روايه
جابك الصعيد
توتر محمود وابتلع غصة مريرة فى حلقه ولكنه حاول الثبات وابتسم ابتسامة صفراء قائلا النصيب يا باشا اشتغلت هنا ولما لقيت بنت الحلال استقريت هنا
فضيق وكيل النيابة عينيه ورفع حاجبيه واستند بظهره على مقعده وقال قولتلى النصيب
تمام يا استاذ محمود تفتكر مين يكون مسئول عن مۏت البنت دى
ثم تابع
وايه يخليها تعمل كده أصلا والبنت غريبة عنها
زفر محمود بضيق مهو ده السؤال !!
البنت دى مين ومين الست اللى كانت معاها وليه اختفت
على العموم تتقدر تتفضل يا استاذ محمود
فغادر محمود ولكن وكيل النيابة أصدر قرار بالتحرى عن محمود فى محله سكنه بعد أن أدرك أن هناك سرا يخفيه
منذ فترة ولكنه ظهر فى الفترة الأخيرة عدة مرات عند طليقته وكان يصطحب فتاة صغيرة
مواصفاتها بنفس مواصفات الفتاة التى لقت حتفها عند المتهمة ورد
والغريب أيضا بعد تكثيف التحريات بعد أن ايقنوا أن وراء مۏت تلك الفتاة محمود
وهنا وضع وكيل النيابة يده على مقدمة راسه وقال بعد تفكير طويل
يعنى البت دى من مراته الأولنية وعمل القصة دى كلها عشان يتخلص من مراته التانية ورد
طيب ليه
وإزاى يهون عليه بنته ده اكيد مش أب ده شيطان
مع انه مش باين عليه ده غير حزنه اللى واضح على ورد معقول يكون ده تمثيل !!
ثم طلب وكيل النيابة بإستدعاء محمود لمواجهته بما نسب إليه
وبالفعل تم القبض عليه ووقف أمام وكيل النيابة يرتجف وكلماته خرجت منه متلعثمة قائلا پخوف فيه ايه يا باشا انا عملت ايه عشان تجبونى على ملا وشى كده
فوقف وكيل النيابة وسار إليه وهو يطالعه بمكر ثم رفع إليه صورة الصغيرة وقال بصوت جهورى أفزعه تقى محمود الشهاوى
ثم رفع نظره الي وكيل النيابة بنظرة رجاء تعجب لها وكيل النيابة قائلا بلهفة لقيتوها يا باشا
قول إنكم لقيتوها دى وحشتنى اوى اوى
هى فين باشا ارجوك قولى وطمنى عليها
وللحظات تجمدت الډماء فى جسد وكيل النيابة وأمسك برأسه وحدث نفسه طيب اقول ايه دلوقتى
ايه اللغز ده انا احترت بجد !
بس برده لازم أوجهه بالحقيقة يمكن برده يكون ده تمثيل
فأخرج له صورة أخرى لنفس الفتاة بعد مۏتها
وعندما رأه رآها محمود صړخ پألم لااااا مش معقول
بنتى ماټت لااا
لا دى اكيد بنت شبهها قول يا باشا انها مش بنتى وان بنتى عايشة وهخدها فى حضنى وهرجعها لحضن امها اللى اترحمت منه بسببى
فصاح وكيل النيابة للأسف بنتك ماټت يا محمود
فصړخ محمود لا إزاى ومين عملها وليه
ده طفلة ملهاش ذنب !
ثم انهار وجلس يبكى ويردد اسمها تقى تقى
ازاى تموتى قبل ما أخدك لأمك اللى اتحرمت منك وافتكرتك موتى بعد الولادة
يااااه يعنى كده خلاص موتى يا تقى بجد مش تمثيل
طيب هكفر عن ذنبى إزاى دلوقتى لورد
وانا كان عندى أمل لما أرجعلها نبتدى صفحة جديدة من غير كدب ولا خيااانة
ااااه يا قلبى حاسس هيوقف عليه وھموت من بعدك يا تقى
بنتى بنتى بس مين اللى غدر بيها
وحينها صاح وكيل النيابة بإنفعال انت هتشتغلنى يلا
ايه الفيلم اللى انت عمله ده
وانا فاهم اللعبة كويس وزى المثل اللى بيقولوا عليه ېقتل القتيل ويمشي فى جنازته
أنت جنسك إيه بالظبط شيطان عشان ټقتل بنتك طفلة صغيرة عشان تخلص من مراتك
ليه كده ما كنت تطلقها
بالمعروف أحسن وتعيش مع الست هانم اللى كنت مجوزها قبلها وهى متعرفش
وهنا صړخ محمود وانهار باسم زوجته الأولى ايوه مفيش غيرها يا باشا هى اللى عملت كده
هى اللى قټلت بنتى عشان تحسرنى عليها هى الشيطانة اعدموها يا باشا واعدمونى معاها عشان انا السبب انا اللى وفقتها فى الاول انى أحرم أم من بنتها واقول عليها ماټت عشان تاخدها هى تربيها
انا اللى غلطان انا اللى غلطان
يارتنى ما سمعت كلامها بس كان ڠصب عنى صدقنى يا باشا كانت بتتهدنى أتسجن وتيجى تقول لورد على الحقيقة وانا كنت خلاص أتعلقت بورد ومقدرش أبعد عنها
ضيق وكيل النيابة عينيه ومسح على شعره وقال بإرتياب لا ده أنت شكلك حكاية بجد
أقعد كده وفهمنى الحكاية من أولها ومين الست اللى بتكلم عنها دى أظن مراتك الأولى صح !
محمود بإنكسار وقهر ايوه يا باشا
وهحكيلك كل حاجة
وبدء محمود يقص عليه منذ بداية زواجه من مريم الدكتورة التى قامت بولادة ورد
انا يا باشا اتجوزت مراتى الدكتورة مريم عن حب لما شوفتها صدفة فى المستشفى كانت لسه بتدرب
وكنت للأسف شايفها ملاك نازل من السما وكنت بعد الايام فى فترة الخطوبة عشان نجوز لإنى كنت بحبها جدا ونفسى تكون حلالى ويتقفل علينا باب واحد
وهى كانت طول فترة الخطوبة مثال للبنت الملتزمة المتربية الحنينة بجانب انها دكتورة فكنت طالع بيها السما وبفتخر بيها فى كل مكان
لكن للاسف كل ده كان فالصو من اول يوم جواز وهى قلعت برقع الفضيلة وظهرت على حقيقتها
كإنى معرفهاش
طلعت إنسانة حقودة والشړ مليها ومش بتحب الخير ابدا لحد حتى زمايلها وعايزة ديما تكون متسلطة وهى إلى فى ايديها القرار وتمشينى زى ما هى عايزة
ومع الوقت كمان لقتها بتعايرنى إنى مجرد مدرس انما هى دكتورة واحمد ربنا اوى إنها رضت واتنازلت واتجوزتنى
وده خلانى اكرهها ومبقتش قادر أبص فى خلقتها وبقيت أبعد عن البيت على قد ما أقدر عشان أتجنب المشاكل معاها
لغاية مدخلت البيت مرة ولقتها على غير عادتها بټعيط ومکسورة فتعجبت لأنها ديما قوية اوى ومش يأثر فيها حاجة
وكان فيه ورق جنبها فسحبت الورق وهى مش واخدة بالها لأنها كانت فى حالة اڼهيار وبتعيط وحط ايديها على وشها
واتفجئت إن الهانم عندها مشاكل ويستحيل تخلف
وصراحة قولت فى نفسى ربنا مبيسيبش ومن أعمالك سلط عليكم وقولت خلاص كده فرصة أخلص من عيشتها بحجة وكل واحد يروح لحاله
وعشان كده مهمنيش دموعها ومأثرتش فيه وقولتلها بتعيطى ليه هو أنت عندك إحساس أصلا زينا
فرفعت عينيها ليه ولأول مرة بشوف فيها نظرة انكسار وحزن واتفجئت إن أن الورق فى ايدى يعنى عرفت انى عرفت الحقيقة
فلقتها قامت وبكل برود مسحت دموعها وخطفت الورق من ايدى وقالت وهى بتصرخ أنت إزاى تدخل عليه كده من غير ما تعمل اى صوت وتسمح