روايه
وانطلق العروسان إلى عشهم ليبدئوا حياة جديدة مليئة بالحب والسعادة
ليعودوا بعد ذلك إلى العمل بعد انتهاء اسبوع العسل وتمضى الأمور طبيعية حتى جاء اليوم الذى شعرت به ورد بالتعب والغثيان وكادت أن يغشى عليها
ليسرع بها محمود إلى الطبيبة لتبشرهم أنها حامل ولكن عليها بالراحة
فرحت ورد فرحة غامرة بالحمل فكم تمنت أن تكون ام فهذا حلم حياتها لإنها تعشق الأطفال
وبالفعل أخذت الأجازة وكانت تتابع الحمل عند الطبيبة فى القرية
حتى مضى من الحمل عدة شهور وبالكشف عن جنس الجنين تبين أنها فتاة ففرح قلب ورد
وفرح محمود قائلا الحمد لله يا حبيبتى كل رزق ربنا حلو
ورد بإندهاش القاهرة دى مشوارها واعر جوى وبعيد اخاڤ على البت اللى فى بطنى
إبتلع محمود غصة مريرة فى حلقه قائلا معلش بس عشان كده هكون مطمن عليكى اكتر
ورد بفرحة والله اخيرا هشوف الست الكل ده انا نفسى أشوفها من زمان وانت اللى كنت عتجول معينفعش ننزل القاهرة دلوك
محمود واهو جه الوقت المناسب يا ستى
كل شىء بأوان
ثم زفر محمود بضيق وتركها وخرج إلى الشرفة يتنفس الهواء بعد أن شعر بالإختناق
ولاحظت ورد ذلك فقامت واتبعته واحتضنته من ظهره قائلة بحنو مالك يا حبيبى
عتخبى بردك على ورد حببتك
فابتلع محمود غصة مريرة فى حلقه وحدث نفسه مش ذنبك اللى بيحصل ده والله يا ورد
بس اعمل ايه ڠصب عنى وياريت تسامحينى
عشان انت متستهليش اللى بيحصل ده
انا ما شوفتش فى رقتك وأخلاقك وأنا فعلا بحبك من قلبى ويارتنى عرفتك قبل ما أعرفها بس النصيب
ثم حاول أن يسيطر على حزنه والټفت لها وابتسم ابتسامة عذبة ثم ضمھا لصدره قائلا هو اللى يعرف أجمل ورد فى الدنيا كلها يحس بحزن ولا زعل
لا يا قلبى ده كفاية حضنك ده كفيل ينسينى اى حاجة فى الدنيا
لتشدد ورد من احتضانه قائلة انا بحبك جوى يا محمود انت عوض ربنا ليه بعد الدنيا خذلتنى
ثم أبعدها قليلا عنه ونظر فى عينيها بتيه قائلا ورد عايز أقولك حاجة إنى بحبك يمكن اكتر من نفسى وعشان كده بقولك ياريت قلبك ميقساش عليه لو حصل يوم وزعلتك ڠصب عنى
فأرجوك تسامحينى ومتبعديش عنى
لأن لو بعدتى عنى انا ممكن يحصلى حاجة لإنك روحى يا قلب محمود
ابتسمت ورد وداعبت أنفه بحنو قائلة بحب انا يستحيل ازعل منيك يا محمود لإنك نفسى
فى حد برده يزعل من نفسه
فحدث نفسه محمود ياريت ياريت متزعليش
ليأتى اليوم التالى
وتسافر بالفعل ورد مع محمود وكانت تحاوط بيديها طوال الطريق بطنها خوفا من أن يصيب ابنتها شىء من فعل تلك المنحدرات التى تجعل السيارة تهتز
وأخذت تدعوا الله يارب سلمها
وظلت هكذا حتى وصلوا لتلك الطبيبة التى اخذت تتفحص كل إنش فى وجهها وظهر على ملامحها الغيظ والضيق ولكن سرعان ما تبدل ذاك لابتسامة صفراء بلا روح ثم ألانت لها الحديث قائلة اهلا اتفضلى يا مدام ورد على السرير نطمن على البيبى
وبالكشف السونار تابعت بقولها الأمور تمام ماشاء الله ووزن البنوتة كويس جدا
محتاجة بس تهتمى اكتر بأكلك وصحتك وتاخدى الفيتامينات بانتظام عشان تقدرى على الولادة اللى هتكون قيصيرية بإذن الله
ضيقت ورد عينيها مردفة بقلق وليه قيصرى يا دكتورة مش كل شىء طبيعى
جدامك
وممكن أكده أولد طبيعى أحسن
فزفرت الطبيبة بحنق قائلة بشدة وليه ننتظر ونتوجع فى الطبيعى يا مدام وقدمنا السهل بدون ألم وبنحدد ليه وقت معين
وكده قدامك تلت شهور وهتولدى بعد عشر ايام من التاسع
وخلال الشهر التامن هتاخدى حقنة الرئة عشان البنوتة تنزل بخير
تنهدت ورد باستسلام قائلة اللى تشوفيه يا دكتورة ربنا ييسر الامر
لتخرج بعدها بصحبة محمود إلى والدته التى رحبت بها واحتضنتها بحب اهلا نورتى يا مرات الغالى
لتشير الى محمود ماشاء الله عرفت تختار يا ابنى زى القمر
ورد بحرج تسلمى يا أمى والله انا كان نفسى أشوفك من زمان بس محمود هو اللى كان عيجول مش دلوك
والدة محمود ايوه يا بتى كل شىء بآوان
اقعدى استريحى عشان اللى فى بطنك وانا هقوم اعملك أكلة حلوة عشان تتغذى أنت دلوقتى بتكلى بنفرين
ورد لا ميصحش يا ست الكل اجعدى أنت وانا هقوم اعمل كل حاچة
والدة محمود تعيشى يا بت الأصول بس أنت جاية من سفر وكمان حامل ريحى يا بنتى
ثم قامت وأشارت الى محمود كى يتبعها
فتبعها إلى المطبخ وهو منكس الرأس حزين
نظرت إليه والدته بوجوم وقالت والله حرام عليك اللى ناوى تعمله مع المسكينة دى
دى بت كويسة اوى يا محمود وانا حبتها غير الزفتة اللى كنت تعرفها قبل كده وكانت منخيرها فى السما
ومعرفش على ايه دى متجيش نص جمال ورد
محمود بحرج عارف يا ماما بس أعمل ايه حكم القوى ومش بايدى حاجة
والدة محمود ربنا يهدها يا ابنى بس أنا خاېفة على ورد بعد اللى هتعمله
فلمعت الدموع فى عين محمود وأخرج زفيرا حارا قائلا ايوه وخاېف لو عرفت الحقيقة تبعد عنى وانا اللى خلاص ادمنتها ومقدرش أعيش من غيرها
فحزنت والدته من أجله وربتت على كتفه بحنو قائلة ربنا يعديها على خير ومتعرفش حاجة ويعوضكم يا ضنايا
فأمن محمود على دعائها قائلا يارب يا أمى
ثم بدئت فى تحضير الغذاء وأصرت ورد على مساعدتها حتى انتهت وشرعوا فى تناول الطعام وعندما انتهوا
جلت ورد الصحون
ليخبرها محمود بضرورة العودة إلى القرية قبل أن يحل الظلام عليهم
ليعودوا بالفعل وتمر الايام روتينية بينهم حاول فيها محمود التقرب من ورد والاهتمام بها حتى لا تشك فى أمره
حتى مرت الايام وجاء موعد الولادة
وتجهزت ورد للسفر مع والديها ومحمود نحو القاهرة حيث المستشفى التى سوف تضع بها ورد مولدتها الأولى
أمسكت ورد بيد محمود وقالت پخوف خليك جمبى يا محمود متسبنيش انا خاېفة جوى
تمسك محمود بيديها قائلا مټخافيش يا حبيبتى هتقومى بالسلامة وهتبقى زى الفل يا احلى مامى فى الدنيا
ثم ظل متمسكا ييديها حتى غابت عن الوعى وحينها تركها وغادر غرفة العمليات لينزوى بعيدا يبكى بعيدا عن الأعين