روايه
خوفا من أن يفتقدها
حتى وجد يدا تربت عليه بحنوا وكان والد ورد فطالعه بابتسامة واهنة
فقال محروس ايه يا ابنى ما تصلب طولك أكده عاد دى دخلة تولد كيف كل الحريم وهتطلع زى الفل
محمود برجاء يارب يا عمى
ثم وجد الممرضة تخرج من غرفة العمليات فتهافتوا عليها
محمود بلهفة ها طمنينى على ورد عاملة ايه
فجحظت عين والد ورد ثم بكى وهى يضرب كفا بكفا قائلا لا حول ولا قوة الا بالله يا عينى عليكى يا بنتى
ملحقتيش تفرحى بيها ولا حتى تشوفيها
أما والدتها فصړخت ماټت البت من جبل حتى ما تشوفها
بس الحمد لله المهم أن ورد بخير أنا رايح أطمن عليها
فاستوقفه والدها قائلا بس متجولهاش يا ابنى دلوك ولو سئلتك على البت جولها دخلت حضانة عشان تعبانة شوى
عقبال بس لما تقوم بالسلامة وتشد حيلها وربنا يعوض عليها
فاومىء محمود برأسه وحاول يجفف عبراته ويتماسك وأخذ يردد لا حول ولا قوة الا بالله سلم يارب
بخطوات بطيئة
وما أن رأته ورد حتى ابتسمت له وصاحت بخفوت محمود جولى شوفت بنتنا شبهك عاد ولا شبهى
ولكننا عليها زينة أكده وشعرها حلو
فلمعت عين محمود بالدموع وحاول التماسك واقترب منها وانحنى ليقبل رأسها قائلا حمد لله على سلامتك يا حبيبتى
ورد الله يسلمك يا حبيبى بس جلوهم بالله عليك يبعتوا البت عشان عايزة أشوفها واخدها فى حضنى
فصاح محروس بمرارة جولنا ايه يا حچة مش أكده
فدارت أعين ورد فى وجوههم الحزينة وشعرت أن روحها انسحبت من جسدها وقالت بفزع انتم مخبيين عليه حاچة بتى فين جرللها حاچة
هاتولى بتى ولا جومونى أنا ارحلها
ثم حاولت القيام ولكن سرعات ما صړخت من الألم
فصاحت ورد مش هستريح غير لما أطمن على بتى
محمود صراحة البت تعبانة شوية ودخلوها الحضانة وبيقولوا يومين كده وهبقى زى الفل تكونى انت شديتى حالك شوية
فأبعدت ورد يده عنها وقالت بقسۏة مصحوبة پألم انت هتتكدب عليه يا محمود صح
فصړخت والدتها بقلب متمزق متعشموهاش وخلاص هى أكده أكده هتعرف
ثم تابعت بكسرة بتك يا ضنايا سبقتك للچنة فاستعوضى الله وبكرة ربنا هيكرمك تانى وتالت معلش يا حبيبتى ده نصيب وقدر وانت مؤمنة بالله
نزل الخبر على ورد كالصاعقة وجحظت عينيها وفتحت فمها ولكن لم تستطع إخراج ولا كلمة ثم اغشى عليها من الصدمة
فصړخت محمود ورد ورد
ليسرع والدها بإحضار طبيب خشية أن يفتقد ابنته الوحيدة
ليأتى الطبيب فى الحال ويخبرهم أنه شىء طبيعى لما تعرضت له من صدمة وسيحقنها لتنام لفترة حتى تهدىء وعليهم أن يساعدوها لتخرج من تلك المحڼة
والدة ورد استرها يارب على البت اللى حلتى
استغفر الله العظيم كان مستخبيلك ده كله فين يا ضنايا
زفر محروس بضيق قدر ولطف يا ام ورد وادعى ربنا ينجيها بس الأول وبكرة ربنا هيعوضها وتملى البيت عيال لغاية ما تزهق
فرفعت والدتها بصرها للسماء وامنت يارب
اما محمود فانسحب للخارج لكى يبكى بمفرده ويخرج كل ما فى جبعته ليفرغ ما فى صدره
ثم عاد اللى الغرفة وجلس بجانب ورد وأمسك بيديها يقبلها وظل هكذا حتى المساء حتى بدئت تستعيد وعيها ولكن عندما استيقظت اخذت تصرخ بتى بتى
محمود وحدة الله يا ورد وقولى يارب
هى دلوقتى فى مكان احسن
ورد مش جادرة اتحمل عاد يا ناس يعنى أدخل بيها وأخرج من غيرها
اه يا ڼار جلبى
صبرنى يارب من عندك
وانا رايدة أمشى من إهنه واعاود البلد مش جادرة اجعد فى المستشفى المشئومة دى
محروس هدى حالك يا بتى وجولة يارب عشان ربنا يكرمك ويعوضك خير بإذن الله
وماشى هطلع اشوف تنفعى تخرجى دلوك ولا لسه لما تشدى حيلك شوى
فصاحت ورد جولت هطلع ان شاء الله أموت
بس الأول خلونى أشوف بتى ولو نظرة واحدة جبل ما امشىى
محمود پألم يعتصر قلبه مهينفعش خلاص زمانها ادفنت يا ورد انا كلمت واحد صاحبى يقوم بالمهمة دى عشان أنا مش هستحمل
فصړخت ورد يعنى كمان حرمتونى إنى أطلع لبتى ولو دجيجة واحدة
أكده حرام والله حرام
يلا مشونى دلوك عايزة أروح بيتى عاد وأجفل على نفسى مريداشى أشوف ولا أكلم حد
وبالفعل عادت ورود إلى منزلها حزينة منكسرة ولم تجدى معها اى كلمات لتواسيها
بل دخلت فى نوبة اكتئاب دامت لشهور
ولم يستطع محمود أن يخرجها من تلك الحالة حتى أنها رفضت العودة لممارسة عملها فى المدرسة وأجبرت محمود أن يقدم لها استقالة
ثم مر على ذلك وقت طويل لم يقدر الله لها الحمل مرة أخرى فزداد حزنها حتى جاء اليوم اليوم التى طرقت بابها جارة لها تسمى منى ومعها ابنتها الصغيرة سلمى
فرحت بها ورد كثيرا ومدت يدها لحمل الصغيرة فتعلقت بها سلمى
ورد اتفضلى يا حبيبتى
فولجت للداخل وبدأت منى الحديث كيفك يا ام جلب ابيض بسئل عليكى ديما وبدعيلك ربنا يعوض صبرك خير
ورد بابتسامة شاحبة يارب تسلمى
منى صراحة كنت چاية وطالبة منيكى تخلى سلمى عنديكى عشان نازلة انا وأبوها البندر تشتروا ليه اوضة اطفال عشان عتكبر خلاص وتنام لحالها
فابتسمت ورد وقالت بترحاب اهلا اهلا بسلومة حبيبة جلبى ومبروك عليها الاوضة عجبال لما تچيبى چهازها روحى وأنت مطمنة عليها يا حبيبتى
منى خابرة أنها هتكون مع امها بردك يا ورد عشان أنت جلبك ابيض وعتحبى العيال جوى عشان أكده ملجتش حد غيرك استئمنه على بتى
ورد بإمتنان تسلمى والله يا منى وانا أحب الاطفال دول احباب الله
توكلى على الله أنت مع السلامة
فخرجت منى فضمت ورد الصغيرة على صدرها وتسلل إليها احساس الفرحة التى غابت عنها منذ زمن طويل
وأخذت تغنى لها وتلاعبها وتطعمها وتنظفها وتمشط لها شعرها وتنثر العطر عليها حتى تعلقت بها الصغيرة
وفى نهاية اليوم جاءت منى
منى بحرج معلش طولت عليكى يا حبيبتى
تعالى يا سلمى اكيد تعبتى ورد كتير
فبكت الصغيرة وامسكت بملابس ورد
فضحكت منى قائلة شوف البت اوماك نسيتى امك
بس ايه الحلاوة دى كلاتها ليك حق عاد تتعلقى بيها عشان شكلها دلعتك كتير جوى
ثم طرئت على خاطرها فكرة
فصاحت منى ايه رئيك عاد يا ورد تفتحتى حضانة ينوبك ثواب فى العيال اللى أمهاتهم عتشتغل ولا تكون وحدة وراها مشوار كيفى أكده ومش خابرة تودى عليها فين
فابتسمت ورد قائلة فكرة حلوة جوى يا منى
عشان عحب الاطفال جوى
منى خابرة يلا ابدئى نفذى