الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه

انت في الصفحة 9 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


نجاح ولا رسوب
_ مبروك يا استاذ المدام جابت تؤام زي القمر.
سقطت شفته السفلى ببلاهة لا يصدق.. تؤام كيف هذا.. كان يطن. أن أرملة أخيه تحمل طفل وحيد!
_ بجد تؤام يا دكتور بس رتك ماقولتش كده
ابتسم الطبيب الذي بدا شديد التعاطف معه 
بصراحة طمعت اشوف رد فعلكم بعد الولادة.. تقدر تعتبرها مفاجأة حبيت افاجئكم بيها. 

اغروقت عين تينور ووجد نفسه يعانقه ممتنا 
مش عارف اقولك ايه يا دكتور.. مش هنسي ابدا انسانيتك واهتمام بحور لحد ما وصلنا للحظة دي.
وجفف دموعه قائلا بلهفة 
ممكن اشوفهم.. هما ولدين صح
_لأ. ولد وبنت.
حمد ربه بخشوع ثم قال طب وهي عاملة ايه
_ هي لسه تحت تأثير البنج والتؤام مع طبيب الأطفال بيكمل فحصهم شوية وتشوفوهم. 
الټفت لزوجته التي كانت تقف بعيد تطالعه بنظرة شاردة وبتلقائية هرول وعانقها وهو يهتف بشبه بكاء أبراهيم رجع تاني ياشروق.. ربنا عوضنا غيابه بالتؤام. ثم ابتعد عنها مواصلا عارفة هنسميهم ايه لم ينتظر إجابتها ليهتف أبراهيم وخديجة.. هو ده اللي هيرجع امي تحس بطعم الحياة تاني.
أغفلته فرحته الجمة عن ملاحظة نظراتها الحزينة الخائڤة من القادم..ومع هذا لم تخذله وهي تربت على ظهره داعمة فرحته وقلبها يبكي عانقته بقوة لعلها أخر مرة تكون قريبة منه لهذا الحد..فلتستعد لنهاية المطاف..لم يعد أحد يحتاجها الآن حور قريبا ستنال عافيتها وتهتم بطفليها كما ستعود الحياة ب والدته وترد فيها الروح بقدوم الصغيران وتتعافى هي الأخرى ابتعد عنها ليحاكيها بفرحة واضحة أمي لما تشوف التؤام هتنسى حزنها وتعبها كله وصحتها هترجع تاني.. صح يا شروق.
كأنه بتساؤله يستدعي الأمل لنفسه لتهز رأسها له بتأكيد وغيمة من الدمع تغشاها صح يا تيمور..مامتك هتخف لما تشيل ولاد ابراهيم بين ايديها..وكل حاجة هترجع زي ما كانت.
غفل ثانيا عن قصدها وجذبها معه ليطمئنا على حور وطفليها..وداخلها يولد قرار أكيد بوجوب الرحيل. 
_ ممكن اخد التؤام لماما تشوفهم تحت ولا غلط انا استنيت أسبوع عشان نكون اطمنا عليهم.
قالها تيمور لوالدة حور التي هزت رأسها مرحبة 
ميجراش حاجة يا ابني خدهم وخد بالك منهم..حور نايمة وهتصحى علي معاد رضعتهم.
_ إبراهيم وخديجة.
همستها بلوعة أم باكية ليحتضن تيمور رأسها به وهو يشاطرها نفس حالتها أيوة يا أمي ابراهيم اللي كانت روحه في خديجة رجعلها تاني.. ولاد اخويا اهم بين ايديكي هيعوضومي غياب الغالي.
لا تصدق عيناها..إبراهيم عاد إليها بتؤام من صلبه 
كأنه ترك علي وجه الصغير نسخة مصغرة من ملامحه ليرثها من بعده جال بخاطرها ذكرى مثل هذه منذ سنوات وهي تحمل أبيهم بين ذراعيها..نفس الحجم وحركات كفه
الرقيقة وفمه الذي يتثائب ولسانه الذي يبحث عن ثدي أمه بجوع لنبع حليبها الصافي.
لم تشعر وهي تضم الصغيران إليها بقوة كادت تؤذيهما دون أن تدري ليوقفها تيمور براحة عليهن يا أمي ده لسه صغيرين.
ارتخت ذراعيها حولهما دون أن تفلتهما لتهتف خاڤتة بما بدا له أنها شبه مغيبة هيفضلوا في ڼي صح محدش هيحبهم وېخاف عليهم قدي.. هربيهم زي ما ربيت ابوهم..
طبطب تيمور علي كتفها برفق طبعا يا أمي انتي بس شدي حيلك ووارجعي زي ما كنتي بصحتك عشانهم.
للعجيب تبدلت نظرتها للنقيض.. من الضعف والتيه للقوة والعزم وقد استعادت بعض هيمنتها وهي تلتفت إليه هاتفة أتجوزها يا تيمور.
اتسعت عيناه بأخر ما توقعه منها بعد كل ما كابدوا ثم صاح تنكار بتقولي ايه يا أمي. 
_ لو عايز حيلي ينشد من تاني اتجوز حور عشان ماتاخدش ابراهيم وخديجة مني مفيش حاحة اتغيرت يا ابني مش كنت موافق تتجوزها قبل.
توقفت الكلمات بغصة وصمتت تتجرع مرارة فقد الصغار لتواصل متخطية ذكرهم دلوقت بقى في نفس السبب عشان الولاد يفضلوا في نا اتجوزها وخلف منها واربطها بينا من تاني و
_ وايه
هدر بثورة اجتاحت صوته وهو يصيح بذهول
_ تاني يا أمي! تاني ماكتفتيش من الظلم وعقاپ ربنا لينا.. كنتي عايزاني اقهر مراتي واقټلها بجوازي من حور عشان أحفادك يفضلوا في ك..كنت هخرب بيتي بأيدي وأضيع ولادي مني عشان أفكار عقيمة أهم ولاد أخويا راحوا للي أحن عليهم منك ومني.. عايزة ايه تاني..أنا مستحيل اجي علي شروق تاني واجرحها لتاني مرة.. بنت الأصول اللي وقفت جنبنا وطبطبت علينا في عز محنتنا ووجعنا..رغم انها لسه مش قادرة تنسى جرحنا ليها ولا قادرة ترجع مراتي لحد اليوم ده اللوم في عيونها دابحني وانا عاجز قصادها وبدال ما انسيها اللي فات عايزاني أوجعها واغدر بيها تاني حتى لو مجرد طرح الفكرة نفسها مش هقبلها..أنا خلاص اتعملت الدرس..طاعتك حاجة.. وراحتي ومصلحة عيلتي حاجة تاني.
صمت يلتقط أنفاسه ليواصل بصرامة طغت على ملامحه قبل صوته أسمعيني يا أمي عشان مش هعيد كلامي مرة تانية حياتنا ماتدخليش فيها بعد كده.. سيبي كل واحد فينا يعيش حياته زي ما هو عايز.. حور لو عايزة تفضل وسطينا هي وولادها هشيلهم علي راسي وهتكون زي اختي هتعيش في شقتها هي وولادها ونصيبها في إيراد ورشة جوزها والأرض بتاعتك هيوصلها علي داير مليم وطول منا عايش مش هخليها تحتاج حاجة..ولو عايزة ترجع تعيش مع أهلها براحتها وده قرارها وحقها.. أما لو في يوم ربنا رزقها بإنسان يصونها ويعوضها وهي قبلت هكون أول واحد يقف معاها زي أي أخ بيسلم اخته لعريسها.. لكن تطلبي مني اضحي بمراتي وعيالي عشان رغبتك ومخاوفك لأ وألف لأ.. مفيش واحدة هتشيل أسمي لحد ما ا غير شروق وبس.. أنا بدعي ربنا اقدر اعوضها اللي فات ومش هكل ولا امل لحد ما ده يحصل فاهماني يا امي أتمنى تكوني استوعبتي كلامي لأن معندكيش خيار غير انك ترضي بقضاء ربنا وتسيبيني اعيش بسلام.
فاض بكل ما لديه مستنفذا كل قوته ليستدير عنها دون انتظار ردها تاركا غرفتها والبيت بأكمله.. دون أن يدري عن تلك التي سمعت وارتوت بدفاعه عنها..تشكر قدرها الذي جعلها تأتي الآن لتستعيد أغراضها من غرفتها.. سمعته.. حرارة صوته لمست شغاف خافقها الذي تراقص بين ضلوعها.. كانت تتسائل كيف يمكن أن تعود وتغفر.
الآن علمت.. 
الآن غفرت وصفحت. 
ومع هذا لن تكشف عن صفحها حتي ترى أخر ما لديه ..هي تستحق أن يخطط ليستعيدها بعد ما أضاعها.. 
إرث_العادات
الفصل السابع والأخير
بقلم ډفنا عمر 
حين تتضافر الفواجع حول عنقك وتتشابك اقدارك وتذخر حياتك بالاختبارات القاسېة كن بمستوي اختباراتها هذه ولا ترسب بها مهما كلفك الأمر من عناء وجهد وكد .. الظروف المؤلمة هي من تصنع مستقبلنا وترسم حدوده عافر وتمسك بالأمل و لا تظل أمامها جزع ضعيف مكسور.. لا حياه به لن تغيب ملامح السعادة للابد ويوما ما ستتفاجأ بها تتلون گ زهور الربيع حين يحين أوانها وتقطف ثمارها بالأخير..
فاض بكل ما لديه مستنفذا كل قوته ليستدير عنها دون انتظار ردها تاركا غرفتها والبيت بأكمله.. دون أن يدري عن تلك التي سمعت وارتوت بدفاعه عنها..تشكر قدرها الذي جعلها تأتي الآن لتستعيد أغراضها من غرفتها.. سمعته.. حرارة صوته لمست شغاف خافقها الذي تراقص بين ضلوعها.. كانت تتسائل كيف يمكن أن تعود وتغفر له ما كان منه.
الآن علمت كيف تفعلها..بل هي فعلتها. 
الآن غفرت وصفحت عنه وقلبها ېصرخ به
ومع هذا لن تكشف عن صفحها حتي ترى أخر ما لديه ..هي تستحق أن يخطط ليستعيدها بعد ما أضاعها..
كأنها ولدت من جديد حين وقعت عين أمومتها علي طفليها وتشبعت بمحياهما..كل شيء عاد داخلها..
حتى ۏجع يقينها بمۏت زوجها وطفليها عاد.
وسيظل فقدهم طعڼة الحياة الغادرة لقلبها..
طعڼة لن يندمل جرحها.
لكن مع هدا اليقين القاسې
أعطاها الله أملا جديد تعيش له
إبراهيم
وخديجة..قطعتي الجنة التي ستحيا بينهما ولهما.. عوض الرحمن وجميل قدره.
لأجلهما فقط ستن قدميها لترعاهما.
لن تدخر جهدا لتعلمهما كل شيء..
ستقص لهما عن أبيهم عشرات الحكايات.
ستكون سيرته حدوتة طفولتهما وفخر شبابهما.
_ ري شنطتك انتي والعيال بسرعة.
رفعت حاجباه متعجبة نعم ليه
جلس علي طرف الفراش ينزع جواربه رايحين مصيف أنا رتبت مع الأبلة جيهان جارتنا تحجز لينا مع فوج رايح الغردقة تبع نقابة المعلمين.
تفاقمت دهشتها مصيف ايه وفوج ايه هو ده وقته يا تيمور ومين يراعي والدتك وحور اللي لسه والدة.
أجابها وهو يجمع أغراضه من هنا وهناك
حور ووالدتها ووالدها واخواتها كمان معاها وهياخدوا بالهم عليها هي والولاد كويس.. أما ماما فوالدتك هتقعد معاها..وفي بنت هتيجي تخدمهم هما الاتنين.. بعني حماتي هتشرف عليها وبس مش هتتعب في حاجة.
عاندت اقتراحه تيمور انت شايف ان ده وقت مناسب لمصايف عموما اتفضل اطلع مع الولاد لوحدك انا هفضل هنا.
ترك ما بيده متوجها نحوها لتبتعد تلقائيا صوب وجه الخزانة المغلق فيحتجزها بذراعيه مردفا بنبرة عابثة لو ماسمعتيش الكلام هشيلك لحد تحت واركبك أتوبيس الرحلة بالعافية قصاد الناس كلها.. ايه رأيك
تجرعت ريقها پخوف لكن صاحت مكابرة ماتقدرش.
ابتسم بمكر سهل تجربي
دفعته وهي تتخلص من حصاره بتوتر لم يغب عنه علي فكرة انت مچنون.
قهقه وهو يتجه نحو المرحاض ثم وقف علي عتبته واستدار قائلا على ما اخلص تكوني لبستي وجهزتي الشنطة وإلا ما تزعليش من اللي هعمله لأنك هتشوفي الجنون علي حق.
رمته بنظرة حانقة قبل أن يغلق الباب بينما تهمهم بضجر أقسم بالله بني آدم مش طبيعي.. أمه عيانة وأرملة اخوه لسه والده وده عايز يسيب الدنيا ټ تقلب عشان بسلامته يصيف.
فتح الباب بغته وبرزت رأسه المبتلة وه الذي انتزع منه كنزته بټشتمي عليا صح ماشي يا شروق هحاسبك بعدين.
ثم أغلق الباب وتركها تطالعه مذبهلة تتسائل.
كيف سمعها
مبسوطين بالغرفة بتاعتكم يا ولاد
تسائل تيمور وهو ينقل لهم الحقائب ليهتف احد أبناءه أوي يا بابا.. بس عايز عوامة كبيرة عشان لسه مش بعرف اعوم.
_ حاصر ياحبيبي ناكل لقمة الأول وهروح اجيبلكم كل اللي انتم عايزينه..وهنزور أماكن جميلة هنا في الغردقة.. ومش بس كده هعلمكم العوم كمان..
تقافز صغاره مهللين بفرحة لوعود والدهم وشروق تراقبهم ملتزمة الصمت ولا تدري ماذا يخطط..
هل يظن انه بتلك البساطة سيراضيها!
واهم..إن لم تقتص منه وتعذبه لن تكون أبنة أبيها.
_ شروق تعالي أوريكي أوضتنا احنا كمان عشان نفضي شنطنا هناك.
ذهبت خلفه لتجد غرفة واسعة ملحق بها شرفة كبيرة مسيجة بالورود وتطل علي البحر مباشرا غمرتها رائحة البحر وصوت أموجه يغرد بأذنيها فأغمضت عيناها تستنشق عبقه بمتعة لم تخفى عن تيمور الذي وقف خلفها هامسا مبسوطة
أجفلت من صوته كأنها نسيت وجوده استدارت مبتعدة عنه بمسافة قائلة وهي تتجاهل سؤاله هروح اكلم ماما عشان اطمن.
رحلت من أمامه ليبتسم ابتسامة غامضة ويعدها في نفسه أن تلك النزهة ستغير كل شيء..
هنا سيستعيدها كما كانت.
هنا سيمحي كل النقاط السوداء في قلبها
ليعود
 

10 

انت في الصفحة 9 من 11 صفحات