الأربعاء 04 ديسمبر 2024

روايه

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وانا عليه عجبلك زباين كتير جوى 
فنظرت لها ورد بإمتنان ثم غادرت 
وعندما عاد محمود من عمله استقبلته ورد بابتسامة فتعجب فمنذ فترة طويلة لم تستقبله بتلك الابتسامة التى عاهدها عليها منذ تزوجها وافتقدها كثيرا 
فابتسم لها بحب وقال ايه الجميل شكله رايق وصافى 
وحشتنى اوى ضحكتك الحلوة دى يا وردتى 
ورد من النهاردة هتشوفها كتير يا حبيبى بس بشرط توافق على حاجة اكده 
محمود انا موافق من غير ما تقولى المهم ترجع ابتسامة ورد حبيبى من تانى 
وبالفعل وافق محمود على طلبها ليخرجها من الحالة النفسية التى تمر بها منذ فترة 
وساعدها والدها فى تجهيز الشقة فى الطابق الاول لتكون حضانة كما اشترى لها على نفقته الخاصة كل ما يلزمها 
فاحتضنت والدها بحب قائلة تعيش ليه يا أبوى متحرمش منك 
محروس ولا منك يا ضى عيونى 
وبدئت ورد تمارس عملها بحب مع الأطفال الذين تعلقوا بها فنالت استحسان اهاليهم وتوافد عليها الكثيرين لسمعتها الطيبة وعشقها للأطفال وتناست معهم همومها وعادت لها الحياة من جديد 
وشعرت بالفرحة والسعادة تتسلل إليها وتزداد يوم عن يوم 
لكن للاسف لا شىء يدوم 
وستتحول السعادة إلى کاړثة ستغير مجرى حياتها 
رفعت مريم بصرها من خلال زجاج سيارتها الحديثة إلى تلك البناية للتأكد من إنها البناية المنشودة التى تقطن بها ورد التى تدير حضانة جنة الأطفال 
ليسرى فى جسدها شرارة الإنتقام الذى قطعت من أجله تلك المسافة الطويلة من القاهرة إلى أقصى الصعيد 
ثم تناولت حقيبتها وأخرجت منها نقابا بلون قلبها الأسود ووضعته على وجهها ثم حملت تقى تلك الصغيرة التى بالكاد تمت عامها الأول ونظرت إلى وجهها البرىء وبسبب إبتسامتها الملائكية كادت للحظة أن تتراجع فيما تنوى فعله ولكن سرعان ما نفث إبليس فى أذنها لتتم ما أمرها به فهى إبنته المطيعة 
هى بنت إبليس 
صعدت تلك الحية التى فى صورة إنسان إلى الطابق الاول تحمل الصغيرة بيد وباليد الأخرى حقيبة بها ما يلزمها حفاض وطعام وزجاجة ماء 
ثم توقفت قليلا أمام الباب لتلقط أنفاسها وتسيطر على دقات قلبها المتعالية قبل أن تضع يدها الأثمة على الجرس ليصدر رنينا تنبهت إليه ورد فأسرعت لفتح الباب 
لتجد أمامها سيدة منتقبة تحمل طفلة صغيرة وديعة فابتسمت لها بحب قائلة اهلا بحضرتك 
فاجابتها بنت إبليس اهلا بيكى يا حبيبتى 
انا سئلت فى المنطقة مين أحسن وحدة تراعى بنتى فى غيابى والكل أجمع عليكى 
عشان كده بستأذنك تستضيفى بنتى تقى لغاية الساعة خمسة كده عقبال ما أقضى مشوايرى 
ابتسمت ورد لتلك الملاك الصغير ومدت يديها لها قائلة بس كده دى هتكون فى عنيه 
ومټخافيش عليها واصل يا
أم تقى وتقدرى تروحى مشوارك 
هو بس رسم الإستضافة خمسين جنيه وتسيبى حضرتك رقم تليفونك 
بنت إبليس تمام مش هوصيكى عليها وخدى الشنطة دى فيها البامبرز وزبادى وببرونة فيها مية ياريت كل ما تعطش تشربيها منها لإنها مية معدنية لإن معدتها بتتعب من المية العادية 
ورد حاضر ربنا يحفظها السكر 
لتطلق بعد ذلك بنت إبليس مغادرة سريعا بسيارتها عائدة نحو القاهرة مجددا 
أما ورد فاحتضنت الصغيرة بحب وتسلل إليها شعور غريب عندما عناقتها بخلاف كل الأطفال التى لديها 
فتعلق قلبها بها ولم تشىء أن تتركها وظلت تحملها وتسير بها فى الحضانة ثم جلست لتطعمها وتسقيها من زجاجتها الخاصة حتى نامت 
فتركتها لبعض الوقت على السرير المخصص للرضع لتباشر عملها حتى انتبهت بعد مضى وقت من الزمن إلى بكاء الصغيرة فحملتها وسقتها مرة أخرى من تلك الزجاجة 
ولكن زاد بكاء الصغيرة وتلون وجهها بالزرقة وضعفت أنفاسها 
فدب الفزع فى قلب ورد ورددت لا حول ولا قوة الا بالله 
مالك بس يا بنتى ما كنتى كويسة من شوية 
أستر يارب عشان دى أمانة عندى 
لما أحاول اتصل بأمها وأقولها تعبانة تيجى نلحقها 
ولكن وجدت هاتفها مغلق لتحاول مرة أخرى لتسمع نفس الرسالة الهاتف الذى تريد الوصول إليه مغلق 
فحدثت نفسها لا أنا مش هستنى لما البت يجرالها حاجة 
أنا هجرى بيها على المستشفى حالا 
ولكن المۏت كان أسرع إلى تلك الصغيرة ف عندما وصلت بها إلى المشفى كان قد إنقطعت أنفاسها وهمدت بين يديها بدون حركة 
فصړخت ورد وصاحت دكتور بسرعة البنت بټموت 
فأسرع إليها أحد الأطباء وحمل الطفلة لغرفة الطوارىء سريعا ليسعفها ولكن للأسف وجدها قد فارقت الحياة 
فنظر إلى ورد بحزن وقال للأسف البنت ماټت 
فصړخت ورد ولطمت خديها بحسرة وصاحت يا مصيبتى ماټت !!
ده أنا كده هروح فى داهية هقول ايه لأمها لما تيجى تاخدها 
الطبيب بإستفهام مش حضرتك والدتها !
ورد پبكاء لا يا دكتور انا كنت قاعدة بيها فى الحضانة عقبال لما أمها ترجع تاخدها 
وكانت كويسة وفجأة أكده أزرق وجهها وطلعت فى الروح 
الطبيب بإندهاش إزاى إنت أكلتيها حاجة ولا شربت حاجة ملوثة 
ورد لا أبدا اكلتها الوكل اللى چبته أمها ليها وحتى المية شربت من القزازة بتعتها عشان أمها قالت إنها تعبانة ومعتشربش غير مية مخصوص 
يارتنى ما وفقت أخدها هعمل ايه دلوك 
الطبيب للأسف هتتعرضى للمسئولية القانونية لانى لازم أبلغ عن الحالة لأن بالكشف الۏفاة مش طبيعية ابدا 
ولازم المية اللى بتقولى عليها دى تتحلل 
فوضعت ورد يدها على رأسها وشعرت پالنار تاكل فى أحشائها وانهمرت دموعها ساخنة على وجنتيها 
لتمتم پقهر لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 
يارب انجدنى من اللى انا فيه ده أنت عارف انى مظلومة ومليش يد فى اللى حوصل 
ثم أخرجت هاتفها واتصلت على زوجها محمود الذى وقع الخبر عليه كالصاعقة وقال بفزع انا جى حالك متقلقيش يا حبيبتى وهجيب كمان معايا محامى 
ورد بإنكسار وهات معاك أبوى كمان يا محمود 
محمود حاضر يا حبيبتى مسافة السكة ونكون عندك 
كما طلب الطبيب الشرطة بالفعل لتأتى للتحقيق فى الواقعة
واڼهارت ورد فى التحقيق حتى أشفق عليها الضابط لحدسه أنها صادقة وايضا ملابسات الحاډث غريبة والام لم تظهر وهاتفها مغلق 
وبعد تحليل المياة المذكورة ظهر لها احد السمۏم الكفيلة بالقضاء على الطفلة فى الحال 
فتعقدت القضية وأمر وكيل النيابة بحبس ورد على ذمة القضية وجمع التحريات حول المتهمة ومحاولة معرفة نسب الطفلة من خلال نشر صور لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي 
والتحريات أظهرت أن ورد مثال للأمانة والخلق الطيب
فطلب وكيل النيابة الزوج للحديث معه بشأن القضية 
فتمثل محمود بالفعل أمام وكيل النيابة 
وكيل النيابة اتفضل اقعد 
فجلس محمود ولكن ظهر على وجهه الخۏف وعلى جوارحه الارتباك وأخذ يفرك فى يديه 
فتعجب وكيل النيابة ودخل فى قلبه الشك وقرر أن يضغط عليه فى التحقيقات ربما يخرج منه بمعلومة تفيد القضية 
وكيل النيابة اسمك وسنك وعنوانك 
محمود محمود اسماعيل والسن ٣٣ والعنوان 
وكيل النيابة البطاقة لو سمحت 
فناوله محمود البطاقة 
ليندهش وكيل النيابة أنه من مواليد القاهرة وايضا محل سكنه الجيزة 
اندهش وكيل
النيابة من العنوان المذكور فى البطاقة 
فسئله انت من مواليد القاهرة ومحل سكنك هناك امال ايه

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات