الأربعاء 27 نوفمبر 2024

عشق الهوي

انت في الصفحة 43 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

ازدادت مريم بالنحيب بين ذراعيه مما جعله يعانقها اكثر قائلا اسف والله العظيم مكنتش عايز اخوفك مني بس اللي حصل كان ڠصب عني لاني كنت متعصب اوي 
فقالت من بين شهقاتها ارجوك اديني فرصة لغاية ما انسى اللي حصل انا بوعدك لما ابقى جاهزه هقولك بس بلاش تضغط عليا 
قبل ادهم جبينها وغمغم بصوت يغلبه الانكسار بوعدك يا مريم مش هلمسك طلما انتي مش موافقة ودا وعد شرف مني ليكي بس ارجوكي بلاش تبعديني عنك 

فقالت بعد ان هدأ روعها قليلا مش هبعدك يا ادهم بس ايه رأيك اننا نتعرف على بعضنا الاول احنا مخدناش الفرصة دي في علاقتنا وفي حاجات كتيرة متعرفهاش عني زي ما انا معرفش عنك كتير 
أبعدها ادهم عنه قليلا ثم نظر إلى وجهها وقال لو دا هيخليكي تبقى مبسوطة فانا هعمل كل اللي انتي عايزه 
احاطت يديها حول صدره واسندت رأسها عليه قائلة بنبرة حزينة متزعلش مني يا حبيبي بس انا عايزاك تصبر عليا لغاية ما اعدي المرحلة دي 
ادهم قولتك مش هلمسك يا مريم غير اما تطلبي انتي ثقي فيا يا روحي 
مريم انا واثقة فيك 
أخذ ادهم يملس شعرها بيده وعلامات الانكسار تعلو وجهه لان مريمته معشوقته الصغيرة ما تزال خائڤة منه بسبب معاملته الخشنة التي عاملها بها سابقا فكره نفسه في تلك اللحظة حد المۏت لأنه جعلها تتألم في ما مضى وتمنى لو انه ماټ قبل ان يفعل ذلك فاحاطها بيديه اكثر وهمس لها قائلا قوليلي بقى انتي عايزه تعرفي عني ايه
رفعت رأسها قليلا ثم نظرت اليه قائلة لو سألتك عن حاجة مش هتزعل مني 
ابتسم ثم امسك انفها واخذ يداعبه قائلا انا مستحيل ازعل منك يا قمر 
فابتسمت واردفت طيب قولي مين هي ميرا
في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجهه ادهم لتصبح متشنجة وجادة فأبتعد عنها وجلس وسألها انتي سمعتي اسمها فين 
جلست مريم ايضا وقالت فاكر لما رجعنا من السفر انا سمعت معاذ قال انك اخيرا قدرت تتجوز وتنسها كنت بتحبها مش كدا 
فنظر ادهم اليها مطولا ثم تنهد وغطى وجهه بيديه قائلا بتعب كانت اكبر غلطة في حياتي كلها بسببها بقيت بكره كل الستات وبقى قلبي قاسې مبفكرش غير في نفسي وبس 
امسكت مريم يده وسألته بنبرة مټألمة للدرجة دي بتحبها يا ادهم 
شعر ادهم بالحزن الذي كان يرافق صوتها لذا نظر اليها فوجد عيناها اغرقت بالدموع فما كان منه سوى ان يحتويها بذراعيه قائلا کنت بحبها من زمان اوي يعني من تسع سنين بس بعد ما قابلتك بقيتي كل حاجة بالنسبة لي انتي حبيبتي الوحيدة وهتفضلي كدا لغاية ما يجي اليوم اللي ھموت فيه 
شعرت مريم بالراحة من كلامه فقالت وهي تسند رأسها على صدره طيب ايه اللي حصل بينك وبينها 
قال وهو يملس شعرها براحة يده اللي حصل انها كانت ماتستهلش الحب والثقة اللي اديتهم ليها وطلعت وحدة خاينه وكانت كانت بتخدعني طول الوقت علشان فلوسي وانا لاني بحبها وثقت فيها 
ثم اخذ يحكي لها قصته مع ميرا عندما
كان في اميركا واخبرها كيف خدعته لتحصل على المال وكيف هربت هي وحبيبها المدمن وكيف سخر منهما القدر وجعلهما يتعرضان لحاډث سيارة مروع اسفر عن معا فأبتعدت مريم عنه بسرعة وقالت بدهشة هي
ماټت !
أومأ لها برأسه قائلا ايوا ودا اللي قهرني انها ماټت ببساطة كدا من غير ما اخد حقي منها ومن ساعتها وانا قفلت على قلبي ومقربتش على اي ست غيرك انتي لانك الوحيدة اللي حبيتها من كل قلبي حتى اكتر من ميرا نفسها 
بعد قوله ذاك تجمعت الدموع في عيون مريم ولم تشعر بنفسها عندما عانقته بقوة وغمغمت قائلة انا بوعدك اني هعوضك عن كل اللي حصلك بسببها بس اصبر عليا يا ادهم مش عايزه منك غير انك تصبر عليا وتديني شوية وقت لغاية ما انسى 
فعانقها ادهم بدوره واردف وانا قولتلك يا حبيبتي مش هقرب منك ابدا غير اما تبقي جاهزه 
قال ذلك ثم قبل جبينها واضاف يلا علشان ننام 
أومأت له برأسها واستلقت بجانبه وهي تحاوط صدره بينما كانت يده تربت على كتفها بحنان كما لو انها طفلة نائمة في حضڼ ابيها وقد اعادته لذكرى مؤلمة جعلته يغمض عيناه بشدة وقسمات وجهه اصبحت متشنجة للغاية 
تسارع في الاحداث 
انطوى الليل بظلامة وحل مكانه فجر يوم جديد فاشرقت الشمس لتبعث شعاعها الذهبي الذي انتشر في سماء مصر استيقظت مريم قبل ادهم الذي كان 
نظرت اليها امها وسألتها هتروحي فين يا بنتي
الهام هروح ادور على شغل بدل ما افضل قاعدة كدا من غير ما اعمل حاجة 
الأم ومالو ربنا يسهلك بس ليه ما تطلبي من مريم انها تكلم جوزها علشان يرجعك تشتغلي في شركته 
الهام لا يا ماما هيبقى شكلي وحش لو عملت كدا متشغليش بالك انتي بس ادعيلي 
رفعت المراة يديها تدعي لأبنتها قائلة ربنا يوفقك يا الهام يا بنتي ويبعتلك ابن الحلال اللي يسعدك ويحفظك 
فابتسمت الهام ثم قبلت جبين امها وقالت ربنا يخليكي ليا سلام دلوقتي 
قالت ذلك وخرجت تبحث عن عمل بينما كان قلبها دائم التفكير بحبيبها الذي لم تحب احدا كما احبته 
عودة الى منزل عائلة السيوفي 
استيقظ ادهم في تمام الساعة التاسعة صباحا وكانت هذه المرة الأولى التي يستيقظ متأخرا بهذا الشكل حيث كان دائما يستيقظ في تمام السادسة صباحا فنظر الى الساعة بجانبه ثم هب واقفا وقال يا نهار مش فايت ازاي فضلت نايم لغاية دلوقتي !
قال ذلك ثم نظر حوله ولم يجد مريم 
ادهم طيب متشكر 
قال ذلك وخرج الى الحديقة حيث كانت تعمليها يا مريم انا عمري ما صحيت متأخر بالشكل دا بس لانك ضبطي المنبه على الساعة تسعه هضطر اجري زي المچنون علشان اوصل الشركة 
فضحكت مريم والسيدة كوثر التي قالت وفيها ايه يعني لما تتأخر شوية مهي شركتك يابني ومحدش هيحاسبك 
اجابها ادهم وهو يعيد ابنه الى حضڼ امه قائلا الشركة بتمر في ظروف صعبة الفترة دي يا ماما و ماينفعش اسيب كل حاجة لكمال لان المسكين بيستحمل فوق طاقته 
مريم انا اشفتك تعبان وقلت اسيبك تنام كمان شويه 
ادهم طيب يا حبيبتي انا لازم اروح الشغل دلوقتي ومن بكرا جهزي نفسك علشان تبتدي شغل انتي كمان 
مريم لسه عايزني ابقى السكرتيره بتاعتك
ادهم 
اظن اننا اتكلمنا في دون مقدمات لسه زعلان مني يا كمال 
اجابه كمال معاتبا ايوا يا ادهم لاني هنت عليك وبهدلتني قدام الموظفين بالساهل كدا 
تنهد ادهم بتعب واردف متزعلش مني يا صاحبي انت عارف اني مكنش قصدي اعمل كدا بس كنت متعصب اوي بسبب الهاكر الواطي وانا لما بتعصب مبفكرش ابدا ما انت عارفني كويس 
كمال خلاص انسى محصلش غير الخير 
فابتسم ادهم على كتفه بخفه قائلا يعني مش زعلان
ابتسم كمال ايضا واردف لا مش زعلان قولي بقى مريم والامير الصغير عاملين ايه 
اتسعت ابتسامة ادهم واجاب بسعادة غامرة كويسين والحمد لله والجميل ان ابني مبسوط اوي لان بقى عندنا عيلة كبيرة اما مريم فهي كمان مبسوطة اوي 
قال جملته الاخيرة وهو يتنهد بعشق فانتبه عليه كمال لذا ابتسم بخبث وقال الظاهر ان في واحد اعترف بحبه اخيرا ولا ايه 
وضع ادهم يديه بجيوب بنطاله قائلا بابتسامه ايوا اخيرا قدرت اقولها اني بحبها 
كمال هايل طيب وهي كان ردها ايه
اجابه ادهم بضحكة وهي كمان بتحبي يا كمال 
فاتسعت ابتسامة كمال وعانقه قائلا الف مبروك يا صاحبي فرحتلك من كل قلبي والله 
ادهم متشكر يلا خلاينا نشوف شغلنا 
كمال يلا 
تسارع في الاحداث الساعة الثانية بعد الظهر 
اتصلت مريم على الهام وعندما اجابتها قالت ازيك يا لولو وحشتيني يا بت 
فقالت الهام ممازحة معقول وحشتك وحبيب القلب الحمش جنبك يا مريم !
ابتسمت مريم قائلة متقوليش كدا انتي اختي يا بت واكيد هتوحشيني 
فضحكت الهام واردفت انا بهزر معاكي وانتي كمان وحشاني مۏت 
مريم طيب ايه رأيك نتقابل 
الهام وماله بس هيسمحلك جبل التلج انك تخرجي من البيت
فقالت مريم بحدة
انا مش سجينة عنده يا الهام 
وسراعان ما تغيرت نبرة صوتها لتقول بدلع وبعدين ليه بتقولي عنه جبل تلج دا طلع رومانسي جدا وكمان حنين اوي 
ضحكت الهام وقالت الله كل اللي قعدتيهم في بيته يومين بس وبقيتى بتقولي عنه رومانسي الظاهر ان عم ادهم دا كان رقيق اوي ومش بعيد اني هسمع ان في بيبي تاني جاي في السكة 
فقالت مريم بخجل تأدبي يا بت وقوليلي هنتقابل فين 
فضحكت الهام قائلة طيب ماشي فاكرة الكوفي شوب اللي كنا بنقعد فيه ايام الجامعة انا قريبه منه دلوقتي وينفع اقبلك
هناك 
مريم طيب مسافة السكة وهكون عندك 
الهام تمام وانا هستناكي 
اغلقت مريم هاتفها وتوجهت نحو غرفة المعيشة حيث كانت السيدة كوثر جالسة تداعب حفيدها فقالت ماما ينفع اخرج من البيت علشان اقابل صاحبتي 
نظرت السدة كوثر اليها وابتسمت قائلة طبعا يا روحي اساسا انتي مش محتاجة اذني علشان تخرجي بس قولي لجوزك الاول لان دي الاصول يا بنتي 
فابتسمت مريم واردفت اكيد هروح اكلمه دلوقتي بس ينفع اسيب ادهم عندك لاني مش هقدر اخده معايا والا هيتعب بسبب الحرارة 
السيدة كوثر طبعا دا هيبقى على قلبي احلى من العسل 
مريم ربنا يخليكي عن اذنك 
قالت ذلك ثم ابتعدت لتهاتف ادهم وما ان طلبت رقمه حتى اجابها فورا وقال بصوته الشجي جرى ايه هو
انا وحشتك بالسرعة دي 
فابتسمت بخجل وقالت بصراحة انا اتصلت بيك علشان اقولك على حاجة 
ادهم ايه هي 
مريم انا عايزه اخرج من البيت عشان اقابل الهام صاحبتي بس قلت اخد اذنك الاول 
فأبتسم ادهم وقال برافو عليكي وانا مبسوط لانك طلبتي مني قبل ما تخرجي 
مريم يعني انت موافق اني اخرج
ادهم ايوا يا حبيبتي اخرجي براحتك وزي ما انتي عايزه بس اطلبي من سمير يوصلك وبلاش تلبسي حاجات ملفته عشان بغير 
فابتسمت مريم قائلة حاضر 
ادهم وكمان بلاش ضحك ومهيصة انتي والهام دي واقعدوا في مكان محترم ويا ريت ميكونش فيه رجاله وكمان متتأخروش 
فضحكت مريم وقالت جرى ايه يا ادهم عايز تديني محاضرة زي ما كون عيلة صغيره !
ادهم اسمعي الكلام يا مريم 
مريم حضار مش هنتأخر ومش هلبس حاجات ملفته وهنقعد في مكان محترم في حاجة تانية 
فابتسم ادهم بغرور وقال لا بس وحشتيني 
ردت عليه بخجل وانت كمان
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 46 صفحات