الأربعاء 27 نوفمبر 2024

عشق الهوي

انت في الصفحة 45 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

انتي عارفه النظام يا سلوى ماينفعش تدخلي اي عملية وانتي تعبانه لان دا هيعرض حياة المړيض للخطړ علشان كدا انتي روحي ريحي وانا هطلب دكتور تخدير تاني 
فتنهدت سلوى باستسلام ووغمغت حاضر زي ما انت عايز 
نظر إليها قائلا لو تعبانه اوي خلي الدكتورة سما تكشف عليكي لغاية ما اخلص العملية واجيلك اوك 
ابتسمت سلوى بلطف لان زوجها الذي تحبه ېخاف عليها حتى من نسمة الهواء فامسكت بيده وقالت متخفش يا حبيبي انا كويسه بس جايز حسيت بدوخة لاني منمتش كويس امبارح 
معاذ طيب يا قلبي انا لازم اروح دلوقتي وانتي متعبيش نفسك اتفقنا 
سلوى ان شاء الله 
معاذ ادعيلي 
سلوى ربنا يقويك 
ثم دخل معاذ الى العملية بعد ان طلب من احد اطباء التخدير المتفرغين ان يحل محل سلوى التي كانت ترافقه في كل عملية جراحية يجريها اما هي فنزعت الثوب الاخضر وارادت ان تخرج من غرفة التعقيم ولكنها شعرت بالأعياء الشديد وضعت يدها على فمها لتمنع نفسها عن التقيوء ثم ركضت نحو الحمام وبدأت تتقيأ وعندما انتهت شعرت بصداع خفيف فغسلت وجهها ونظرت إلى انعكاس صورتها في المرآة مطولا وفي تلك اللحظة شع شعاع الأمل في قلبها المنكسر واخفضت نظرها لتنظر إلى بطنها ثم وضعت يدها عليه وقالت بعدم تصديق معقول انا حامل !
قالت ذلك ثم خرجت من دورة المياه بسرعة حتى توجهت إلى عيادة المستشفى اشترت جهاز كاشف للحمل وسرعان ما عادت الى دورة المياه حتى تختبر الجهاز وكانت النتيجة ايجابية حيث اظهر الاختبار انها حامل بالفعل تجمعت الدموع في حدقتيها ووضعت يدها على
فمها غير مصدقة انها حامل اخيرا بعد انتظار 6 سنوات طويلة ولكن الله جبار السماوات قد جبر بخاطرها المنكسر بعد ان صبرت طويلا ورضيت بحكمه وقسمته وقد زرع في جوفها روحا طاهرة نقية ستعوضعها هي وزوجها الذي رفض رفضا قاطعا بأن يتزوج
غيرها حتى ينجب وفضل ان يعيش بدون اطفال على ان يكسر قلبها 
بعد مرور عدة ساعات 
خرج معاذ من غرفة العمليات وهو منهك القوى حيث كانت العملية التي اجراها صعبة جدا ولكنها نجحت في نهاية المطاف أراد ان يتصل على زوجته لكي يطمئن عليها ولكنه تفاجأ بوجودها جالسة في مكتبه فتوجه نحوها بسرعة وسألها بلهفة انتي كويسه يا حبيبتي 
نظرت سلوى اليه بعيون تملؤها الدموع مما زاد قلقه وخوفه عليها فأمسك بوجهها قائلا بقلق مالك يا سلوى انتي بټعيطي كدا ليه !
ولكنها لم تقل شيئا بل امسكت يده ووضعت بها اختبار الحمل دون ان تبعد نظرها عن وجهه فنظر هو الى الجهاز الذي وضعته بيده وسرعان ما قطب حاجبيه عندما رأى أن النتيجة ايجابية فنظر الى وجهها بسرعة بعيون مفتوحة حيث ابتسمت له ثم وضعت يدها على خده قائلة الحمد لله يا حبيبي احنا صبرنا وربنا كرمنا وهيبقى عندنا ابن 
في تلك اللحظة شعور 
عادت الهام الى المنزل في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء وكانت متعبة لذا فتحت باب المنزل وقالت بنبرة مرهقة ماما انا رجعت وعايزه اكل بسرعة لاني ھموت من الجوع 
فاسرعت امها نحوها وقالت بصوت خاڤت وطي صوتك يا عبيطة عندنا ضيوف 
سألتها الهام بصوت منخفض مين دول
الام لو عايزه تعرفيهم يبقى خشي هما في الصالة سلمي عليهم واقعدي معاهم انتي وبباكي لغاية ما جيب الضيافة 
تنهدت الهام وقالت بعدم اكتراث انا تعبانه اوي يا ماما وعايزه اكل 
فضړبتها امها على كتفها بخفة وزجرتها من بين اسنانها يا عبيطة افهمي بباكي قاعد معاهم لوحده وفي ست كمان علشان كدا اقعدي معاهم لغاية ما جيب الواجب 
الهام طيب خلاص خلاص هقعد معاهم وهنشوف اخرتها ايه 
قالت ذلك ثم توجت نحو غرفة المعيشة فابتسمت والدتها وقالت اخرتها خير ان شاء الله 
وعندما دخلت الهام الى الصالة ارادت ان ترمي السلام ولكن لسانها شل عندما رأت خالد وعمته سحر جالسين مع والدها الذي نظر اليها وابتسم قائلا اهي العروسة جت 
فنظر خالد اليها ثم نهض وابتسم ابتسامة تحمل الكثير من المعاني اهمها الحب والاشتياق وسألها بصوت هادئ ازيك يا الهام
اما سحر فنهضت وابتسمت قائلة ازيك يا حبيبتي
ولكن الهام لم تستطيع الرد حيث كانت تحدق ب خالد بغير تصديق فوكزتها امها التي عادت من المطبخ وهي تحمل الفاكهة وغمغت بهمس اتقلي يا بت قدام الراجل 
ثم ابتسمت وقالت للمرة السابعة اهلا وسهلا 
اما العم امين فقال الهام مش عايزه تسلمي على الجماعة يا بنتي 
فعادت الهام الى طبيعتها ولكن عيناها امتلأت بالدموع وقد لاحظ خالد ذلك ولكنها تداركت الامر وابتسمت ثم توجهت نحوهم قائلة ايه المفاجأة الحلوه دي 
قالت ذلك ثم مدت يدها لتصافح خالد فصافحها بيده الدافئة وما ان لمست يده حتى شعرت بقلبها يرقص فرحا ومع ذلك سألته بهدوء ازيك يا خالد
ابتسم خالد وقال دلوقتي بقيت كويس 
اربكها بكلامه لذا سحبت يدها بسرعة ثم توجهت نحو سحر التي عانقتها وقالت وحشتيني يا لولو بقى كدا يا شقية ترجعي مصر من غير ما تودعيني
في تلك اللحظة انسابت دمعة من عين الهام مسحتها بسرعة واردفت انا اسفه يا طنت بس السفرية جت فجأة وكان لازم ارجع 
واستطرد والدها قائلا سيبوا العتب واللوم لوقت تاني يا جماعة وخلونا نرجع لموضوعنا 
جلس الجميع مجددا وقال العم امين لابنته الهام التي جلست بجانبه بصي يا بنتي انتي بقيتي كبيرة دلوقتي وانا بحترم كل قراراتك
بس لانك بنتي الوحيدة انا 
فابتسمت امها وقالت اهو السكوت علامة الرضا يا جماعة 
واضافت سحر بابتسامة عريضة مادام كدا خلونا نقرا الفاتحة على نية التوفيق 
فقال العم امين على بركة الله 
ثم قرأوا الفاتحة وعندما انتهوا نهض خالد وصافح امين الذي قال الف مبروك يابني 
خالد ربنا يخليك يا عمي 
اما الهام فقد حاصرتها امها وعمة خالد بالعناق والتهنئة بينما كانت هي تنظر اليه بسعادة كبيرة ولكن خجلها لم يسمح لها بأن تتحدث بأي شيء الى حين قال خالد لوالدها تسمحلي اقعد مع الهام على البلكونة يا عمي
فنظرت هي الى والدها الذي قال ومالو يابني اتفضلوا 
نظر خالد اليها ثم ابتسم ومد لها يده حتى تمسك بها قائلا يلا يا عروسة 
نظرت الهام الى امها وكأنها تستأذنها للذهاب مع زوج المستقبل فأومأت لها بابتسامة جعلتها تستجمع شجاعتها ووضعت يدها في يده بلطف وخجل ثم خرجت برفقته الى الشرفة وما ان وطأت أقدامهم أرض الشرفه حتى سحبها وعانقها بقوة وكأن حياته معلقة على ذلك ثم همس لها قائلا وحشتيني 
ذرفت الدموع مجددا وغمغت بصوت مخڼوق وانت كمان 
ثم ابعدها عنه قليلا ونظر إلى وجهها الباكي وقال بجدية بحبك 
فابتسمت بينما استمرت بذرف الدموع ولم تقل شيئا بينما سألها بابتسامة تقبلي تتجوزيني يا الهام 
أومأت له برأسها بالموافقة وكأن لسانها قد شلت حركته تماما فابتسم بإشراقة وعانقها مجددا ولكن سرعان ما ابعدته عنها قائلة بهمس
ميصحش تعمل كدا اهلي والجيران هيشوفنا 
فابتسم خالد وسألها مكسوفه يا لولو
ابتسمت بخجل واحنت 
خالد انا بعت شركتي اللي في نيويورك والفيلا وكل حاجة ورجعت علشان اعيش في مصر وهوسع شركتي اللي هنا وكل دا علشانك انتي ومريم لاني مقدرش اعيش من غير حبيبتي واختي وابنها 
تأثرت الهام كثيرا بما قاله لدرجة ان دموعها نزلت مجددا فابتسمت وقالت بجد يا خالد انت بعت كل ممتلكاتك في نيويورك علشاني انا ومريم
مسح خالد دمعتها بلطف واجاب مش بس علشانكوا انا عشت في الغربة كتير اوي وآن الآوان علشان ارجع بلدي وبصراحة عمتي كان نفسها ترجع مصر من زمان بس ماكنتش عايزه تسيبني لوحدي هناك علشان كدا انا قررت ارجع ومش هسيب مصر بعد كدا ابدا 
في منزل عائلة السوفي 
عاد ادهم ومعه مريم الى المنزل في نفس الوقت الذي عاد به معاذ وزوجته سلوى وكانت السعادة ظاهرة على وجههما فدخلوا الى المنزل وكان كمال ورغد عندهم جالسين في غرفة المعيشة مع السيدة كوثر 
فقال ادهم مساء الخير 
رد البقية عليه السلام ثم قال معاذ بنبرة تنم عن السعادة انا عندي خبر حلو يا جماعه 
فقالت امه خير ان شاء الله 
ابتسم وامسك بيد سلوى وهتف بسعادة غامرة سلوى حامل يا ماما 
شعور رائع للغاية شعر به افراد العائلة وسعادة وفرح كبيرين غطيا وجوههم بعد سماع ذلك الخبر المفرح فنهضت السيدة كوثر وقالت بغير تصديق بجد يا ابني 
فابتسم معاذ قائلا والله العظيم 
نزلت دموع امه وعانقته هو وزوجته بقوة بينما سمعا التهنئة من الاخرين وكان الجميع سعيد لأجلهما وبعد التهنئة والضحك والسعادة اجتمعوا حول مائدة الطعام ليتناولوا العشاء فأخذوا يتحدثون بأمور كثيرة ويمزحون في ما بينهم حتى انهم لم يشعروا بالوقت يمضي بسرعة واصبحت الساعة
العاشرة مساء فاغادر كمال دي متقدرش توصف السعادة اللي جوايا يا سلوى انا استنيت كتير علشان يبقى عندي ابن منك انتي ومقبلتش اتجوز غيرك علشان انتي حبيبتي الوحيدة حتى لو كنت هعيش طول عمري من غير عيال بس الحمد لله ربنا كرمنا وهتبقي اجمل ام في الدنيا دي كلها يا روحي 
ذرفت سلوى دمعة وهي تسمع كلامه مما جعلها تسند رأسها على صدره وقالت
وانا بحبك يا معاذ والحمد لله اني هبقى ام لأبنك 
فابتسم معاذ ثم انزلها واستطرد بمرح يلا يا سمو الأميرة اتفضلي على الجناح الملكي بتاع حضرتك وانا هروح اجيب لك كوباية لبن دافية 
اما في مكان اخر من المنزل 
كان ادهم في غرفة المكتب ينظر من خلال النافذة فسمع طرق خفيف على باب الغرفة فابتسم قائلا اتفضلي يا حبيبتي 
فدخلت مريم وهي تحمل فنجان شاي وسألته ازاي عرفت ان دي انا 
نظر اليها واجاب محدش هيزعجني في الوقت دا غير حبيبة قلبي 
مريم بقى كدا انا جبتلك كوباية شاي بس لو مش عايزها هرجعها على طول 
فابتسم ادهم وقال لا عايزها 
فابتسمت بدورها وأعطته فنجان الشاي قائلة بالهنا والشفا 
فأخذ ادهم
فنجان الشاي من يدها ثم وضعه على الطاولة وعاد ليمسك يدها وقربها منه قائلا متشكر لأنك جيتي دلوقتي 
قال ذلك وعانقها بلطف فشعرت انه ليس على مايرام لذا سألته بقلق مالك يا ادهم 
فأغمض عيناه وأحكم عناقها وهمس بصوت أجش ششش خلينا نفضل كدا من غير كلام 
قال ذلك واخذ يستنشق عبير شعرها وهو يغمض عيناه فتنهدت وأخذت تربت على ظهره بلطف وبقيا على تلك الحال لمدة ثلاث دقائق ثم ابعدها عنه وقال متتخيليش انا فرحان
44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 46 صفحات