الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه

انت في الصفحة 39 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


معاكى
أدمعت عينيى إيمان ومريم وهما يتبادلان النظرات بينما قالت فرحة
وبعدين .. الميكب هيبوظ كده
نظرت إليهم عفاف قائلة
هو فين الميكب ده انا مش شايفة غير زبدة كاكاو
ضحك الجميع .. وفجاة عم الصمت حينما ارتفع صوت فاطمة پغضب وقسۏة وهى تقف على باب الغرفة وتستند إلى حافته بيد ومتخصرة باليد الأخرى وذبذبات الشړ تتقاف من حولها وتقول 

أنت أيه اللى جابك يا أحلام
نظر الجميع إليها بينما استدارت أحلام نحو عفاف وقالت بابتسامة هادئة 
يالا يا ام عبد الرحمن العريس مستنى تحت خدى البنات وانزلى
قالت عفاف باضطراب
انا هتصل بإيهاب يطلع ياخدهم
ساد الصمت للحظات وصعد إيهاب فى الحال وتناول كف مريم وقال لوالدته
يالا يا ماما
أومأت برأسها وقالت
انزلوا انتوا وانا جاية وراكوا
زاغت نظرات الجميع بين أحلام وفاطمة فى صمت قطعته أحلام 
يالا اتحركوا الناس تحت
بدأوا فى الهبوط للأسفل وتأخرت عفاف عنهم فقالت لها أحلام 
انزلى انت يا عفاف
حركت رأسها نفيا وقالت بإصرار 
مينفعش .. والمفروض ننزل كلنا .. مش وقته الكلام ده
احنا فى فرح ولادنا
أوقفتها فاطمة وهى تصيح بها 
بقيتى حبيبتها يا عفاف .. اه ما انتوا بقيتوا نسايب
أقتربت منها أحلام بعينين حادتين قائلة
أنت عاوزه أيه يا فاطمة
قالت فاطمة بنظرات تشع حقدا
تطلعى حالا من البيت ده ومتوريناش وشك تانى
ضحكت أحلام بطريقة استفزازاية وقالت
تانى يا فاطمة .. تانى عاوزانى امشى .. مكفكيش أول مرة مشيت فيها من عشرين سنة
قالت فاطمة بحدة وبغض
وياريت المرة دى مترجعيش تانى لحد ما حد فينا ېموت ماهى الدنيا متستحملناش سوا
أحتفظت أحلام بابتسامتها وقالت
لسه بتغيرى مني يا فاطمة معقول .. مع انى كبرت اهو زى ما انت شايفة ..واللى بتغيرى عليه كبر هو كمان وقرب هيبقى جد.
واقتربت أكثر وهى تحدق بعينيها قائلة 
ولا انت لسه بتكرهينى علشان علي الله يرحمه فضلنى عليكى
كادت فاطمة أن ټصفعها على وجهها ولكن أحلام أحكمت قبضتها على يدها ونظرت لها بتحدى اكبر تدخلت عفاف هاتفة بحنق
لا انا كده هتصل بالحاج حسين يجى مينفعش كده يا جماعة .. يالا يا أحلام انزلى لولادك
فى هذه اللحظة كان يوسف ينظر إلى مريم بإعجاب شديد وهو يراها بفستان زفافها الأبيض وحجابها الذى زادها إشراقا تناول يدها من
إيهاب وهى تتحاشى النظر إليه وسار بها إلى المكان المخصص لهما بالجلوس بينما أمسك عبد الرحمن يدي زوجته وطبع قبلتين على كل واحدة منهما وعينيه لم تفارق عيناها الخجلتين وكذلك كان حال إيهاب وفرحة
سار الأربعة خلف العروسين كل منهما يتأبط ذراع عروسه فى سعادة
أما فى الطابق العلوى فلا تزال المعركة مستمرة وكانت فاطمة تصفق پغضب وتقول
مبروك يا أحلام برافو عليكى.. حققتى كل اللى كنت بتتمنيه وخدتى حسين وولاده ومراته
زفرت عفاف بضيق هاتفة
انتيهنا بقى يا فاطمة ...
ثم نظرت إلى الهاتف وتقول
يارب يسمع الجرس فى الدوشة دى
وقفت أحلام أمام فاطمة وقالت بصرامة
أنا بحذرك يا فاطمة لو اتعرضتى لحد من ولادى انا ممكن ادمرك
ضحكت فاطمة پجنون قائلة
هتعملى أيه يعنى .. انت اللى المفروض تخافى على نفسك يا أحلام .. سمعتك مش متسحملة
بادلتها أحلام الضحكات وقالت بهدوء
هعمل كتير يا فاطمة.. يعنى مثلا هقول لكل الناس وأولهم ولادك وجوزك انك كنت بتحبى علي الله يرحمه وبتجرى وراه بالمشوار وهو كان مطنشك وكنت بتسوقى عليه ناس كتير وهو ولا هو هنا لأنه كان بيحبنى ساعتها .. وفى الآخر يا مسكينة لما رضيتى بالأمر الواقع
ووقع فيك ابراهيم الراجل الغلبان وهو ميعرفش انك كنت بتحبى اخوه الصغير ..اكتشفت برضة انه بيبصلى من تحت لتحت .. نارك قادت مني وخصوصا لما علي ماټ خفتى لجوزك يعملها ويتجوزنى بحجة انه يربى ولاد اخوه..
وضحكتى على الغلبانة دى وخوفتيها ان جوزها هيروح فى داهية وجبتيها معاكى علشان اصدق .. لأنك عارفة انى بصدق عفاف صړخت بها فاطمة 
أخرسى يا أحلام.. أنا عمرى ما جريت ورا حد.. أنا مش زيك .. أنت اللى كنت بتجرى ورا ابراهيم ولما لقيتيه شخصيته ضعيفة ومش هيقدر يقف قدام ابوه سبتيه وادورتى على علي الله يرحمه
ضحكت أحلام قائلة وقد أعجبها اشتعال الڼار بقلب فاطمة وقالت
وهو ده اللى غيظك مني.. أن الاتنين كانوا بيحبونى
كادت فاطمة أن تهم بصفعها ولكن عفاف صړخت 
كفاية.. كفاية.. حرام عليكوا .. ده الزمن بينسى المۏت ورغم كده معرفش ينسيكوا كرهكوا لبعض
وفجأة دخل إبراهيم وحسين واقترب حسين من عفاف وامسك يدها بقلق قائلا
مالك يا عفاف بتصرخى ليه ايه اللى حصل
نظر إبراهيم لزوجته قائلا
انتوا ايه اللى مقعدكوا هنا سايبين الناس والمعازيم وقاعدين هنا ليه
قالت فاطمة بغل واضح
أبدا كنا بنصفى حساب قديم
أشار حسين إلى أحلام وقال بحسم
لو سمحتى يا ام ايهاب انزلى دلوقتى اقعدى جنب بنتك متسيبهاش فى لحظة زى دى
أما فى الأسفل فكانت عينيى هند تراقب عبد الرحمن وتتبعه كظله وكان وليد يهمس لعلا أن تصعد معه الآن ليريها شقتهما ولم يكن يلحظ العين التى تراقبه بابتسامة غاضبة كريهة بينما لم تكن تعلم إيمان وفرحة المفاجأة التى أعدها لهما عبد الرحمن وإيهاب
الفصل الثامن والعشرون
أسمعى بس .. أنت هتطلعى تشوفيها وننزل على طول
أبتسمت علا وهى تضغط على يد هند الجالسة بجوارها وقالت
أوك مفيش مشكلة علشان تتأكد بس انى بثق فيك
أنتبهت هند لضغطة علا وكما اتفقت معها سابقا بأن هذه الضغطة معناها أن تتدخل فورا
أفلتت علا يد هند وهى تنهض واقفة مع وليد فنهضت هند هى الأخرى ووقفت أمامهما قائلة
أيه يا علا رايحة فين .
قالت علا بتلقائية مدروسة
طالعين نبص على الشقة بتاعتنا علشان نشوف هتتشطب ازاى
أدت هند دور الشغوفة بإمتياز وهى تقول
ايه د بجد طب انا جاية معاكوا
تدخل وليد وهو يلف كتف علا بذراعه قائلا
خليكى مع ماما يا هند لحس تضايق .. أحنا مش هنتأخر
أدت دورها جيدا مرة أخرى وهى تقول
اه صحيح طب ما نجيب ماما تشوفها معانا .. دى برضة ام العروسة
عادت هند خطوتين للخلف
لتخبر والدتها فى حين قال وليد بضيق
أيه بقى الخنقة دى
نظرت له علا وتظاهرت بعدم الفهم وهى تقول
مالك يا حبيبى فى حاجة
عادت هند ومعها والدتهما وقد أبدت موافقتها للصعود معهم لرؤية منزل الزوجية
أبتسم لها وليد ابتسامة حانقة وهو يقول
اه طبعا يا طنط اتفضلى
أستبقهم للداخل وهو يزفر بقوة فى ڠضب بينما هند وعلا يتبادلان نظرات مكر وانتصار
لم يمكثوا كثيرا فى الداخل بمجرد أن فتح لهم باب الشقة المخصصة لزواجة ودخلوا وطالعوها فى دقائق وخرجوا سريعا وما إن خرجوا إلى الحديقة حيث حفل الزفاف حتى وقعت عيناه على سلمى التى تنتظرهم عند المدخل وعينيها يتطاير منها الشرر لم تنتظر كثيرا بل أسرعت إليه وصاحت فى حدة
بقى دى أخرتها يا وليد.. بقى أعمل علشانك كل ده وفى الآخر تروح تخطب واحدة تانية.. أما وريتك ..أما فضحتك.. أنا هاروح اقول ليوسف كل خططك
أمسك ذراعها بقوة وهو ينظر إليها پغضب ويضغط أسنانه بقوة وقال
عارفة لو ماتخرستيش هاعمل فيكى أيه
تقدمت علا منهما بينما وقفت هند ووالدتها يشاهدان ما يحدث فى دهشة أقتربت علا قائلة
فى حاجة يا آنسه
هتفت سلمى پغضب 
وانت مالك انت بتدخلى ليه بين واحدة وجوزها
نظرت له علا بدهشة وقالت
نعم..جوزها
ألتفت إلى سلمى پغضب وحنق
أنت بتخرفى ولا أيه.. أنا اتجوزتك امتى ان شاء الله ..فى الحلم
قاطعته وهى تصيح بوجهه وتشير إلى الشقة المشئومة بجوار المصعد
لا يا خويا فى الشقة دى
جذبها من يدها وحثها على الخطى السريع خلفه مرغمة حتى وصل بها إلى جراج السيارات
والټفت إليها وصفعها بقوة حتى ارتدت إلى أحدى السيارات وسال الډم من بين شفاها
فصړخت فى ڠضب
ماشى يا وليد والله لاروح أحكى ليوسف واقوله أنك كنت بتفترى على مريم وانك مطلعتش شقتها ولا حاجة وانك كنت مستنيه وكنت عارف انه هيجى وراك وهقوله انك قصدت تديله حبوب علشان يتخدر وميحسش هو بيعمل ايه وانك اتفقت معايا انى اخد مريم شقة مفروشة وافهمها ان ده بيتى وكنت عارف انه هيراقبها وكان كل هدفك انك تفضحه والرؤوس تتساوى وميقدرش يفتح بقه معاك تانى
أحكم قبضته على ذراعها حتى آلمتها وصړخ فيها
اسمعى يابت انت... مش انا اللى تهددينى
لو عاوزه تروحى تحكى روحى .. ميهمنيش .. أنا كده ولا كده شريك فى البيت وشريك فى الشركة يعنى اللى هتقوليه مش هيأثر عليا لا حد هيرفدنى ولا حد هيقدر يطردنى... ديتها ابويا يزعل منى يومين وخلاص .. وانت مش هتطلعى بحاجة من ورا كده إلا انى عمرى ما هبص فى وشك تانى ومش هتشوفى مني اللى كنت بتشوفيه.. لكن لو طلعتى عاقلة وحلوة كده ... هنفضل مع بعض .. فلوس وفسح وكل اللى انت عرفتينى علشانه ..ها قولتى ايه
بكت وهى تحاول أن تخلص ذراعها من يده وهى تقول
سيبنى بقى أيدى حرام عليك
تركها وهو يدفعها للخلف مجددا ويشير إلى رأسه قائلا
عقلك فى راسك تعرفى خلاصك دورى على مصلحتك احسنلك
أشتد بكاؤها وهى تقول
كده برضة يا وليد تعمل فيا كده .. يعنى اللى خطبتها وهتتجوزها دى فيها أيه احسن مني
أقترب منها ومسح على شعرها وكأنه لم يفعل شىء وقال
يا عبيطة ده انت اللى فى القلب ..وبعدين جواز أيه هو انا بتاع جواز
نظرت له بدهشة وقالت
يعنى ايه.. اومال خطبت ليه
أقترب قائلا
هما وحياتك يومين وهخلع منها وهرجعلك صاغ سليم
قالت وهى تبتعد عنه
انت بتضحك عليا بكلمتين.. فاكرنى هبلة فى حد بيخطب يومين ويخلع
قال وليد ضاحكا
أنا
قالت بدهشة
وقد تغيرت ملامحه تماما
أنت بتضحك عليا
قال بنفاذ صبر
من الآخر كده.. البت دى منشفة دماغها وانا حبيت ألينها بالدبلة اللى لبستهالها .. فهمتى بقى
يعنى انت بقى عينك فارغة
أومأ برأسه مؤكدا بعبث قائلا
بالظبط كده أديكى عرفتى... يالا بقى خديها عن قصيره وامشى دلوقتى
قالت باستفزاز
انا لسه مباركتش لمريم
هتف بحنق
قال يعنى بتحبيها أوى ... يالا اطلعى من باب الجراج وهنتقابل بكرة وهقضى معاكى يا ستى طول اليوم
خطت هند وعلا خطوات سريعة بخفة ليعودا أدراجهما إلى مكانهما قبل أن يعود وليد جلستا وهما يلتقطان أنفاسهما بصعوبة وقالت هند
سمعتى يا علا
أومأت برأسها ووضعت أصبعها على فمها وهى تقول لهند
ولا كأنك سمعتى حاجة
قالت هند باستنكار 
يعنى ايه يا علا .. هى دى كمان فيها مصالح
قالت علا مؤكدة
بالظبط كده زى ما اتفقنا قبل كده أى معلومة تعرفيها تحوشيها لحد ما يجى وقتها
ونظرت بعيدا فى شرود وهى تقول
أما بقى بخصوص هدفه من خطوبتنا ... انا هخاليه يندم ويقع فى شړ أعماله
أستقلت سلمى سيارتها الصغيرة وقادتها فى شرود والأفكار تتزاحم فى عقلها
صح .. أنا هستفاد أيه لما افضح كل حاجة ... كل اللى هيحصل انى هخسره للأبد ومريم سمعتها هتتصلح عند يوسف
وأبتسمت فى سخرية وهى تقول
متضحكيش على نفسك يا سلمى انت كده ولا كده كنت متأكدة انه مش هيتجوزك ومكنش
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 50 صفحات