عشق الهوي
مش في الحقيقة
صرحت بذلك ثم فتحت باب الحمام ودخلت وبدأت تبكي بصمت اما الهام فجلست على السرير وتنهدت قائلة اكيد افتكرت ادهم بيه دي باين عليها انها بتحبه اوي والا مكانتش سابت مصر كلها علشان تقدر تنساه
عودة الى مصر
كان ادهم واخته رغد وعائلة العم محمود ينتظرون امام باب غرفة العمليات بترقب وقلق خوفا على السيدة كوثر التي دخلت إلى العملية منذ ثلاث ساعات وبينما كانوا ينتظرون جاء كمال وهو يركض فسألهم بقلق ايه اللي حصل لطنت كوثر
في تلك اللحظة خرج معاذ من غرفة العمليات فهرع الجميع نحوه وسأله ادهم بقلق ماما كويسه يا معاذ
فتنهد معاذ وقال الحمد الله العملية نجحت وهي عدت مرحلة الخطړ انا سبت سلوى تخيط لها الچرح وهنخرجها كمان شوية بس لازم تفضل في العناية لغاية ما حالتها تستقر
اجابه معاذ متشكرنيش ابدا دا انا معملتش غير واجبي تجاه امي وحمد الله على سلامتها
وسأل كمال بس ازاي حصلت لها النوبة القلبية يا معاذ
معاذ الظاهر ان ماما كانت مخبية علينا مرضها وتعبت فجأة
فقالت رغد مش وقت الكلام دا دلوقتي يا ادهم انت مش شايف اننا خايفين على ماما
اما كمال عاتبها قائلا رغد مايصحش تتكلمي مع اخوكي الكبير بالشكل دا
صړخ ادهم عليها بصوت اشبه بزمجرة الاسد رغد قسما بالله العظيم لو رجعتي وقولتي الكلام دا تاني فانا هقطع لسانك انتي سامعه فتجمعت الدموع في عيون رغد وسرعان ما بكت لذا عانقتها امينة زوجة العم محمود واخذت تهدأ من روعها اما معاذ فقال هدي نفسك يا ادهم رغد بس خاېفه على ماما ومكانتش قاصده تقول الكلام دا وبعدين الڠضب مش هيجيب نتيجة دلوقتي
قال ذلك ثم صمت فقال كمال خلاص يا ادهم دي اختك الوحيدة برضو ومينفعش تتزعلها في وقت زي دا
أراد ادهم ان يتحدث ولكن سلوى خرجت من غرفة العمليات وقالت العملية خلصت يا جماعة
فنظر الجميع اليها وقال لها زوجها جهزوا اوضة العناية علشان ننقل ماما عليها ومش عايز حد يدخل هناك يا سلوى ماشي
اما رغد فمسحت دموعها وامسكت بيد شقيقها الثاني معاذ وقالت انا عايزه اشوف ماما يا معاذ
فوضع معاذ يده على خدها وقال مينفهش تشوفيها دلوقتي يا حبيبتي استني اما تصحى ماشي
رغد ارجوك خليني اشوفها
فقال لها ادهم بطلي عبط بقى قالك ممنوع تشوفيها دلوقتي يعني ممنوع
فنظرت اليه بانزعاج وسرعان ما اشاحت بنظرها عنه وكتفت ذراعيها قائلة طيب خلاص هستنى اما تصحى
اما هو فقال كمال تعالى انا عايز اكلمك
كمال ماشي
ثم ابتعدا عن البقية قليلا وسأله كمال في ايه يا ادهم
ادهم انا مش هروح الشركة اليومين دول علشان كدا عايزك تخلي بالك من الشغل
كمال متقلقش بس علشان خاطري يا ادهم متزعلش رغد وصالحها ماشي
فتنهد ادهم وقال انت مسمعتش هي قالت ايه دي طلعتني مش مسؤول قدام الكل الظاهر
انا دللتها اوي علشان كدا لازم ارجع اربيها من اول وجديد
كمال معليش يا ادهم اكيد هي كانت خاېفة على طنت كوثر وزي ما انت عارف انها پتخاف من المۏت اوي بعد ما بباك الله يرحمه ماټ قدامها
فعاد ادهم بذاكرته إلى اليوم الذي ټوفي فيه والده السيد
عزام السيوفي جراء ازمة قلبية مفاجئة امام ابنته رغد عندما كانوا جالسين معا في حديقة منزلهم لهذا السبب اصبحت الفتاة تخاف من فكرة المۏت كثيرا بالرغم من قوة شخصية الا ان قلبها ضعيف تجاه هذا
الموضوع فتنهد بقلة حيلة وقال خلاص هبقى اصالحها بعدين
تسارع في الاحداث
مر ذلك اليوم الشاق على ادهم كما لو انه عام فهو كان خائڤ على امه التي اجرت عملية خطېرة وكادت ان تفقد حياتها لولا ان الله امد بعمرها ونشلها من قبضة ملاك المۏت كما انه كان دائم التفكير بحبيبته مريم التي كانت السبب في هيجانه على الاخرين وغضبه من نفسه لانها هاجرت وتركته بعد ان اصبح مهووسا بها فخرج الى حديقة المستشفى لكي ېدخن حيث اصبحت السچائر رفيقته الدائمة اشعل سېجارة وجلس على احد المقاعد واخذ يسحب الدخان منها ويدخله الى رئتيه وبعدها يخرجه من انفه وفمه وهو شارد الذهن واستمر على تلك الحال حتى انهى تدخين خمس سجائر الواحدة تلو الأخرى مما جعله يسعل فرمى اخر سېجارة على الارض وداس عليها بقدمه لكي يطفأها وبعدها وضع يده في جيب بنطاله واخرج منها قلادة مصنوعة من الفضة كانت دائرية الشكل ويبدو من شكلها انها تحتوي على صورة فقام بفتحها وبالفعل كانت تحتوي على صورة لمريم وهي تحتضن اختها مرام وتبتسم بعفوية وسعادة
وهذه القلادة تعود لوالدة مريم
رفع القلادة قليلا حتى أصبحت أمام عيناه وفتحها ثم نظر إلى صورة مريم واختها وقال بنبرة حزن انا محتاجلك انتي فين ارجوكي ارجعي انا مقدرش استحمل غيابك عني
وقال ذلك ثم ذرف دمعة دون ان يشعر فمسحها فورا عندما سمع صوت شقيقه معاذ يناديه لذا وضع القلادة في جيبه والټفت إليه قائلا في ايه يا معاذ
فاقترب معاذ منه وسأله انت كويس يا ادهم
ادهم ايوا
معاذ مش هترجعوا البيت الوقت اتأخر اوي وانتوا لازم تستريحوا
فنهض ادهم وقال هخلي سمير يوصل رغد البيت وانا هفضل هنا
معاذ متقلقش يا خويا انا وسلوى هنفضل هنا وانت لازم ترجع البيت لان ما ينفعش نسيب اختنا لوحدها وبعدين انت شكلك تعبان اوي ومش هتقدر تعمل اي حاجة لو فضلت هنا لانك مش دكتور
فتنهد ادهم واردف طيب خلاص انا هاخد رغد ونروح وانت ابقى طمنا لما ماما تصحى
معاذ متشلش هم
ادهم معاذ انا مش عايز اوصيك خلي بالك من ست الكل يا خويا لان مالناش غيرها ماشي
فشعر معاذ بأن اخيه حزين لانه نادرا ما كان يتحدث معه بتلك الحنية فوضع يده على كتفه وقال هحطها جوا عنيا يا ادهم بس انت متزعلش نفسك بسبب اللي قالته رغد لانها مكانتش قاصده تزعلك منها ابدا
ادهم انا مش زعلان من رغد بصراحة هي عندها حق يعني انا المسؤول عن العيلة ولازم اخلي بالي منكوا كويس بس بسبب الشغل اضطريت اني ابعد عنكوا شوية
معاذ انا عارف انك مشغول في مشاكل الشركة والموظفين بتوعك بس انت كمان لازم تستريح شويه لان
ليه حق عليك ولو فضلت تتعب نفسك كدا أكيد حتنهار
ادهم متقلقش عليا انا عندي مشكلة صغيرة ومش هستريح غير اما احلها
فتنهد معاذ وقال ربنا يهدي سرك يا خويا
قال ذلك ثم تركه وعاد لمناوبته اما ادهم فأخرج القلادة من جيبه مجددا ونظر اليها قائلا ايوا يا مريم انا مش هقدر ارتاح غير اما الاقيكي ساعتها مش هسيبك تبعدي عني ابدا
تسارع في الاحداث
في صباح اليوم التالي في نيويورك استيقظت مريم قبل الهام وكانت تشعر بشعور غريب حيث ان كان خاملا وتشعر بالتعب والإرهاق فنهضت عن سريرها بتكاسل وفجأة شعرت بالدوار ورغبة في التقيء لذا ركضت بسرعة نحو الحمام وبدأت تتقيء في المرحاض مما جعل صديقتها الهام تشعر بها فنهضت بسرعة وذهبت لكي تستفقدها في الحمام قائلة مريم انتي كويسه يا حبيبتي
قالت ذلك وهي تربت على ظهر مريم التي كانت تتقيء وعندما انتهت رفعت السيفون ونهظت ثم غسلت وجهها بالماء البارد وبعدها نظرت إلى الهام وقالت انا كويسه متقلقيش بس جايز تعبت لان الرحلة كانت متعبة
فوضعت الهام يدها على جبين مريم وقالت حرارة طبيعية يبقى مفيش عندك سخونية
ابتسمت مريم واردفت قولتلك انا كويسه وهبقى احسن بعد ما اعمل شاور
قالت ذلك ثم توجهت نحو الخزانة واخرجت بعض الملابس من رفها ثم دخلت الى الحمام مجددا لكي تستحم اما الهام فقالت وانا هرجع انام شويه لغاية ما تخلص الشاور بتاعها
قالت ذلك وعادت الى سريرها اما في
الاسفل فكانت جين تساعد السيدة سهيلة بتجهيز مائدة الإفطار بينما كان كل من سعيد ووالده السيد عمر يجلسان في الحديقة فقال الاول ماما باين عليها انها مبسوطة لان الهام ومريم هيقعدوا معانا
فابتسم والده وقال هي دي امك قلبها طيب وبتحب كل الناس ودا اللي بحبه فيها
سعيد ربنا يخليها لينا
اما في مكان اخر من نيويورك وفي منزل كبير بالتحديد نزلت الى الاسفل سيدة انيقة وجميلة وكانت تبدو في الخمسين من عمرها فابتسمت عندما رأت التلفاز مشغلا في غرفة المعيشة وقالت اكيد خالد رجع
قالت ذلك ثم توجهت نحو المطبخ ووقفت على عتبة الباب تراقب ذلك الشاب الوسيم الذي كان مشغولا في تجهيز الفطور فابتسمت وقالت good morning يا حبيبي
فالټفت اليها وسرعان ما ابتسم قائلا وحشتيني يا سوسو
قال ذلك ثم توجه نحوها وعانقها فبادلته العناق وبعدها ابتعدت عنه وسألته رجعت امتى يا خالد
خالد امبارح بالليل
سحر طيب ليه ما صحتنيش
خالد محبتش ازعجك قلت اعملهالك مفاجأة
فقامت بقرص وجنتيه وابتسمت قائلة ودي اجمل مفاجأة يا حبيبي
فضحك خالد وقال ما خلاص بقى يا سوسو انا كبرت ومابقتش عيل صغير
سحر حتى لو بقى عندك عندك عيلة
خالد ما انا عندي عيلة انتي عيلتي الوحيدة يا سوسو
قال ذلك ثم ابتسم لها واستدار لكي يحضر الخبز المحمص اما هي فاردفت متتهربش من الموضوع يا حبيبي لاني بتكلم جد وانت لازم تتجوز
فنظر اليها وقال متقليش يا عمتي انا اكيد هتجوز بس لازم الاقي البنت المناسبة في الاول
سحر وهتلاقيها امتى دي
في تلك اللحظة شرد خالد قليلا واخذ يتذكر مريم والساعات القليلة التي قضاها برفقتها اثناء رحلتهما في الطائرة ثم ابتسم تلقائيا وقال قريب جدا انا متأكد اني هلاقيها
فتنهدت سحر وقالت ربنا يتمملك على