقول لأحلام بثقهة فى تلك اللحظة
عارفة لو كنت كلمتينى وقولتيلى على مكانهم وقولتيلى جوزهم لولادى كنت هقولك وانا كمان ناوى على كده من غير ما تتعبى نفسى وتدفعى فلوس لهند وتقعدى تتجسى علينا عن طريقها
أشاحت أحلام بوجهها وقالت
معلش يا حاج تفكيرى كان مختلف ساعتها مكنتش اعرف انك هتستقبلهم كده ولا هتعاملهم المعاملة دى
ضړب حسين الأريكة بجواره بخفة وهو يقول بسخرية
ومخفتيش بقى لما تقوليلى على مكانهم انى .. ولا قلتى الراجل كبر وعجز
قالت فى شرود
لا يا حاج أنا متابعة أخبارك كويس متنساش انى كنت عايشة فى مصر لحد ما ايهاب وإيمان خلصوا ثانوى .. وكنت متابعه كل حاجة من بعيد بس مكنتش عارفة أوصل للى كنت بتفكر فيه من ناحية ولادى.. حتى لما اتأكدت انك مش هتفكر تأذيهم مقدرتش اقولك على مكانهم .. ولما جوزى جاتله سفرية وأضطرينا نسافر والولاد مرضيوش يسافروا معايا كنت مطمنة انك حتى لو لقيتهم مش هتأذيهم .. كل اللى كنت خاېفة منه ساعتها انك تشوه سمعتى قدامهم وتحكيلهم على عصام ..
تابع هو بتهكم
وكنت عاملة حسابك ساعتها انى حتى لو شوهت صورتك فانت من قبليها وانت مشوها صورتنا وقايله علينا اننا سرقنا ميراث ابوهم .. يعنى شىء طبيعى اننا نفترى عليك .. مش كده يا أحلام
أومأت برأسها وقالت
مش هكدب... الكلام ده حصل لكن دلوقتى الوضع اختلف
حسين
وأيه اللى خلاه اختلف
قالت فى امتنان
موقفك مع مريم انت وابنك يوسف وشهامتكوا معانا
قال فى شك وحذر
موقف أيه
قالت فى ضعف
انا عارفة انك مبتحبش تفتح كلام فى الحكايات اللى زى دى ..
علشان كده انا مش هتكلم أكتر من انى اشكرك انت وابنك .. اللى عملتوه مع بنتى محدش يعمله
قاطعهم دخول يوسف وهو يقول حائرا
عبد الرحمن نزل من غير ما يقول لحد.. وبكلمه مبيردش
خطى الحاج