الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اسرار عائلتي

انت في الصفحة 40 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


كانت بثينة قد جاءت بعد عودتها من السفر وأخذت إبنتها بكل هدوء وهذا ما جعل ساكني القصر يتنفسون الصعداء بعدمغادرتها أخيرا ..
جلس أكرم في غرفته لوحده مفكرا في أخذ قسط من الراحة لكنه أمسك تلك الصورة التي تجمعه ب ليليا وبدور قبل أن يستلقي على فراشهوهو يتأملها في شرود .
عاد بذاكرته إلى اليوم الذي عقد فيه قران رسلان وبدور عندما ظهر فادي أمامهم ليلا وأخبرهم بأنه جاء ليقص عليهم الحقيقة كاملة ..

رمقه أكرم بشك لثوان ثم قال بتنهيدة 
_ اتفضل خلينا نتكلم جوا .
أومأ فادي برأسه ودخل خلف أكرم وخلفه رسلان وبدور ثم إتجه أربعتهم إلى غرفة المكتب الفارغة .. أغلقت بدور الباب بعد دخولها وإستندتعليه وهي تنظر إلى والدها الذي جلس خلف المكتب وفادي ورسلان يجلسان أمامه .
حدقت بخالها بترقب بينما هو بدأ حديثه قائلا 
_ أنا عارف انكم قابلتوا شادية وعرفتوا اني خليتها تاخد دور ليليا وتعمل الي أنا عايزه .. احساسك كان ايه لما عرفت انك كنت ظالم ليليا ياأكرم 
قال الأخيرة وهو يرمق أكرم بتهكم لكن الأخير كتم غضبه منه وتمتم ببرود ظاهري 
_ اتكلم في المهم يا فادي .
أومأ فادي برأسه ثم تحولت تعابير وجهه إلى الجدية مردفا 
_ ماما وبابا ماټ وا من وأنا في ثانوي وأختي الكبيرة فريدة هي الي كانت واخدة بالها مننا وأقرب حد ليا ساعتها كانت ليليا .. كنتبحكيلها كل حاجة تقريبا وحكيتلها حتى عنك وانك ازاي اخدت مني صحابي كلهم في لحظة بس هي جت ضدي لأول مرة وقالتلي انك أكيدمقصدتش وده خلاني احق د عليك أكتر لما حسيت ان أقرب حد ليا واقف في صفك برضه .
شعرت بدور بالڠضب وهي تذكر معاملته لوالدتها والتي لا تدل أبدا على أنه كان قريبا منها في يوم ما وكادت تتدخل لولا أنه سبقهامسترسلا ومخاطبا أكرم في بداية كلامه 
_ لما جيت وطلبت مني اننا نبقى صحاب قلتلها برضه وقلتلها اني هوافق لان صحابي كده ممكن يرجعولي بس اتفاجأت انها وقفت ضديالمرادي برضه وقالتلي ان تفكيري غلط ومع كل موقف يحصل بيننا واحكيهولها كانت دايما بتغلطني لحد ما اتعصبت عليها جامد في يومواتخانقنا ومن ساعتها مبقيناش صحاب زي الأول ودي تاني حاجة خلتني احق د عليك أكتر بسببها .
كان الثلاثة يستمعون إليه بتركيز فهذا الكلام يسمعونه لأول مرة وكان فادي يبدو صادقا وهو يلقيه على مسامعهم ولذلك لم يشك أحد فيمدى صدق ما يقول .. بينما فكر أكرم في سبب إخفاء ليليا لطبيعة علاقتها مع شقيقها لكنه إستنتج أخيرا بأنها لم ترد أن تشعره بالذنبلكونه سببا في تخريب
علاقتهما حتى لو كان غير مباشر .
أخرجه من تفكيره صوت فادي الذي أكمل 
_ كل الي حصل بعد كده انتوا عارفينه من لما حبيت سوسن واتجوزتها انت وبعدها الشيطان وزني وخلاني اعمل الي عملته بس حتى بعدما اتجوزت مقدرتش اطفي ڼار الاڼتقام جوايا وبعتلك ليليا بس هي خان تني واتجوزتك وانت عملتلها بودي جارد فمعرفتش اوصلها .
أخذ نفسا عميقا بينما كانت وجوه الثلاثة جامدة ولم يدهش أحدهم بما قاله فكل هذا يعرفونه مسبقا أكمل فادي بعد ثوان وقد سلط بصرهإلى الأرض 
_ فضلت احاول اخدها بس كنت دايما بلاقي البودي جارد بتاعك في وشي لحد ما قابلت شادية صدفة واتفاجأت انها شبه ليليا اويوفكرت استغل الشبه ده عرضت عليها المبلغ الي كنت
محوشه عشان افتح بيه مشروع مقابل انها تساعدني وهي وافقت .. ولما لقيت الكلسافر وفضلت انت وهي وبدور بس استنيت لحد ما رحت انت للشغل وخليت شادية تدخل القصر ولما شافها حد من البودي جارد افتكر انهاليليا وهي اخدت دورها برضه وقالتلهم انها محتاجة تخرج وهما خرجوا معاها على اساس انها ليليا ولما مبقاش في حد في القصر غيرليليا وبدور دخلت وجبتها معايا ڠصب عنها هي وبنتها وشادية رجعت للقصر مع البودي جارد وعرفت تهرب منهم من غير ما ياخدوا بالهم .. والباقي انتوا عرفتوه من شادية .
رفع رأسه في نهاية حديثه وهو يرى الدهشة تعتلي ملامح كل منهم ثم لاحظ الڠضب الذي بدأ يرتسم على وجه أكرم فتحدث سريعا 
_ بس ربنا اخد حقكم مني متقلقوش .
_ ازاي 
تساءل أكرم بإستغراب فأجابه فادي مبتسما بإنكسار 
_ خسړت ابني الوحيد وربنا حرمني من الخلفة تاني والست الي خان تك معايا طلعت بتخ وني مع واحد تاني .
صدم ثلاثتهم
من حديثه الذي صرح به خ يانة سوسن بينما أردف فادي بندم 
_ ربنا مش بيسيب حق حد يضيع ده الي اكتشفته متأخر ..
شعر أكرم بالشفقة ناحيته رغم كل شيء لكن بدور ورسلان بقيا جامدين ولم يتأثرا بكلامه حتى قال فادي بعد إطلاقه لتنهيدة طويلة 
_ عارف ان ده صعب بس أنا عايزك تسامحني على كل حاجة عملتها معاك يا أكرم وانتوا كمان سامحوني !
قال الأخيرة مخاطبا كلا من بدور ورسلان لكن أكرم إلتزم الصمت ولم يجب وأشاحت بدور بوجهها دون أن ترد هي الأخرى بينما تحدثرسلان بجمود 
_ أنا آسف بس ده صعب اوي مش هعرف انسى انك السبب في بعدي عن الست الي كنت بحبها ومعتبرها كل حاجة في حياتي .. وحتىلو سامحتك في يوم مش هعرف اعتبرك والدي خالص ..
.
أفاق أكرم من ذكرى ذلك اليوم وتنهد تنهيدة طويلة .. نظر إلى الصورة وبالتحديد إلى وجه ليليا بحنين ولم ينتبه إلى الدمعة المتمردة التيإنسابت رغما عنه على خده .
قبل الصورة بحب وتمتم وكأنه يحدث ليليا 
_ آسف لاني ظلمتك طول السنين دي يا حبيبتي مع اني عارف انك مسامحاني لان قلبك طيب بس عايزك تعرفي ان رغم كل حاجة انالسه بحبك وهفضل احبك لحد ما نتقابل في الجنة بإذن الله ..
في المساء وفي الفيلا
الخاصة بجد دينا وهناء كانت دينا تجلس رفقتها وتحاول إقناعها بالموافقة على العريس الذي سيأتي بعد قليل لكنهناء كانت رافضة للموضوع تماما حتى أنها لم تجهز نفسها لإستقباله بعد .
تنهدت دينا بتعب وقالت في محاولة أخيرة 
_ طب بصي انت وافقي دلوقتي على الخطوبة ووعد مني اني مش هسيبكم تكتبوا الكتاب قبل ما الذاكرة ترجعلك .
_ وانت هتعملي ايه يعني
تساءلت هناء ببعض الأمل فإبتسمت دينا مطمئنة إياها وأجابت بثقة 
_ أنا همنع خالو وخلاص المهم انت دلوقتي لازم تجهزي نفسك عشان عريس الغفلة قرب يجي .
أومأت هناء أخيرا وإتجهت لتأخذ الملابس التي جهزتها لها دينا ثم دخلت الحمام بينما خرجت دينا من غرفتها وهمت بالذهاب إلى المطبخحيث والدتها لكنها عادت إلى غرفة هناء سريعا عندما إستمعت إلى جرس الباب .
أسرعت نحو الشرفة التي كانت تطل على الباب الخارجي وأطلت برأسها بفضول لرؤية شكل العريس إنتبهت إلى سيدة تبدو صغيرة فيالسن قليلا ثم حاولت التمعن في شكل العريس والذي عرفته فور رؤيته وإتسعت عيناها إثر ذلك پصدمة .
خرجت هناء في تلك اللحظة بعد أن غيرت ثيابها وانتبهت إلى وجود دينا بشرفتها فتساءلت بصوت عال 
_ بتعملي ايه يا دينا هو العريس جه 
همست دينا دون أن تلتفت إليها بصوت لم يصل إلى هناء 
_ العريس .. هو نفسه سليم .. الولد الي كنت بحبه !
أسرعت بدور نحو الجزء الجانبي من الحديقة عندما أخبرتها إحدى الخادمات بقدوم دينا وإنتظارها لها هناك إقتربت منها عند وصولهاوكادت تسألها عن سبب قدومها بهذه الطريقة لكنها تفاجأت ببكائها الذي يحدث أمامها لأول مرة .
_ في ايه يا دينا انت بټعيطي ليه 
تساءلت بدور بقلق وهي تجلس بجانبها وتضع كفا على كتفها والأخرى على ذراعها
بتلقائية لتهدئها .. بينما مسحت دينا دموعها وهي تقول
_ مش عارفة ممكن من الصدمة !
تساءلت بدور بعدم فهم 
_ صدمة ايه ايه الي حصل 
_ هناء كان متقدملها عريس والعريس ده طلع نفس الولد الي كنت بحبه في ثانوي.
طالعتها بدور بدهشة ولم تدري بماذا عليها أن تجيب لكنها سرعان ما تذكرت أمرا ما فهتفت باستغراب 
_ هو مش هناء فقدت ذاكرتها مؤقتا يعني المفروض انها متاخدش قرارات مصيرية في حياتها زي الجواز إلا بعد ما تفتكر كل حاجة !
إبتسمت دينا بتهكم وتمتمت 
_ صحيح بس أنا الي أقنعتها أصلا وكده كده خالو كان هيغصبها على الجوازة دي .
_ ليه 
نظرت إليها دينا بحزن ثم قالت بتنهيدة 
_ لأنها اتعرضت للإغت صاب واعتقد ان ده السبب الي خلاها تفقد الذاكرة .
صعقټ بدور مما سمعته وتمتمت پصدمة 
_ ازاي 
_ مش عارفة كل الي أنا عارفاه ان الي عمل كده واحد إسمه وائل وتقريبا هناء كانت عايزة ټنتقم منه لأنه السبب في مۏت مامتها .. هو دهالي سمعته من خالو .
حدقت بدور بدينا بعدم إستيعاب لثوان ثم تساءلت 
_ طب وخالك مبلغش عنه ليه 
رفعت دينا كتفيها بجهل متمتمة 
_ مش عارفة هو بيفكر في ايه بس أعتقد ان الولد ده هيخاف يظهر تاني والأهم دلوقتي هو مستقبل هناء .. وكانت في ست عارفة اليحصلها وعرضت على خالو انها تجوزها ابنها والي طلع في الآخر سليم الولد الي كنت بكلمك عنه وخالو طبعا وافق .
تمعنت بدور النظر في تعابير وجه دينا وسألتها بنظرة شك 
_ وانت متضايقة لانها هتتجوز سليم يعني والا ايه 
نفت دينا برأسها سريعا وأجابت 
_ لا خلاص سليم ده كان مجرد حب مراهقة أنا دلوقتي مخطوبة .
إطمأنت بدور قليلا بينما تابعت دينا حديثها قائلة 
_ أنا بس اټصدمت شوية بس هبقى مرتاحة لأن هناء هتبقى مع سليم لأنه شخص كويس .
أومأت بدور برأسها ثم شردت قليلا في موضوع هناء قبل أن تفيق على صوت دينا التي وقفت من مكانها قائلة 
_ أنا أسفة لو عطلتك عن حاجة أنا هروح دلوقتي .
وقفت بدور هي الأخرى وقالت سريعا 
_ لا معطلتينيش ولا حاجة ده أنا كنت هقولك تعالي ندخل جوا .
_ لا شكرا بس مينفعش أسيب هناء لوحدها دلوقتي .
قالت ذلك ثم عانقت بدور مودعة إياها قبل أن تتجه إلى خارج القصر لتعود إلى منزلها ولم تنتبه إلى ذلك الذي كان واقفا في مكان غير بعيدوقد كسا الڠضب ملامح وجهه بسبب كلام دينا الذي سمعه قبل قليل ..
إستلقت على ذلك الفراش الكببر إستعدادا للنوم لكنها بقيت مستيقظة تطالع سقف الغرفة بحماس منتظرة قدوم والدها للحديث معه .
إبتسمت بإتساع
عندما إنتبهت إلى الباب الذي فتح بواسطة أدهم والذي إقترب منها بعد إغلاقه ثم إستلقى بجانبها قائلا 
_ انت لسه صاحية 
أومأت براءة برأسها وأجابت 
_ ايوة كنت عايزة اتكلم معاك لوحدنا .
طالعها بطرف عينه وتساءل بإستغراب 
_ تتكلمي معايا في ايه 
أجابت براءة وهي تعتدل في جلستها بحماس 
_ عن سرين
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 43 صفحات