روايه
ذراعها وهي تقول معلش يا حبيبتى أنت عارفه إيهاب بيحبك قد أيه بس اعذريه ڠصب عنه
جففت مريم دموعها وهي تتسائل يعنى أيه ڠصب عنه. في حاجة حصلت
قالت إيمان بارتباك عمك حسين جالنا النهاردة.
تسرعت مريم قائلة طب وفيها أيه
نظرت إليها إيمان بشك متسائلة ومالك كده كأنك كنتى متوقعة الخبر
نظرت لها مريم بتماسك وهي تقول بتلعثم عادى يعنى مش ده عمنا برضة
همست مريم برجاء هقولك بس متقوليش لإيهاب
رمقتها إيمان بنظرات ثاقبة وقالت قولى.
أبتلعت مريم ريقها وقالت ماما لما جات من السفر وباتت معانا هنا قالتلى انها هتبعت لعمى حسين جواب وتعرفه مكانا وقالتلى انه احتمال كبير يجيلنا هنا
هزت مريم رأسها نفيا وهي تقول لا من مصر
قالت إيمان بدهشة أمتى! دى جات باتت معانا ومشيت الصبح وإيهاب وصلها المطار.
نظرت إليها مريم وقالت بتردد لا أصلها مش زى ما فهمتكوا كده انها لسه وصله المغرب لا. دى كانت وصلت من بعد الظهر وبعتت الجواب ده لعمى قبل ما تجيلنا هنا البيت وتبات معانا
الكلام ده. عمى قال في كلامه ان الصندوق كان فاضى امبارح وهما نازلين من الشركة بالليل و انه لقى الجواب في صندوق البريد بتاع الشركه النهاردة الصبح.
قالت مريم بضجر معرفش بقى هي قالتلى انها اتصرفت وشافت حد تثق فيه
نظرت لها إيمان محذرة وقالت مريم
هتفت مريم مدافعة عن نفسها والله ما اعرف اكتر من اللى قلته. ومش انا اللى بعت الجواب والدليل على كده انى كنت معاكى في البيت الصبح ومخرجتش غير بعد الضهر.
جمع حسين عائلته وعائلة أخيه إبراهيم وقص عليهم ما حدث في مقابلته مع أولاد أخيه علي إيهاب وإيمان ورد فعلهما تجاه عرضه الذي عرضهم عليهما وبمجرد أن
انتهى من حديثة قال عبد الرحمن
ورفضوا ليه يا بابا
والله يابنى ده شىء طبيعى بعد الفكرة الغلط اللى كانوا واخدينها عننا
قال عبد الرحمن باهتمام أيوه بس المفروض أنك حكتلهم الحقيقة.
تنهد الحاج إبراهيم قائلا طب ووصلتوا لأيه في الآخر
قال حسين وهو يحرك برأسه بوقار بعد محاولات كتيرة أوى قالوا عاوزين فرصة نفكر ونستخير ربنا
نظر وليد إلى أمه فاطمة التي بادلته النظرات الساخرة وهي تمصمص شفتاها بتبرم مما يحدث بينما تكلمت وفاء قائلة.
قاطعها وليد بسخط تروحى فين وفيه راجل معاهم في البيت
قال الحاج حسين وقد استحسن الفكرة بسيطة ياخدوا معاهم يوسف أو عبد الرحمن أو انت تروح معاهم
قال وليد باستنكار أنا لالا انا مش فاضى يا عمى معلش
نظر حسين لى ولديه قائلا خلاص حد فيكم يروح معاهم
نهض إبراهيم قائلا بهدوء أنا هروح معاهم يا حسين. نفسى أشوف ولاد أخويا.
وفى اليوم التالى مساءا كانت أحلام تتكلم مع أولادها في الهاتف بانفعال شديد يعنى أيه مش عاوزين تروحوا تقعدوا هناك. أيه لعب العيال ده. شوية عيال زيكوا هيمشوا كلامهم عليا ولا ايه
زفر إيهاب بنفاذ صبر وقال يا ماما أهدى شوية مش كده. أنت حتى مش عاوزة تسمعينا
صاحت پغضب أنا سمعت كتير وياريتنى ما سمعت. أسمع يا واد منك ليها. هتروحوا يعنى هتروحوا ومش عاوزة كلمة تانية.
رد إيهاب بانفعال أكبر ولو قلنا لا
شعرت أحلام أنها لو انفعلت مرة أخرى ستفقد تأييد أولادها لها فقررت تغير طريقة معاملتها معهم بدلت نبرة صوتها ونسجتها بالشجن والحزن وقالت.
وأنا اللى قلت أنكم بتحبونى وبتسمعوا كلامى وأكيد مش هترفضولى طلب يا إيهاب. وبعدين يابنى دول عمامكم برضة. يعنى مش هتقعدوا عند حد غريب. يابنى انتوا ليكوا حق عندهم يعنى مش هتقعدوا عاله عليهم. ده كله من خير أبوك. يعنى هتعيشوا في ملككم زيهم بالظبط
هدأ إيهاب قليلا ثم قال أيوا يا ماما بس حقنا ده محدش هيعترف بيه أبدا. يعنى هنفضل في نظرهم عاله.
قالت بهدوء شديد لا يا حبيبى أنا متأكدة ان عمك أتغير. ولو مكنش اتغير مكنش جالكم بعد ما قرا الجواب وطلب تعيشوا معاه. وطالما اتغير يبقى لما تعيشوا معاه ويعرفكم كويس ويحبكم ضميره هيصحى وهيرجعلكم فلوس ابوكم الله يرحمه.
قالت كلمتها الأخيرة وهي تغلفها پبكاء مصطنع مما جعل حنقه يتراجع وهو يسألها أنا نفسى أعرف يا ماما أيه اللى خلاكى تبعتى الجواب ده بعد السنين دى كلها. ليه فجأة كده عاوزانا نرجعلهم. مش انت اللى كنتى بتنبهى علينا ان محدش منهم يعرف طريقنا واننا نبعد عن أى حاجة اسمهم عليها حتى.
قالت ببعض الحماس ده كان زمان يابنى. اه كنت خاېفة عليكم من أذاهم احسن يطلكوا زى ما طالنى لما كنت عايشه وسطهم. لكن من فترة كده سمعت انهم رجعوا لربنا وبقوا يعملوا خير كبير وبقيت اسمع عن أعمالهم الخيرية. قلت يبقى خير اعرفهم طريق ولاد اخوهم يمكن ضميرهم يصحى ويرجعوا مال اليتمه اللى نهبوه زمان وأهو برضة نبقى خدنا ثواب صلة الرحم.
لم يشعر إيهاب بالصدق في حديث والدته ولكنه لم يتجرأ على القول بهذا نظر إلى أختيه إيمان ومريم التي كانت تتابع الحديث بشغف ثم ألقى سماعة الهاتف إلى إيمان قائلا
خدى كلميها
أعادت أحلام عليها نفس الكلام بشجن أكبر حتى قالت إيمان خلاص يا ماما هنستخير ربنا ونرد عليكى.
أشاحت أحلام بوجهها بعيدا عن سماعة الهاتف حتى لا تسمع إيمان صوت زفرتها التي زفرتها في ضيق ثم رسمت ابتسامة على شفتيها لتخرج كلمات مناسبة من بينهما وقالت
طبعا يا حبيبتى لازم نستخير ربنا قبل أى حاجة وإن شاء الله ربنا هيدلكوا على الخير
أعطت السماعة لمريم التي اكتفت بالسلام والتحية فقط
وقبل أن تغلق الخط قالت لها أمها
مش هوصيكى بقى يا
مريم. ماشى
قالت مريم بتوتر ربنا يسهل يا ماما.
جلس الثلاثة في حلقة نقاش وتشاور حول الأمر حتى سمعوا طرق على باب الشقة أرتدت إيمان أسدال الصلاة وتوجه إيهاب ليرى من الطارق كانت مفاجأة أخرى له ولأختيه عندما علموا أن الزائر هو عمهم إبراهيم وفي صحبته عبد الرحمن وفرحة ووفاء. أخذ الحاج إبراهيم إيهاب بين ذراعيه وربت على كتفه وهو يقول
ماشاء الله اللى يشوفك يقول عليك أبوك وهو صغير الله يرحمه.
تراجع إيهاب ليفسح المجال ل إيمان ومريم ثم أبتسم ل عبد الرحمن وصافحه أستدارت إيمان بعد مصافحة عمها والسلام على فرحة ووفاء وفوجدت بعبد الرحمن يمد يده إليها بالسلام وهو يقول مبتسما
أنت إيمان توأم إيهاب مش كده
أبتسمت أبتسامة خفيفة وقالت أيوا انا
ثم نظرت إلى يده الممدودة وقالت بنفس الأبتسامة الخفيفة آسفه مبسلمش.
كانت تتوقع منه رد فعل متوتر أو غاضب ولكنها وجدته يبتسم ويهز
رأسه متفهما وقال ولا يهمك
ثم ألقى التحية إلى مريم ولم يمد يده بالسلام فلقد توقع نفس الرد أدخلهم إيهاب للصالون المتواضع القابع في أحدى الغرف الصغيرة وقدمت لهم إيمان الشاى وحاولت وفاء بشخصيتها الأجتماعية كسر الحواجز المرتفعة بينهم فقالت
وأنت بقى يا إيمان خريجة ايه
أجابتها إيمان بصوت منخفض كلية شريعة.
نظر إليها عمها أبراهيم مبتسما وقال بفخر ماشاء الله يابنتى ربنا يزيدك
قال إيهاب مؤكدا إيمان أصلها من صغرها وهي مدارس أزهرى. طول عمرها حابة الطريق ده
أبتسم الحاج إبراهيم مجددا لثناء إيهاب على أخته وشعر بمدى الترابط بينهما وقال وأكيد بقى إيهاب كان معاكى ما أنتوا توأم
تكلم ايهاب قائلا لا يا عمى أنا مهندس ديكور.
اتسعت ابتسامة إبراهيم وهو ينر له بإعجاب وهو يشير إلى مريم قائلا بحماس ومريم كلية سياحة وفنادق
قالت وفاء بمرح انا بقى حقوق
وأشارت الى فرحة وقالت وفرحة فنون جميلة
أبتسمت فرحة بخجل فطرى وقالت لمريم أحنا من سن بعض تقريبا ياريت نبقى أصحاب
ردت مريم بنفس الأبتسامة طبعا يا فرحة
بعد ساعة تقريبا انتهت الجلسة العائلية الدافئة وانصرف الجميع على وعد باللقاء مرة أخرى جلست مريم وقالت بتسائل.
ها نويتم على أيه
نظرت أيمان إلى إيهاب وقالت رأيك ايه يا إيهاب
تدخلت مريم بالكلام هي دى محتاجة رأى. الناس باين عليهم محترمين ومستوى. ولو رحنا نعيش معاهم هنتنقل لمستوى تانى خالص
قاطعها إيهاب هي كل حاجة مظاهر عندك يا مريم. مستوى ايه بس
ثم نظر إلى إيمان وقال انت ارتحتلهم يا ايمان
ايمان بصراحه معاملتهم معانا محيرانى جدا. شكلهم ناس كويسه وطريقتهم محترمه مش زى الفكره اللى كنا واخدنها عنهم خالص. بس الموضوع محتاج تأنى مش لازم نحكم بسرعه كده
ايهاب موافقا صح. خلاص يومين كده نكون استخرنا ربنا.
جلست فرحة بجوار أمها وقالت بشغف وهي تنظر إلى والدها أنا حبيتهم أوى يا بابا. شكلهم محترمين ودمهم خفيف كمان
ثم ضحكت بمشاكسة وهي تنظر إلى عبد الرحمن وقالت أسكت يا بابا أما عبد الرحمن أتحرج بشكل مش معقول
قال والدها بابتسامة متسائلة ازاى
عبد الرحمن مد أيده يسلم على إيمان. قالتله مبسلمش بالأيد
مدعبد الرحمن يده وعبث بشعرها وهو يقول هاهاها محدش قالك ان دمك خفيف قبل كده.
قال بزهو مصطنع كتير قالولى كده
ضحكوا عليكى صدقينى.
مر ثلاثة أيام لم تنقطع فيهم اتصالات الحاج حسين بأبناء أخيه واستمرت أيضا اتصالات من فرحة ووفاء ل مريم وإيمان لوصل حلقات الود بينهم وزاد إعجاب عبد الرحمن بإيهاب وهو يتعرف عليه أكثر وأكثر ويراه رجل يعتمد عليه ولم لا وهو يراعى أختيه ويحرص عليهما قدر المستطاع كانت مشاعر إيهاب وإيمان متوترة بعض الشىء فهما مقدمان على شىء مجهول لا يعرفونه سيعيشون في كنف أسرة لم يألفوها ولا يعرفوا عنها الكثير نعم ستكون لهم خصوصية ولهم طابق بمفردهم ولكن سيكون هناك احتكاك كبير ومعايشة ليس هذا فقط ولكنهم أيضا متخبطون بين ما يعرفون من أمهم عن هذه العائلة وبين ما رأوه من ألفه واهتمام وود وحرص وطيبة تظهر بتلقائية في عيون عمهما حسين و إبراهيم لا يعرفون الحقيقه ويشعرون أن هناك حلقة مفقودة لا يستطيعون أن يجدوها إلا بالموافقة على الأنتقال للعيش معهم. أما مشاعر مريم لم تكن تختلف كثيرا ولكن مع كثير من النشوة لانتقالها للمستوى التي كانت ترنوا إليه منذ زمن ولم يكن له سبيل أخيرا سيتحقق حلمها ولكن.
بمراجعة بسيطة كيف سيتحقق هذا الحلم نعم سينتقلون لمنزل آل جاسر ولكن بدون حقوق لن تمتلك سيارة لن تتجرأ على طلب شراء الملابس التي تحبها إذن سيكون الانتقال ماهو إلا تغير العنوان فقط ولكن مهلا هناك سبيل آخر