الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيما يوسف(كاملة)

انت في الصفحة 21 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز


بطاعة
حاضر يا مامي ما تقلقيش على اخويا انا بحبه جدا وهلعب معاه عقبال ما تيجي .
خرجت ونظرت من أعلى الأدراج قائلة بتساؤل 
نعم يا ماما محتاجه حاجه مني انزل لك
.
قلبت الأخرى عينيها بنظرة مړتعبة وأجابتها بحدة 
ايوه انزلي لي حالا في حاجه مهمة انا عايزاكي فيها وخلي الأولاد عندك .
اړتعب داخل الأخرى من هيئه تلك السيدة ودخلت الى أبنائها مرددة باستعجال وهي ترتدي حجاب رأسها 

انا هشغل لك التلفزيون علشان خاطر تتفرج عليه واخوك عينيه راحت في النوم اهو ما تجيش ناحيته خلي بالك منه بس وانا هشوف تيتي عايزه ايه وهطلع لك تاني ماشي يا حبيبي .
أماء لها الصغير بموافقة ثم نزلت الى الأسفل ورأت على وجوههم ما لا يسر فرددت في حالها قبل ان تلقي السلام 
مالهم دول وشهم ما يبشرش بالخير استر يا رب .
ثم نظرت اليهم مرددة السلام باحترام 
صباح الخير يا ماما صباح الخير يا هند .
وأثناء القائها الصباح كان قد دلف اليهم زاهر مرددا السلام ثم نظر الى والدته قائلا باستفسار 
في ايه يا ماما جبتيني على ملى وشي من الشغل في حاجه حصلت ولا ايه قلقتيني 
نظرت اليه والدته نظره ارتياح كأنها تقوي حالها في وجوده وكأنه هو بات مصدر الأمان والراحة بعد فقدان عزيزها وأجابته بتوضيح 
اقعد بس دلوقتي وهتسمع كل حاجه علشان يبقى كله على نور
واسترسلت حديثها وهي تنظر الى تلك الريم قائلة بتساؤل مريب 
قولي لي يا ريم هو إنتي اتخانقتي إنتي وباهر الله يرحمه في الليله اللي هو ماټ فيها خناقة كبيرة
ماإن استمعت ريم الى سؤالها حتى هوى قلبها بين قدميها ړعبا وهلعا ثم استفاقت من ترديد السؤال مرة أخرى لها وأجابت بعيون تتلفت يمينا ويسارا حرجا بلجلجة 
عادي خناقة عادية بين اي زوج وزوجة ما احنا ياما اتخانقنا ومحدش حس بينا ولا دري اشمعنا المرة دي يا ماما اللي بتسأليني 
ماإن استمع زاهر الى سؤال والدته حتى ردد اليها باستنكار 
وايه لازمته السؤال ده يا أمي واحد ومراته هم حرين هم الاتنين ليه بتفتحي في القديم اللي ما لوش لازمة دلوقتي 
واستطرد حديثه بإبانة 
وبعدين باهر الله يرحمه وريم عمرهم ما حد سمع لهم صوت في البيت وحتى لما بيكون ما بينهم مشكلة محدش كان بيتدخل ما بينهم خالص وده كان بطلب من باهر .
ابتسامة سخرية خرجت من فمها عقب حديث ولدها الأكبر واشارت اليه ان يصمت مكملة تساؤلاتها وهي تنظر الى ريم 
متأكده انها خناقة عادية يا ريم
وتابعت حديثها الذي أصدم الواقف المدافع بينهم عنها 
الست هانم اللي انت بتدافع عنها في الليلة اللي جوزها ماټ فيها كانت بتطلب منه انها تروح تشتغل مع مصنع من اللي بتتعامل
معاهم ولما اشتد الحوار ما بينهم قال لها تختاري الشغل يا البيت والأولاد 
وهي بجبروتها قالت له يبقى هختار الشغل وكسرت قلبه وخلته مصډوم من قرارها ونام وماټ من القهره انها فضلت الشغل عليه هي وولادها 
واسترسلت حديثها پغضب عارم
حصل الكلام ده ولا ما حصلش يا ست البرنسيسة
والمصممة العالمية
انقلب وجهها لألوان الطيف مما استمعت اليه
ألم يكفيها عڈاب الضمير التي تعيش به كل يوم 
ألم يكفيها الصراع الذي تعيشه منذ أن ماټ زوجها
الم يكفيها انها تؤنب حالها ولا تكاد تشعر بلحظة راحة منذ فراقه 
جمعت الحروف على لسانها اجبارا واجابتها بتوتر 
دي مش اول مرة اتكلم انا و باهر في
موضوع الشغل ومش اول مرة نتخانق على اني عايزه اخرج اشتغل واني من حقي اكلل موهبتي قولا وفعلا واني ما ينفعش اني افضل مغمورة جوه تصاميمي ومحدش يعرف عنها حاجة .
كانت تلك الهند تقف وعلى وجهها علامات السعادة لو طالت ان تهلل وتطير من كثرة البهجة على وقوف ريم كالمتهم في القفص وامامه القاضي والوكيل يجلد به جلدا
وترفع لها حاجبها بكيد ومكر 
اما ذلك
الواقف مصډوما مما حدث ومما استمع اليه وعلامات الدهشة تعلو وجهه
فنظر الى ريم وتحدث باستنكار 
بقى إنتي يا ريم اللي كنت بقول عليكي هادية وما بتطلعش العيبة منك تعملي كده 
بقي إنتي اللي كان جوزك بيجي طيران وما بيرضاش يتغدى مع اخوه ولا يوم من الأيام وطول عمره بيتكلم عليكي بالخير ومهنيكي ومخليكي برنسيسة تقهريه وتموتيه
مقهور !
واسترسل حديثه بوعيد 
انا والله العظيم ما مصدق اللي وداني سمعته دلوقتي بس ورب الكون لا هتشوفي على ايدي وفي البيت ده مرار قد الهنا إللي عشتيه
يعني كنت مفكرك اصيلة وطلعتى بتاعه نفسك في الاخر .
انتفضت ريم ناظرة إليهم جميعا واحست انها
وحيدة شريدة بينهم
قوت حالها ونظرت اليهم جميعا مرددة بقوه
مرار ايه اللي انت هتوريه لي يازاهر إنت ملكش عليا حكم ولا كلمة أصلا !
اللي هيفكر فيكوا يجي ناحيتي او ناحيه ولادي والله ما هتشوفوا ريم الغلبانة بوشها الطيب ومش هتشوفه مني الا وش ذئب مستعد ياكل اللى قدامه ويتغدي بيهم قبل مايتعشوا بيه .
اتسعت هند عيناها بذهول 
ورفعت احدي حاجبيها متعجبة ورددت 
انتي ايه يا شيخه الجبروت اللي فيكي ده ولسه لك عين تنطقي كمان بعد اللي عرفوه ده إنتي طلعتي ميه من تحت تبن .
قاطعت ريم حديثها المغلول وهدرت بها بنظرة غاضبة
وانتي مالك تدخلي في الموضوع ليه
اصلا يا اللي ټموتي في الفتنة وتشعليليها وتقعدي تتفرجي
مفكره اني كده شطارة منك مش هقول لك غير حاجه واحده بس حسبي الله ونعم الوكيل فيكي .
واسترسلت حديثها وهي تذكرها بعقۏبة ذنبها وما فعلت بها 
انتي ما تعرفيش ان ربنا سبحانه وتعالى قال
ولا تجسسوا
ولا يغتب بعضكم بعضا 
فنظرت ريم إلي زاهر وتلك الأم الذي ينشعل قلبها ڼارا من عدم إنكار ريم لتلك الكلمات التي أودت بفقيدها الغالي في لحده 
وتابعت حديثها وهي تشير بكفاي يداها إلي تلك الحية التي تتلون جميع الألوان 
الست هانم اللي بلغتكم باللي هي اتصنتت بيه بيني انا وجوزي الله يرحمه جت وساومتني إني اسيب البيت أنا وولادي ياإما هتبلغكم باللي حصل وإني أخرج من بيت جوزي إللي لسه مكملش ٣ شهور علي ۏفاته 
وهددتني وأنا طبعا معملتش حاجة أخاف منها علشان اسيب بيت جوزي وأخرج منه .
كادت هند أن ټموت ړعبا من تصريحات ريم
عن تهديداتها ولكن حدث مالا يحمد عقباه واطمئنت مما رأته وارتسمت علامات المكر والكيد علي وجهها مما أثلج صدرها وجعلها الي الآن في موقف المحارب المنتصر 
في دار الايتام وبالتحديد في الحفلة المقامة فيها 
استمعت تلك الأخصائيه الى حديثها وقامت من مكانها واشغلت الشاشة وابتدا العرض 
لفت الجميع انظارهم الى الشاشة وكانوا ينظرون الى تلك الشاشات پصدمة تعتلي وجوههم وفاه مفتوحه على تلك المعروض أمامهم ولم تكن الا عباره عن فيديوهات لتلك الفتاة التي كانت تغني أمامهم وهي في اوضاع مخله 
كانت مديرة الملجأ في موقف حرج لا تحسد عليه ونظرت اليه الاخصائية ورددت وهي تجز على اسنانها پحده بصوت لا تكاد تسمعه الاذان 
ايه يا زفتة المعروض ده إنتي مش مركزة خالص ازاي يحصل كده إنتي المسؤولة عن اللي حصل ده قدامي يومكم كلكم مش فايت
النهاردة واقفلي بسرعة الزفت ده .
كانت تلك الماكرة الكائدة تربع يديها على صدرها وتقف في موقف مفرح لقلبها المړيض الذي جعلها تفعل هذه الفعلة الشنعاء في تلك اليتيمة الأبية التي رفضت ان تسلك مسالك الشيطان 
وهي تضع سماعات الأذن وتتحدث مع شخص ما قائلة له بأمر سريع 
يلا يا ابني اعمل اللي انا قلت لك عليه بسرعه ومش عايزه اي غلطه والا انتم حرين .
اما عن مريم فكانت تضع يدها على فاهها وهي تكتم شهقاتها وعلامات الصدمة المفجعة ټضرب بجسدها 
وعلى الفور نظرت الى الجميع نظرات مړتعبة مما سيحدث لها 
فقامت من مكانها آخذة حقيبة يدها وانطلقت مسرعة الى الخارج
قبل ان ينفذوا عليها حكم الإعدام 
مما أرعب تلك الواقفة فلم يكن بحسبانها ان تتحرك مريم بهذه السرعة فاعترضت طريقها كي تلهيها قائلة 
على فين يا ربة الصون والعفاف ده الليله ليلتك وهيتحفل عليكي جامد النهاردة والأيام والسنين اللي جايه كلها 
واسترسلت حديثها وهي تنظر اليها من اعلاها لأسفلها بعيون تنطق
شړا 
ما انا قلت لك تعالي من الآخر وما حدش هيدري ولا هيحس بيكي وما لكيش حد يسألك رايحه فين ولا جايه منين وركبتي دماغك وعملتي الغلط مع اللي ما ينفعش يتعمل معاهم الغلط 
واثناء انشغالهم في الحديث انقطعت الكهرباء عن المكان بأكمله وباتت مريم اكثر ړعبا واطمئنت تلك الشيطانة الواقفة أمامها على سير خطتها المحكمة 
وفجأة احست مريم بالغدر فهي شديده الذكاء فانطلقت مسرعة من امامها الى الخارج واشعلت اضاءة هاتفها واختبئت في مكان خلف الدار لا يعرفه احد فهي تحفظها عن ظهر قلب 
ثم ضغطت زر الاتصال علي منقذها الدائم الذي يرسله الله لها دون اي تخطيطات لكل منهما 
وما ان اتتها الاجابه حتى قالت بصوت ملئ بالفزع تطلب منه انقاذها 
الحقني يا دكتور انا في مصېبة
ومش عارفة اعمل ايه اكيد حضرتك شفت الفيديو اللي اتعرض وده اللي انا كنت قايلة لك عليه وانا حاسه ان هي اللي ورا قطع النور ده وانها حاولت تعترض طريقي علشان مخرجش أو عايزة تعمل حاجة تانية أنا
مش فاهماها .
ثم مشطت المكان بأعينها پخوف رهيب وهي تخشى ان تراها عيون تلك الحية التي تهاجمها من كل صوب وحدب 
واسترسلت حديثها بعيناي كلها خوف ورجفة من القادم 
انا عايزه امشي من هنا فورا انا جريت واستخبيت في مكان مش هيعرفوا يوصلوا لي فيه دلوقتي لكن مجرد خمس دقائق بالكتير هيكونوا قدامي لو دوروا يا ريت تيجي تاخدني علشان انا مړعوپة
جدا .
بالفعل كان ذلك الرحيم يبحث عنها في
كل مكان خاصه بعد انقطاع الكهرباء اللامناسب في ذاك التوقيت بالتحديد وعندما راى نقش اسمها على الهاتف اجابها على الفور وعندما استمع الى حديثها كان بالفعل خارج وركب سيارته منطلقا الى مكانها في بضع ثواني
وفي الوقت ذاته كانت رجال تلك الحية عيونهم تبحث عنها في كل مكان حتى وجدوها تسرع مهرولة الى تلك السيارة 
حاولوا اللحاق بها مهرولين بنفس السرعة لكن يشاء القدر ان تصعد السيارة وتغلقها وفورا في غصون ثواني انطلق رحيم مسرعا بها 
وفي ذات الوقت تواصلوا مع زعيمتهم عبر سماعه الهاتف مرددين بإحباط 
للأسف يامدام هربت في عربية أخدتها ومشيت
والعربية دي كانت مستنياها 
استمعت إلي حديثهم پغضب عارم وكورت يديها وسحقت علي اسنانها بغل مرددة علي عجالة بسخط 
وراها يابهايم في لمح البصر تكونوا لحقتوا العربيه ووصلتوا لها ومتعملوش اي خطوة إلا بأمر مني 
الدار ملهاش غير طريق واحد بس يعني فرصة تسوقوا بأقصي سرعة وتجيبوهالي وإلا هتكونوا في

قبوركم النهاردة.
اثناء إلقاء الأوامر إليهم كانوا بالفعل صعدوا السيارة وانطلقوا مسرعين وهي مازالت تلقي عليهم عبارات السباب اللاذع 
وبالفعل استطاعوا الوصول إلى السيارة واصبحت في مرمي ابصارهم 
اما داخل
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 68 صفحات