روايه بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيما يوسف(كاملة)
تؤلمها من حديث تلك الهند التي غرزته پسكين داخل قلبها المسكين
وتابعت الأخرى وهي ترفع حاجبها بمكر عندما استشفت معالم وجهها المړتعبة وظنت أنها وصلت لمبتغاها
كلامي صدمك طبعا واعرفك اني مش قاعده هنا زي الاطرش في الزفه فا بالذوق كده هتاخدي بعضك وتاخدي ولادك وتورينا عرض كتافك ولا نقعد هنا انا وإنتي ونقابل بعض في الملعب واللي معاه الملك هو اللي يكسب .
انت ليه بتكرهيني قوي كده انا
عملت لك ايه خلاكي تبقي مش طايقه وجودي وحتى بعد جوزي ما ماټ الله يرحمه لسه زي ما انتي !
حالي ما صعبش عليكي يا شيخه علشان تتعظى وتنعدلي وتنظبطي وتنضفي قلبك ده من جوه
واسترسلت حديثها بدموع هابطة
كالشلالات على وجهها وكأنها حاضرة
انتي ايه شړ بيتحرك على الأرض يا شيخه ده انا جوزي لسه مېت بقى له اسبوعين ارحميني وابعدي عني بأذاكي وبقلبك اللي مليان شړ ده وسيبيني في حالي وانا اصلا ما ليش علاقه بيكي ولا هاجي ناحيتك ويا نحله لا تقرصيني ولا عايزه عسل منك .
ضحكت الأخرى بصوت عالي ثم ضړبت على فخذيها بغل ورددت بعيون جاحدة
اقول لك انا السبب ايه يا حلوه
انا طيرك وبصراحه كده الأحق منا اللي هي تطير وتفارق هو انتي
انا هنا عايشه وسط جوزي وبناتي اما انتي ما بقاش ليكي حد اللي كنت عايشه في ضله وفي حماه الله يرحمه اتكل على الله
واسترسلت بټهديد واضح
هاي هتمشي وتورينا جمال خطوتك علشان نعيش في هدوء وسلام كلنا ولا كل واحد يقول اللي عنده وشوفي بقى حماتك وابنها الكبير وامك وابوكي لما يعرفوا ان بنتهم
الى هنا لم تستطيع ريم الصمود امام الاتهام البشع من تلك الخبيثه التي تجلس امامها وتتحدث بعيون مكشوفه ورددت بصرامه
شوفي بقى يا اللي اسمك هند انا لحد دلوقتي سايباكي تبخي السم اللي عندك كله وبرميه وبعديه وبكبر لكن هتقلي في الكلام معايا وتعتبريني ان انا بقى واحده جوزها مېت وما لهاش
واسترسلت بعيون قويه امام تلك الهند
مش معنى ان انا طيبه وهاديه اني اسمح لأي حد في الدنيا يدوس على طرفي لا فوقي لنفسك على الاخر انا ريم المالكي اللي طول عمرها ما حدش يقدر
يدوس لها علي طرف مش تيجي واحده جاهله زيك كل حياتها تافهه هتدمر لي حياتي وحياه ولادي ولعلمك انا قاعده هنا على قلبك ومش هسيب بيت جوزي ولا هتحرك منه واللي عندك اعمليه انا ما بخافش غير من اللي خلقني .
تمام يا سلفتي انا عليا حذرتك ونبهتك انك تمشي بهدوء وإنتي متبتة وماسكة فيها بايديكي وسنانك بس ما ترجعيش ټعيطي لما اقلع لك سنانك دي خالص واكسر لك ايدك اللي مخلياكي متبته وما بقاش هند اما قلبت الدنيا عليكي وخليتك ما تسويش في البيت ده بتلاتة تعريفه .
قالت تلك الكلمات واعطت لها ظهرها فردت على حديثها ريم بسرعه قبل ان تغادر
ما اتولدش ولا لسه نزل الدنيا ولا شافها اللي تقدر او يقدر يكسر ريم المالكي يا ام البنات فوقي لنفسك وركزي في حياتك وفي حالك وسيبك من حالي اللي انتي حاشرة نفسك فيه بالڠصب ومن زمان قوي ولما تشوفي حلمة ودنك تبقي تشوفيني مکسورة ومذلولة لأمثالك .
كانت الأخرى تمشي على عجالة ولكن تستمع الى كل حرف نطقت به ريم وتتواعد بداخلها ان توقد الڼار وتجعلها تلتهب وستدافع عن بيتها وزوجها امام تلك الريم كما ظنت في عقلها وتوهمت أن ريم بالتاكيد سترضخ للزواج من زوجها وإن حدث ذلك فالمۏت أهون لها
ورددت بتوعد وهي تخرج من الباب قبل أن تغلقه
هتشوفي الجاهلة هتعمل فيكي إيه علشان هددتي أمانها والعبرة بالخواتيم ياحب .
كانت تلك الكلمات الشيطانية التي أخرجتها كالسم من جوفها
وجلست ريم تناجي ربها وتحادث نفسها قائلة
يا الهي ان كنت اخطات وأذنبت فاستر عبدتك الضعيفه من غدر الزمان
يا الهي ابعد عني وعن قلبي وعن اولادي شړ شياطين الانس واغفر لي ذلتي فانت الأعلم اني لم اكن اقصد فلتات اللسان
العون منك يا رب ضد من يعترض اماني وسلامي ويسر لي طريقي من شړ الجبان .
8
بعد مرور اسبوعان على تلك الأحداث في منزل راندا المالكي عصرا حيث تجلس هي وابناؤها يتحدثون في أمور سفرهم الى أبيهم وتجلس أوسطهم
مهاب على يمينها وسما على يسارها تتحدث اليهم بتوضيح
شوفوا ياحلوين انا خلاص قررت ان احنا نسافر لباباكم اونكل باهر الله يرحمه مېت بقى له شهر خلاص مش بإيدينا
حاجه نقدمها لخالتو ريم ربنا يديها الصبر يارب
واستطردت بنبرة حماسية لأخذها قرار السفر إلي زوجها وحبيب روحها
عايزين نسافر لباباكم من غير ما نقول له نعملها له مفاجأة وهو مش هيصدق نفسه فاكرين من كذا سنه لما عملنا له المفاجأة دي وما كانش مصدق نفسه ان احنا جينا
ها إيه رأيكم هتبقوا معايا ولا هتبوظها لي
صفقت سما بيديها كعلامة على
فرحتها السفر الى والدها ثم احتضنت والدتها مردده بحماس مماثل
واو فكرة جميلة يا مامي إنتي عارفة انا بعشق جو المفاجآت ده واكيد بابي هيطير
من الفرحه لما يشوفنا ووعد مني هعمل وضع السايلنت ومش هتكلم نهائي الدور والباقي على الأستاذ مهاب اللي ممكن يبوظ لك الخطه .
قالت سما تلك الكلمات وهي تخرج لعابها لأخيها كعلامه على استفزازها له على سبيل المداعبة
اما مهاب قام بإلقاء الوسادة في وجهها مرددا بنبرة اعتراضية
شوفي بقى يا ماما البنت دي حطاني في دماغها وهي اللي بتبدا معايا بالاستفزاز الأول اهو علشان خاطر تكوني عارفة وكل حاجه قدامك
وأكمل وهو الآخر يخرج لعابه لها ردا على استفزازها
لعلمك بقى يا ست سما انا كمان
مش هتكلم ولا هفتح بقي علشان خاطر انا نفسي اعمل المفاجأة دي انا كمان لبابا .
أشارت هي بكلتا يديها
الى الاثنين مرددة بنفي لأولادها وموضحه عدم رضاها على طريقتهم في الحوار
بذمتكم انتم الاتنين ده طريقه حوار ما بين ولد وبنت راقيين خريجين مدارس خاصه !
وتابعت بعتاب لكلتاهما
شوفوا بقى انتوا الاتنين إن ما انظبطوش في طريقة الكلام مع بعض مش هنسافر خالص
ينفع لما تروحوا عند بابي وتبقوا بالمنظر ده قدامه يقول عليا ايه ما عرفتش أربي مثلا !
زمت سما شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن
ممزوج بإعتذار وتحدثت بنبرة حزينة مفتعلة
بالله يا ماما ما تزعليش احنا بنهزر انا ومهاب مع بعض هو في احسن من تربيتك لينا يا ست الكل
ثم نظرت الى أخيها وأكملت مرددة بتأكيد على حديثها
صح ولا أنا غلطانه يابيبو ياأحلي أخ في الدنيا
اجابها مهاب وهو يعدل من لياقة قميصه مرددا بنبره إطرائية مسلية
ايون انا فعلا احسن اخ في الدنيا بارك الله فيكي يا اخت سما
ويا ريت تفضلي على النمط ده على طول علشان احبك واجيب لك شيكولاته وصندل بينور .
ما ان استمعتا الاثنتان الى
تلك الكلمات التي خرجت من فاهه حتى انخرطا في الضحك من طريقته المسليه والمضحكه
فردت سما قائله بابتسامه
مقبوله منك يا بيبو التريقه دي وكل يهون علشان خاطر ست
الحبايب ترضى عننا بس وتخلينا نسافر الى دبى بسلام وأمان .
اخذتهم رندا بين ها الحنون وتحدثت اليهم بفخر واعتزاز على تربيتها لهم
شوفوا يا حبايبي انا عارفه انكم متربيين كويس جدا بس لازمن ما اعديش اي موقف كده ما بينكم الا وأصلحه وقتي حتى لو كنتم بتتكلموا على سبيل الهزار دوري كأم اني اراقب هزاركم وخناقكم وحزنكم وفرحكم لأني انا هنا اللي بقوم بدور الأب ودور الأم
وتابعت حديثها باستجواد
وانا عارفه كويس انكم ولاد حلوين ومطيعين بس لازم انبهكم اول باول لاني مش عايزين نحس انا وبابا ان عمرنا ضاع هو في الغربه وانا هنا في وسطكم بين الحقيقه والسراب فعايزاكم تعرفوا ان احنا بنضحي بسعادتنا علشان كلنا نبقى مرتاحين فهمتوني يا حلوين .
احتضن مهاب والدته واجابها بنبره محبة وجادة
عارفه يا ماما إنتي بالنسبه لي اعظم ام في الدنيا علشان انت فانيه حياتك لينا انا وسما وبابا بكل السبل وبابا كمان اعظم اب في الدنيا علشان عمره ما حسسنا ان احنا ناقصنا حاجه فبالتالي لازم انا وسما نطلع نموذج مشرف للعظماء اللي ربونا وتعبوا علينا .
تنهدت بارتياح مما استمعت اليه من حديث ولدها الذي أثلج عن صدرها ونزل على قلبها كالبرد والسلام الذي نزل على ابراهيم حين كان محاطا پالنار وتحدثت قائله بحنان نابعا من قلبها الجميل لابنائها
ربنا يخليكم ليا يا حبايبي ويخلي باباكم اللي
تعبان وشقيان في الغربه علشان خاطر يعيشنا في المستوى اللي احنا عايشين فيه ده والحياه ما هي الا تضحيه من جميع الاطراف علشان السفينة مقاديفها ما تنكسرش ونغرق كلنا
واسترسلت حديثها وهي تمسك هاتفها لكي تهاتف والدتها مردده
انا هكلم تيتا دلوقتي علشان اعرفها على كل اتفاقنا وهخليها
طبعا تبلغ جدو جميل وتبلغ خالو رحيم ان الموضوع يبقى في غايه السر والكتمان وكدة يبقي تمام
واثناء حديثها استمعت الى رد والدتها عليها قائله باطمئنان
ازيك يا امي عامله ايه
وحشتيني جدا يا حبيبتي .
اجابتها والدتها بحب
الله يسلمك يا ام مهاب انا كويسه يا حبيبتي وفي نعمه وفضل من الله .
ابتسمت الأخرى وتحدثت باستفاضه شارحه ما تريده من والدتها
بصي يا ماما احنا قررنا ان احنا نسافر انا والأولاد لإيهاب علشان نلحق نقضي شهر الاجازه بتاع الترم الاول ونرجع تاني على طول
بس احنا حابين نعملها له
مفاجأة مش هنقول له ان احنا مسافرين له علشان نشوف رد فعله هيبقى عامل ازاي لما يلاقينا قدامه مره واحده
وتابعت حديثها وهي تتخيل شكل زوجها عندما يراهم فجاه قائله بنبره حماسيه
بجد يا امي مش عايزاكي تجيبي سيره خالص لو ايهاب كلمك في اي وقت وتنبهي على بابا ما يجيبلوش سيره عشان عارفاه قلبه طيب وممكن يبوظ لنا المفاجأه وكمان تنبهي على رحيم باشا لا يقع بلسانه وبرده يبوظ لنا الدنيا.
ابتسمت فريده من حديث
ابنتها وعلى چنونها في الفكر واجابتها باستفسار
طب ليه يا بنتي ما تعرفيهوش علشان
يستقبلكم في المطار علشان ما تتبهدليش إنتي والأولاد سيبيكي من الافكار المجنونه بتاعتك دي انا كده هبقى خاېفه عليكم وطول الطريق مش هبقى مطمنه لحد ما توصلوا
المره